رواية الزوجة الأولى بقلم شيراز القاضي
المحتويات
حتي ىم يطلب مساعدة من عائلته الا يستحق بعد كل ما عرفته سابقا وعرفته الان ان تحترمه علي الاقل ! ان تحاول تعويضه عن ما تدمر بداخله ! الا تستحق تلك المسكينه ان تعرف ان سامر كان مظلوما وانه ارادها حقا وليس لأي سبب تافه اخبرتها به لتبتعد عنه! الا تستحق ابنتك ان تحيا سعيدة مع رجل يحبها ! لقد كبرنا ياحلمي ولن نعيش لاولادنا الي اخر الزمان
ما الذي تقوله! انا لم اكن أعلم سوي ان سامر كان مظلوما وانه استقال واختفي من محيطنا لم اعلم ان رائف قد اذاه يا الهي ما هذا شيطان في هيئة بشړي !
لكنه عاد ليقول
استمع الي يا أكرم! لقد انتهي الامر وانت اخبرتني انه يعمل الان وحياته الي حد ما ميسره وابنتي قد نسيته لذا ....اغلق هذا الموضوع !
الټفت الاثنان بقلق وهم يشاهدون نبيله تقف وهي تطالعهم پصدمة وبكاء مما سمعته وبجانبها صفيه التي وضعت يدها علي فمها وهي لا تصدق ما سمعته
قال حلمي بسرعه وهو يحاول ان يجعلها هادئة ولا تنتكس مجددا
حبيبتي اهدأي وسوف أخبرك بكل شيء فقط اهدئي
قالت هي بصوت منخفض من بين شهادتها
وكيف لي أن اهدأ كنت تراني وانا اتعذب لكوني تم خداعي تراني وانا اكتوي بڼار الحزن والڠضب لماذا لم تخبرني بما حدث! اكل هذا عاناه وحيدا بسببي وانا كنت في الخارج استجم لتتحسن حالتي النفسيه!
هذا الرجل الذي تتحدثون عنه الان وعن ما حدث له طيلة المدة الماضيه الوحيد الذي كان يدفعني نحو الامام لم اري منه يوما ما يسيء الي
نظرت لأبيها بحزن لتكمل
لقد صدقتك ولم اصدقه ! ل لقد جرحته واخبرته بأشياء ما كان علي النطق بها ك كان يحبني كما لو انني الوحيده علي ظهر الارض ! كيف لي أن أحيا الان بعدما عرفت انني من ظلمته وليس هو! ..ل لقد ضاع عمري اتدرك هذا! كان من الممكن أن أكون زوجته الان منذ سنوات أحيا حياة طبيعيه سعيده لكنك .... لكنك حرمتني من هذه الفرصة ابي
اقسم انني لم اكن أعلم سوي انه مظلوم وانه رحل لم أعرف ان رائف قد يصبح منحطا الي هذه الدرجه لم أعرف كل ذلك سوي الان
لم تجد ما تقوله فإبتعدت عنهم بتخازل نحو غرفتها لټنهار باكية علي ما فاتهم وما حدث لكلا منهما ستذهب اليه وتراه بأي ثمن كان وستعتذر منه حتي يصفح عنها ستعوضه عن كل ما حدث معه
تقف مكانها كالصنم هكذا منذ خمس دقائق تقريبا ولا تستطيع أن تخطو نحوه اكثر !
لقد كان متواجدا في مكانه المعتاد امام البحر وامامه ذات كوب الشاي وطبق الكعك المصري رافعا وجهه للسماء مغمضا عيناه بحالة سكون راقبتها هي بشوق لكنها...خجلت من ان تتقدم منه فعادت ادراجها تجر
ذيول الخيبة نحو سيارتها لتبتعد بها قبل ان يلمحها
عادت الي منزلها فوجدت ابيها وامها يطالعانها بقلق فنظرت لهم بهدوء تلقي عليهم التحية قبل ان تتوجه نحو الاعلي
نظر والداها الي بعضهم بقلق علب حالتها لكنهما قررا أنهما سيتركانها تفعل ما تشاء ويراقبونها فقط كي لا ټتأذي
في اليوم التالي وجدت هاتفها يرن بإسم نها التي بادرتها بصوت متحمس
نبيله حبيبتي كيف حالك يافتاة لا لا انا اشعر بالحزن حقا قد وصلت مصر منذ ايام ولم تخبرينني ياخائنه!
وصلها صوت نبيله المرهق وهي تقول
عذرا يانها لقد انشغلت كثيرا انا بخير كيف حالك انت!
