رواية سراج الثريا بقلم سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز

إسماعيل قائلا 
إستغلالي يعني وهو باباك مش إستغلالي وطمع فى الشيكولاته.
ضحكت قسمت فعقب إسماعيل 
وإنت كمان طمعتي فى بوكيه الورد.
نظرت له بسخط قائله بإستقلال 
تلات وردات هتحسبهم عليا بوكيه دول حتى كانوا دبلانين إنت كنت جايبهم منين.
تذكر قائلا 
الدبلانين دول وقفوا عليا بربع مرتبي من المستشفى كنت ماشي بالعربيه أدور على محل ورد أو حتى مشتل لقيت بيت مزروع فيه ورد فى البلكونه كان فى عيل غتت واقف وساومني على حق الوردة وعشان أرضيكي وافقت لقيت أمه وأبوه كمان أستغلوا الموقف كان ناقص يساوموني عالبدله عالم إستغلاليه..وفى الاخر باباك يقولى برجوازي.
ضحكت قسمت وهي تشعر بإمتنان قائله 
إستغلاليه عشان طلبت ورد شيكولاته.
اومأ رأسه مبتسما ثم تنهد قائلا
هو ينفع نتجوز من ورا أبوك أصله شكله كده مش طايقني.
أجابته برفض
طبعا لاء مستحيلوبعدين إنت هتستسلم من أول لقاء بينك وبين باباإنت لو شاريني هتحاول معاه تانيوعلى فكره بابا مش ديكتاتوري...سهل يقتنع ويوافق على جوازناإنت اللى شكلك عاوز تتلكك و...
قاطعها بذهول قائلا
لو كنت عاوز أتلكك مكنتش فكرت فى الجواز من أساسه وأنت عارفه إن فكرة الجواز دي مكنتش فى بالي أساسا.
إبتسمت بدلال قائله 
خلاص بلاش تستسلم وحاول مره تانيه مع بابا ومتاكده لما يلاقيك شاريني هيوافق بابا شخص متفهم وعمره ما كان ديكتاتوري معايا أنا أو واحده من أخواتي هو بس بېخاف علينا أوي عشان بنات.
غمز إسماعيل بعينه قائلا 
هو بصراحه عنده حق فى حكاية خوفه دي بس نسيت أسألك هو باباك بيشتغل إيه.
إبتسمت واجابته 
بابا طلع عالمعاش كان بيشتغل مدرس لغة فرنسيه دلوقتي بقى بيشتغل فى مدرسه خاصه.
ذهل إسماعيل قائلا 
مدرس فرنساوي وبيتكلم باللغه العربية الفصحي آخر شئ كنت أتوقعه.
ضحكت قسمت قائله 
بابا عنده عشق خاص للغه العربيه بيقول عليها لغة لها مفردات بديعية... والحديث بها له متعة خاصة.
نظر لها بسخط قائلا 
متعة خاصة أبوك ده محتاج....
توقف للحظات ثم عاود الحديث 
أنا عرفت مين اللى تقدر على غتاتة أبوك وهيوافق عالحوازة ڠصب عن ديكتاتوريته.
بالمشفى
ليلا
آنت ثريا بآلم طفيف سمعتها سعديه التى كانت تمكث معها بالغرفة نهضت سريعا وأشعلت ضوء الغرفه كاملا وذهبت نحوها سائله بلهفة 
ثريا مالك سمعت صوت تأوهك.
إبتسمت ثريا قائله 
أنا بخير بس كنت بتحرك وإيدي شدت عليا شويه بسبب الإبر اللى فيها.
إبتسمت سعديه
براحه وجلست على طرف الفراش جوارها أمسكت يدها بحنو قائله بمرح 
وشك نور

والدموية زادت فيه صحتك جايه عالمستشفى.
ضحكت ثريا قائله بغرور 
طول عمري حلوة وموردة يا خالتي.
ضحكت سعديه قائله 
لاء يا بت المحاليل هي اللى نفخت وشك وردت الدمويه فى وشك غير كده كنت سودة من نقرتك فى الشمس طول اليوم.
