رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
وهو يتابع الان بصوت صدر بتحشرج
انا كان لازم اقولك الكلمتين دول يا صبا عارفك مخضۏضة بس انا مش عايز منك رأي دلوقتي انا بس كان لازم ابلغك باللي جوايا وانتي حرة في كل الحالات حتى لو رفضتيني أنا مديكي عذرك.
اومات برأسها وبصعوبة جمة ملكت صوتها لترد بكلمات متقطعة
طب... انا عايزة امشي دلوقتي ممكن
اخرج تنهيدة متعبة يقول
ترجل من سيارته بعد أن اصطفها في مكان قريب قبل أن يتقدم بخطواته داخل الموقع الجديد والذي كانت تقف به بجوار مساعدها عبد الرحيم تلقي عليه بعض التعليمات من اجل التحضير لبدء العمل باكرا به.
في الصحرا ولوحدكم تاني يوم بعد ما كتبنا الكتاب كمان! بټخونيني يا شهد
حطت كفها على فمها لتكتم شهقة الحرج امام عبد الرحيم الذي لم يخفي ضحكاته ليستقبل مصافحة الاخر بعد ذلك بكل ترحاب
عامل ايه يا عبد الرحيم
تمام يا بشمهندس تشكر وتسلم ع السؤال.
وزوجتي العريزة بقى عاملة ايه
ردت بجدية تحذره بعيناها
الحمد لله كويسة روح انت يا عبد الرحيم ومتنساش اللي قولناه من شوية.
تحرك الاخير على الفور ليغادر
مستشعرا حرج الموقف بصفته كالعزول بينهما وردد بطاعة
ولا يكون عندك فكر كل هيبقى تمام وفل الفل كمان سلام يا بشمهندس.
هذه المرة لم تكتم شهقتها والتي صدرت بصوت عالي محتجة بقولها
ايه ده يا حسن انت اټجننت
لف ذراعه حول كتفيها مرددا بسماجة
طب وفيها ايه لما اديكي بوسة بريئة على خدك البريء مش انتي زوجتي برضوا
لا يا خويا لا زوجتك ولا اعرفك حتى.
تحرك خلفها يلاحقها بقوله
وكتب الكتاب اللي تم امبارح يا مفترية كان إيه
ردت تغيظه وهي تعدو بخطوات سريعة
كان خطوبة وبس يعني اعتبرها ورقة ملهاش أي لازمة.
نعم يا اختي.
هتف بها قبل ان يوقفها عنوة بعد أن اعترض طريقها يتابع بحزم محبب
تصنع الجدية على وجه مشرق بابتسامة مستترة جعلها لم تقوى على كبت ضحكتها وهو تلكزه بقبضتها ليبتعد
إنت باينك قايم فايق وعايز تهزر ما تبعد يا عم خليني اعدي
قبض على كفها الصغيرة يردف بمكر
انتي قد الضړبة دي يا شهد
جلجلت بضحكتها تنفي باستسلام
لا مش قدها طبعا سيب إيدي بقى وبطل غلاسة.
صمت بتسلية رافضا تركها فقاومت تحاول نزعها بنفسها متمتمة
انا اللي عايزة افهمه دلوقت انت ايه اللي جابك ورايا جايلي ع الموقع ليه يا حسن
قلبي اللي جابني.
سلامة قلبك جيب من الاخر طيب.
اجاب اخيرا بعد فترة أخرى من الصمت مستمتعا بمناكفتها
تمام يا ستي انا مش هتقل عليكي أكتر من كدة انا جاي اساسا بصفة رسمية الست الوالدة هي اللي بعتاني اصلها عاملة عزومة كدة وعايزة العيلتين يتجمعوا.
تبسمت بفرح مرحبة ثم ما لبثت أن تخبت ابتسامتها سريعا لتردف باستدراك
مجيدة عاملة كدة مخصوص عشان مرات ابويا صح دا طبعا بعد ما شافتها مكشرة في الفرح.
عقب على قولها بتسامح
وماله يا شهد ما هي يمكن تكون الست واخدة على خاطرها واحنا دلوقتي بقينا عيلة يعني لازم المودة تفضل ما بينا.
اومأت تبستم له بامتنان شديد فتابع لها بالأمر الاخر
وعشان كمان الموضوع اللي لمحتلك عليه امبارح مش فاكرة.
موضوع ايه فكرني يا حسن.
رد بجيبها غامزا بطرف عينيه
امين ولينا يا قلبي مش ان الأوان بقى نلم شملهم على بعض واهو نبقى عملنا خير يقعد لنا في عيالنا.
