رواية ميراث الندم (الجزء الأول من الفصول) للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز

عنه بعد ذلك وهي تدلف خلفهم بعد اغلاقها للباب وبداخله تخمن سبب الزيارة الغريبة.
القت شربات تحيتها الفاترة على والد زوجها ووالدته قبل أن تجلس مقابلهم وبجوارها ولدها الذي تكتف بذراعيه متحفزا تبادرهم الحديث بمسكنة
انا جيالكم من ورا فايز دا حالته ما يعلم بيها غير ربنا لحد دلوك ما مصدج معجول يا عم انت تظلم ولدك وتفرخه من ورثة البيت كيف يعني أكيد الكلام ده في سر انا من ساعته بجوله عمي لا يمكن يعمل حاجة زي دي تغضب ربنا منه دا الا الا الظلم الا الظلم.
تغضن وجه عبد المعطي پغضب مكبوت يكبح جماح صب لعناته والسباب على هذه الافعى التي تبث سمومها غير مراعية لوجود ابنها بينهم فجاء الرد من هويدا
هو مين دا اللي ظلم ما تخلي بالك يا مرة اخوي انتي جاية تشكري في الراجل ولا تشتميه ابوي ما موزعش الورث ولا حرم ولده منه كل اللي عمله هو عطية اداها لحفيده اللي مربيه لجل ما يحميه من غدر جوزك ولا انتي فاكرة ان احنا معرفينش بعمايلكم دا صدجي سليم مجهز الخريطة وتصميم البرج اللي كان عايز يبنيه بمجرد بس جوزك ما يحط يده ع البيت بعد ابوي ما ېموت.
امتقعت ملامحها واحتدت عينيها تطالعها بشرر صائحة
وفيها ايه يعني لو كان دا صح زي ما بتجولي ما هو حجه يعني يتصرف فيه زي ما يحب دا حجه اللي انتوا كلتوه عليه وصغرتوه جدام الناس في المندرة بسببه.
جوزك هو اللي صغر نفسه 
هتفت بها هوايدة تنهرها أمام صمت والديها لتتابع مواجهتها بقوة
جوزك هو اللي معملش حساب لسنه لما اټهجم على ابوه بالكلام العفش وكان عايز يأذي ولده ابوي جصد يبلغه في مجلس الكبار عشان الكل يبجى شاهد عليه وهو ما شاء الله متوصاش.
صړخت شربات تدعي القهر علها
تسكت هذه الملعۏنة التي تفحمها برودوها
هما فعلا شهدوا بس شهدوا على الظلم ولا الحج بجى يدارى فيه كمان
لاه ما يدراش. 
صدرت من عبد المعطي يقطع بها صمته الطويل قبل أن يتابع بتشديد
ولما انتي عارفة ان الظلم حرام معملتيش ليه بشرع ربنا ولا خۏفتي منه من ساعة ما اتلميتي على المتعوس ولدي وانت جفلتي عليه بالحنجل والمنجل ومنعتيه عن بت عمه مرته الأولى اللي ليها عليه حج ولده اللي رماه وماكنش حتى يطل عليه وهو عيان ما افتكرتيش مرة تفكريه بالكلمة دي ان الظلم حرام ولا انتي ما تشوفيش غير اللي على هواكي ويمشي مع مصلحتك وبس
برقت عينيها بشدة وجسدها ينتفص حرفيا بفرط انفعاله وهذا الرجل الكهل يبدوا كالجبل أمامها لا يهتز ثابت على موقفه بل ويصدها پعنف يوقفها عن التوصل لأي اتفاقية مرضية بمحايلتها.
احتجت بعدم تحمل تقلب الحديث لناحيتها
جول كدة كل اللي هامك بت اخوك تظلم ولدك وتحرمه من حجه عشانها وجبليها منعته ما يتجوز عليها في البيت عشان المحروسة ما تتأثرش ولا تزعل بعدته عنك وسيبته يأجر برا ويدفع الشيء الفلاني وفي الاخر برضوا مكفكاش
توقفت تطالع وجه سليمة التي أتت على صوت الصړاخ وخلفها ابنها وزوجته لتزيد بغليلها
كفر يا ناس عشان جال اتجوز اللي بيحبها واحدة كارها ومش جابل العيشة معاها تجبروه عليها بالعافية يعني
شربات لمي نفسك وجومي على بيتك.
هدرت بها هوايدة بحزم متابعة غير مبالية پصدمة الأخرى
أبويا جالها لجوزك امبارح اللي يخش البيت ده لازم يحترم صحابه وانت عارفه مين صحابه دلوك.
انتفضت في الاخيرة ناهضة لتسحب ابنها الذي ظل على صمته بملامح ساكنة لا تونبئ بأي شيء وهي تصرخ مولولة بالدعاء المقصود
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا جادر يجيب حجنا هترحوا منه فين هتروحوا منه فين
ظل صوتها يصل لأسماعهم حتى بعد مغادرتها بفترة ليست بقليلة فقد كانت مستمرة بالدعاء غير ابهة بصورتها أمام البشر في الشارع ولا بسمعتهم.
زفر حجازي يخرج الهواء المحبوس بصدره يشيع جده بنظرات لائمة غير راضية مقررا فتح حديثه الحدي معه الان وزوجته من الخلف تمسح بيدها على عظام ظهره بحنو حتى يهدأ أما والدته فكتمت على ۏجعها بصمت اعتادت عليه.
وفي منزل الدهشان الكبير.
أستيقظت على حركته المتواصلة حولها بالغرفة 
لتتمطى على فراشها وتفرد بذراعيها للأعلى بصوت ناعس قبل أن ترفع رأسها بخمول ظاهر تتطلع إليه وقد كان واقفا أمام المراة يمشط شعر رأسه بعد أن تحمم بنشاط كالعادة وبدل ملابس الببتيه لجلباب اسود لامع انعكس على هيئته ليزيده هيبة ورقي لا تنكر أنه يعجبها فهو من تحق له النساء ان تفتخر به بحق وهي تستحق أفضل الرجال.
هتفضلي بصالي كدة كتير 
صدرت منه قبل ان يتلف إليها ويلقي بالفرشاة بإهمال متابعا
الساعة دلوك داخلة على تمانية مش يدوبك بجى تشوفي ايه اللي وراكي.
عادت برأسها على الوسادة تقول بتكاسل
ويعني انا ايه اللي ورايا هروح الزرع مثلا ولا هحلب الجاموسة خليني أريح شوية حكم انا جسمي مكسر..
قالت الاخيرة بمغزى فهمه ولم يعجبه التلميح
تناول شاله الصوفي الصغير يلفه حول رقبته
تم نسخ الرابط