رواية جبر السلسبيل بقلم نسمة مالك
المحتويات
سلسبيل يا بنت جلبي..
صدح صوت رنين هاتفه برقم شخص ينطبق عليه مثل ما محبه إلا بعد عداوة..
أيوه يا چابر..
أتاه صوت الأخر يقول بغيظ مصطنع..
وآخرتها أيه يا عبد الجبار في عمايلك دي يعني!..
اممم.. أكده تبجي عرفت..دمدم بها و هو يضحك باستفزاز مثير للأعصاب استشاط جابرغيظا و صاح به قائلا..
يعني فعلا أنت شريك أساسي في كل الشركات اللي سلسبيل اتعاقدت معاهم من أول ما فتحنا الشركة!..
و الشركتين اللي هيحضروا الاچتماع معاكم انهاردة كمان..
كده بقى هتتكشف يا حلو لأن سلسبيل هتحضر إجتماع انهارده و مش هقولك هي بقت ذكية و لماحة إزاي الفترة اللي فاتت دي.. و مش بعيد أبدا ترفض التعاقد مع العملاء بتوعك.. أردف بها جابر بثقة..
ضيق عبد الجبار عينيه و هو مازال يتطلع لصورتها عبر الهاتف و تحدث بخبث قائلا..
....................................سبحان الله العظيم....
سلسبيل..
قضت وقتا ليس بقليل منهمكة في مراجعة تصميماتها طرقات على باب مكتبها يليها دخول صفا بخطي مهرولة وقفت أمامها تفرك يديها ببعضهما..
خير يا صفا.. و ايه الدوشة اللي بره دي! ..
أجابتها صفا بأسف.. في واحد برة مصمم يقابلك دلوقتي حالا يا سلسبيل و الإجتماع فاضل عليه ربع ساعة بس.. يعني العملاء على وصول..
اعتذريلوا و بلغيه ياخد معاد يجي فيه ..
قالتها سلسبيل و هي تعتدل بجلستها و تخلع نظارتها الطبية ليزداد صوت الشجار بالخارج أكثر و بلحظة كان الباب انفتح عليهما و اقتحم المكتب أخر شخص تريد رؤيته الآن..
كان هذا صوت قناوي الذي دب الړعب بأوصالها سلسبيل ..
يتبع...
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل ال.
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
عبد الجبار..
مر بطريقه على متجر من أشهر المتاجر المخصصة ببيع جميع الأغراض الرجاليخلال دقائق معدودة كان انتقي قميص أبيض اللون سروال من الجينز الغامق حذاء رياضي من اللون الأسود نظارة شمسية سوداء من الماركة الشهيرة Tom Ford Ace ساعة حول معصمة من Tag Heuer
صدح صوت هاتفه برقم رئيس الحرس الخاص بمعذبة فؤاده سلسبيل خفق قلبه بشدة و هو يضغط على زر الفتح قائلا بلهفة..
أيه الأخبار عندك!..
أتاه صوت الأخر يتحدث بأسف..
عبد الجبار باشا.. محمد القناوي والد سلسبيل هانم وصل هنا في الشركة و صمم يقابل الهانم و هو فوق عندها في المكتب دلوقتي..
لا يا باشا مش هنا و أنا لسه مبلغتهوش بلغت سيادتك الأول ..
زمجر عبد الجبار بصوت مخيف يدل على غضبه العارم و قد شعر بالذعر على صغيرته و جنينه من بطش والدها الظالم..
اسمعني زين..لو قناوي مس شعره منها طخه پالنار.. و اللي خلق الخلق لو حاچة حصلت للهانم مهيكفنيش رقباتكم كلكم..
أنهى حديثه و ألقى الهاتف من يده و ذاد من سرعته أكثر يتمني لو يستطيع التحليق و مسابقة الرياح حتى يصل إليها..
ليرن الهاتف من جديد هذه المرة برقم جابر..
أنت فين يا بني آدم أنت! ..
قالها عبد الجبار بعدما لكم الهاتف بكف يده لكمه كادت أن تهشمه لاشلاء من قوتها..
أجابه جابر بأنفاس لاهثه.. أنا داخل الشركة أهو..
أردف عبد الجبار بلهجة جادة..
بلغ قناوي أني چاي في الطريق و لو لقيته عندك هضربه پالنار.. سامعني يا چابر.. هضربه پالنار..
................................. سبحان الله العظيم.....
سلسبيل ..
