رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


الرواق المؤدي لغرفة عمله وردت هي
أيوة طبعا وفيها ايه دا نمرته مشهورة ومعروفة اساسا بس هو جالي انا هرد على أي سؤال تبعتيه ومش هتجاهل زي ما بعمل مع معظم المتابعين.
ألشيف منصور قالك كدة
قالها وقد توقف فجأة عن السير وتوقفت هي أيضا لتجيبه ببرائة غافلة عن النيران التي كانت تسري بجسده كحمم سائلة تحرقه
ايوة طبعا وفيها ايه دا راجل محترم وكويس جدا.

قالتها لتطالع الجمود الذي تلبسه وقد تسمر أمامها دون حراك انفاس صدره تعلو وتهبط بتسارع مقلق في محاولة قاسېة لضبط النفس يحجم نفسه حتى لا يحتد أو ينفعل عليها في الرواق وأمام المارة وكيف له أن يفعل وسحر عينيها يفقده صوابه واتزانه
مالك ساكت ليه
سألته حينما طال انتظاره ليعود إلى رشده يخاطبها بحزم
أمشي يا صبا أمشي أمشي عشان وقفتنا هنا اساسا متنفعش.
سمعت منه لتذعن لقوله بتفهم كي تتحرك وتسبقه فغمغم هو من خلفها
ماشي يا شيف منصور حسابك عليا .
في غرفة المعيشة وبعد انتهائهم من وجبة العشاء على مائدة مجيدة التي كانت عامرة بكل ما لذ وطاب ليأتي الدور الان على الحلو بعدة اصناف صنعتها أنيسة مع طبق الفاكهة وحديث بمودة صادقة لا يخلو من المزاح والعودة بالذكريات. 
اهو انا بقى مضحكتش كدة يا ست مجيدة بقالي زمن .
يا حبيبتي ربنا ما يفرق جمعتنا عن بعض انا وانتي يا أنيسة كان لازم نلتقي مع بعض من زمان بصراحة بقى قلبي حبك من أول ما شوفتك .
وانا كمان ربنا يديم المودة .
قالتها أنيسة لتتدخل لينا بسؤالها الفضولي
طب انا من اول ما دخلت عندكم وعيني وقعت ع بلكونة الصالة وانا هتجنن واسألك عن مشتل الزهور اللي ماليها دا شكلهم يجنن.
ضحكت مجيدة بمرح لتنهض فجأة قائلة لها
تعالي معايا وانا اعرفك على جميع أنواعهم دول ولادي اللي براعيهم بعنيا. 
تلقفت لينا الدعوة الكريمة بكل سرور لتنهض فتدخلت رؤى بفعل طفولي
طب وانا ما انا كمان عايز اشوف الورد وانقي واحدة منه.
جلجلت مجيدة ضاحكة لتشير لها بيدها 
تعالي انتي كمان معانا واحلى وردة لأحلى رؤى 
ذهبت رؤى لتلحق بهن فلم يتبقى سوى حسن وشهد وأنيسة التي أمسكت بجهاز التحكم لتقلب على قنوات الشاشة الكبيرة حتى وجدت أحد الافلام وادعت المشاهدة بتركيز
ألله الفيلم ده حلو اوي.
استغل حسن ليقترب بجلسته نحو شهد ليأخذ فرصته اخيرا في الإنفراد بها
انا مبسوط اوي يا شهد انك قبلتي العزومة لا يمكن تتصوري فرحتي بقعدتك كدة ع الكنبة جمبي وفي بيتنا دي تسوى عندي إيه.
ابتسمت بخجل وقد أجفلها بقوله وصدق ما يردف يبدو جليا على ملامح وجهه الوسيم فحاولت الرد بلهجة عادية لتتجنب الإنزلاق معه في حديث بدأ يتخذ منحنى اخر
العفو يا بشمهندس الكلام ده كان واجب عليا لكن الست الوالدة بطيبة قلبها سبقت بس ملحوقة المرة الجاية عندي ان شاء الله 
وصله تجنبها الواضح لمقصده فتبسم بضعف يتناول طبق الحلو يقول بإحباط بدأ ظاهرا في نبرة الصوت
وأنا في أي وقت هلبي الدعوة يا شهد حتى لو العزومة حصلت بعد الشغل ما بينا ينتهي.
ربنا يبارك فيك. 
قالتها بحرج وابتسامة باهتة لتتناول طبقها هي الأخرى تلهي نفسها بالتناول منه قبل أن تنتبه على نداء مجيدة التي تركت الفتيات في الشرفة
ممكن يا شهد تيجي معايا عشان عايزاكي في كلمتين.
بعد أن انتهى دوام عملها وبدلت ملابس العمل للعادية الأخرى فكانت في طريقها لمغادرة القسم الذي تعمل به حتى تعود إلى منزلها برفقة صديقتها وجارتها صبا.
إزيك يا مودة.