ضحكت ضاربة كفيها بعضهم ثم قالت بحماس
تمام يا حسن واهو يبقى وفقنا راسين في الحلال.
... .
بوجه انسحبت منه الډماء ليحل محله شحوب الخۏف والړعب مما قد يحدث معها رددت تعيد طرح السؤال وكأن ما وصل إليها هو شيء أخطأت بسماعه
انت بتتكلم بجد يعني حامد دلوقتي في السچن بعد ما قبض عليه كارم كمان.
فهم طارق سبب الجزع الذي اعتلى قسماتها فقال ملطفا
هو بس لكن جيرمين لا أصله بيحلف انه ميعرفش مكانها.
اومأت رأسها تبتلع الباقي من الكلمات شاعرة بالدوار يكتنفها حتى سقطت على الكرسي من خلفها فاقدة
التوازن.
استفز ضعفها كاميليا لتهدر بها بحزم
جرا ايه يا رباب ما تفوقي واثبتي كدة شوية انتي لازم تقوي موقفك عشان تعرفي تواجهي
رددت خلفها بصوت مهزوز ورجفة تزحف على طول سلسة ظهرها
اقوي موقفي ازاي بس دا بيقولك قضى ليلة في التحقيق معاه انا كنت عايزة اعرفه بطريقتي مش يعرف من الزفت دا كدة لازم اخاڤ من رد فعله.
بس هو مقالش حاجة مفيدة.
تفوه بها طارق ليتابع إخبارها بما توصل إليه
جاسر بيأكد ان حامد ميعرفش مكان جيرمين الراجل اللي تبع إمام كان مع المجموعة اللي بتحقق معاه الليلة اللي فاتت هو بيقول على واحدة اسمها سوزي كانت حلقة الوصل ما بين الاتنين يعني الحكاية كانت فلوس وبس وبالذكاء كدة لو هنفكر بهدوء هي مش بالغباء ده يعني اللي يخليها تتكلم مع واحد متخلف زي ده وتأمنه عن سرها الخطېر كمان دا ممكن يمسكه زلة عليها.
طالعته كاميليا بانتباه مستدركة هذه النقطة الخطېرة والتي وضع يده عليها لتردف بباراقة من الأمل
تصدق عندك حق انت تفكيرك صح يا طارق احنا فعلا مكناش واخدين بالنا منها دي جيرمين كان هدفها الاڼتقام عشان ليها اسبابها اما حامد فدا كل اللي هامه كان الفلوس أو الاڠراء..... في إنه يوصلك ومدام لسة مقبضوش عليها اظن ان في فرصة .
رفرفت بأهدابها تستوعب قليلا ثم ما لبثت أن تردف بتساؤل مرة أخرى
طب انا اضمن منين انه ميلاقيهاش زي ما لقى حامد انا كدة برضوا مطمنتش..
هتف بها طارق يهادنها ببعض الحزم
الأمر دلوقتي بقى في إيد الشرطة يا رباب اللي عمله جوزك مع حامد هيخليه يتريث شوية قبل ما يواصل البحث عن الزفتة دي.
أضافت على قوله كاميليا
يبقى كدة انتي لازم تستعجلي جلسة الاعتراف ما بينكم وياريت يبقى في أسرع وقت كمان عشان نحسم بقى امرنا في اللي جاي .
اومأت رأسها بتفهم وقبل أن تلتقط انفاسها جيدا أجفلها اهتزاز الهاتف بيدها فصعقټ حينما رأت هويته
يا نهار ابيض دا هو اللي بيتصل
حفزتها كاميليا بقولها
طب ومستنية ايه ردي بقى وخلي كلامك بلهجة عادية.
استجابت بيد مرتعشة ترفع الهاتف إلى إذنها لتسحب شهيقا كثيفا ثم تطرده قبل أن تجيب ببعض الثبات
ايوة يا حبيبي عامل ايه .
وصلها صوته بنبرة طبيعية جعلتها تطمئن
ايوة يا قلبي انا بتصل بس عشان ابلغك باخر الاخبار وعشان تعرفي ان حبيبك مش ساكت على حقك!
نننعم! انت بتتكلم جد ولا بتنهزر
هتفت مستنكرة بوجه غاضب لا يمت للتفاهم بشيء مجبرة المحامي خاصتها ليرد على قولها بانفعال
لأ مبهزرش يا ميرنا عشان انا مبجبش حاجة من عندي دي قوانين ومحدش يقدر يتخاطها.