قالت نها بقلق
لا يبدي صوتك بخير ابدا هل بك شيء ما ! سأنتهي من عملي في المدرسة وامر عليك لرؤيتك
لقد كان مظلوما طوال الوقت نها
قالتها نبيله پقهر وهي تروي لصديقتها ما يشغلها لكنها لاحظت ان صديقتها تستمع اليها بتعبير مبهم فقالت بدهشه
اكنت تعرفين انت الاخري!
ابتسمت نها بحزن لتقول
الجميع هنا كان يعلم ما حدث ل لقد رأيته وهم يحملونه لأخذه الي المشفي حينها كما أن تيم وهيام يدرسون فب المدرسة التي اعمل بها حاليا لم أخبرك لسوء حالتك وقتها وقد نبه اباك علبنا سابقا ان لا نأت علي ذكر سامر او ايا مما حدث امامك لكن لا تقلقي هو بخير الان
بكت نبيله مجددا ممسكة برأسها پألم مما سبب قلق نها عليها لتقول بسرعه علها تستطيع تهدئتها
لقد مر كل ذلك وأصبح من الماضي نبيله عليك ان تكوني قويه اذا اردت إصلاح ما حدث اتركي كل ذلك الم تشتاقي الي تيم وهيام !
لمعت عيناها بحنين مبتسمه بحزن من بين دموعها متذكرة حين أخبرته بصلف انه يريدها خادمة لأبنائه
اومأت برأسها لتقول نها بحماس
اذا هذا عنوان المدرسه تعالي بالغد لتريهم بعد الدوام
وقفت نبيله امام المدرسة في الميعاد المتفق عليه لتقابلها نها وهي تمسك بيدها طفل بهي الطلة بشعر طويل قليلا كثيف وناعم بدي ككتلة لطيفة من الفرو جعل عيناها تدمع مجددا لما فاتها مع الطفلين
اقتربت من نها بشوق لتجثو علي ركبتيها امامه لتقول
يا الهي تيم حبيبي لقد كبرت كثيرا ما شاء الله تعال الي
لكن الصغير ابتعد بتوتر يتمسك بنها اكثر وهو يقول بصوت يوازي هيئته لطافة
من هذه ! اريد هيام هي لم ترحل من دوني صحيح
قهقهت نها لتقول
لا ياصغيري هي مازالت تكتب حصتها وسوف تأت لك حالا وكذلك اسماء
قطبت نبيله حاجبيها حين ادركت اخيرا انها تركت تيم في عمر عام ونصف لذا هو لا يذكرها ثن نظرت بتسائل نحو نها عن اسماء! لكن نها نظرت خلفها وهي تلوح بيدها لفتاة بدت في العشرينيات تتقدم مبتسمة تحتضن تيم وتحمله علي يدها لتقول
حمدا لله لقد خرجت من الجامعة ركضا حتي الحق بهما قبل ان يغادر
قهقهت نها عليها لتقول
انت دائما تتأخرين يا اسماء لكنه ليس بيدك لذا لا بأس
احمرت وجنتا اسماء لتضحك بخفوت ويأس من حالتها لتسمع تيم يقول
انا جائع اسما
تأوهت لتقول وهي تقبله من وجنته
لا تقلق لقد أعددت لكم الطعام مسبقا وذهبت للبيت ووضعته هناك قبل ذهابي للجامعه
لتوها انتبهت لتلك الواقفه بصمت تتابع كلماتهم وهناك حزن يطغي معالمها لتقول
اوه مرحبا عذرا التهيت بتيم ولم القي عليك بالتحيه اهي صديقتك نها!
اومأت لها نها لتقول مبتسمة
اجل صديقتي وكانت معلمة هيام من قبل ايضا
اسمااااا انني اتضور جوعا لا تقولي لي أن ابي هو من اعد طعام اليوم
قالتها هيام بيأس جعل الواقفات يضحكن عليها لتنتبه هي علي نبيله التي نظرت لها بدفيء وتوتر من ردة فعلها تعلم ان بالتأكيد هيام لم تكن صغيره وتحفظها جيدا وربما ربطت بعض الأحداث ببعضها ايضا لذا وقفت تنظر لها مبتسمة بصمت لتري ما ستفعله
اقتربت منها هيام مبتسمه وهي ټحتضنها قائلة
معلمتي الجميلة ذات الشعر المشع
ضحكت نبيله بتفاجيء من ما حدث لكنها ضمتها بحى تقول لها بحزن اخفته
اشتقت لكما كثيرا هيام
كادت هيام ان ترد لتقول اسماء بسرعه
اوهو انه والدهم يتصل لابد انه اتي ويتصل ليخبرني ان لا آتي انا لأخذهم الو .... نعم نعم انا معهم بالداخل انتظرنا نحن قادمون اليك لا داعي لقد أعددت الغداء بالفعل هههه اجل اجل اعلم
اغلقت الهاتف وهي تودعهم مصطحبة الاطفال معها ووقفت نبيله في مكان بعيد تراقب السياره الصغيره التي وقف عندها سامر مستندا علي عكازه ينظر لهم مبتسما يقبل أطفاله ثم صعد هو وبجواره اسماء والأولاد بالخلف
حبست دموع القهر داخلها بقوه وهي تراهم كأسرة متناغمه كانت لتكون هي التي بجانبه الان لقد اضاعت كل شيء بغباء
اتت نها من خلفها تربت علي ظهرها وهي ترمقها بإشفاق لتقول بإبتسامة بسيطه
هوني عليك مسألة وقت وتصلحين كل شيء
شهقت باكيه لتقول بصوت مرتجف
كيف هذا وقد اصبحت حياته متكاملة من دوني.
