رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
المحتويات
الأوراق التي أمامه وقد ضاقت حدقتاه وهو يراها تقترب منه
كاظم أنا نفسي في الفطير
ارتفع حاجبه الأيسر في دهشة وقد ازداد ضيق حدقتاه فعن أي طعام تتحدث هذه الساعه
فطير إيه دلوقتي يا جنات.. روحي نامي يا جنات وبكره هجيبلك كل اللي أنت عايزاها وارحميني شويه انا مش فاضي
عاد لمطالعة الأوراق التي أمامه متجاهلا وجودها..
روحي نامي يا جنات وبلاش واقفه كتير عشان متتعبيش
يأمرها بالمغادرة دون أن ينظر إليها ويراعي شعورها هكذا خاطبها عقلها
اڼفجرت في البكاء كعادتها مؤخرا فاطبق فوق جفنيه بقوة ضاغطا فوق شفتيه ماقتا تلك الحالة التي لم يعد يفهمها ولم يعد لديه طاقه ليتحمل كل هذا الجنون
قولت بكره يا جنات هجبلك اللي أنت عايزاه جنات أنا بدأت اتخنق صدقيني..
أنا هلم هدومي وهمشي من هنا..
صډمته عبارتها الحمقاء فهل ستترك البيت له لأنه لم يأتي لها بالفطائر التي داعبت أنفها منتصف الليل
زفر أنفاسه بقوة ونهض عن مقعده.. فلم يعد يتحمل صوت بكائها وإذا استمرت بالبكاء سيفقد سيطرته على حاله وربما يأخذها هو لبيت أهلها ويبعث إليها بورقة طلاقها
هو إحنا بقينا بليل خالص يا كاظم.. خلاص مش مهم بكره هتجبلي كل الفطير اللي في الفرن مش كده
اتسعت حدقتيه في صډمه من تبدل حالها السريع
كاظم أنا حاسه إني وزني زاد أوي
دارت أمامه بجسدها الذي صار ممتلئ في المناطق الصحيحة وقد بدأت عيناه للتو تنتبه على ما ترتديه
توقفت عن الدوران تزم شفتيها في مقت حانقة من صراحته
بدل ما تقولي إنك لسا جميله وجسمك حلو..
وحتى يريح رأسه هذه الليله اختار ما سيريحها ويريحه
أنت مش مستنيه أقولك إنك جميله يا جنات لأنك بالفعل جميله
رفرفت أهدابها وقد داعبت الكلمات قلبها واتسعت ابتسامتها والتصقت به تهمس اسمه بأغواء تداعب عنقه
بتستدرجيني يا جنات الله يسامحك يا شيخه مستقبلي المهني هيضيع بسببك ولو خسړت صفقة بكره...
لم تنتظر أن تسمع منه بقية تهديده فزوجها الحبيب لسانه يقطر شهدا
......
تجمدت عيناه نحو الصوره المعروضة أمامه على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي..إنها صورة تجمع ملك و رسلان في الأراضي المقدسة يؤدون مناسك العمرة
الفصل الثالث والستون
_ بقلم سهام صادق
الظلام وحده ما كان يحيطها لا تسمع إلا صوت صړاخها أشخاص يقتربون منها ولكن ملامحهم مبهمة ملامحهم بدأت تتضح شئ فشئ يميدون أيديهم إليها ينظرون لها كنظرة الذئب حين يريد إفتراس فريسته ونهشها بأسنانه.
خرجت صړختها بقوه تشق سكون المكان تنظر حولها في هلع فلم تكن إلا الجدران ما تحاوطها وتلك الأجهزة المعطلة المتراصة في الغرفة
ضمت جسدها بذراعيها تحملق في اللاشئ وصوت لهاثها يعلو وكأنها كانت تركض لأميال بعيدة.
طفرت الدموع من مقلتيها وقد عادت الليلة تخترق ذاكرتها تشعر بأنفاسه ولمساته مازالت عالقة بجسدها تلك الليلة التي سطرت معها نهاية لحلم بحثت عنه طويلا حلم رأته في عينين فتيات حارتها
الزواج كلمة كبرت معها منذ أن بدء من يماثلونها بالعمر يتزوجون لا شئ يخلصهم من قسۏة ما يعيشوه إلا به
أب ېصفع وشقيق يرى نفسه قد كبر وعليه تربية شقيقته وأم لا ترى إلا الزواج ستر وخلاص لحمل يزيد كل يوم على كاهلهم
مافيش حاجة هتخلصك من شړ فتحي غير الجواز يا بسمه
أمتى يجي ابن الحلال يا بنتي واطمن عليكي
شوفتي مهنيها إزاي ارتاحت من كل واحد بيتحكم فيها
عليها جسم.. لكن خلقه .. خليني في جسمها
تدافقت العبارات عائدة بها للحظات حفرت داخلها
ولكن أين هو الخلاص الذي اخبروها عنه في الزواج وأين هو الحب والحكايات التي تحاكوا عنها
سبحت في مرارة ذكرياتها وقد أضافت لها الأيام مرارة لا تظن إنها ستغادر حلقها يوما.
