رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
المحتويات
يا بسمه وعشان كده هدخل في الموضوع علطول واقولك على سبب اتصالي عشان افرحك
صمتت ميادة لثواني فاعتدلت بسمه في تسطحها تنتظر سماع ما سيفرحها ولكن من أين سيأتي لها الفرح وكأن كتب عليها ألا تفرح
أنا لقيت ليكي شغل في الشركة اللي بشتغل فيها يا بسمه ومتقلقيش من موضوع الشهادة.. أنا وضحت لحسام كل شئ عنك وإنك مازلتي بتكملي دراستك
دلفت السيدة سعاد تخبرها أن تستعد في الصباح ليغادروا المزرعة ويعودوا للمدينة
شيفاكي مبسوطة يا بنت وعينك بتلمع من السعادة
تسألت السيدة سعاد وهي تجلس جوارها متحمسة لرؤية السعادة فوق ملامحها
ضاقت عينين السيدة سعاد للحظات وسرعان ما كانت تنفرج شفتيها بابتسامة واسعة
هتشتغلي يا بنت وهتطلعي تشوفي الناس وتكبري وتحسي إنك منهم وعقلك يكبر أكتر ومتحتاجيش لحد
حركت بسمه رأسها ترى نظرات السيدة سعاد الدافئة التي لا تؤكد لها إلا شيئا واحدا.. السيدة سعاد لا تريد لها إلا تحقيق أحلاما تمنت لو حققتها لا تريدها أن تحصد ما حصدته وتنتظر أن يراها السيد ويقع في عشقها فالجميع ليسوا محظوظين لينالوا الحب.
مش عايزاكي تربطي نفسك بالوهم يا بسمه زي في شبابي شوفي علامك ومستقبلك يا بنت هو ده سلاحک.. الست قوتها في تعليمها وناجحها
صمتت السيدة سعاد تبتلع تلك المرارة التي تذكرها بحلمها الضائع في حب السيد عبدالرحيم والد جسار
مش كل ست فينا محظوظة عشان تلاقي الحب وراجل يعشقها لكن كل ست تقدر تكون نفسها وتبني ذاتها
راجل يحبها يعشقها هكذا كانت هي تحلم كلما نظرت لصورتها المنعكسة في مرآتها
.......
تجهمت ملامح كاظم يقبض فوق هاتفه بقوة يستمع لثورة شقيقه فهو سيعود وسيواجه سليم النجار وليس جبانا
هقول تاني وتالت وعاشر وهقولها قدام سليم النجار.. أنا بحب خديجة النجار مش بحبها بس أنا بعشقها أنتوا بقى عندكم عقد نقص وشايفين إن حبي ده كذبه أنتوا أحرار
هتف بها كاظم بتهكم فعن أي حب يتحدث شقيقه وهناك طرف تخلى عن الأخر هو لا يثق في شقيقه بسبب نزواته القديمه العديدة حتى حب خديجة لشقيقه لا يثق فيه ربما هي لحظة ضعف منها قادتها لتقع في شرك هذا الزواج
صمت أمير فقد خذلته خديجة بتخاذلها لمرات عدة..يتسأل داخله لما هي قوية في كل شئ إلا في حبهم
ابتلع كاظم بقية حديثه وقد اصابته تلك التنهيدة القوية التي زفر بها شقيقه أنفاسه
اسمع الكلمه ديه منها وهي عينها في عيني
بلاش تنزل الفتره ديه يا أمير.. خليني احل الموضوع مع سليم الأول وقبل ما تقول خاېف على الشړاكه اللي بينكم...اوعاك تنسى السبب الأكبر في ڠضب سليم النجار منك أنا وأنت وهو عارفين السبب كويس
اطبق أمير فوق جفنيه بقوة لما يحاسبه هذا الرجل على أفعاله القديمه هو مثله تماما إذا أعجبته فتاه يركض خلفها حتى ينالها
بيحاسبني على الماضي وهو إيه ملاك..
أمير.. سليم النجار بيتجوزهم حتى لو في السر لكن أنت...
خلاص يا كاظم كفاية تأنيب فيا اه ربنا انتقم مني.. أنا دلوقتي عاجز أني أكون مع الست اللي بحبها.. لو كنت حبيت جنات بجد كنت فهمت أحساسي
استمر كاظم في التحديق بهاتفه يزفر أنفاسه يأمل أن يصدق شقيقه في وعده وألا يأتي البلاد إلا بعدما يتمكن من الحديث مع خديجة النجار بنفسه
كاظم
أتاه صوتها فهاهى زوجته العزيزة التي لا يحكمها شئ قد أتت.
