رواية أسرار عائلتي بقلم أروى مراد

موقع أيام نيوز

تروح ټفضحني قدام العيلة كلها وتقولهم اني عايز اتجوز واحدة واشتريتلها فستان كمان !
ضحكت براءة بشدة وحاولت الإبتعاد عنه مرددة 
_ خلاص خلاص آسفة مش هعمل كده تاني !
تركها أدهم بعد ثوان ثم تحولت تعابير وجهه إلى الجدية وتساءل 
_ انت عايزاني اتجوز سرين بالذات ليه 
_ لأني بحبها وهي برضه بتحبني اكتر من الباقي .
_ وعرفت ازاي انها بتحبك أكتر 
تساءل أدهم بحاجب مرفوع فأجابته براءة فورا 
_ لانها أكتر واحدة مهتمة بيا ودايما بتتكلم معايا ونتنافش في حاجات كتيرة .
_ بتتكلم معاك في ايه مثلا 
فكرت براءة قليلا ثم تذكرت شيئا فتطلعت إلى والدها بتردد وهمست 
_ بص هي قالتلي ان الكلام ده سر ومينفعش اقوله بس أنا هقولك .
أراد أدهم أن يمنعها من إخباره حتى لا تتعود على إفشاء الأسرار لكن فضوله جعله يومئ برأسه بترقب فأردفت براءة بصوت منخفض وكأنسرين هنا وستسمعها 
_ سألتها في مرة هي بتكرهك ليه فقالتلي انها مش بتكرهك بس متضايقة منك لانك غلطت وو 
سكتت قليلا تحاول تذكر تلك الكلمة ثم قالت 
_ مفهمتش كلامها بالضبط بس هي قالت في الآخر ان المجاهرة بالمعاصي حرام .
سكتت لثانية ثم تابعت بتساؤل 
_ هو يعني ايه المجاهرة بالمعاصي وايه هو الغلط الي كانت بتتكلم عنه 
أغمض عينيه لاعنا سرين في سره ثم سحب براءة إلى أحضانه قائلا 
_ نامي دلوقتي يا براءة .
_ بس أنا مش عايزة أنام أنا عايزة اعرف انت غلطت في ايه هو مش انت مبتغلطش 
رفع أدهم كلتا حاجبيه بدهشة وتساءل 
_ مبغلطش مين الي قالك كده
مفيش حد في العالم مبيغلطش البني آدميين كلهم بيغلطوا .
_ إلا سيدنا النبي محمد 
نطقت بتلك الكلمات ببراءة فرفع حاجبيه بإستغراب لتردف 
_ دادة سماح كانت دايما بتحكيلي عنه وبتقولي انه راجل طيب والناس كلها بتحبه وبتتمنى تبقى زيه وهو عمره ما عمل حاجة وحشةخالص !
إبتسم أدهم وهو يربت على شعرها قائلا 
_ صح .. انت عايزة تقابلي النبي صلى الله عليه وسلم يا براءة 
أومأت براءة برأسها سريعا وصاحت بحماس 
_ ايوة ! هو أنا ممكن أشوفه 
أجابها أدهم بإبتسامة وهو يرفع رأسه إلى الأعلى 
_ هنقابله لما ندخل الجنة بإذن الله وعشان كده لازم نتعلم أصول الدين بتاعنا كويس ونعمل كل الي بيقولنا عليه .
_ وأنا هتعلم ازاي وانت دايما في الشغل ومعندكش وقت عشان تقعد تعلمني .
تمتمت براءة بتذمر ليجيب أدهم وهو يغمز لها بعينه 
_ مانا هتجوز سرين وهخليها تعلمك !
إعتدلت براءة في جلستها وصاحت بحماس 
_ يعني انت هتتجوز سرين بجد 
_ ايوه .
أفاق محمد في الصباح على صوت المنبه بصعوبة فهو لم ينم إلا في وقت متأخر من الليل بسبب الأفكار التي كانت تداهمه منذ إقتحامهالحياته بعد فراق طويل .
تنهد وهو يعتدل في جلسته وقد إتخذ قراره بالفعل لن يستطيع تحمل رؤيتها كل يوم وهي بعيدة عنه .. ثم فليذهب الماضي إلى الجحيمفأبناءه الذين تركها بسبب إهمالها لهم قد كبروا وأصبحوا مسؤولين عن أنفسهم وهو يريد إكمال ما تبقى من حياته بجوارها .
نزل إلى غرفة الطعام حيث يتناول الجميع فطور الصباح قبل ذهابهم إلى العمل ألقى التحية عند دخوله ثم بحث عنها بعينها فوجدها تجلسبين خالد وعائشة تتبادل معهم أطراف الحديث .