ضحكت ثريا قائله 
كويس إن أمي اخيرا رضيت وراحت تنام فى الدار هنا مش بتنام طول الليل بحس بها كل شويه تقرب مني.
تدمعت عين سعديه ببسمه قائله بمرح 
هي نجية أختي دايما إكده جلبها رهيف عكسي تمام.
تبسمت ثريا قائله 
عارفه إنت جامدة ومفتريه يا خالتي.
تنهدت سعديه ببسمه قائله 
لاء يا بت انا مش مفترية بس ايوه جامده 
أم الصبيان لازم تكون جامدة كفاية هو وعياله ضيعوا أنوثتي.
أنوثتك
قالتها ثريا ثم ضحكت ف توجعت قائله 
لما بضحك صدري بيوجعني.
نغزتها فى كف يدها بخفه قائله بمرح 
أحسن ببتريقي عليا يا بت مشوفتنيش وأنا صبيه بنت خمستاشر سنه كان عودي فاير وابان أكبر من سني كان أبوي يجول للعرسان دي لساها صغار هى اللى خراط البنات خرطها بدري.
ضحكت ثريا فتوجعت قائله 
صادقة يا خالتي ماهما بيقولوا إنى فيا شبه كبير منك بس أنا على أحلى.
نغزتها سعديه مره أخرى قائله 
أحلى من مين يا بت أنا طول عمري مربربه كده مش زيك مسلوعه زي اللى عندهم السل.
ضحكت ثريا قائله 
مسمهاش مسلوعه إسمها جسمي سمبتيك.
سمبتيك 
قالتها بحنق وسخط وأكملت 
ده حديت العيال بتوع اليومين دول على أيامي كانت البنات بنات مش زي دلوق مفيش اي معالم للأنوثه الطبيعيه كله نفخ إشي
شفايف وخدود وحاجات فوق وتحت ونحت وسط تحسي حاجات مش راكبه على بعضها.
ضحكت ثريا قائله 
كفايه يا خالتي إنت جايه تباتي معاي عشان تاخدي بالك مني ولا جايه تضحكيني عشان اتوجع.
تبسمت سعديه بحنان قائله 
إضحكي يا بت خلى وشك ينور مش بيقولوا إضحك لها تضحك لك.
تبسمت ثريا بضحكه موجعه قائله بحنق 
والله ضحكت لها كتير هي اللى مش عاوزه تضحك لى.
تنهدت سعديه بآسي لكن حاولت بث الامل فيها قائله 
وماله إفضلي أضحكى برضك يمكن تتكسف على ډمها وتضحلك.
نهضت سعديه تتثائب قائله 
وكفايه رغي أنا منعوسه وعاوزه أنام لكن إنت مجضياها نوم بمزاچك.
ضحكت ثريا قائله 
والله انا زهجت من النوم عالسرير ده وعاوزه أطلع من هنا...كفايه إكده أنا بجيت زينه.
تبسمت سعديه قائله
أهو جلبك الحامي ده هو اللي هيضيع عافيتك بدريخلي زيي إكده بشتغل عالهاديوبعدين إنت زعجزعقلك نبي نفدتى من المۏت بأعجوبه بلاها شوية الحماسه دول...هقوم أمدد چتتي عالسرير التانيإياك تئني تاني بلاش إزعاج كتير.
إبتسمت ثريا قائله بكيد مرح 
ياريت أمي اللى باتت معاي... عالاقل مكنتش هتسخسر فيا الوكلاللى كنت بعتاه لىهو ده اللى طلبته منكخليتي سراج إتمسخر عليا.
ضحكت سعديه وغمزت بعينيها قائله
آه صحيح يا بت فكرتيني من اللى وكلك بيده...بالتوكيد الوكل كان طعمة يشهي.
تهكمت ثريا بإستهزاء
وكل ماسخ ومالوش طعم.
