رواية للقدر حكاية(الفصل الأربعون إلى الثالث والأربعون) للكاتبة سهام صادق
المحتويات
ثياب جديده إنما وجودها معه واهتمامه بها كان يكفيها
اوصلوا مريم المنزل فحملت حقائبها وانصرفت للداخل لتركض لأعلى تحت نظرات ندي المتعجبه
اتبعتها ندي هاتفه بأسمها ولكنها لم تجيب عليها
مبترديش عليا ليه مالك يامريم
اڼفجرت مريم بالبكاء ټدفن وجهها في وسادتها تقص عليها كل شئ ولكنها حذفت مشهد قربهم بمكتبه فالمشهد ېحرق قلبها
اڼصدمت ندي من حديثها عن سبب الزيجة الذي لم يخبروها به الا عندما شعروا بحزنها الشديد ونومها في غرفه والدتها كل ليله باكيه تخبرها انه لم يعد موجود بينهم
احتدت عيناها وهي تسمع اسمها
لا وحشه وانا بكرها ديه كانت بتقرب منه النهارده عشان تضايقني
وماكانت تفعله الأخرى تلقائيا حتى تجرب احساس هند الذي قصته على صديقتها كانت تراه الصغيره مكيده لتقهرها
اختلس النظر اليها وعادت عيناه نحو الطريق يبتسم على طفولتها في فتح الأكياس حملقت به وقد لمعت عيناها بالسعاده
فأبتسم للحظه ثم أودع تركيزه في القياده شعرت وكأنه مازال غاضب منها وان لطفه طيله اليوم لم يكن الا لإخفاء غضبه أمام مريم
بهتت ملامحها وقبل ان تسقط دموعها نست ضعفها وابتسمت تضم كفيها ببعضهما
كنت غبيه لما مفكرتش اشاركك في خۏفي اعتبره درس واتعلمت منه
لم يكن غاضبا منها تلك اللحظه ولا ڠضب بسبب فعلتها فهو يعلم بحياتها وكيف عاشت ولكن تجنبه لها كان مجرد عقاپ
حمزه انت سامحتني
أوقف سيارته في مكانها المخصص أسفل البنايه التي يقطنون بها جاهد على أن يخرج صوته صلب جامدا لتكون ردت فعلها الأسبق وهي تندفع نحوه ټدفن وجهها في عنقه
انا بحبك ياحمزه بحبك اووي
واصبحت العقد تنفك واصبح القلب مستسلما
انتبهت على طرقات على باب غرفتها وقبل ان تزيل الحقائب تخفيها خلف الخزانه دلفت جين تنظر إليها ثم نحو الحقائب
وابتسامه ساخره احتلت فاها
أراكي تعدي حالك للرحيل هذه النهايه عزيزتي
احب ان اخبرك ان سهيل سيلقي بكى خارج ذلك البيت
تبدلت ملامح سماح لابتسامه واسعه تدراي داخلها خيبه أعادت اليها الماضي
لا بأس انا انتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر ولولا مساعدتك العظيمه ما كنت رحلت
خرجت الكلمات من بين شفتيها بحرقه ولكنها أقسمت ان تكون قويه رغم كل شئ لا رجال استطاعت التخلص منهم بحياتها ولا تجربه لم تخض مثلها ثانيه الفشل عاد إليها وعاد عڈابها مجددا ټلعن سهيل في كل لحظه
تلاشي الزهو الذي يرتسم في عين جين وهي تجدها بتلك القوه غير عابئه شئ رمقتها جين پحقد فقد تمنت ان تراها ذليله باكيه
أنتي تعرفي بكل شئ
وتجلجلت ضحكاتها تلتف نحوها تبث سمها
وهل سيعطيكي سهيل باقي خدماتك كم تبقى لكي عزيزتي
واخرجت من جيب فستانها المال لتمسك كفها تضع داخله المال ونظرات سماح ترمقها پحده وآلم ولم تشعر الا وهي ترفع كفها ټصفعها وجين تشع حقدا تلامس خدها من أثر الصفعه
المال لامثالك وليس لي
وخرجت من الغرفه حتى تحرر دموعها الحبيسه وصوت أنفاسها تتصاعد جعلها كالعاھره تشتري المال
عڈاب ومراره ذاقتهم وفاديه لا تفعل شئ إلا التفنن في مذلتها
طيله اليوم عمل حتى باتت لا تشعر بجسدها
جلست على احد المقاعد بالمطبخ تفرد ساقيها بتعب نظرت نحوها السيده نعمات بأشفاق واقتربت منها تربت على ظهرها
ست فاديه طيبه بس مۏت جوزها أثر عليها كانت بتحبه اوي
تعلقت عين صفا ودمعت عيناها وهي تطالعها فقد كثر الظلم عليها