قالتها ميرنا تفاجأها وقد اعترضت طريقها توقفها بأن تصدرت بجسدها أمامها تمنعها عن مواصلة السير حدقت بها مودة بتوتر واستغراب لأمرها قبل أن تجيبها بعد مدة من الوقت
حمد لله يا ستي كويسة انتي بقى ايه أخبارك
انا زعلانة على زعلك يا ستي وحاسة نفسي حمارة اني لبخت معاكي في لحظة ڠضب وطلعت عن شعوري .
استرسلت بهم مرة واحدة لتجفل مودة التي كانت تنوي على صدها وقطع الصلة معها وقد اقتنعت بكلمات صبا بعد شجارهم الاخير فقالت بحرج
متقوليش كدة عادي يعني الخناق ده بيحصل دايما مع الزملا والأصحاب.
وانا بقى معتبراني زملا ولا أصحاب
تلعثمت تردد بأعين تهرب من المواجهة أمام امرأة حددت طريقها واتحذت منهجها الخاص بها فلا تفعل حساب اصول أو اعراف أو حرام أو حلال بل وتتحدث بثقة عكس من ضاعت بها الثقة لضعف شخصيتها وترددها في اتخاذ القرارات الحاسمة
اا أكيد صاحبتي يا ميرنا دا انا أكلة في بيتك عيش وملح وانا بنت أصول وافهم اوي في الحاجات دي. 
مالت برأسها لتقابل عينيها بخاصتيها وتقبض على نظرتها الهاربة لتأسرها فقالت بلهجة معاتبة يشوبها اللوم
بس انا عمري ما اعتبرتك صاحبتي بالعكس يا مودة انا من اول ما اتعرفت عليكي وعرفت بظروفك اللي هي مقاربة لظروفي في حاجات كتير اعتبرتك اختي عمرك شوفتي اخت عايزة الضرر لاختها حتى لو حصل سوء تفاهم أو خناق او حتى قطعوا هدوم بعض برضوا بيرجعوا ويصفو وينسوا انتي بقى ليه شايلة مني وعايزة تبعدي شايفاني ست وحشة على كلام الست صبا اللي قررت من دماغها ونصبت نفسها حاكم عليا عشان ترميني پتهم باطلة طب انتي شوفتي عليا حاجة بعينك 
ابتلعت ريقها باضطراب فهذه المرأة تحاصرها بحنكة وخبرة تنقصها بسنوات ضوئية حتى تلحق بها 
لتنفي بهز رأسها بتونر
لأ بصراحة ما
شوفتش حاجة. 
تبسمت بانتعاش وهي تفرد نفسها لتخفف الحصار عنها وقالت ملطفة بعض الشيء وهي تتلاعب بخصلات شعرها الحريري الغزير
انا يمكن اكون شقية ودي حاجة متعبنيش على فكرة مش احسن ما ابقى خام وساعتها أي حد ممكن يضحك عليا بكلمتين ويستغلني ساعتها مين هيعوضني خسارتي بقى وانا واحدة وحدانيه ومليش ضهر اتسند عليه لا ليا أب يدلعني ويصرف عليا ولا جار يشيل ويغطي عليا في الشغل. 
مقصدها الاخير كان جليا بقوة لتفهمه مودة فتطرق رأسها بحزن وقد لامست كلمات الأخرى الجزء الموجع لها دائما وهو الوحدة وغياب الأهل وقلة الحظ أيضا فخرج صوتها بضعف
ما خلاص يا ميرنا هو انتي لازم تفكريني بوكستي. 
اخفت الأخيرة ابتهاجها لترسم الجدية وقد وصلت لنقطة جيدة معها فقالت بانفعال تدعيه
افهمي بقى هو انا لو قصدي اقلب عليكي المواجع هقولك ان انا زيك فكي كدة يا بت وبطلي انا جاية اساسا عشان اصالحك رغم عتبي عليكي برضوا. 
ابتسمت مودة بضعف ودون رد فتابعت بتحفيزها يالا بقى خلينا في المهم قبضتي مرتبك ولا لسة
هذه المرة اشرق وجهها بابتسامة حقيقية بفرح وحماس تجيبها
ايوة قبضت المرتب حلو اوي وهقدر اجيب منه حاجات كتير.
الف مبروك يا ستي وتتهني بيهم
قالتها ميرنا بابتسامة واسعة لتردف
لو لسة باقية ع الاتفاق انا مستعدة من بكرة او النهاردة حتى اتسوق معاكي واجيبلك كل اللي يليق عليكي ويخليكي قمر
توقف بسيارته ليترجل منها عائدا من عمله بهيبة اكتسبها بحكم وظيفته وحسن أخلاقه قبلها يسير برزانة متخذا طريقه نحو مدخل البناية التي يقطن بها مع عائلته وقد تأخر اليوم بدون قصد منه وذلك لاجتماعه الهام مع رئيسه لفت نظره فجأة بعض وجوه المارة وبعض الشباب الواقفين حتى حارس البناية رؤسهم للأعلى في اتجاه شرفتهم غلت الډماء برأسه برؤيته للسبب المؤدي لذلك وهذه المچنونة الشقراء تتشمم حزمة من الورود بيدها بانتشاء جعلها غير منتبهة لهذه الثورة بالأسفل ومشهدها يبدو كلوحة فنية ابدع في صنعها فنان مخضرم زفر حانقا ليتحمحم فخرج صوته بزمجرة شرسة أجفلت الحارس ليخفض رأسه ملوحا له باحترام فظل هو على نظرته الخطړة يحدج الرجل بها حتى تخطاه ليدلف داخل المبنى ويختفي داخل المصعد فيلتقط الرجل أنفاسه اخيرا متمتما بالحمد انها مرت على خير.
