رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز

من وقتها دقايق 
الفصل_الثالث
يجلس في مكتبه الذي لم يغادره منذ أن أصر على مكوث آسر بعض الليالي في المستشفي بحجة الإطمئنان عليه بعد عملية الكسر المضاعف وهو في داخله يريد وجوده حتى تأتي لأخيها ويمكنه رؤيتها التي حرم منها منذ عدة أشهرتلك التي أسرت قلبه الذي ظن أن ما من إمرأة تستطيع أن تملكه الشقراء ذات العيون الخضراء وخصلات شعر بلون الذهب وهاهي أسرت قلبه ولكن مؤخرا بعدما فقدها بطيشه وعدم مسئوليته يمني تلك الإسم الذي لم يفارق صحوته ومنامه منذ وقفت أمامه بكل إصرار رافضة الزواج منه بعد خطبة دامت لعدة أشهر لم ينسى نظرة الاستحقار التي عرته حينها بعدما كانت تلك العينين تغرقه حبا وهياما لم يكن يتخيل أنها ستترك هذا الخواء بداخله.
يوسف الذي لم تقف أمامه إمرأة أو تهزمه يوما أصبح منكسر القلب منذ طعنته يمني برفضها له ورحيلها بعيدا يتعجب من تعلقه بها وهو الذي أراد خطبتها والإرتباط بها فقط من أجل والدته الذي كان تلح عليه كل لحظة أن يستقر ويكون أسرة وحينها أعجب بجمال تلك الفتاة التي أتته العيادة مع والدتها لإجراء فحص طبي على قدمها التي شرخت بعدما وقعت عليها حينها فقد صوابه وهو يرى تلك الجميلة الصغيرة الذي تخدع من يراها بهيئتها الضئيلة على أنها ابنة السابعة عشر أو أقل ولكن عندما سألها علم أنها تجاوزت الواحد والعشرون عاما وبعدها لم يمر سوي شهر حتى أعلنت خطبتهم فقد وجد فيها الجمال الذي سيتباهي به أمام الجميع وذات أصل عريق ومصاهرة يتباهي بها وسط مجتمعه والمحيطين به كانت سعادة الدنيا تغمرها ولم ينكر سوي أنها أحاطته بحبها ولكن التمرد الذي رافقه منذ مراهقته هو الذي دمر كل شىء كسر قلبها وحولها لأنثي أخرى رافضة وجوده في محيطها لقد وجد نظرة الكره صريحة في عينيها في عدة المحاولات التي سعي لمقابلتها فيها ولم تقابله سوي بالنفور والرفض.
وهاهو الآن يطوق فقط لرؤيتها لعل الشوق الذي ېقتله كل ليلة أن يهدأ ولو قليلا.
وبينما هو جالس مبتسم يتذكر وجهها البشوش وعينيها اللامعتين سمع عدة طرقات على

الباب فأذن بالدخول ادخل
دخلت سدرة بجمودها المعتاد وبادرت القول صباح الخير دكتور يوسف بعد إذنك أنا همشي خلصت الشيفت بتاعي ونهى على وصول هتستلم مكاني
أومأ يوسف برأسه ورد بهدوء تمام يا سدرة أخبار المړيض إيه
تذكرت سدرة آخر لقاء بينهما قبل مكوثها خارج الغرفة حتى انتهاء ساعات عملها فردت كويس يادكتور وأخد أدويته ومفيش مشاكل 
نظر لها يوسف نظرة رضا ثم سألها حد من أهله موجود معاه مرافق حاليا
أجابت لا محدش جه
تنهد بيأس متيقنا بداخله أن يمني سترفض الحضور لو علمت بوجود آسر في المستشفي الخاصة التي يملكها يوسف بعد والده.. ثم رفع عينيه لها وقال تمام ممكن تمشي ياسدرة
أومأت رأسها بالموافقة والتفتت مغادرة المكان.
دخلت نهي بإبتسامتها التي لا تفارقها على آسر بينما هو متسطحا على الفراش شاردا في نفسه وحياته التي لم يأخذ منها سوي الفشل في كل شيء تخرج من جامعته بعد رسوب عدة أعوام كما أنه لم يوفق في عمل له سواء في مجاله أو غير ذلك كلمة فاشل الذي ينعته بها الجميع تشرخ قلبه وليس كما يظهر لهم ويأخذها على محمل المزاح
أفاقته من شروده نهي التي هزته برفق متسائلة ... إيه سرحان ف إيه
انتبه لها وابتسم ثم رد عليها هلا بوجه القمر
ابتسمت ثم قالت أنا هنا من بدري وسألتك عن صحتك وأنت ولا أنت هنا
أجابها بشرود سرحان فيكم ومش عارف هتعفو عني إمتى
ظلت على ابتسامتها وأجابته الدكتور يوسف هو اللي هيقرر ... ثم أخرجت من جيب معطفها مجموعة من الأقراص وقالت اتفضل خد أدويتك 
مد يده السليمة وأخذها منها وهي ناولته زجاجة الماء ثم اعتدل فاستكملت قائلة دقايق وهيكون عندك الفطار 
ابتسم وقال أنا شبعت أما شوفتك ياقمر أنتي
رفعت أحد حاجبيها وسألته أنت بقى كده على طول
أجابها بتساؤل كده إزاي يعني
أجابته يعني بتهزر دايما وتضحك وتعاكس البنات كده
ضحك على إجابتها ثم قال أنا كده مع الحلوين اللي زيك بس إنما كان قبلك هنا بنت ياساتر يارب بصة عنيها ټحرق 
علت ضحكتها وقالت أكيد
تم نسخ الرابط