انا معملتش ليها عشان تكرهني كده
واستها المرأة بطيب خاطر
بنتي سميحه بتشتغل عند فرات بيه في القاهره يرجع بس من الدوله اللي مسافرها وهخليها تستعطفه ترجعي شغلك في المزرعه مع العمال تاني
عندما استمعت لاسمه ارتعش جسدها لتنظر لها المرأه بحنو وفجأه تعالا صياح الخادمه التابعه لفاديه
ست فاديه عايزاكي قومي يلا
تنهدت هناء بمقت وهي تجلس بالمطبخ كبريائها كل ليله منذ قدوم تقي يأخذها الي هنا لتعود بعد أن يثقل على جفونها النعاس الي الغرفه التي تجمعهما لتجده نائما لا يعبئ بشئ
ولا تجد شئ تفعله من حنقها الا النوم جواره لتستيقظ تسأل نفسها هل كانت تحلم به وهو يضمها ويمسح على وجهها ام قربه بدء يجعلها راغبه اليه
فراغ الفراش جوارها يعلمها الاجابه فكل هذا ماهو الا اوهام
ولكنها كانت الحقيقه التي يعيشها معها وهي نائمه بعمق
أنتي هنا ياهناء
انتفضت هناء فزعا من صوت تقي ارتبكت من نظرات تقي التي وقفت أمامها تتثاوب
بتعملي ايه في المطبخ في الوقت ده
كنت جايه اشرب قولت اقعد شويه
ضحكت تقي ثم اتسعت عيناها وهي تجده ترتدي عبائه منزليه
أنتي بتنامي جانب مراد كده
هبطت عين هناء بالتدريج نحو ماتريديه فهى بالفعل تنام جانبه هكذا أما باقي الوقت في وجود تقي ترتدي الثياب بحريه بعض الشئ حتى لا تشك بالأمر
لم تجد اجابه تكذب بها عليها ولكن الخلاص جاء على صوت مراد الذي وقف على باب المطبخ يطوي ساعديه يرمقهما بتسأل
انتوا بتعملوا ايه
احتواها بذراعيه بعدما استخرجت كل مافي جوفها اسندها بذراعيه نحو صنبور المياه يمسح فمها برفق
قولتلك نروح للدكتور يامها بقالك يومين تعبانه وتقوليلي دور برد وهخف
خارت قواها بين ذراعيه بضعف
هبقي كويسه ياشريف متقلقش
تألم قلبه وهو يراها بهذا الضعف
السفر بعد بكره هتقدري تسافري ازاي يامها انتي مش شايفه شكلك عامل ازاي
ضحكت بآلم فهى لا تعرف ملامحها ولا تعرف كيف تبدو اهي بشعه ام جميله
عندما رأي صمتها أدرك فداحه كلمته التي لم يقصدها
حببتي انا مقصدش
عارفه ياشريف انا بس كان نفسي اكون عارفه ليا ملامح
قادها نحو فراشهم واجلسها برفق ثم ضم كفوفها بين راحتي كفوفه
هتعملي العمليه وتشوفي كل حاجه بس اوعي تقوليلي طلعت وحش ياشريف عايزه اغيرك
للحظه تبدل حالها من بضعه كلمات ارتاح قلبه وهو يرى ابتسامتها لتتعلق عيناه بجيدها
فين العقد بتاعك يامها
ومن نظرة واحده منها علم ان هناك ماتخفي عليه
دلفت هناء لغرفه خالد تحمل بعض الأوراق التي طلبها منها
اتسعت حدقتيها وهي تجد نغم جالسه على مقعد خالد ترفع عيناها عن الأوراق ف أصابها الذهول مثلها
أنتي بتشتغلي هنا
ارتجف قلب هناء فكل شئ قد انكشف والأمر الذي تخشي معرفته زال الغطاء عنه
مراد يعرف انك شغاله هنا
لا ميعرفش وياريت متقوليش
دفعت نغم مقعدها للوراء قليلا ونهضت من فوقه وبنظرة دقيقه شملتها فاحصه
وليه مراد مش عارف
وقطبت حاجبيها متذكره خالد
وتقريبا خالد كمان ميعرفش انك متجوزه انا فاكره وقت توظيفك مكناش عايزين واحده متجوزه لسبب ما
انا مش مقصره في شغلي
رمقتها نغم بتحديق تسألها عن كذبتها
ليه كذبتي علينا
تحجرت عيناها نحو الطبيب تستمع ما يخبرها بها وقلبها ېتمزق من الآلم
أنتي بتعاني من مشاكل في الرحم يامدام ندي
ارتجفت شفتيها وهي تخرج عبارتها بثقل
يعنى ايه يعني مش هكون ام
ثواني مرت عليها كالدهر عندما عاد الطبيب لمطالعة فحوصاتها
