رواية غرام في المترو بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


هقرب منك غير لما نتجوز بس قولي أنتي الوقت المناسب ليكي
ابتسمت بدهاء حية رقطاء
بعد شهرين هاكون دبرت أموري
شهرين! كده كتير
معلش استحمل يا حبيبي هيعدوا بسرعة و هانكون مع بعض خلاص 
أومأ لها بهيام
موافق المهم هاتكوني معايا وملكي في الأخر و مش هاسيبك أبدا
و كم من أمنية يتمناها المرء فتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن!

الفصل التاسع
ما بين الأمل واليأس درب ملئ بالكثير من الأحداث ونهاية الصبر علي الابتلاء نجاح جاء من الإيمان والرضا.
و هذا النجاح جاء إليها علي هيئة يوسف الذي وضعه القدر في دربها بعد معاناة فبعد أن وافقت علي عرض العمل وتقديم إليها كل ما يسهل ذلك بشرط أن كل ذلك دين سترده إليه.
و كما أخبرها أن العمل يحتاج إلي المظهر الجيد دون مبالغة أو شيء خارج الأدب و الاحترام اعطاها مبلغ من المال لشراء الثياب و كل ما تحتاجه كما أعطي إليها أوراق تفيد بأنها قد حصلت علي شهادة جامعية تخصص إدارة أعمال و شهادات أخرى بأنها تتقن اللغة الإنجليزية و كل ما يؤهلها إلي العمل في شركة الشريف.
توقفت سيارة أجرة أمام مبني شاهق في حي الدقي الشهير أعطت سماح إلي السائق الأجرة المتفق عليها و نزلت من السيارة تنظر في شاشة هاتفها تقرأ رسائل هذا الرجل الذي قامت بالتعرف عليه من خلال البث المباشر التي كانت تقدمه في مقابل الحصول علي المال.
أخبرها إنه صاحب شركة إنتاج أغاني ويريد فتيات من أجل القيام بعرض فني خلف المغنى و ما جعلها تنجذب لذلك العرض دون تفكير هو وعده إليها أن يجعلها فنانة شهيرة غضون وقت قصير في مجال الغناء والاستعراض و ربما التمثيل أيضا كم تمنت أن تخرج من الحارة والحياة العفنة منها لا تعلم أن العفن داخل الحي الشعبي الذي تقطن فيه أفضل من جهنم التي ستلقي نفسها بداخلها.
دخلت إلي الفناء فأوقفها الحارس وأخبرته
أنا طالعة لمكتب عوني بيه
سألها الحارس ليتأكد
قصدك عوني القرني
عبست وأجابت
أنا كل اللي أعرفه اسمه عوني لكن قرني دي ما أعرفهاش ده اسم و لا لقب وغوغوشتني
كانت نظراته تخترق العباءة التي ترتديها وتجسد منحنيات جسدها و ملامح وجهها المطمس خلف مساحيق التجميل الرديئة
لاء ده اسمه ولقب عيلته عيلة القرني
وابتسم بسخرية يشوبها نظرة وكأنه يريد إلتهامها
عن إذنك أنا طالعة يا... 
محسوبك عزب
أطلقت ضحكة تجاوزت حدود الأدب ودون الأدب ثم استقلت المصعد حتي وصلت إلي الطابق المنشود.
و في الأعلى ولجت إلي المكتب كما اخبرها عوني وجدت في استقبلها فتاة لا تقل عنها في المظهر المبتذل
ممكن أقابل عوني بيه أصله مديني ميعاد
سألتها الفتاة
أنتي سماح بتاعت التيك توك
ابتسامة صفراء أصدرتها شفتيها
أيوة أنا
نهضت الفتاة وأخبرتها
تعالي ورايا المعلم عوني مستنيكي
و في طريقها إلي مكتب القرني وجدت فتاتين يتجولان بثياب ڤاضحة في الرواق انقبض قلبها وصوت يخبرها أن تتراجع لكن كيف تتراجع والمال والشهرة في انتظارها و للحصول عليهم يجب تقديم التنازلات كما قدمت الكثير أمام شاشة الهاتف.
فتحت الفتاة باب المكتب
معلم عوني سماح جت
نهض الأخر بثقل بسبب جسده السمين
خليها تدخل يا دندش
أشارت إلي سماح التي ولجت ومازال قلبها ينبض بقوة رأت
رجل بدين يقف خلف المكتب ذو ملامح خليط ما بين الرجل والسيدة يخط أسفل أنفه شارب رفيع وحاجبيه يبدو إنه يعتني بهما بالنمص مظهره المقزز جعلها تتراجع خطوة
معلش يا عوني بيه أصل أنا... 
قاطع حديثها بعد قراءة ترددها في عينيها
معلش إيه بس اتفضلي يا قمر ده أنتي طلعتي حلوة أوي وأجمد من الفيديوهات كمان
ابتسمت إليه
شكرا
أشار إليها نحو الكرسي أمام مكتبه
أتفضلي أتفضلي ده المكتب نور بيكي و هيبقي وش السعد علينا و عليكي
إن شاء الله
تشربي إيه يا موحة أيوة بدلعك أصل مفيش حد بيشتغل معانا غير لما ندلعه و نشخلعه و يبقي مبسوط 24 قيراط و أنتي هتجربي وهاتعرفي بنفسك
أجري اتصالا
واد يا سمسم هاتلي قهوة و للمزمازيل سماح شوب مانجا وصاية
أنهي المكالمة وأسلوبه في الحديث أثار اشمئزازها شعرت وكأنها تجلس مع رجل مخنث
ها يا موحة أحضر العقود و نمضي و لا إيه
مش لما أعرف هاشتغل إيه بالظبط و لا هاخد كام يبقي بعد كدة نمضي
ضحك وقال
ده أنا هخليكي بطلة الكليبات تطلعي مع الفنان والمخرجين و المنتجين لما
 

تم نسخ الرابط