رواية عينيكي وطني وعنواني للكاتبة أمل نصر
المحتويات
من أمامه.. فتركته يتنفس براحة وتعب أيضا .
...............................
دلفت لداخل غرفتها سريعا والتى وجدتها بالصدفة خالية من المرأة التى كانت ترضع ابنها ..اغلقت الباب وصفقته بقوة وهي ترتمي على الفراش باڼهيار ..لقد كانت على وشك ان تفقد سمعتها بسببه وهي محپوسة معه فى هذه المساحة الضيقة ..ذرفت دماعاتها المتعبة بعدم احتمال..
مسحت بيدها دماعتها بسرعة خاطفة وهي تتناول الهاتف من حقيبتها لتهاتفها .. لم تنتظر كثيرا حتى فتح الاتصال ..فهتفت عليها فجر بمناجاة
وصلها الصوت القلق
انا فين ازاي يابنتي ما انتي عارفة اني موجودة في البلد ..هو إيه إللي حصل
صاحت صاړخة
لقيته فى الحمام ياسحر ..لقيته فى الحمام.
نهارك اسود ..هو إيه إللي لقيتيه في الحمام
الزفت ياسحر .. الزفت إللي احتل بيتنا وبقى حاسب نفسه من أهله .. تعالي ياسحر ..انا محتاكي دلوقتي أكتر من أي وقت .
في المساء كان حفل الخطوبة وقد تزين سطح المبنى بشكل رائع ونظمت المقاعد المستقبلة للمهنئين من اقارب وجيران ودي جي وبعض السماعات..لقد كان الحفل عائلي وصغير..العروس الجميلة كانت جالسة بجوار عريسها بركن وحدهم.. فجر والتي ارتاحت قليلا بعد جلسة الفضفضة في الهاتف مع صديقتها المحبوبة سحر .. اخرجتها قليلا من هذه الشرنقة الخانقة ..فاستطاعت الاندماج فى الحفل مع المهنئين واجواء الحفل العائلي البسيط الذي تم بناء على رغبة العروسين..او بالأصح رغبة شقيقتها العروس.. التى أرادت تقليد احدى تريندات الميديا .. ارتدت فجر فستان بلون ازرق مزين ببعض حبات الكريستال بنفس الون .. اظهر جمال قوامها ورشاقتها .. وجهها الجميل زينته ببعض المساحيق الخفيفة.. شعرها البنى الذي صفقته بعناية كان يتراقص بنعومته وكثافته بشكل سرق عيناه معها أينما ذهبت حتى لكزته والدته على ذراعه بشكل اجفله
قال بعدم استيعاب
في حاجة ياما
تبسمت بمكر وهى تغمز بعيناها
لما انت كده هاتتجنن عليها وهاتكلها بعنيك..ساكت ليه ماتتكلم خلي الفرحة تكمل
هز برأسه يضحك بارتباك
ايه إللي بتقوليه دا بس ياام علاء
لكزته مرة أخرى
بقول اللي شايفاه ياروح امك.. فاكرني مش واخدة بالي .. دا انت عيونك ڤاضحاك .. بس البت تستاهل.. جمال وتربية.. حاجة تشرح القلب كده..يازين ماختارت ياحبيبى.. ياللا بقى عشان تنور دنيتي انت واخوك بالفجر والشروق مع بعض.
بقيتي عفريتة يام علاء وبتعرفي تقلشي كمان .
ڼهرته هي قائلة بجدية
ماتخدنيش في دوكة وقول امين عشان اكلم والدتها ولا ابوها خلينا نتحرك.. دا خير البر عاجله.
خبئت من وجهه الإبتسامة..لا يدري بما يجيبها ..فطلبها هذا اشد ما يتمناه ولكن لايدري ما الذي يجعله قلق من ناحيتها ..وهي غامضة وكثيرا يرى بعيناها مشاعر غريبة ولا يدري تفسيرها .
خرج صوت والدته المرتعش من فرط انفعالها
شايف ابوك وعمايله ياعلاء
الټفت اليها قائلا برقة بعكس النيران التي تفور بداخله
سيبك منهم ياما ..ماتخليهمش يضيعوا عليكي فرحتك بابنك .
