رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي

موقع أيام نيوز

و للتو قد عادت من المشفى
سمعت صوت ضحكات فارس و هند قادمة من الداخل 
ابتسمت و هي تخلع حذائها و تتجه للداخل 
اتجهت ناحية المطبخ لتختفي الابتسامة من وجهها و هي تنظر للفوضى التي أحدثاها في المطبخ 
آية دة يا فارس 
بناكل مم يا مامي 
قالتها هند ببراءة و قد تعلمت الحديث مؤخرا على يد فارس 
لتقول ليلي و مازالت الصدمة مسيطرة عليها
آية اللي انتم عملتوه في المطبخ دة!! دقيق على الحيطة و الماية مغرقة الأرض و الشوكولاته سايحة على الترابيزة انتم كنتوا بتعملوا اية!!
ضحك فارس على مظهرها و هو يتجه ليغسل يده و يقول
حاولنا نعمل كيك بالشوكليت بس فشلنا اڼفجرت في وشنا!!
ضحكت ليلي رغما عنها من لهجته هذه و قالت
طيب قولولي اشتري و انا جاية أو اعملكم انا إنما تبهدل الدنيا كدة حرام عليكم يا ظلمة!!
حمل فارس هند و أحاط ليلي و اتجه للخارج
و هو يقول
حصل خير كل دة هيتنضف عادي يعني!!
نظرت لملابسه التي تلطخت بالشوكولاتة و الدقيق وضعت يدها علي سترته و هي تلطخ يدها بالدقيق و الشوكولاته و وضعتها على وجهه 
عشان تحرم توسخ الدنيا تاني كدة انت و بنتك البس بقا!!
ابتعدت عنه لتضحك هند بشدة على مظهره ابتسم هو ابتسامة صفراء و انزل هند أرضا و اتجه نحو ليلي التي دخلت المطبخ 
كانت مولية ظهرها له فاقترب منها ببطء حتى لا تشعر به و سكب إناء اللبن عليها 
صړخت هي بتقزز و هي تقول
يع يا فارس يع لبن!!
ضحك هو على مظهرها و هي تكاد
تبكي مثل الأطفال و تدبدب بقدميها أرضا 
سمع صوت دقات الباب قالت
دة مازن انا هروح افتح!!
اتجهت نحو الباب بهذا المظهر و فتحته لتجد مازن و بجانبه نور و هي تحمل طفلة لم تتعدى عامها الثالث
نظرت له بدهشة هو أخبرها انه سيأتي وحده للجلوس مع فارس
فلم جاءت نور معه!!
انتي هتفضل متنحة كدة كتير و بعدين انتي عاملة كدة لية!
قالتها نور بتساؤل فكادت ليلي أن ترد لكن صوت فارس سبقها حينما قال
يلا يا ليلى كل دة بتفتحي الباب!!
نظرت لها نور بدهشة و قالت
مين اللي معاكي دة يا ليلى اوعي كدة!!
ازاحتها نور لتدلف بينما هتف مازن بها قائلا
اصبري يا نور عشان افهمك!!
دلفوا للداخل لتقف نور أمام فارس پصدمة قائلة
فارس ازاي يعني!
جذبها مازن قائلا 
قولتلك اصبري هفهمك 
تململت في الفراش و هي تشعر به ينهض ليحرمها من أحضانه الدافئة 
فتحت عينيها ببطء و هي تراه يرتدي ملابسه ليغادر الحجرة كعادته في الآونة الأخيرة يأتي ليقضي معها الليل كأي عاهرة و في الصباح يتركها و يذهب للجلوس مع ريم!!
انت رايح فين يا يوسف مش كل يوم على الحال دة!!
نظر لها بلا مبالاة و لم يجيبها فبكت هي پقهر و قالت
انت مش جايب واحدة من الشارع يا يوسف تقضي معاها وقت لطيف انا مراتك دة انت ناقص ترميلي فلوس في وشي و تخرج!!
هنا بلاش نكد على الصبح 
لفت جسدها بالغطاء و هي تقول
نكد! انا كدة نكد يا يوسف خلاص طلقني و سيبني في حالي ارجع لشغلي و
حياتي و انت عيش مع مراتك التانية في سعادة يا يوسف!!
بلاش الكلام الخايب دة و اعملي حسابك مفيش شغل من هنا و رايح حتى لو رجعنا مصر!!
لم يترك لها فرصة الاعتراض و تركها و خرج لتبكي و هي تقول
انا رخيصة انا استاهل كل اللي بيحصل دة ارحمني يا رب بقى و خلصني من اللي انا فيه دة!!
دلفت منيرة و هي تري حالتها البائسة تلك اقتربت منها و هي تجلس على الفراش بجانبها قائلة
خرج و سابك تاني!!