مع مرور الوقت كل شيء يتحول إلى ماضي إلا اللحظة التي ينكسر بها قلبك تبقى حاضرة إلى الأبد و الآن يقف أمامها أول شخص كسرها و خذلها طيلة حياتها..
تلك المقابلة كانت تتهيأ لها منذ خمسة أشهر وافقت عفاف حين اقترحت عليها الذهاب إلى دكتورة نفسية حتى تتمكن من التغلب على جميع مخاوفها و أولهم خۏفها الأكبر من المسمى بوالدها..
كان قناوي في قمة غضبه مما جعله يهجم عليها دون سابق إنظار مغمغما بۏحشية..
أطلقتي يا هملة.. عملتي اللي على كيفك و أطلقتي من غير علمي يا واكله ناسك! ..
كاد أن يصفعها على وجنتيها بمنتهي القسۏة لكنها كانت أسرع منه و قامت بنثر رزاز على وجهه عبر بخاخة صغيرة شوشت رؤيته و سببت له دوار قوي للغاية كاد
أن يسقط أرضا بسببه أجبره على
الجلوس على أقرب مقعد ممسكا رأسه بكف يده ..
مرحب يا بوي!! ..
تفوهت بها سلسبيل ببرود ثلجي تحسد عليه لم تتحرك من مكانها ولو انش واحد ظلت جالسة على مقعدها خلف مكتبها و أشارت لجميع الواقفين من الحرس بالانصراف مرددة..
أخرجوا و اقفلوا الباب وراكم و محدش يدخل عندي هنا دلوقتي خالص..
نفذ الجميع أوامرها في الحال و خرجوا واحد تلو الأخر حتى بقت هي ووالدها بمفردهما تراخي جسد قناوي على المقعد و شعر بالدنيا تومض من حوله فرمقها بنظرة زائغة و همس بصوت مرتجف قائلا..
أنتي عملتي فيا أيه يا بت المركوب القديم! ..
أبتسمت له إبتسامة مصطنعه بدت مخيفة أثارت الريبه بنفس قناوي و تحدثت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة..
دفعت عن نفسي من ظلمك لأول مرة في عمري.. أصل اللي قعدة قدامك دي سلسبيل تانية غير اللي كنت أنت بتضربها بالكرباچ..
ااه مقدرش. مقدرش أقوم على حيلي واصل.. انطقي عملتي فيا أيه يا بت الك..
قالها بصعوبة وحين شعر بثقل لسانه الشديد..
أنا معملتش فيك أي حاجة.. من يوم ما شوفتك و عرفت إنك أبويا وأنت اللي بتعمل فيا حاجات..
رفعت يدها و بدأت تعد على أصابع يدها..
ذلتني.. كسرتني.. هنتني.. ضړبتني.. غصبتني على الجواز.. ورتني العڈاب على كل شكل و لون و جاي دلوقتي فاكر إنك هتقدر تضربني تاني.. فاكرني هفضل ضعيفة و مدفعش عن نفسي! ..
نظر لها بأعين شبه مغلقة و قال بضعف..
أنى عملت فيك أكده لاچل ما اربيكي زين.. كيف ما أهلنا علمونا و تقاليدنا بتقول أكسر للبنتة ضلع يطلع لها أربعة و عشرين..
و أنت مش بس كسرت ضلوعي كلهاااا.. لا أنت قتلتني بالحيا.. دمرتني و كرهتني في نفسي و في الدنيا كلهاااا ..
قالتها بصړاخ مقهور دون بكاء كانت متماسكة لأقصى درجة أخذت نفس عميق زفرته على مهل قبل أن تتابع..
أرجع البلد يا بوي وقول للناس بنتي سلسبيل ماټت و خد عزايا لأني مش هعمل اللي في دماغك و أرجع ل عبد الجبار.. طلاقي منه اللي مزعلك أوي ده أحسن حاجة حصلت لي لحد دلوقتي.. هو السبب و صاحب الفضل أني أقوى بالشكل ده و أحقق هدفي و حلمي اللي عمري ما تخيلت إني أحققه..
صمتت لبرهة و أكملت بغصة يملؤها الأسى..
و لازم تبقي عارف كمان أني عمري ما هسامحك على اللي عملته في أمي و فيا.. عمري ما هسامحك يا بوي..
كانت أخر جملة وصلت لسمع قناوي زلزلت قلبه قبل أن يغلق عينيه و غرق في نوما عميق..
تطلعت له قليلا بأعين تحجرت بها العبرات و من ثم ضغطت على زر بجواره فهرولوا رجال الأمن إليها مسرعين..
