رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


زبيدة والدتها هي الأخرى تبتسم لفرحتها رغم تبادلها نظرات القلق مع زو جها قبل ان تترك أمرها لله وهو خير حافظ
في منزل شهد والتي ولجت فجأة إليه بعد أن فتحت بمفتاحها لتجفل نرجس وبناتها الاتي كنا يجلسن في الصالة بحالة من القلق اكتنفتهم جميعا لتأخرها حتى هذا الوقت ومبيتها خارج المنزل. 
القت إليهن التحية بلهجة طبيعية كالعادة

مساء الخير. 
شهد!
قالتها رؤى و انتفضت على الفور نحوها تخاطبها بصوت باكي
كدة برضو يا شهد تباتي برا البيت وتتاخري لحد دلوقتي كمان.
ربتت شهد بكفيها على جانبي كتفيها وقبلتها فوق رأسها بابتسامة حنونة قبل أن تذهب بأنظارها نحو الجالسات الأخريات
مساء الخير يا جماعة عاملين إيه
ردت نرجس ولم تجيب الأخرى
مساء الخير يا شهد قلقتيني عليكي يا حبيبتي دي عاملة تعمليها برضوا
تبسمت شهد بجانبية لترد
فيكي الخير يا مرات ابويا معلش بقى ان كنت قلقتك.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى توجه الخطاب لها
إيه يا أمنية وانتي كمان مقلقتيش عليا
رمقتها الأخيرة بنظرة حانقة لتجيبها بغيظ وهي تشيح بوجهها عنها.
وهو مين الأولى بالسؤال إللي كانت متصابة ودخلت المستشفى ولا اللي سابتها ومسألتش فيها 
هبطت شهد بأنظارها نحو ساعد الأخرى الملتف بالأربطة الطبية لتشهق بتصنع وتدعي الإجفال
يا نهار أبيض.... دا نسيت...
توقف فجأة لتردف بعد ذلك
على كدة بقى مش هتعرفي تستقبلي الضيوف
سألتها أمنية بانتباه
ضيوف مين
ردت شهد على الفور بحدة رافعة حاحبا واحدا
ابراهيم ابن خالتك اصل اللي انتي متعرفهوش بقى انا قبل ما ارجع وادخل البيت بعت عبد الرحيم لولدته يبلغها اني مستنياهم هي وجوزها وابنهم النهاردة.
رددت أمنية بعدم تصديق
انتي بتقولي إيه انتي أكيد بتهزري
لا يا حبيبتى بتكلم جد دا ميعادهم خلاص بعد ساعة من دلوقتي كمان.
قالت الاخيرة شهد لتشير بسبابتها على الساعة الملتفة نحو معصمها
ابراهيم وعيلته على وصول يعني يدوبك تلحقي تجهزي نفسك ولا انتي تعبانة وعايزة تأجلي. 
انتفضت أمنية تنهض عن مقعدها قائلة قبل أن تتحرك سريعا نحو غرفتها
لا طبعا مش عايزة تأجيل.
بعد ذهابها إلتفت شهد لنرجس تخاطبها هي الأخرى
إيه يا مرات ابويا مش ناوية انتي كمان تشوفي هتحضري إيه للچماعة ولا انتي عايزة تضايفيهم بالشاي
نظرت إليها نزجس مزبهلة لبعض اللحظات قبل أن تنهض بحرج مرددة
لا خلاص بقى هقوم اشوف في إيه في المطبخ ينفع دول مهما كان جاين ضيوف. 
بشبه ابتسامة ساخرة تتبعتها شهد حتى اختفت في المطبخ قبل ان تلتف إلى شقيقتها الصغرى والتي كانت تطالعها بريبة بابتسامة واسعة زادت من حيرتها قالت شهد 
وانا كمان هروح اجهز واغير هدومي بحاجة عدلة عن إذنك يا رؤى .
.... ..
طرقت بخفة على باب غرفة المكتب الخاصة به وقد كان منشغلا كالعادة على حاسوبه في اعماله التي لا حصر لها ولا تنتهي أبدا سمع وارتفعت أنظاره نحوها وقد كانت واقفة امامه بهيئتها التي ټخطف الأنفاس ف ابتسم لها ابتسامة رائقة مرحبا بها بقوله
النجمة بذات نفسها عندي! دا إيه الحلاوة والنور ده
قالها وعينيه تجول على ما ترتديه بجرأة مداعبة أنوثتها فقد كانت ترتدي منامة شفافة تظهر ما أسفلها بسخاء وفوقها كان مئزرا مفتوح بنفس اللون الوردي والذي زاد على بشرتها البيضاء بإغواء مع ابتسامة تكمل سحرها وهي تدلف إليه بدلال متصنعة العتب
لا نجمة إيه بقى ولا فنانة دي اللي يسيبها جوزها ملطوعة كدة في أوضتها من غير ما يعبرها.