اقتربت منه بخطوات بطيئة تأن من الألم الذي لا تعرف له موضع
أنت كنت بتكلم أمير خلي ينزل خديجة في المستشفى.. لازم يكون جانبها في وقت زي ده
حاولت إخراج كلماتها بترتيب حتى لا تخطئ وتفصح عن حمل خديجة فقط عليها أن تخبره إنها بالمشفى وسبب مكوثها لا تعرفه فليبحث هو عن السبب بعلاقاته.
استمر تحديقها به وقد ضاقت عيناها في حيره لما يقف هكذا دون أن يلتف نحوها أو يتحدث
أنت واقف زي الجماد كده ليه يا كاظم
وسرعان ما كانت ترتسم أبتسامة بلهاء فوق شفتيها تخبره عن معاناتها في طفولتها في تلك اللعبة التي تمثل التماثيل وعلى الرابح أن يظل لأخر اللعبة كالتمثال حتى يكون الفائز
وقفتك ديه فكرتني بلعبة كنا بنلعبها وإحنا صغيرين كنت ديما بطلع أول واحده من اللعبه.. عمري ما كسبت
سرحت في ذكريات طفولتها فلم تشعر بحركته ومتى أصبحت عيناه الجامدتين عالقة بعينيها
حمدلله على السلامه يا هانم.. ما كنتي قضيتي باقي اليوم بره البيت..
سقط حذائها من يديها وقد خلعته عند ترجلها من سيارة الأجرة بعدما أزداد ألم قدميها
تصدق كنت بفكر في كده.. انا مصدقت رجعت مصر.. حاسه إن كل الشوارع وحشاني
تجهمت ملامحه وكأنه كان يحتجزها في الصحراء
أنت بتتعمدي تخرجي أسوء ما عندي يا جنات
اماءت برأسها تضحك داخلها وهي ترى الڠضب مرتسم فوق ملامحه ولكنه يجاهد في السيطرة على غضبه
جنات
صړخ بها يجتذبها إليها بقوة إنها تزيد غضبه بصراحتها.. فكيف لها أن تتعمد أفعالها معه
جنات أنا معنديش حد عزيز.. مش معنى إني بقيت مستحمل تقلباتك وبراضيكي وعايز حياتنا تنجح يبقى خلاص تفتكري هكون لعبه في أيدك تقدري تتحكمي فيها.. أنا كاظم النعماني
تجمدت في وقفتها رغم وقع الكلمات عليها تنظر إليه بعتاب
انتظر حديثها ومناطحتها بعدما اخرج ما قبع داخله من ڠضب تستحقه.
استدارت بجسدها تجر قدميها بصعوبة
أنا خلصت كلامي لسا صوتك مش طالع عشان عارفه نفسك غلطانه
تعالا صياحه فاكملت خطواتها تعلم إنها مخطئها ولكنه هو من جعلها تعود لشخصيتها القديمة قوية لا يهمها إذا فارقها أحد
جنات
قبض فوق ذراعها يديرها نحوه زافرا أنفاسه بقوة هى لا تتعمد الخلافات فقط بل تتعمد تجاهله
مش بتكلم معاكي..
ولكن بقية الحديث توقف على طرفي شفتيه وهو يرى ترقرق الدموع في مقلتيها
أنت تجاهلتني أول ما وصلنا.. فضلت أرن عليك وأنت مبتردش
ارادت الحديث ولكن الكلمات علقت في حلقها وهي تراه يتحسس خديها برفق
وطبعا قولتي تردي ده ليا.. وزي ما تجاهلتك تتجاهليني
رغما عنه كانت تشق ابتسامة خاطفة شفتيه وهو يراها تحرك رأسها تأكيدا على حديثه
لكن ديه مش هتكون حياة يا جنات المفروض إننا بنصلح علاقتنا
انكمشت ملامحها وهي تستمع له حتى ضاقت عيناه وهو يرى الألم مرتسم فوق ملامحها
طبعا تعبانه .. بعد مغامراتك طول اليوم ورحلة سفر طويله.. عايزه تكوني عامله إزاي.. ارحميني يا جنات وياريت مسمعش صوتك
هو لم يعطيها فرصة للحديث حتى يسمع لها صوت انحنى يحملها برفق ويتحدث بهدوء بعدما كان الڠضب يحركه.. فهذا الرجل يحيرها
يخبرها أنه ليس لديه عزيز ولا تنتظر منه المزيد من الصبر وهاهو يحملها ويسير بها نحو الدرج ورغم معاتبته إلا أن
متابعة القراءة