فتح بمفتاحه ليلج داخل المنزل وبخطواته الواسعة اتخذ طريقه نحو الشرفة وبغضبه يقتحمها لتشهق رؤى التي كانت جالسة على عقبيها تتأمل أحد الزهور النادرة وقد فاجئها الظل الطويل لتجفل منتفضة حتى انكسر واحد اخر خلفها مع ارتدادها للخلف أسفل أقدام لينا لتهتف بزعر
يا نهار أبيض دا القصرية انكسرت. 
خرج صوت رؤى بارتعاش وقد اصابها الجزع لتسببها عن غير قصد في ټحطم هذا الشيء الثمين
أنا أسفة والله مكنتش اقصد.
زفر أمين يجلس على عقبية ليلملم المكسور وينقذ النبتة بزهورها مرددا
متتأسفيش يا رؤى الغلط كان مني أنا .
غلط ايه
هتف بها حسن وقد أتى على صوت التهشيم بصحبة أنيسة التي ضمتها على الفور إليها فتولت لينا الإجابة بانفعالها المعتاد
الباشا طب علينا زي العفريت من غير احم ولا دستور خض البنت فوقعت القصرية وراها.
انتي تستكي خالص عشان انتي السبب في كل اللي حصل.
صدرت منه بعصبية وهو يضع النبتة بطينها داخل احد الاصايص الفارغة فصاحت به معترضة
وانا السبب ليه بقى ان شاء الله
عشان وقفتك في البلكونة لمېتي علينا الشارع كله بيتفرجوا ع الأجنبية الحلوة التي بتشم الورد ومستكنيصة بريحته في بيت الظابط وآخوه المهندس.
قالها سريعا فلم ينتبه لما سقط منه في الوسط دون أن ينتبه بأنه غازلها دون أن يدري اخفت أنيسة ابتسامتها وخرج صوت لينا بارتباك رغم عنادها المعتاد
انا مخدتش بالي م اللي انت بتقوله بس حتى لو كان يعني دا ميدكش الحق انك تخضنا كدة.
تحرك فمه بنية أن يرد ولكن حسن كان الأسبق
خلاص يا جماعة حصل خير انسو كل حاجة يالا بقى نكمل قعدتنا تعالي انتي متخفيش.
تفوه بالأخيرة نحو رؤى ليقبلها بحنو أعلى رأسها مخففا عنها قبل ان تذهب مع أنيسة وتلحق بهم لينا التى رمقته بغيظ كعادتها وهو لم يقصر في مبادلتها الفعل.
حتى خلت الشرفة على الشقيقان ليحدجه حسن بقرف قائلا
روح شطف نفسك من الطين اللي بهدل هدومك وتعالى حصلنا. 
اومأ برأسه ينفض كفيه سائلا
والدتك فين يعني مشوفتهاش لا هي ولا شهد.
والدتي مختلية مع شهد في أؤضتها خلص انت بس .
قالها حسن واستدار ليغادر ولكن الأخر أوقفه بأن امسكه من يده ليسأله بفضول
هي الست أنيسة جابت ايه النهاردة م الحلويات اللي بتعملها
نظر حسن ليده وطرف الكم الذي لوثه الاخر بالطين ليصيح به ناهرا بحنق
ېخرب بيتك .
وفي غرفتها وقد كانت مختلية بها في حديث مشبع بالذكريات الجميلة حتى أنهم لم ينتبهوا لكل ما حدث في الخارج.
وقد كانت جالسة على طرف الفراش بجوارها تضع الصندوق الخشبي بحجرها وتخرج منه الأشياء الثمينة والتي لا تقدر بثمن في عرفها.
شايفة يا شهد اهي دي بقى صورتنا في يوم الفرح ودا المنديل بتاع كتب الكتاب.
ضحكت شهد وهي تتأمل المنديل الأبيض بتطريزه القديم لتردد باندهاش
يا نهار أبيض دا ازاي فضل معاكي لحد دلوقتي
المحافظة عليه يا حبيبتي وعلى كل حاجة بحبها دا أنا أي حاجة من ريحة الغالي احفظها في عيوني مش بس في الصندوق. 
قالتها مجيدة باعتزاز جعل شهد تطالعها
 

تم نسخ الرابط