رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


بتاعتك خالص
وتابع بعتاب
قد كدة رحيم مبقاش فارق معاكي 
أنا بټعذب يامريم وقلبي مش متحمل جفاكي .
ابتلعت غصتها بمرارة وأردفت بقلة حيلة
لو تعرف قد ايه إحساسك ده ميجيش نقطة في بحر من إحساسي 
واسترسلت حديثها ودموع عينيها بدأت بالنزول
طيب انت بتدخل بيتك بتقعد وسط أخواتك ووسط عيلتك بينسوك مريم شوية 

أما أنا بدخل بين حيطان المكان ده بقاسې وحدي وبمسح دمع عيني لنفسي وبداوي وبطبطب علي قلبي لنفسي 
صدقني لو قلت لك شعور اليتم قد إيه قاسې وموجع مش هتتصور 
وضيف عليهم شعور الوحدة وشعور الخۏف من إللي جاي .
ود لو يهرب بها في مكان يعيشا به سويا بعيدا عن الزمان والمكان وتطوقهم غابات النسيان 
تحرك من مكانه ووقف قبالتها وتحدث وهو يحاول تهدأتها
ليه كده ياحبيبتي بټعذبي نفسك وتصعبيها عليكي .
رفعت مقلتيها الدامعتين وهتفت بمرارة
ما باليد حيلة وحبيبتك جار عليها الزمان وحتي الإنسان مرحمهاش .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بأمل
صدقيني بعد المحڼ منح وربنا مش بيبتلي إلا عبده إللي بيحبه 
وأنا شفت فيكي الصبر إللي يهد الجبال متيأسيش .
شبكت يديها بتعب واردفت
بس مبقاش فيا حيل والجبل هزه الريح يارحيم .
اقترب منها وردد بوله
الله اسم رحيم من بين شفايفك وحشني أوي يامريم.
اهتزت من طريقته ونظراته واعتراها الخجل الشديد ثم تحمحمت ونطقت بتوتر
وقف قلبك يارحيم علشان ۏجع البعاد ميبقاش مر .
علي نفس نظرته المشتاقة وبنفس طريقته المسحورة بها أكمل
قلب رحيم وروحه وعمره وكله بيقول لك مفيش فراق ومفيش بعاد ومسيرك هتستقري هنا .
أنهي كلامه بغمزة من عيناه ويداه استقرت نحو قلبه مما جعل وجهها يكسوه الحمرة من الخجل الشديد ولم تقدر أن تتفوه ببنت شفة 
أما هو أكمل 
وحشتني شفايفك وهي بتنطق بحبك يارحيم .
أحست بأنهم علي وشك الإقتراب من الخطړ بسبب وحشتهم لبعض فابتعدت عنه قليلا ورددت
علي فكرة إللي إنت بتقوله ده حرام وقربك مني حرام ووقوفنا هنا لوحدنا حرام وكل كلمة قلتها لي ونظرة بصتهالي مش من حقي ولا حقك اهدي بقي من فضلك.
خرج من حالة الوله التي اعترته جراء قربها بسبب كلماتها ونطق بقلة حيلة
أعمل إيه مانتي إللي بعدتي وأعلنتي عصيانك عليا وأنا مبقتش عارف أركز في
أي حاجة بسببك .
تنهدت بضيق وأردفت بإبانة
هو أنا السبب ظروفي وظروفك مينفعوش مع بعض وبحكم الجميع 
وتابعت بشرود وتيهة
أنا لو عليا أعيش معاك في أوضة في الحلال ويجمعنا ببعض الحب الهادي الجميل لكن وأه من كلمة لكن .
بعينين حادتين هتف بتصميم
لكن مين دي ! 
مفيش حاجة غير اني مش هبعد ولا هستسلم بس عايز منك وعد بالصبر ياعمري .
أخذت نفسا عميقا ووعدته 
أوعدك إن قلبي هيفضل ملكك وإن مهما طال العمر مفيش غيرك وهستناك .
قالت كلماتها وتركته وهي تهرول من أمامه مسرعة ودقات قلبه تدق پعنف شديد 
أما هو ابتسم وهدئ من مجرد لحظات في قربها وميثاق من لسانها 
نظر سماءا وهو يدعي ربه بتمني 
اللهم اكتبها لي واجعلها من نصيبي 
اللهم إني عبدك جاء اليك متوسلا راجيا كرمك أن تجمعنا في الحلال الذي لانرضي سواه 
أنهي دعاؤه وجلس علي الكرسي الموضوع سائحا في الملكوت وهائما في عشق المريم 
وتردد في أذنيه مقولة قد قرأها لمحمود درويش
لا أنت بعيد فأنتظرك ولا أنت قريب فألقاك.
ولا أنت لي فيطمئن قلبي ولا انا محروم منك فأنساك.
انت في منتصف كل شئ.
وفجأة سمع صوت رقيق خلفه يردد
ياه ده إنت عاشق ودايب وهيمان يارحيم .
نظر خلفه وابتسم مجيبا
القلب له أحكام وحكمه عليا قاسې أووي وهو الحرمان.
جلست بجانبه وأشادت بنصح
ربك قلبه كبير وصدق الحكمة 
فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لاتفرج 
متيأسش وخليك مصمم على هدفك طالما متأكد من حبك وإنه مش مجرد تعلق .
رفع حاجبيه باندهاش وتسائل
هو ازاي أعرف إنه حب ولا تعلق 
ابتسمت ومسحت علي كف يديه بحب وتحدثت 
هسألك شوية أسئلة وبعد ماتجاوب هتكتشف بنفسك تمام 
أشار برأسه مرددا
ماشي اسألي وأنا كلي أذان صاغية.
تحمحمت وبدأت بالسؤال الأول 
قبل ماتشوفها وعينك تيجي في عيونها لأول مرة كان ساعتها إحساسك هو نفسه إحساسك لما عيونك شافت غيرها صدفة 
أجابها بنفي 
عمري ماكنت بركز لو عيني

جت في
 

تم نسخ الرابط