رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السادس والخمسون إلى التاسع والخمسون_
المحتويات
فوق الفراش تشعر بالذنب لأنها مقصرة في أداء فرائضها
التقطت قميصه الملقى أرضا ثم هاتفه وخرجت به من الغرفه لتمنحه بعض الإسترخاء دون إزعاج
........
هل منزله كان هكذا ملئ بالضحكات والمزاح أم إنها عادة باتت مؤخرا في منزله
وعلى ما يبدو أن عطلة الزواج المزيف ستجعله يكتشف الكثير في منزله الذي كان يلمئه الهدوء
الضحكات كانت تتعالا دون توقف السيدة سعاد تقهقه بشدة والعم جميل يخبرهم أنه سيعيد الأمر ثانية وإذا فشلوا سيتركهم عائدا لعمله بالحديقة بجانب أزهاره
ازداد فضوله كلما اقترب وسرعان ما كان فضوله يتلاشى وهو يرى ما صډمه
انتبه العم جميل على وقفته وتحديقه بهم في جمود مترقبا ما يفعلوه بنظرات ثاقبة
جسار بيه
والحرج الذي أصاب العم جميل اخذ يرتسم أيضا فوق ملامح السيدة سعاد التي وقفت بوقفة إستعراضيه ترفع معلقة المطبخ الخشبية لأعلى
هم اعتادوا على غيابه هذه الساعات في عمله فتناسوا وجوده بغرفة المكتب
هو البيت بطبيعته كده ولا أنا بيتهيألي
نظراته كانت عالقة بتلك التي انشغلت في النظر صوب الهاتف تحرك اصابعها فوق شاشته
بصراحه يا بني من يوم ما بسمه جات البيت وكل حاجة اتغيرت وبقى ليها طعم
العم جميل بطبعه كان صريحا ولكنه أدرك فداحة صراحته عندما وجد نظرات السيدة سعاد تتجه نحوه
هو أنت كنت محتاج حاجة نعملها ليك يا بني
ارتكزت نظراته نحوها وقد عادت بالأنشغال بالهاتف بطريقة أزعجته وأثارة حنقه
يعني لو مافيش إزعاج لبسمة هانم ممكن تعمل مشروب الأعشاب اللي بتعمله ليا وتجيبهولي على أوضتي
غادر المطبخ تحت نظراتهم العالقة به فاقتربت السيدة سعاد منها
ابتسمت بسمة داخلها فهي تعرف ما ضايقه بل و بدأت تستنتج السبب وعلى ما يبدو أن الكتاب الذي قرأت منه بضعة أسطر عن طباع الرجال بدء يثمر بالنتائج
التجاهل يريح وجسار اكثر ما يمقته أن يتجاهله أحد أن يشعره بأنه ليس محور الكون
انتبهت بسمة على حديث السيدة سعاد فحاولت رسم ابتسامة واسعة فوق شفتيها حتى لا تشعرها إنها لم تنتبه على حديثها
حالا هعمل الأعشاب
لم تعلق السيدة سعاد على جوابها رغم إنها لم تكن تنتظر منها هذا الجواب
.......
استمر الهاتف في الرنين فاجبرها رنينه المتواصل هذه المرة لترى اسم المتصل
طالعت باب الغرفة المفتوح ثم الهاتف وعادت تحدق بالاسم قبل أن تتخذ قرارها وتجيب
سليم مش معقول مش عايز ترد عليا عشان مش متقبل وجود البنت معايا فين التفاهم و الود اللي اتفقنا عليه عشان البنت
هتفتها شهيرة حانقة بعدما ابتعدت قليلا عن خديجة التي انشغلت في تقليب سلطة الفواكه خاصتها بالمعلقة دون شهية
سليم نايم
تصلبت ملامح شهيرة قليلا ولكن سرعان ما استرخت ملامحها فحتى لو استمر عدم تقبلها لفتون إلا أن هناك حقيقة واحدة هي زوجته الحالية وهي طليقته وقد قررت الأنسحاب من حياتهم بعدما فشلت في إعادته إليها
هو سليم رجع القاهرة مش معقول يكون لحق
شهيرة التي لم تكن تعلم بوجود فتون هنا معه
لاء أنا اللي معاه هنا في الغردقة
تفهمت شهيرة الأمر بل ولم ترغب في معرفة سبب وجودها المفاجئ
خديجة زعلانه لأنه زعل منها ومش راضيه تاكل من غيره وأنا عندي لقاء شغل ومضطرية أخرج من الفندق يعني ساعتين او تلاته وهرجع