ضحكت سعديه قائله
على خالتك يا بتيلا كفايه رغي انا صدعت هنام بقىتصبحي على خيرووش سراج اللى يادوب بيسيبك مسافة الليللو مش مستحي مني انا وأمك كان بات إهنه.
تهكمت ثريا بسخط وأغمضت عينيها مستسلمه وهي تتذكر معاملة سراج لها مؤخرا بعد أن فاقت من الغيبوبه رغم أنه مازال محتفظا ببعض من جموده وتسلطه لكن هنالك شئ آخر تشعر به لا تفهمه... لم تفكر كثيرا وإستسلمت لغفوة إجبارا بسبب تأثير بعض أنواع الادويه. 
ب دار العوامري
تمدد سراج على الفراش يعقد يديه أسفل رأسهينظر الى جواره تلك الوسادة التى كانت تضع ثريا رأسها عليها أثناء نومها زفر نفسه يشعر بإشتياق تلك المحتالة إستحوزت على جزء كبير من مشاعره من كان يظن أنه بلا قلب أو وئد مشاعر قلبه طغت عليه عاطفة قلبهوضع إحد يديه على موضع قلبه الذي الآن رغم إشتياقه لكن يشعر براحه وهدوء وسکينه عكس قبل أيام فقط
عاش لحظات كآنها دهور من الزمن قبل أن تفتح ثريا عينيها 
بالعود الى قبل أيامحين إضطر الأطباء لمحاولة إفاقة ثريا طبيا بعد عدم أستجابتها طبيعيابالغرفه التي كانت بهابالتأكيد لن تتحمل والدتها رؤيتها بذاك الاثناءكذالك قد لا تستجيب للإفاقهفضل الطبيب ذلك وإستسلمت نجيه ڠصبا تنتظر بشارة بالخارجبينما سراج ظل مع الأطباءينظر الى ثريا يراقب كل جزء بجسدها...
يديهاقدميهاوجههاينتظر إشارة من أي منهم تدل على إستجابتها للإفاقةلم يطول الوقتلكن مع ذلك الثانيه تمر كآنها ساعاتلاحظ أحد الأطباء رمشة عين من ثريافأخبر الطبيب الآخرتبسم فهذا أمل...مازالوا يحاولونلاحظ سراج حركة يد ثريا التى تحرك أحد أصابعها ثم إرتخي مره أخريكانت مؤشرات جيدة بدايتاثم نهايتا فتحت عينيهاأزعجها الضوء الذي تسلط عليها فجأة فأغمضت عينيها ثم فتحتها تدريجيا ترا بغشاوة فى البداية الى أن إتضحت الرؤية لم تتعرف على تلك الوشوش لكن إبتسامة الطبيب حين قال لها. 
أهلا برجوعك تاني يا مدام ياريت تقرب يا سيد سراج... بالفعل إقترب سراج من وجهها وأصبحت تراه فى البدايه كان مازال عقلها غافيا بصعوبه نطقت 
إنت مين.
إستغرب سراج ونظر للطبيب الذي تفهم ف ثريا ظلت لأيام بغيبوبه مازال عقلها لم يعود لإستيعابه الكامل... أومأ ل سراج مبتسما يقول 
متقلقش ده رد فعل طبيعي عقل المدام لسه بيفوق من الغيبوبه وعالعموم هننتظر لوقت لو إستمرت الحالة كده هنعمل آشعه عالمخ... 
من حسن حظ سراج لم تستمر حالتها كذالك حين خرج الطبيب وبشر بقية عائلة ثريا أنها قد إستجابت وعادت للوعي وسمح لهم برؤيتها وبالفعل
دخلت نجيه ومعها سعديه ومعهن ممدوح التى تبسمت له ثريا هو الآخر تبسم لها تعرفت عليهم جميعا مما سبب ل سراج إحساس بالضجر لكن تغاضي عن ذلك يكفي أنها عادت للوعي أخيرا... مر يوم وفى اليوم الثاني تذكرت ثريا سراج.