نزع النظارة من على عينيه ليدفعها على سطح المكتب يتابعها بصمت حتى جلست على المقعد أمامه فقال مشاكسا
يا نهار أبيض انا عملت كدة فعلا دا انا ابقى راجل معنديش ډم بقى
تبسمت تقارعه
والله انا مقولتش إنت اللي بتقول على نفسك.
ظل وجهه على الإبتسامة الساحرة وهو يناظرها بصمت فتابعت 
هو دا اللي انا واخداه منك.
ردد خلفها
ايه بقى اللي انتي واخده مني
ردت بارتباك اختلط بمرحها
بتلغبطني نظراتك الخبيثة دي دايما بتخليني انسى انا جاية في إيه ولا رايحة فين
توسعت ابتسامته حتى ظهرت اسنانه وقال بمغزى
طب والله دي شهادة نعتز بيها بقى لما يبقى العبد لله بيأثر في النجمة بالشكل ده لا دا انا ابقى جامد بقى.
تنهدت بصوت عالي تستند بمرفقها على سطح المكتب امامه قائلة
مش بقولك دايما كدة ملخبطني يالا بقى المهم هو انت مش ناوي تخلص كدة وتفضى ولا انا هفضل كدة لوحدي لحد اما انام
ضيق عينيه قليلا بتفكير يزوم بفمه قبل ان يقول
مش عارف ليه حاسك كدة وكأنك عايزة تقولي حاجة.
اومأت برأسها بابتسامة صامتة فقال بتشجيع
طب وساكتة ليه اتكلمي يا ستي وقولي هتستني إيه
بدا على ملامح وجهها التوتر وهي تضغط بأسناناها على شفتها السفلى ثم قالت بتردد
بصراحة انا كنت عايزة اكلمك على موضوعنا يا مصطفى.
ناظرها باستفهام لتستطرد على الفور
عايزة اكلمك على موضوع الخلفة.
تجعدت ملامحه أمامها بإحباط فهتفت بتذمر
يا مصطفى بلاش رد فعلك ده وحياتي عندك مينفعش إن الحياة ما بينا تستمر كدة لازم يكون في أطفال.
هتف بها بضيق
وانا اعترضت ما انا روحت معاكي كذا مرة لكذا دكتور وكل كلامهم واحد أن انا وانتي طبيعين ومفيش حاجة تمنع اعمل إيه بقى في رزق ربنا هجيبه بالعافية مثلا
استغفر الله العظيم من قال كدة بس
قالتها ثم تابعت بنبرة باكية
انا اقصد اننا نحاول تاني وتالت ورابع ولو منفعش ده ينفع غيره اكيد في مشكلة امال إيه اللي مانع بس لما نقعد بالسبع سنين كدة 
تنفس بعمق يضغط بالسبابة والإبهام على أعلى عظمة أنفه بتعب أثر بها لما تعلمه مما يمثله هذا الأمر من حساسية بالنسبة إليه فقد يأس من كثرة المحاولات حتى أصبح يكره التحدث به كما تعب أكثر من تسلط والدته وكلماتها السامة في عدة مواقف حدثت معهما وكان رده الدائم بالدفاع المستميت عن زو جته والاكتفاء بها أن لم يكن هناك رزق في الأطفال فقالت بنبرة معتذرة
انا اسفة يا مصطفى لو بضايقك بس انا والله.....
قطعت مجبرة بتأثر حتى دمعت عينيها فنهض هو من محله ليرفعها ويضمها بقوة بين ذراعيه
ليمتص خۏفها وقلقها وحزنها فقال مهدهدا وهو يمسح بكفه على شعرها الناعم
إيه رأيك بقى الجمعة الجاية نروح عند جاسر وزهرة نقعد في جلسة عائلية كدة وبالمرة تجربي شقاوة التوأم اللي بيخلوكي ټصرخي مع مامتهم انتي كمان
استطاع بقوله ان يجعلها تبتسم بتذكر لمواقف التوأم رامي ورنا معها وجمال ظافر الصغير والرجولة المبكرة لمجد أكبرهم رغم صغر سنة في تعامله مع فريدة ابنة كاميليا وطارق فقالت وهي تقابل عينيه برجاء خاصتيها
متفقة اروح معاك بس كمان انت توافق على مشوار الدكتور اللي قالت عليه والدتك. 
قلب عينيه بسأم ثم أومأ برأسه بمهادنة جعلتها تعود لاحتضانه بقوة مرددة بكلمات الشكر والإمتنان وتريح رأسها عليه ولكن عقلها لا يرتاح أبدا فهي تضع السبب الرئيسي به بأن ما يحدث معها هو العقاپ الذي تستحقه وان عڈابها الحقيقي أن يتحمل هو ذنب شيء لم يقم به!