إلتقطت عينه دخول براءة خلفه فاتجه إليها وأوقفها وهو ينحني إليها قائلا بصوت منخفض 
_ بصي أنا هخرج دلوقتي وبعدها انت هتروحي لطنط يمنى وتخليها تجي لوحدها للجنينة بس من غير ما تقوليلها ان انا الي طلبت منككده اوك 
أومأت براءة برأسها فابتسم محمد ثم خرج إلى الحديقة وجلس على أحد المقاعد بانتظارها لكنه شعر أثناء ذلك بقلبه الذي كان يخفق بقوةوكأنه سيعترف بحبه لها للمرة الأولى .
جاءت يمنى بعد دقيقتين وعلى وجهها ملامح الإستغراب من طلب براءة الغريب في مجيئها إلى هنا لوحدها لكنها وقفت مكانها عندما إلتقطبصرها محمد الذي إقترب منها بتوتر ثم وقف أمامها وطالعها دون أن ينطق بحرف واحد .
هربت جميع الكلمات والجمل التي كان يجهزها طوال الليل فور رؤيتها لذلك ودون أي مقدمات قال سريعا 
_ أنا عايز نرجع
لبعض يا يمنى .
طالعته يمنى پصدمة لطلبه المفاجئ وسكت هو الآخر يراقب ردة فعلها لكنها بقيت على حالها ذاك لثوان حاولت فيها إستيعاب كلماته.
تنحنحنت عندما لاحظت نظراته لها فأخفضت رأسها بخجل وتمتمت 
_ أنا 
قطعت كلامها عند تلك الكلمة ولم تعرف ماذا عليها أن تقول هي بالتأكيد لن ترفض فهي أيضا تشتاق إليه كثيرا لكن شيئا ما يمنعها عنالتصريح بموافقتها .
_ انت ايه قولي يا اه يا لا !
قالها محمد بترقب فتنهدت يمنى ثم أومأت برأسها بإبتسامة صغيرة إنتقلت إليه سريعا قبل أن يردف فجأة 
_ بحبك .
صفر أدم الذي كان يقف مع يامن وبدور في مكان غير بعيد عنهما يسترقون السمع إليهما بينما إبتسمت بدور ثم إلتفتت إلى أدم وقالت 
_ شفتوا مش قولتلكم ان الي بيتجوز ست واحدة ويفضل مخلص ليها ميقعدش لوحده في الآخر والي بيتجوز أكتر من ست يقعد لوحده !
_ طب ما طنط يمنى اتجوزت راجل تاني وفي الآخر هترجع لعمو محمد عادي .
قال يامن بحاجب مرفوع فابتسمت بدور بثقة قائلة 
_ لا ماهو الستات عادي يتجوزوا أكتر من مرة لو اتطلقوا والا اترملوا بس الرجالة لا !
قوس أدم شفتيه بإستنكار لكنه تجاهل حديثها وقال 
_ زغرطي يا بدور .
نظرت إليه بدور بإستغراب لكنها إنتبهت إلى بصره المسلط على محمد ويمنى فابتسمت ثم أطلقت زغرودة لفتت
إنتباه كل من يمنى ومحمدالذي نظر إليهم پصدمة وإحمر وجهه بشكل واضح من الإحراج حتى أصبح شكله مضحكا بينما إستغل أدم ذلك وإلتقط صورة سريعةلعمه ثم أرسلها إلى مجموعة خاصة بالعائلة على الواتساب وكتب تحتها طمطماية مصډومة!
دخلت القصر في الصباح ظنا منها أن الجميع قد ذهب إلى عمله كعادتهم في هذا الوقت لكنها تفاجأت بوجود الجميع تقريبا في الحديقةيباركون لمحمد ويمنى ويبدو أنهما قد قررا العودة لبعضهم البعض .
إبتسمت بفرحة لهما ثم تابعت دخولها للقصر لتبحث عن والدتها لكنها توقفت وهي ترى ياسر الذي
كان على وشك الخروج والذهاب إلىالعمل .. إبتسمت له بصدق لأول مرة بعد أن حكت لها والدتها ما حدث بينهما البارحة وبادلها هو الإبتسامة وكادت تتابع طريقها لولا وقوفهأمامها مانعا إياها عن التقدم .
رفعت رحمة بصرها إليه باستغراب بينما هتف هو بهدوء 
_ أنا عايز اعتذر ليك انت كمان .
إتسعت إبتسامتها وقالت 
_ حصل خير يا ياسر بيه .
جال ياسر ببصره حولها ثم تساءل 
_
امال سيف فين 
_ سيف 
رددت رحمة بدهشة فأومأ ياسر قائلا 
_ ايوة انت سبتيه في البيت لوحده والا ايه 
أجابت رحمة وهي تضيق عينيها 
_ لا سيبته عند جارتنا بس انت ايه علاقتك بيه أصلا 
أجاب ياسر وهو يرفع كتفيه ببساطة 
_ صحاب عادي انت لسه واخدة بالك 
كانت ترمش بعينيها وهي ترمقه بدهشة وهتفت 
_ وده من امتى 
_ من مدة قصيرة انت مستغربة ليه 
أجابت رحمة بعفوية 
_ لاني متوقعتش ان ده يحصل اصلا وانه من بين كل الي في القصر اختارك انت !