عاود من تلك الذكري مبتسما وهو يتذكر مشاغبته مع ثريا على إقناعها بأن تتناول الطعام مثل الأطفال تنهد مبتسما ثريا بداخلها طفله تود بعض من الدلال. 
باليوم التالي 
بالمشفى 
بغرفة ثريا 
تبسمت نجيه ل رغد ورحبت بها بإمتنان لسبب زيارتها ل ثريا بالمشفى جلست معهن تبتسم وتحدثت بود... الى أن دخل عليهن ممدوح الذي جاء صدفة أو ربما كان من حسن قدرهما... 
جلس قليلا بعد وقت وقفت رغد وتبسمت قائله 
الحمد لله إطمنت على ثريا ربنا يكمل شفاها على خير لما قولت لابوي أنى هزورك قالى متأخرش عشان الموصلات هستأذن أنا ومره تانيه حمدالله على سلامتك يا ثريا.
تبسمت لها ثريا بود بينما نهضت نجيه قائله 
قربنا عالمغرب صحيح والموصلات هتبقى قليله إنت كمان يا ممدوح إرجع للدار وفوت على خالتك أقول لها بلاش تتعب نفسها أنا هبات الليله مع ثريا.
تبسم وهو ينهض قائلا 
تمام يا أمى.
تبسمت له بحنان. 
روح مع رغد أهو ونس لها فى الطريق.
أومأ موافقا 
غادر الإثنين بينما نظرت نجيه ل ثريا قائله 
رغد بنت حلال.
اومأت لها مبتسمه
قائله 
فعلا.
لمعت عين نجيه بأمنيه لاحظت ثريا تلك اللمعه وفهمتها وتبسمت ثريا ثريا علمت أن ممدوح لم يفكر للحظه ودخل خلفها يعطيها من دمائه ما يجعلها تعاود الحياة ممدوح مثلها هزم وهزيمته كانت أقسي من هزيمتها فهزيمة الرجل معناها إنكسار وإندثار وهذا ما حدث معه لكن مازال لم يندثر ربما هنالك معركه آخري فى إنتظاره وقد ينتصر بها.
سارت رغد جوار ممدوح بينهم مسافة لكن عقلها كان مشغولا لم تنتبة لسيارة الاسعاف الخاصه بالمشفى والتى كادت تصتطدم بها لولا أنه إنتبه ونظر نحوها صدفه فجذبها بعيدا عن السيارة...
إنتبهت وبوله إنخضت لكن سرعان ما تبسمت ل ممدوح الذي قال لها
مش تاخدي بالك.
شعرت بحرج وكذالك رعشه بجسدها من لمسة يده... سرعان ما سحبت يدها منه وتبرجل عقلها بخجل صامته واكملا سيرهما معا الى أن وصلا الى مكان تلك الحافلات وصعدا معا الى إحد سيارات الأجره جلس هو بالداخل لكن لاحظ أن هنالك آخر صعد للسيارة وإحتك ب رغد التى تضايقت منه بسبب ذلكفهم أنها متضايقهفنهض قائلا
رغد تغالى اقعدي إنت جنب الشباك.
وافقت ببسمه وإعتدلت جالسه مكانه وهو مكانها جوار ذاك السخيف...شعرت بنسمة هواء خريفيه منعشه تدخل الى روحها تزيدها أنشراحمشاعر تخشي لو اباحت بها لنفسها قد يدمرها القدر. 
بعد مرور عدة أيام 
صباح ب دار عمران العوامري
نهض سراج من خلف طاولة الطعام مبتسما بعدما سأله آدم 
هي ثريا هتخرج النهارده من المستشفى.
تبسم قائلا 
أيوه الدكتور قال حالتها بقت كويسه وتقدر تخرج من المستشفى وإن إحتاجت لأوكسچين وممكن نجيب لها أنوبه هنا.
إبتسم آدم كذالك حنان التى قالت بمحبه 
ربنا يكمل شفاها على خير.
إبتسم سراج لها وهو يغادر لكن توقف مع عدلات بردهة الدار وسألها
كل حاجه بقت
تم نسخ الرابط