رواية ميراث الندم (الجزء الثاني من الفصول) للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


والله ممكن رجلي تتكسر.
زحف بقلبها الړعب لمجرد التخيل فردت تخرج عن صمتها
وانا ميهونش عليا رجلك يا عمر فارج معايا خلاص استريحت 
استريحت جوي.
قالها ليهبط سريعا بشقاوة أذهلتها حتى وصل إلى شجرة التين ليقتطف منها أطيب الثمرات حتى هبطت اقدامه للأرض يعطيها احداهن قائلا
طب بمناسبة الكلام الحلو ممكن تجبلي مني الهدية البسيطة دي.

تناولتها منه لتقضم قطعة صغيرة منها وترد عليه بامتنان
حلوة يا عمر احلى واحدة كلتها في حياتي
عادت من ذكراياتها وكأن الطعم الجميل ما زال بفمها تمرر كفها على أوراق الشجرة العجوز مدمدة
وحشني أيامك يا غالية يا ريحة الحبايب امتى بجى تنعاد من تاني هونها يارب
دفعت الباب لتدلف إليها داخل غرفتها بعد أن سمحت لها بالدخول لتجدها مستلقية بنصف نومة تراقب صغيرها الذي كان يلعب بألعابه على ارضية الغرفة وشرود يعتلي قسمتها حتى انها لم تنتبه بدخولها.
رفعت روح صوتها قائلة بالتحية
مساء الخير عاملة ايه يا احلى البنات
اعتدلت على الفور لتجلس بجذعها مرددة لها بحرج
رووح معلش اعذريني افتكرتك مرة اخوي ولا واحدة من خواتي.
او امك ولا انتي نستيها دي
قالتها روح بتفكه استجابت له نادية بابتسامة طفيفة لتتقبلها اخوي بعد ان بادرتها روح بفتح ذراعيها لها حنونة وجميلة هذا دائما ما تشعر به نحوها
جلست معها بعد ذلك لتسألها بوضوح
ممكن بجى افهم ايه سبب جفلتك على نفسك دي بټحبسي نفسك يا بنت الناس طب ما تعمليش حساب لنفسك يبجى اعملس حساب للعيل الذي عايز يلعب ويعيش سنه ده
نقلت بنظرها نحو ابنها بصمت تتذكر حالة العصيان التي اتخذتها منهجا منذ الصباح منذ أن تفاجأت بهذا المدعو ناجي يحتل المنزل بالفواكه التي قد أتى بها ليأخذ جلسته بعد ذلك لفترة طويلة مع شقيقها فكانت غرفتها امانا لها قاصدة عدم الخروج حتى من بعد ذهابه لا تريد تعليقا سخيفا من زوجة شقيقها ولا تبريرا بريئا من والدتها.
رفعت رأسها لروح تعقب على قولها بنفي
ومين جالك اني حابسة نفسي..... هي بس شوية خنجة أحيانا بتيجي مع الواحد وبعدها تروح من نفسها محدش بيخفف عني ولا ينسيني غير جاعدة ولدي جمبي هو عندي بالدنيا .
حبيبتي ربنا يخليهولك يارب .
تمتمت بها روح بتفكير جلي قبل ان تسألها بفضول
انا اسفة يا نادية لو هتدخل بس يعني هو انتي معنديش اصحاب يزوركي وتزوريهم متجوزين بجى ولا مش متجوزين او يكونوا من ايام المدرسة مثلا
انتظرتها اجابتها لبعض اللحظات وكأنها تبحث عنهم داخل ذاكرتها قبل ان يخرج ردها
هكدب عليكي لو جولت صحاب بمعني صحاب بجد لأني كان في فعلا ايام الدراسة بس الأيام فرجتنا طبعا من بعد ما تجوزت انا على طول كان حجازي الله يرحمه هو صاحبي ودنيتي كلها.
قالتها بصوت مبحوح تكبح دمعتها من الهطول مباشرة تأثرت روح لتمسح بكفها على ذراعها بدعم تلقته لتكمل بما يجيش بصدرها
بس تصدقي انا فعلا اكتشفت دلوكت اني معنديش حد من سني افضفضله على فكرة الإحساس دا عندي من زمان لو تفتكري يعني انا طلعت لجيت خواتي البنتة كلهم متجوزين يدوب ولاد اختي بس اللي كانوا من سني حتى مرة اخويا لما جات عمرها ما بجت صاحبتي........
أوقفت برهة قبل ان تتابع
او يمكن عندي وانا مش واخدة بالي.
انتي فعلا مش واخدة بالك اخص عليكى يا جليلة الأصل .
قالتها روح بمزاج جعلها تضحك بحق مرددة بأسف
لا والله ما جصديش عليكي دا انتي حبيبتي....
قاطعتها بانفعال كاذب
حبك برص يا بعيدة ما تحاوليش تصلحي هي طلعت وخلصنا......
أصبحت تقهقه معها بضحكات خارجة من القلب والأخرى تدعي الڠضب حتى تمكنت من الرد اخيرا لها بجدية
على فكرة يا روح انا دايما حساكي اختي يعني اكتر من الصحوبية نفسها....
أومأت لها بتفهم قبل تجاريها في القول
انا فاهمة وجهة نظرك على فكرة ما انا برضك كنت اصغر خواتي بس بصراحة اخويا غازي كان دايما معوضني يمكن عشان الڤرج ما بيني وبينه في السنين مش كبير جوي لكنه بيفهمني وافهمه.
كانت تهز رأسها بصفحة شفافة تظهر عدم اقتناعها نهائي بقولها مما جعل الأخرى تنهرها بافتعال
مالك يا بت مش مصدجاني ولا ايه
ردت بكذب مكشوف
لا يا عم وانا اجدر مش بتجولي انه بيفهمك ربنا يخليكم لبعض. 
غمغمت من خلفها بصوت مكتوم.
مين يشهد للعروسة!
سمعتك والله.
هتفت بها روح لتشاكسها بمرح
بطلي خبث يا بت هريدي انا عندي ودن تجيب دبة النملة وهي ماشية فاهمة ولا لأ
فاهمة فاهمة.
رددت بها باستسلام مستجيبة للتباسط في الحديث معها لتتابع بغمغمة أخرى فور ان ابتعدت بوجهها قليلا
وانا اجدر اعترض كمان.
يا بت بطلي بجولك.
صاحت بالاخيرة منطلقة بالضحك والأخرى تستجيب للحديث الودي لتزيد من الألفة بينهم وقد حسمت روح بداخلها انها سوف تكون اقرب الافراد لها وقد انتبهت اخيرا لشخصيتها بعد ان لفت شقيقها نظرها لهذه النقطة
 

تم نسخ الرابط