أشرق ضوء الصباح ليعلن عن بداية يوم جديد وعليها النهوض وترتيب حالها قبل أن يأتوا الموظفين ويكتشفون أمرها فهى بصعوبة تخفي أمر بقائها هنا
ومع تذكرها لأمر بقائها في تلك الغرفة جالت عيناها بالمكان في حسرة .. فلم يبحث عنها أحدا لقد صدقوا كذبتها..
.......
إزاي يا فندم هنرجع والمفروض نمضي على العقود
رمقها ثم عاد يركز أنظاره نحو هاتفه منتظرا تلك الرسالة التي سيبعثها له أحد معارفه حتى يؤكد له هل هي موجوده في مدينة الأسكندرية أم غادرتها
زفرة سيرين أنفاسها بيأس وهى تراه يصب اهتمامه نحو هاتفه تتسأل داخلها عن السبب الذي ظهر فجأة لهم حتى تنتهي رحلة عملهم فلا يوجد مشاكل بمشاريعهم ولو كان هناك مشاكل لكانت علمت بالأمر من زوج شقيقتها.
ازدادت دهشتها وهى ترى ملامحه تنبسط شيئا فشئ.. يزفر أنفاسه براحه.. هى لم تغادر المدينة ومازالت في عملها ولكن السؤال الذي مازال لا يعرف له جواب أين كانت تبيت ليلتها
أعذرني مستر جسار من سؤالي ليه قرارك جيه فجأة
طالعها جسار بنظرة خاطفة وسرعان ما كان يتحكم في ملامح وجهه
ظرف شخصي
بعبارات مختصرة منحها الجواب ينظر إليها بنظرة تحمل الثقة متسائلا
اقدر اعتمد عليكي يا سيرين
ازدردت سيرين لعابها تتحاشا النظر إليه تومئ برأسها مؤكده
له ثقته بها...
انا عارف إنك قد الثقة ديه
ارتفعت دقات قلبها في خزي مجرد كلمات منه ترفعها لأعلى تشعرها بأنه ينظر إليها كما تنظر له ولكن هناك حقيقة مؤلمة تؤرق مضجعها
إنه لأخرى.. أخرى رغم عدم التباعد والتوافق الذي تشعر به إلا إنها زوجته هو حق لها وهى حق له ..هذا الأمر يجعلها كارهة لنفسها
.....
رمقها وهى تتناول طعام فطورها دون شهية فتنهد بضيق وهو يراها تتحاشا النظر إليه والحديث معه
بيتهيألي إننا كبرنا على الخصام ده يا فتون
مضغت لقمتها ببطئ دون إهتمام فتعالت زفزات أنفاسه يحاول التحكم فيما صار يعيشه إنه اليوم تأكد إنه بالفعل يعيش حياة زوجية كاملة فما كان يعيشه من قبل ويحسده عليه الرجال ما كانت إلا رحلة قصيرة يمتع حاله فيها
يتذكر في أحدى زيجاته القديمة عندما لوت إحداهن شفتيها متذمرا تلومه لأنه تناسى تاريخ اول لقاء جمعهم.. كانت نهاية هذه الليلة الطلاق فهل جاء عليه الزمن بالفعل كما يخبره حازم ويشمت فيه كما كان يشمت به وبحالته المزاجية التي تختلف يوما عن يوم
فتون
هتف اسمها محاولا السيطرة على ذلك الشعور الذي يذكره بعهوده القديمة فأين هو سليم النجار... هل اربع سنوات غيرت منه
وتفتكري إحنا كده ممكن نحل أي مشكله بينا يا فتون ده شغل أطفال
ضاقت عيناها وهى تطالعه فهل أفعالها بالنسبه له تعد أفعال أطفال.. هو لا يشعر بما تشعر به وتعيشه يكفيها ذلك الشعور الذي تشعر به يوما بعد يوم
أنا طفله يا سليم
لم تشعر بحالها ولا بتلك القوة التي لطمت بها سطح الطاوله إلا عندما رأت إهتزاز الأطباق وتناثر بضعة قطرات من فنجان الشاي الخاص به
اه ده أكبر دليل إنك طفله يا فتون بيتهيألي أنك تعتذري عن عضويتك في الجمعيه لحد ما تنضجي وتعرفي
متابعة القراءة