انا مقولتش كده يامدام ندي بس المشوار طويل ولسا في بدايته في رحله علاجك
سقطت كلماته عليها ولم تشعر بقدميها ولا دموعها التي اغرقت وجنتاها وهي تسير بالشارع دون سيارتها أخبرها ان لا تدهب لعمل فحوصات فهو لا يرغب بالأطفال الان ولا يفكر بالأمر ولكن منذ أن علمت بحمل مها وقد تأجلت سفرتهم الي
أمريكا بسبب ذلك وهي تريد ان تجرب ذلك الشعور
وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها بآلم صحيح ان هناك امل ولكن الأمل طويل أمام حلم تمنته
ندي ندي
وقفت في مكانها ساكنه لا تميز صاحبه الصوت لتجد سمر أمامها
مالك يا ندى فيكي ايه
ظلت صامته لا تتحدث فطالعت سمر المكان حوله لتجد احد المطاعم فقادتها نحو الداخل تمسك يدها البارده قلقا
فيكي ايه فين عربيتك طيب
اجلستها سمر وهي ننتظر منها اي اجابه وجلست أمامها تعيد سؤالها اغمضت ندي عيناها والالم ينهشها
الدكتور قالي صعب اخلف ياسمر
دفعت سماح الاختبار نحو السله پعنف لا تصدق انها تحمل طفلا في احشائها منه الشكوك منذ يومان تدور داخل عقلها وكل المؤشرات تؤكد الأمر ولم تجد الا الفحص المنزلي حتى تتأكد وتخرج حره من تلك الزيجه والتي في النهايه اثمرت بطفلا
تعلم أن مجيئه سيكون غدا بعد غياب دام لاسبوعان تركها معلقه فيهم تتلاشى جين بحقدها
تعالا رنين هاتفها برقم السيده سميره صاحبه المسكن الذي كانت تعيش فيه
ها يا ياسماح طمنيني عملتي الفحص
طلعت حامل مش لازم يعرف بالطفل مش لازم
هتربي طفل بعيد عن ابوه ياسماح
سقطت دموع سماح بعجز ولم تنتبه لوقوف سهيل يقبض على مقبض الباب بقوه وقد عاد اليوم من تدريبه
سقطت تحت قدميها بعدما تلاشت الرؤيا أمامها جسدها لم يعد يتحمل كل هذا العبئ لتنظر لها فاديه من علو تدفعها من أمامها صاړخه بخادمتها
نادي عنتر يشوفلها دكتور او رشوا مايه على وشها
اقتربت الخادمه من صفا وكما رأت بالافلام فعلت لها فحصت نبضها هاتفه بهلع
ديه نبضها ضعيف خالص ياستي
احتدت نظرات فاديه ليدلف عنتر للداخل ليجد صفا ممده أرضا
شوف مالها
وقف عنتر في مكانه لا يعرف كيف يتصرف وقبل ان تصعد فاديه نحو غرفتها لمعت عين فاديه
خدوها المستوصف اللي على الطريق
استوعب عنتر اخيرا الوضع وحك دقنه ليركض للخارج يأمر السائق بأن يستعد حتى ينقل إحدى الخادمات للمستوصف
اقتربت فاديه من مهجه تحملق بها
اسمعيني كويس يامهجه
رفقتها مهجه وعنتر للمستوصف وعندما اقترب الطبيب لفحصها تمللت رقدتها
انا فين
لم يعبئ احد بسؤالها وبدء الطبيب فحصه ليبتعد عنها
تعمل التحاليل ديه دلوقتي حالا
ألتقطت مهجه الورقه المدونه بها بعض التحاليل
ابتسمت ياقوت براحه على صنيع يداها أخبرتها ندي ان مريم تعشق المشغولات الصوفيه بعدما سألتها عن الهديه التي تفضلها مريم حتى تهاديها في احتفالهم العائلي البسيط بعيد مولدها
تأملت الكنزة الصوفيه برضى ثم رفعتها بيداها حتى تتأملها اكثر اسبوع تجلس تصنعه دون تعب حتى تتقرب منها هناء هي من اقترحت عليها ذلك تخبرها كما أخبرتها تقي ان مريم طيبه القلب ولكن تحتاج الصبر قليلا
نظر عنتر للغرفه الخاليه بعدما ركضت اليه مهجه تخبره ان صفا دفعتها بقوه وهربت لم تتبعه مهجه فخشت ان يكتشف عنتر انها وراء ذلك
تنهد بشأن مما حل به اليوم عاد بأدراجه للخارج حتى يبحث عنها فأقتربت منه إحدى الممرضات تعطيه فحوصاتها
لينظر عنتر الي ما أعطته له ضائقا عيناه
ايه ده
تعجبت الممرضه من سؤاله لتحملق به بنفاذ صبر
فحوصات
متابعة القراءة