شهقت بصوت عالي تردد خلفه باستهجان غير مبالية
اسم الله يا قوانين! يعني البت الهبلة تخرج منها زي الشعرة من العجين والبس انا السچن اشحال ما كانت الزفتة صاحبة الخاتم اتنازلت عن القضية كان اتعمل فيا ايه كنتوا شنقتوني
زفر الرجل بتعب يضرب بكفه على ذراع الكرسي الجالس عليه يحاول استجداء الحكمة في التعامل مع امرأة لا تقدر ولا تتوانى عن أي شيء أمام مصلحتها اشار بيده إليها برجاء أن تسمعه
افهمي يا ميرنا انتي مقبوض عليكي متلبسة بالسړقة عشان وجدوه عندك في البيت ووسط حاجتك يعني حتى لو مدام ميرنا اتنازلت عن القضية فدا حقها لكن حق المجتمع بيفرضه القانون بحبس السارق أما بقى عن مودة فدي مدام صفاء لعبت على موضوع ظروفها المعيشية وان الحالة اللي عندها نوع من انواع المړض النفسي وقدمت شهادة بكدا عشان تخرجها بكفالة لكن عشان تتطمني انا هحاول بكل مقدرتي اخفف الحكم لاقل مدة.
وكأن الكلمات قد طارت في الهواء ولم تصل إليها تابعت ميرنا بإصرار وتعنت
لكن برضوا هتحبس وهتبقى قضية في السجل بتاعي انا مليش في الكلام ده انا عايزة اخرج.
فاض بالرجل لينهض من أمامها
منهيا الجدال بقوله
انا كدة قولت كل اللي عندي انا مش محامي تحت التمرين لا دا انا راجل ليا اسمي كمان يعني لو حابة تغيري وتجيبي محامي تاني انتي حرة عن اذنك
خرج الرجل منهيا اللقاء قبل انتهاء موعد الزيارة ليتركها ټضرب الأرض بأقدامها وتصميم على عدم الاستسلام.
أمام المراة وقد كانت جالسة من أجل التزين والتجهيز لمقابلة العريس المرتقب ولكن بعقل شارد بل توقف هناك في هذا المقهى وعلى الطاولة التي ضمتها معه لقد اخبرها بعشقه وهي لم تعترض او تعنفه كرد فعل طبيعي منها بحكم طبيعتها المتحفظة والتي لا تقبل التهاون في هذا الأمر انه لم يكن اعترافا بل هو صرخات من العمق هي ليست عمياء حتى لا تعرف بصدق من يحدثها أم كذبه حتى وهي قليلة الخبرة ولم تختبر مشاعرها قبل ذلك سوى ببعض الإعجاب اللحظي بهذا أو ذاك ولكن معه........
لسة مخلصتيش يا صبا
هتفت بها والدتها وهي ټقتحم الغرفة لتنتشلها من حالة الشرود التي تلبستها وخرج ردها يسبقه حمحمة خفيفية في محاولة منها لاستجداء التركيز
لااا ما انا مخلصة اساسا اها وجاهزة هو العريس وصل
ردت زبيدة بصوت يتخلله الحماس والبهجة
هو وابوه كمان بس ايه يا صبا بسم الله ما شاء الله طول وعرض وحاجة تفرح جومي ياللا عشان تحضري وتشوفيه بنفسك أكيد هيعجبك.
نهضت عن مقعدها تلتف إليها مرددة باستهجان
أكيد هيعجبني! على طول كدة يامة ومن أول نظرة كمان
شددت زبيدة على الكلمات بقصد قائلة
وايه اللي يمنع انتي بس افتحي جلبك ونضفي مخك من الفكر اللي مالوش فايدة وهي تسلك يا بت بطني.
أومأت رأسها بتفهم رغم استشعارها بمغزى خفي خلف حديث الأخرى والتي تحركت تسبقها قائلة
تعالي ياللا وريا حصليني.
توقفت خلفها قليلا تسحب شهيقا كثيفا من الهواء ثم تطرده لتتحكم بعض الشيء في توترها ثم تبعتها حتى غرفة الاستقبال التي يجتمع بها الضيوف مطرقة الرأس بخجل ووالدها ينهض عن مقعده ويقدمها برزانة
وادي العروسة وصلت اهي ومعاها أمها كمان.
يا ما شاء الله بعيلتك اللي تفرح يا ابو ليلة
تفوه الرجل الكبير وقد نهض يستقبلهما بترحيبه ليصافح زبيدة في البداية قبل أن يأتي دورها ليهلل بغبطة اخجلتها
يا اهلا يا اهلا بست الحسن والجمال باه يا ابو ليلة يا عفش عرفت تخلف البنتة الزينة دي كيف يا واض
قالها وانطلقت ضحكات الجميع حتى صبا لم تكبت ابتسامتها ثم استلت كفها منه تصافح العريس
متابعة القراءة