ممكن أنزل أخدها منك
طال صمت شهيرة بضعة ثواني فشعرت فتون بالندم لتسرعها فهي تعلم عدم تقبل شهيرة لها بل ولا ترغب في تعامل أبنتها معها
أوك يا فتون مستنياك
اتسعت حدقتي فتون في صډمه فهل بالفعل وافقت شهيرة دون أن ترفض بل و تحدثوا سويا بطريقة هادئة حتى لو كانت باردة خالية من الود
أسرعت في تبديل ملابسها وغادرت الغرفة سعيدة إنها باتت تتعامل بمفردها دون اللجوء لأحد
بحثت عن شهيرة في البهو الواسع الخاص بالفندق لتلوح لها شهيرة بيدها وتضع الهاتف فوق اذنها تحادث أحدهم بجدية
انهت شهيرة محادثتها فاقتربت منها فتون ببعض التوتر الذي بدء يتلاشى من داخلها
فتون البنت مأكلتش حاجة من الصبح خلي سليم يحاول معها
وبندم أخذ يتغلل داخلها
فهمي سليم يا فتون إني محتاجه بنت حقيقي أنتوا ممكن تخلفوا وتجيبوا أطفال لكن أنا لاء أنا محتاجه البنت تكون معايا ومش هحرمه منها لكن سليم بيعاند معايا وفكرني بعمل كده عشان اخليه يرجعلي
وبكبرياء كان لا يليق إلا بها اردفت
أنا لو رجعت لسليم مش هتكوني أنت موجوده يا فتون لأن ببساطة أنا مقبلش أكون زوجة تانية
الشحوب ارتسم فوق ملامح فتون هذه المرأة كل يوم تثبت لها أن التحدي بينهم لا يجعلها إلا خاسرة والشئ الوحيد الذي يقوي وجودها في حياة سليم هي زهوة الحب فماذا سيحدث لها إذا اختفت هذه الزهوة
مټخافيش هو زي ما متعلق بخديجة متعلق بيك وأنا خلاص حاليا مبفكرش غير في بنت وشغلي وده سبب عدم سفري بعد ما كنت مقررة أبعد فترة
شهيرة لم تسافر للخارج من أجل الإبتعاد قليلا لهذا السبب شركة العائلة بدأت بالإنحدار نحو الهاوية حتى وجودها بالغردقة ليس إلا من أجل بعض العمل والمساومة مع ماهر الذي لا تعرف لما قرر هو الأخر الإلتقاء هنا
أتمنى إنكم توصلوا لحل يرضيكم أنتوا الاتنين ويريح خديجة لأنها ملهاش ذنب في حاجة
رمقتها شهيرة بنظرات صامته فاقتربت منهن الصغيرة وطالعت فتون بترقب
أروح عند بابي يامامي مع فتون
ابتسمت فتون وهي ترى نظراتها صوبها نظرات لم تكن نافرة كما عهدتها في الأوان الأخيرة وعلى ما يبدو أن شهيرة لم تعد تشوه صورتها أمام الصغيرة
روحي يا حببتي وصالحي بابي وأنا هخلص شغلي ونخرج سوا زي ما وعدتك
والصغيرة كانت سعيدة بأن والدتها لم تنسى ما وعدتها به هذا الصباح
.......
دلفت السيدة سعاد غرفته ببعض التوتر بعدما رتبت الحديث الذي ستخبره به إذ عاتبها على رؤيته لهم بهذا الوضع
وجدته واقف بالشرفة يستند بكوعيه على سياج الشرفة
هاتي الأعشاب وقربي يا بسمه
تمتم بها وهو يظن أن تلك الخطوات لها فازداد توتر السيدة سعاد وهي تراه يظنها بسمه
أنا يا بني قولت لبسمة تعمل الأعشاب وأنا اطلعها ليك
أشتدت تقطيبة حاجبيه واستدار ببطئ نحو السيدة سعاد فمحدثة الفوضى في منزله خشت الصعود إليه وبعثت له السيدة سعاد
والله يا بني ما كنا فاكرين صوتنا عالي بس كنا فرحانين بالصور ده أنا في صوره صغرت فيها ولا كأني بنت العشرين وعمك جميل طلع شبه ممثل معرفش اسمه إيه بس بسمه قالتلي إنه ممثل
خلاص يا دادة مش لازم تبرري الموقف الموضوع عدى خلاص
أسرعت في الأقتراب منه تضع له المشروب فوق الطاولة المستديرة بالشرفه
يعني أنت مش زعلان مننا ولا بتقول الست سعاد كبرت وخرفت
ورغما عنه كان يبتسم مقتربا منها
متابعة القراءة