شيلوه من هنا و أخرجوا بيه من باب الشركة الخلفي و بلغوا حد من السواقين
يوديه الصعيد و لما يفوق في أي وقت ابقوا طمنوني ..
حملوه في التو و اللحظة و ساروا به لخارج المكتب تزامنا مع دخول جابر مندفعا ليتسمر مكانه پصدمة حين وقعت عينيه على قناوي المحمول على أيدي أفراد الأمن يبدو أنه فاقد الوعي تماما..
بقي مكانه للحظات يقف بصمت يتنقل بعينيه بينسلسبيل و والدها حتى أختفي من أمامهم..
اممم.. فاضل على الإجتماع 3 دقايق.. كويس إنك متأخرش يا جابر..دمدمت بها سلسبيل و هي تنهض بتمهل من مقعدها و سارت بخطي جاهدت حتى تجعلها متزنة..
أيه اللي حصل يا سلسبيل!..تساءل جابر بقلق جم..
تنهدت سلسبيل و هي تجيبه بجمود..
مش وقته من فضلك يا جابر.. العملاء على وصول و لازم نكون في استقبالهم بنفس!.. ..
قطعت حديثها فجأة حين داعبت حواسها رائحة عطر تحفظها عن ظهر قلب..
رباه!!!.. من المؤكد أنه هنا تشعر بأنفاسه تحاوطها دقات قلبه يصل صدي صوتها إلى أذنها تلاحقت أنفاسها و انتفض بدنها كله دفعة واحدة حين سمعت صوته المدمر ينطق إسمها بلهفة من بين أنفاسه المتقطعة..
سلسبيل!!!..
كتمت أنفاسها قبل أن تستدير ببطء و تقابلت أعينهما بعد فراق دام لشهور حينها شعرت بنصهارها كالشمعة من شدة إشتياقها لهيقف أمامها بطوله المهيب جذبيته الساحرة هيبته و وقاره كان مثالا حي للأغواء و الفتنة..
أهلا مستر عبد الجبار..
نطقت بها سلسبيل بعملية باحته و ملامح نجحت في إخفاء مشاعرها تجاهه ببراعة لكن قلبها خذلها و لم يتوقف عن الأرتجاف بين ضلوعها
بينما وقف عبد الجبار مشدوها يتطلع لها پصدمة من تغيرها الذي أذهله مرردا بتعجب و هو يتنقل بعينيه بينها و بين جابر الذي لم يستطيع السيطرة على ضحكاته..
مستر!! بجي أنا يتقالي مستر عبد الچبار! ..
الصراحة مستر و عبد الچبار مش لايقين علي بعض خالص.. قالها جابر و هو يقهقه بصوت عال جعل عبد الجبار يرمقه بنظرة سامة..
اتفضلوا على قاعة الاجتماعات.. قالتها سلسبيل مقاطعة إياهم بلهجة صارمة و هي تشير لهما على غرفة مقابل مكتبها..
كان عبد الجبار يتطلع لها بفم مفتوح على وسعه من شدة ذهوله من طريقتها الجديدة عليه و عليها كليا و تحدث مستفسرا..
وانتي عرفتي كيف أني چاي أحضر الاچتماع وياكم! ..
و هو في شريك أساسي يملك أكتر من نص أسهم الشركة ميحضرش اجتماع مهم زي ده ! .. قالتها دون النظر له مثلت انشغالها بالنظر في ملف موضوع أمامها على المكتب ومن ثم رفعت رأسها و أبتسمت له إبتسامة خبيثه مكملة..
نورت شركتك يا عبد الجبار باشا!!! ..
يتبع.....
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل ال..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
داخل غرفة الاجتماعات انقضي وقت طويل كان الجميع منهمكين بالعمل بكل ما يملكون من تركيز لكنهم لم يستطيعوا الوصول لإحترافية عبد الجبار التي ادهشتهم و أبهارتهم في آن واحد فتمكنه في مجال إدارة الأعمال فاق الحدود..
كل منهم يحاول إظهار أفضل ما عنده حتى ينال إعجابه خاصة سلسبيل عرضت تصميمتها التي قامت برسمهم بدقة و إتقان شديد و مع مرور الوقت بدأت تشعر بالإرهاق و الجوع معا فمسدت على بروز بطنها بكف يدها بمنتهي الرفق أطلقت آهه خاڤتة لم تصل لسمع أحدا سواه فتفهم على الفور
متابعة القراءة