في صالة المنزل التي ضمت ابراهيم ووالدته سميرة وز وجها الحاج عابد الورداني بضيافة نرجس وشهد التي كانت أمامهم وكأنها رجل البيت ترحب بهم
يا أهلا وسهلا يا حج عابد نورت وشرفت 
رد الرجل يوميء بكف ي ده على ص دره بتحية اولاد البلد مرددا
الله يخليكي ويحفظك البيت منور بناسه طبعا تشكري يا ست شهد على زوقك. 
بادلته التحية بابتسامة مرحبة ثم الټفت نحو المرأة التي تبستم الان بعرض وجهها وهي ترتشف من كوب العصير مرددة
اه امال إيه دي شهد دي ست البنات والله وربنا بس اللي يعلم بمعزتها عندي.
رفعت شهد حاجبا مستغربا لفعل المرأة والمبالغة في إظهار الحب متناسية عن قصد نظرات الحقد التي كانت ترمقها بها بالأمس في المشفى ازاحت عينيها عنها لتلتف نحو العريس والذي كان متأنقا بملابس عصرية تثير استفزازها بالفعل البنطال الضيق والذي يرتفع في الجلسة ليظهر عظام القدم البارزة وقميص في الأعلى محكم على جسده النحيف وقصة الشعر الغريبة والتي تشبهها بعرف الديك اما عن وجهه فلم يبخل عليه بالاهتمام بالحلاقة وتنسيق الحاجبين يناظرها بابتسامة فهمتها شهد لتبادله بابتسامة متوسعة
منور يا عريس.
وكان رده
دا نورك يا شهد عقبالك يارب لما نفرح بيكي انتي كمان قولي امين.
امين .
رددتها شهد خلفه بابتسامة غير مبالية بسوء قصده قبل أن ترتفع انظارها على تهليل سميرة بقدوم ابنة شقيقتها العروس
بسم الله ماشاء الله دا إيه الحلاوة دي يا بنت اختي تعالي يا قمر ونورينا تعالي.
بنظرة ساخرة كتمت شهد غيظها وهي ترى اللطف المبالغ فيه من شقيقتها وهي تصافح الضيوف وترحب بهم بأدب غريب عنها وخالتها المستفزة تقبلها بصوت عالي ومزعج مرددة
يا ختي عليكي وعلى حلاوتك قمر يا ناس قمر 
ظلت شهد بصبر وصمت تتابع فقرة المداهنة من أهل العريس وتصنع الخجل من شقيقتها مع ابتسامات ونظرات مائعة بينها وبين هذا المدعو إبراهيم حتى إذا جلست المذكورة قالت شهد على الفور مخاطبة الرجل الكبير بعدم احتمال
ندخل بقى في المهم يا حج.
استجاب لها الرجل ليرد بحماس
ندخل في المهم قولي اللي انتي عايزاه يا ست الكل انا ابني شقته جاهزة في الدور التاني ناقصها بس شوية تفاصيل وعفش العروسة وكله يبقى تمام .
سمعت شهد لتجيبه بهدوء
بسم الله ماشاء الله طلبات إيه وكلام فارغ إيه بس دا احنا أهل في بعضينا يا عمنا واحنا مش هنختلف ولا هنزود ع اللي ماشي في السوق....... قصدي يعني في الجوزات اللي حوالينا...
قطعت فجأة على صوت جرس المنزل وانتظرت حتى فتحت رؤى للطارق ف هتفت شهد لرؤية الرجل الذي دلف بابتسامته المعتادة
وادي عمنا ابو ليلة وصل اهو.
تطلع الجالسين باستغراب للهفتها وهي تنهض لتجلس الرجل على المقعد المجاور لها ثم قامت بتقديمه لهم
دا عمي مسعود ابو ليلة صاحب ابويا المرحوم يا عم الحج ويعتبر زي عمي شقيق ابويا وأكتر يعني هو اللي هتحط إيدك في إيده لما ربنا يتمها على خير ان شاءالله.
تمتم الرجل بالتحية لمسعود أمام نظرات الذهول التي لجمت سميرة وشقيقتها والعروس أما ابراهيم فخرجت تحيته على مضض وتابعت شهد تشدد على كلماتها 
انا صحيح بمېت راجل بس برضوا لازم اعمل حساب لبكرة الراجل بيقدر الراجل ولا إيه يا حج عابد 
قالت الأخيرة مفاجأة للرجل والذي انتبه ليرد سريعا
طبعا يا بنتي كلامك موزون والحج ابو لية مقامه فوق الراس مع ان يعني مش مستاهلة وانتي بنفسك قولتي ان احنا اهل .
تدخل ابو ليلة للرد نيابة عنها
طبعا اهل وشهد متجصدتش غير كل خير بس متأخذنيش يعني يا عم الحج اصل انا صعيدي والحاجات دي مرت علي كتير جوي وشوفت ياما رجالة جليلة الأصل في نفس الظرف يوم ما تحصل مشكلة بينه وبين مرته بيجولها إيه ياللي واخدك من يد م رة...
صعق اربعتهم وهتف ابراهيم بانفعال وقد تغيرت
 

تم نسخ الرابط