رواية للقدر حكاية(الفصل الأول إلى الفصل الحادي عشر) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


آخر 
................................
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه 
مظلومه.. متسبنيش.. حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا... لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق 
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها 

خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة.. بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله 
وسقطت دموعها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف الستار 
................................ 
اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف... شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه... تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه.. الفرح فرح والحزن حزن 
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم 
يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده... ده انتي اخت العروسه 
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره.. لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء 
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد 
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين 
................................ 
اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها 
امتى حمزة بيه هيجي يامريم 
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي... عنده شغل مهم 
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه 
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه 
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه... وناولتها كشكولها 
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس.. وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه 
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل 
واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به 
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه 
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا 
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا 
انسه ريما انتي سمعاني 
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك.. حضرتك كنت بتقول ايه 
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها 
بسألك عن مستوى مريم 
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطره..اطمن يافندم 
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما 
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها 
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة 
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه.. فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل 
ندي اعرضي على مس ريما تتعشا معانا... وادي خبر للسواق يبقى جاهز عشان يوصلها 
فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها 
استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده 
لتهتف مريم داخلها 
تتعشا.. ياريتك ياندي مانزلتي
 

تم نسخ الرابط