رواية ميراث الندم (الجزء الأول من الفصول) للكاتبة أمل نصر
المحتويات
سائلا
وه وليه الكره دا كله ناحية الراجل يعني عشان خمورجي وصاحب كوباية
تجعدت ملامح بسيوني بضيق شارحا
يا عم غازي افهم الموضوع كبير ويخص بتنا اللي كانت مرة المرحوم دلوك كمان انا مستعد احكيلك على كله.
االقى غازي نحو صهره ناجي والذي مر من أمامهم بصحبة عزب ليتخد مقعده بجواره وكأنه التصق به حتى جعله يستغرب أمره وهذه المبالغة في تأدية الواجب قبل أن يعود منتبها للآخر يجيبه
في المساء
وبعد انتهاء اليوم الأول في العزاء دلف غازي لمنزله بعد أن أدى واجبه كاملا تقديرا لابن عمه عزب في تقليد متوارث بالدعم المؤازة في هذه الأوقات الخاصة من الحزن قبل الفرح لجميع الأفراد حتى لو كان الأمر يخص عائلة أخرى
وجد جدته
على مقعدها بوسط الصالة ممسكة بسبحتها تردد عليها الأذكار.
مسالخير يا ولدي.
خرج ردها بصوت غلفه الحزن ليرتد عليه بتأثر جعله يقرر الجلوس معها متراجعا عن الصعود الى طابقه ليستريح رغم أجهاد جسده المتعب وبادرها بسؤاله
البت روح مش باينة ليه لحجت تنام
نفت تجيبه بتنهيدة مسبقه
لا يا ولدي روح مببتة مع بنات هريدي النهارده مرديتش تسيبهم ولا تسيب البنية التعبانة اهو الحزن لما بيتوزع برضوا بيجل.
لكن هي بت هريدي اللي دي اترملت النهاردة هي الأكبر ولا عزب
على الفور نفت فاطمة بذاكرة نشطة
لا يا ولدي اكبر كيف دي اصغر واحدة فيهم ست وعشرين كمان متمكلهاش في عمر مرتك ويمكن أصغر انا فاكرة زين يوم ولادتها أمها ومرت سعيد ولدي كانوا الاتنين حوامل بس مرة ولدي ولدت جبلها بخمس اتشهر انا افتكرت دلوك زين.
لا ما شاء الله عليكي يا حجة فاطمة الذاكرة حديد صح يعني طب تصدجي بالله انا كنت سمعت فتنة مع الصبح بتجول انها كانت معاها في المدرسة ومكملتش اليوم اها ونسيت لكن انتي...... الله اكبر عليكي.
بادلته استجابة ضعيفة بالابتسام تعقب على قوله
وانا ايه اللي هيخليني انسى بس طب انت مشغول بمېت حاجة انا بجي ايه اللي ورايا
يعني انت متعرفهاش خالص يا غازي ولا مرة شوفتها.
نفى بصدق ظنه
عمري او يمكن اعرفها ومش واخد بالي ما انا مش بركز في الحريم يعني.
ردت تجيبه بتأثر
لا يا ولدي مش موضوع تركيز انت كنت دايما مشغول مع جدك يا اما في الدراسة مكنش عندك وجت تروح وتاجي زي باجي الشباب ولا تعرف دي ولا تشوف دي طول عمرك كبير يا حبيبي.
انتبه على صوت بناته الصغار يدلفن بجلبتهن مهلالات نحوه
بابااا
تلقف يستقبل كل واحدة منهن بالقبلات قبل أن يجفل بهيئة زوجته مرتدية ملابسها الملونة وكأنها لم تذهب للعزاء من الأساس.
ايه ده يا فتنة هو انتي مروحتيش الواجب.
سألها بدهشة اعتلت تعابيره فردت تجيبه بتقليل
لا طبعا روحت بس هي لحضة لحد الضهر وبعدها جضيت بجيت اليوم عند امي.
مال برأسه لها يطالعها باندهاش مرددا
لحد الضهر كتر خيرك والله اللي يشوف صرختك في الصبح على جوز صاحبتك ما يشوفكيس وانتي داخلة بالملون ولا هامك.
أجفلها تعليقه المباغت لها حتى بدا عليها طيف من توتر سرعان ما سيطرت عليه لتعترض قائلة
وافرض يا سيدي زعلت ع اللي اترملت ما انا روحت وجضيت الواجب اها هعمل ايه تاني زيادة اشيل الطين بجي وافضل حزينة عشان خاطرها هي لو انا مكانها كانت هتعمل زيي.......
الف بعد الشړ ما تنجي كلامك يا بت.
هتفت بها فاطمة بمقاطعة حادة وقد ازعجها القول لتحدجها بنظرة ڼارية اغضبتها فردت مدافعة
خبر ايه يا جدة انا بجول لو لو مش بفول يعني وع العموم انا طالعة شجتي وسايبهالك اها.
قالت الاخيرة وتحركت على الفور نحو الدرج دون انتظار ليعلق غازي للمرأة التي اكفهرت ملامحها
خبر ايه يا جدة وشك جلب كدة دا حتى المۏت علينا حج.
ضغطت فاطمة تزفر أنفاس ساخنة مشحونة بڠضبها لتردف بلهجة لانت بعض الشيء
وانا مجولتش حاجة يا ولدي انا بتكلم ع اللفظ دا حتى بيجولوا اللفظ سعد ما تعرفش هي الكلام ده.
تبسم يرد بسخرية خلت من المرح
لا ما هي متعرفش سعد ولا سعيد تعرف بس ابو الڠضب.
وعودة الى منزل الدهشوري
حيث استيقظت في وقت متأخر من الليل بعد ان ذهب منها مفعول المهدئ لتجد نفسها داخل الغرفة وحيدة ترتدي ثوبها الأسود وشقيقتها غافية بملابسها السوداء هي الأخرى وقد افترشت الأرض أسفلها كي لا تبتعد عن رعايتها عاد الوعي إليها تدريجيا لتستفيق على واقعها المؤلم بأنها أصبحت وحيدة حتى ابنها لم يكن معها..... لتخرج صړخة من جوفها تشق قلب الظلام توقظ جميع من في منزل من ساكنيه أو نساء
متابعة القراءة