إبتسم ياسر ثم قال بمرح 
_ انت غيرانة عشان اتصاحبت عليه هو وانت لا 
رفعت رحمة أحد حاجبيها ببسمة ساخرة وتمتمت باستنكار 
_ وانا هغير ليه روح روح لشغلك لا تتأخر بسببي .
قالت الأخيرة وهي تشير له بيدها بالذهاب فهتف قبل أن يتركها ويخرج 
_ رايح بس عايزك تجيبي سيف معاك بالليل اوك 
في الغد كانت بدور مستلقية على سرير إيلين وهي تنظر إلى سرين المتذمرة من تقدم أدهم المفاجئ لطلب يدها لكنها قررت هذه المرة ألاتتدخل وتعتمد على أدهم لإقناعها بتلك الزيجة إن كان يريدها حقا .
انت رافضة الموضوع من دلوقتي ليه ما تديه فرصة يتكلم معاك ممكن يكون اتغير بجد زي ما بدور بتقول .
هتفت توأمها إيلين وهي تحاول إقناعها بالهدوء والتصرف كأي فتاة تقدم أحدهم لخطبتها ثم إلتفتت إلى بدور وأردفت 
_ ما تقولي حاجة يا بدور هو العريس أخوك والا أخويا 
رفعت بدور كتفيها بلامبالاة وقالت 
_ مش هقول حاجة مانا مش هفضل اقنع كل بنت عايز يتجوزها حد من العيلة انها توافق !
تنهدت إيلين باستسلام ثم تركت الأمر لأدهم ليقنعها والذي قال فور جلوسهم لوحدهم بعد تقديمها للمشروبات وتبادل الحديث المعتاد 
_ قبل ما تقولي حاجة او ترفضيني سيبيني اقول الي انا عايزه الأول .
أغلقت سرين فمها الذي فتحته فعلا بنية إعلامه برفضها بينما تابع أدهم بتساؤل 
_ انت مش طايقاني بسبب الي حصل والي قولته في أول مرة اتقابلنا فيها صح 
أومأت سرين بتأكيد فتابع 
_ مكنش ينفع اقول الي قلته أنا عارف وندمت بجد أول ما عرفت ان المجاهرة بالمعاصي حرام ..
رفع بصره إلى سرين في نهاية كلامه لكنها سكتت ولم تعلق على ما قاله فاسترسل أدهم قائلا 
_ أنا ندمان على حاجات كتيرة عملتها زمان وعرفت انها غلط وعايز اصلح كل ده واقرب من ربنا اكتر وأول حاجة فكرت اعملها اني اكملنص ديني واختار ست تاخد بايدي للجنة وتربي اولادي احسن تربية واعتقد اني مش هلاقي احسن منك عشان تربيهم .
إستغربت سرين حديثه الذي فاجأها ولكنها شعرت بصدق كلماته فابتسمت رغما عنها .. إنتبه أدهم إلى إبتسامتها تلك فتساءل سريعا 
_ هاا موافقة 
_ اديني فرصة افكر ..
في المساء وفي الاجتماعي العائلي المعتاد كان أكرم قد تلقى إتصالا من عم ملاك يخبره فيه بموافقتها على أمجد ودهشت بدور عندمعرفتها وأخذت تسأل أمجد عن الطريقة التي إستعملها لإقناعها لكنه رفض إجابتها قائلا بأن ذلك سر بينه وبين زوجته المستقبلية .
وبكل تأكيد كان عبد الرحمن سعيدا بهذا الخبر وإبتسم بفخر وهو ينظر إلى كل من رسلان أمجد أدهم ياسين ويامن الذين وأخيراسيتزوجون ثم جال ببصره على البقية بتفكير قبل أن يتنحنح جاذبا إنتباه الجميع .
_ كان فيه مسلسل تركي كده اتفرجت على البداية بتاعته وكان فيه جد ساب وصية لاحفاده وهي ان اول حد هيتجوز ويخلف هياخد كلالورث بتاعه .. او حاجة زي كده مش فاكر بالضبط .
قال عبد الرحمن دون مقدمات فنظر إليه الجميع باستغراب وعلامات الاستفهام تحلق فوق رؤوسهم وتساءل خالد بعدم فهم 
_ طب وبعدين 
رمقه عبد الرحمن بنظرة غامضة ثم قال بجدية 
_ أنا برضه هعمل كده بس مع شوية تعديلات .. الي مش هيتجوز هو الي هيتحرم من الورث !
أنهى كلامه وهو ينظر إلى خالد
تحديدا والذي إبتسم بتهكم ثم رفع يده وحركها بحركة تدل على عدم إهتمامه فتحدث عبد الرحمن بغيظ 
_ أنا بتكلم جد على فكرة !
قال ذلك ثم جال ببصره حول البقية فوجدهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة فهتف بغيظ 
_ اضحكوا اضحكوا! هنشوف مين الي هيضحك في
تم نسخ الرابط