قطبت حاجبيها لتضحك قائلة
ياالهي ! اتغارين من اسماء ! انه يعتبرها ابنته اسماء تكون مربية لأولاده وتهتم ببيته كانت جارته في مسكنه القديم وهي مخطوبه وعملها معه يساعدها بشراء جهازها .
احكي لي كيف رأيته يوم ..يوم هؤلاء عليه بالضړب
كانت تجلسان بمطعم قريب من المدرسه لتهدأ نبيله قليلا قبل ذهابها للبيت
تنهدت نها وهي تسترجع ذكري هذا اليوم الأليم
كان هذا حين سجل هيام بالمدرسة هنا ولم يكن بقادر علي دفع تكلفة الباص فكان هو من يوصلها يوميا يومها كان ككل مره يوصلها عند البوابة ومنذ عرفت انه سجلها هنا كنت أخذها منه عند البوابة ليرحل هو حاملا طفله الصغير
انكمشت ملامحها بتأثر وهي تكمل
ذهبت هيام لفصلها لتتذكر انها نسيت معه طعامها فعدت انا اليه لأناديه فوجدت بعض الرجال يحيطون به في شارع جانبي يحاولون مهاجمته لكنه كان مشغولا بحماية طفله المذعور اتصلت بالشرطه وصړخت حتي ينقذه احد لكن هية الي اخافت كل من وقف فلم يجرؤ احدا علي الاقتراب
دون ارادتها بكت وهي تكمل لنبيله
كا كان يحاول صد الضربات بيد واحده لانه كان يحمل تيم لكنه لم يتمكن اقتربت انا منه حين وجدت الجميع يشاهد بصمت وحاولت ايعاد احد الرجال عنه فأعطاني تسم بسرعه هو يدفعني بعيدا عنهم ل لكن الصغير كان قد اصيب في رأسه هو الأخر
ارتجف يداها وهي تكمل
الشرطه لم تحضر باكرا وانا وجدت الصغير فاقدا للوعي لن انسي نظرة سامر لي وهو ينظر لطفله پخوف بينما هو استسلم تماما لضرباتهم لكنه حرك شفتيه بضعف ان أخذه للمشفى وهكذا ذهبت وانا اري الشرطة قد اتت وجين وصلت المشفي وجدت سيارة الإسعاف تحمل سامر من بعد دخولي ظللت معه ولم اعرف ما أفعل ليس له أحد ولا اعرف بمن استغيث فوجدت هاتفه يحوي ارقاما تحمل اسم عمي فلان وهكذا قمت بطلبهم حتي اجابني شخص منهم واتي بسرعة للمشفى وحين استفاق سامر وسلمته أمانته رحلت
مسحت دموعها وهي مازالت ترتجف لتقول
ما كان علي ان اروي لك كل هذا بسبب اوامر والدك الا نوصل لك اي اخبار عن أي شيء يجري هنا ل لكن حين سألتني وتذكرت ما حدث لم اقدر علي الكتمان
كان الامر مريعا حمدا لله انه خرج بتلك الاصابات فقط كان يبدو عليهم انهم يريدون قټله
رفعت بصرها نحو نبيله لتجد وجهها قد اصفر لونه ودموعها تتساقط بصمت وترتجف فقالت بقلق من ان تأتيها نوبة تشنجات مجددا
ن نبيله هل انتي بخير! لا لا ارجوكي اهدأي انا حقا اسفه انني حكيت لك الأمر نبيله ارجوك
اغمضت نبيله عينيها لتقول يصوت ابح
انا انا بخير لا تقلقي علي
متابعة القراءة