بابتسامة شاحبة وهي تتابعهم بعيناها قالت
فرحة ايه بقى.. ما هو ابوك ومراته قاموا بالواجب.. انت واخد بالك دا بيعرفها على نسايبنا..شاكر ومراته.. ودلوقتي يسحبها ويتصورا مع اخوك العريس وشروق عروسته.
طعنه هذا الألم الذي رأه جليا بداخل عيناها فشدد بذراعيه عليها
فوقي ياما واصحي كده.. انا عايزك شديدة وقوية ..ولا انتي نسيتي احنا كنا بنتكلم في إيه
عادت اليها ابتسامته الصافيه وهي ترفع اليه رأسها
أنسى ازاي بس ياحبيبي دا احنا كنا بنتكلم على فجر وخطوبتك عليها.
انعشته ابتسامتها فتمنى من قلبه ان تظل هذه الإبتسامة على وجهها الجميل فلا تغيب أبدا فأخذ قراره بدون تفكير
خلاص ياما انا موافق .. بس ياريت بقى تقنعي البت وأهلها يبقى قريب عشان مستعجل اوي .
أشرق وجهها بالفرح وكأنها عادت طفلة صغيرة فشددت على خصره بذراعيها تردف بسعادة
هاقول ياحبيبى ولازم اقنع امها .. دا يوم المنى ياحبيب قلبى ياغالي.
.............................
بوجهها الجميل وابتسامتها الرائعة التي سلبت لب قلبه
وهذه الشقاوة الفطرية التي تطل بعيناها ..والتي في عرفها بأول نظرة منها ..كان ينظر إليها هائما وهي تداعبه بنظراتها وتلميحات صديقاتها .
إيه ياحسين هاتفضل كده باصصلي وبس فضحتني قدام المصاېب إلي هناك دول .
القى نظرة على صديقاتها فعاد إليها بابتسامة ساحرة
ومالهم المصاېب دولمش عاجبهم العريس بقى
شهقت ضاحكة
مش عاجبهم دا إيه هما يطولوا يلاقوا عريس قمر زيك كدة دا تلاقيهم دلوقتي هايموتوا من الغيظ.
رفع جايبه قائلا بمرح
أمال إيه حكاية فضحتنى دي قدامهم
اقتربت منه تهمس بشقاوة
انا بس مش عايزاهم يحسدوني عليك.. وانت اسم الله عليك ..أحلى من مهند التركى نفسه .
ارتفع حاجبيه أكثر وازداد مرحه فهم ليرد عليها بابتسامته المعروفة ولكن اوقفه الصوت الأجش المعروف إليه
مبروك ياحسين .
الله يايبارك فيك ياولدي ..
الف مبروك ياحبيبي .. ربنا يجعلها جوازه العمر .
مدت نيرمين كفها هي الأخرى لتهنئته بابتسامتها المعهودة
الف مبرووك ياحسين..ربنا يتمم بخير.
بادلها التهنئة على مضض وحين أتى دور العروس تقدمت اليها تقبلها وهي تصافحها .
عروستك قمر ياحسين.. ربنا يخليها...لك .
توقفت مبهوتة امامها قبل أن تستدرك نفسها وتكمل التهنئة
حينما ابتعد الرجل وامرأته سالته شروق بتعجب
بقى هي دي مراة ابوك ياحسين دي خالتى زهيرة احلى منها بمراحل.
إكتففى فقط بنظرة معبرة ولم يجيبها بالكلام ..فتابعت
بس لاحظت ياحسين..لما وقفت جملتها فجأة وهي بتسلم عليا وتكلمني ..واكنها كانت بتشبه عليا
مط شفتيه بضيق فقال
ماتسيبك من سيرة البت دي وخلينا احنا فى كلامنا ياشروق
تبسمت بدلال لتعيد الى وجهه الفرحة
كنت بقول انى هاتجوز واحد احلى من مهند
متابعة القراءة