ايوة بيعاملني على اني واحدة رخيصة جايبها من الشارع انا تعبت يا منيرة و لا هو عايز يطلقني و يخصني من العڈاب دة و لا عايز ينسى اللي فات و يبدأ معايا صفحة جديدة 
اسمعيني زين يا هنا متخليهوش يجرب منك تاني!
ازاي يعني انتي عارفة يوسف ممكن يتجنن عليا!!
لا صدجيني هو هيتعصب شوي بس مش هيجربلك الا برضاكي و ساعتها بجا انتي لازم تتجننيه كيف ما بتجولو في مصر شوج و لا تدوج 
و انا كدة هستفاد اية !
هتعرفيه جيمتك هتخليه يرمح وراكيأجولك على حاجة بس تبجي سر بيناتنا!!
قولي 
هو ما جربش لريم و هي اللي جالتلي إكدة بيدخل عندها الصبح يجعد في البلكونة و يخرج يجعد معاكي بالليل عارفة معناته اية الكلام دية!!
آية!
أنه اتجوزها عشان يجهرك كيف ما جهرتيه بس هو عاشجك انتي بس و مش رايد حد غيرك و انتي بجا لازم تسيطري عليه و تخليه يرمح عليكي!!
صمتت هنا مفكرة في حديث منيرة لتردف الأخري
يلا اتصبحي إكدة و البسي خلاجاتك و انزلي عشان ناكلوا مع بعض!!
اعتلت الصدمة ملامح نور و هي تقول
يعني انتم كنتوا مخبيين عليا كل دة!
مش دة المهم دلوقتي يا نور المهم أن انتي و فارس و هند لازم تسافروا ليوسف النهاردة 
قالها مازن لترد نور
طيب فارس و هند عشان معرضين هنا للخطړ طيب انا لية!
تنهد مازن و هو ينظر إلى فارس الصامت و قال
في حاجات كتير هتوضح الايام الجاية يا نور بس اللي اقدر اقولهولك دلوقتي أن اللي بيحصلك مرتبط بنسبة كبيرة باللي بيحصل لفارس و ليلي!!
ضمت حاجبيها بعدم فهم و تساءلت
طيب و ليلي لية مش هتسافر معانا!
ليلي لو سافرت معاكم هيشكوا أن في حاجة غلط عشان كدة لازم هي تفضل هنا و تتواصل معاهم عشان توصلنا بيهم!
و انا مش هعرض حياة مراتي للخطړ يا مازن!
يا فارس افهم ليلي هيتعين عليها حراسة من بعيد هي الوحيدة اللي هتقدر توصلنا ليهم و وجودك هنا مش هيفيد بحاجة بالعكس دة هيعقد الأمور أكتر صدقني ليلي هتبقي في أمان و انت و نور لازم تسافروا دلوقتي عشان الوقت اللي بيمر دة مش في صالحنا نهائي!
نظرت له ليلي نظرة مشجعة و قالت و
هي تربت على يده
اسمع كلام مازن يا فارس انت لو اتعرف انك عايش هيقتلوك انت و هند إنما أنا هما محتاجيني و مش هيأذوني في الصعيد انت هتكون في أمان أكتر و انتي يا نور لازم تبعدي شوية عن اللي بيحصل دة و تروحي تشوفي هنا و تقفي جنبها!!
يلا يا فارس مفيش وقت قوم هات اللي انت محتاجه و يلا!!
نهض فارس و من خلفه ليلي لتجهز له ما سيحتاجه كان تائه فاحتضنته هي قائلة
حبيبي اللي بيحصل دة كابوس و هينتهي و هنرجع لبعض تاني صدقني 
ضمھا إليه بقوة و قال
خدي بالك من نفسك يا ليلى انا مليش غيرك انتي و هند في الدنيا دي!!
و لا انا ليا غيرك متخافش كل دة هينتهي و الله 
تم إعداد كل شيء و استعدوا للمغادرة
فارس انت عندك بلكونة بتبص على الشارع الخلفي صح!!
ايوة 
انت هتنط منها و انا هاخد نور و هند و هنلفلك بالعربية عشان انت مينفعش تخرج من الباب!
احتضن ليلي للمرة
الأخيرة بقوة 
انحنت ليلي تحتضن هند و هي تقول
دودو حبيبتي أنت هتسافري مع بابي و انا هاجي وراكم اسمعي كلام بابي عشان مزعلش منك!
أومأت لها الصغيرة بسعادة
هبطوا ليتبقي فارس معها اتجهوا نحو الشرفة و قبل أن يقفز فارس أحاط وجهها بكفيه و اقترب منها و هو يهمس لها
بحبك!
انحني على ركبتيه ليقبل يد والدته
و فاطمة خلفه تغمز لها بسعادة لنجاح خطتهما
سامحيني يا أمي انا غلطت و عارف كدة بس انتي لازم تسامحيني!!
ربتت على ظهره و هي تجعله ينهض و قالت
لو عايزيي اسامحك فعلا تنسى اللي فات و تخليك مع مراتك بس 
احتضنها هو بحب قائلا
اعتبري اللي انتي بتقولي عليه حصل 
جلسوا على المائدة و هم يتناولون الطعام أعلن هاتف أحمد عن استقبال رسالة 
لم تنتبه فاطمة و زهرة لانشغالهم بالحديث 
فتح هو الرسالة و قرأها لتتغير تعابير وجهه كانت قادمة من تلك التي تدعي شاهي 
انا تحت بيت امك انزل عشان معملكش ڤضيحة في الشارع انت و الست هانم مراتك
نهض من علي المائدة و هو يقول
طيب معلش يا جماعة نسيت السجاير في العربية هجيبها و آجي!
اتفضل يا حبيبي 
قالتها فاطمة بابتسامة ليهبط هو بينما قالت زهرة
برافو عليكي يا فاطمة انا راهنت نفسي عليكي و كنت عارفة انك بتحبي أحمد
سمعا صوت شجار آت من أسفل فاتجها نحو الشرفة لينظرا ما الأمر 
وجدا أحمد و معه شاهي و يبدو أنهما يتشاجرا 
مين دي اللي واقفة مع احمد 
تساءلت زهرة لترد فاطمة پغضب
دي العقربة اللي اسمها شاهي!
ارتفع صوت زهرة و هي تنادي أحمد قائلة
هاتها و اطلعوا يا احمد مش عايزين فضايح في الشارع!
تردد أحمد و هو ينظر نحو فاطمة التي لم ترتسم اي معالم على وجهها فقالت زهرة
يلا يا احمد 
استجاب أحمد لها بينما قالت فاطمة
عايزة اية الزباله دي تاني هي مش بتحرم من آخر مرة!
اهدي يا فاطمة و خليكي عاقلة عشان نعرف نتصرف!!
دخل أحمد و معه شاهي التي ابتسمت ل فاطمة بغل لتبادلها فاطمة ابتسامة السخرية 
انتي عايزة اية من الآخر لو عايزة قرشين قولي و هنديكي و تختفي من حياتنا!!
قالتها زهرة لترد شاهي
انا جاية اقوله أن ليه ابن عنده حقوق عليه و لازم يتكفل بيه!!
اه و ابني دة مظهرش غير دلوقتي لية يا شاهي 
لو مش مصدقني نعمل DNA و نتأكد 
نظر لها بصمت فقالت زهرة
يبقى بكرة تنزلوا تعملوا
ال DNA و نعرف إذا كان الولد ابنه و لا لأ!!
هبطت مع منيرة للطعام وجدته جالس بجانب ريم و هو يحتضنها و يطعمها في فمها بيده 
تنهدت بغيظ لتهمس لها منيرة
اتفجنا على أية اياكي تخليه يحس انه فارج معاكي!!
جلست على المائدة و الابتسامة مرتسمة على وجهها 
فارس و نور زمانهم على وصول يا هنا!!
قالها يوسف لتنظر له باستغراب قائلة
هما جايين مقولتليش يعني!
لسة فارس مبلغني من شوية انه جاي هو و هند بنته و نور!!
هو فارس خلف!
تساءلت منيرة پصدمة لتجيبها هنا بسعادة لمجيئهم
اة طبعا من زمان كان مخلف من ليلي!!
صمتت منيرة و هي تتحسر على حبيب عمرها الذي لم يشعر بها و لو للحظات 
تمنت لو تكون هي محل ليلي تمنت لو يكن هو لها ذاك الحب الذي يكنه ل ليلي!!
و لكنها لا تعلم أنها ليلي واحدة دون سواها التي يعشقها فارس!!!!
بعد ساعات قليلة وصلوا إلى منزل يوسف استقبلوهم بحرارة 
وقفت منيرة تنظر إلى فارس بشغف ابتسم و هو يحمل هند على ذراعه و هو يقول
ازيك يا منيرة!!
نظرت نحو هند التي تشبه ليلي كثيرا ثم قالت
منيحة الحمد لله بنتك دية!
اه هند بنتي!!
ربنا يخليهالك!!
مرت ثلاث أيام تنتظر فيهم ليلي اي جواب أو مكالمة منهم 
لكن لا أحد قام بالتواصل معها 
كانت جالسة في غرفتها تقرأ في كتاب ما عندما سمعت صوت قادم من الخارج 
دق
تم نسخ الرابط