رواية مزرعة الدموع (الفصل الرابع والثلاثون إلى السابع والثلاثون) للكاتبة منى سلامة
المحتويات
فيكوا يدور فى جهه .. الراجل اللى خطڤ ياسمين خدها عشان ېقتلها
انطلق عمر فى اتجاه الأشجار والذى ظن أنه الاتجاه الذى ذهب فيه الرجلان حيث الأرض الشاسعة التى تخلو من البشر فى مثل هذا الوقت .. ظل يرقض وينادى بعلو صوته
ياسمين .. ياسمين
نظر ليجد على بعد أمتار وتحت ضوء القمر رجلين أحدهما يقوم بالحفر فى الأرض والآخر يقف بجوار فتاة مڼهارة على الأرض .. شعر بقلبه يهوى .. أخذ يلف ويدور فى المكان حتى أمسك شيئا حادا .. وتوجه الى حيث الرجل الذى يقف بجوار ياسمين وجده يوجه اليها مسډسا صغيرا .. التف حوله ببطء وحاول أن يلفت انتباهه .. وساعده على ذلك الأشجار التى تحيط بالمكان .. وفجأة هوى بما يمسك بيده على رأسه لټنفجر الډماء من رأس بسطويسي ويسقط أرضا .. صړخت ياسمين وهى ترى دماء الرجل المڼهار بجوارها .. أسرع عمر وأمسك المسډس الذى سقط من الرجل على الأرض واقترب من ياسمين التى نهضت مسرعة ووقف أمامها وصوب المسډس الى الرجلين .. كان عمر يجهل طريقة استخدام المسډس .. لذلك لم يستطع اطلاق الڼار .. لكنه وقف مهددا اياهم قائلا
سمعت صوت سرينة سيارات الشرطة قريبة من المكان .. شعر مصطفى بالفزع وقد أيقن هلاكه .. لكن بسطويسي الجالس على الأرض قلب الموازين عندما أمسك فجأة حجرا وألقى به فى اتجاه عمر ..فأصابه فى ذراعه التى تحمل المسډس .. تأوى عمر من الألم .. وصاحت ياسمين بلوعه
أسرع الرجلين بالهرب من بين الأشجار .. يجريان خوفا من لحاق الشرطة بهما .. لم تستطع ياسمين تحمل بكاء وعذاب وارهاق الثلاث أيام .. فهوت جالسه على الأرض تستند الى صخره .. كان عمر حائرا أيجرى خلف الرجلين أم يبقى معها .. قرر البقاء معها ..نظر الى ملابسها الممزقة .. لم تعد تجد فى نفسها القدرة على البكاء .. كانت تشعر الإنهيار التام .. اقترب منها وعلامات الألم على وجهه .. جثا بجوارها ونظر اليها قائلا
لم تجيبه أغلقت عينها وهى تسند برأسها الى الصخرة .. لم تجد فى نفسها القدرة على الكلام
تلألأت العبرات فى عين عمر ومسح بيده على شعرها .. فتحت عينينها التفتت اليه تحاول ابعاد رأسها فى ضعف .. مسح بأصابعه على وجنتها قائلا
حبيبتى انتى كويسه .. حد فيهم عملك حاجه
حبيبتى ردى عليا .. ياسمين حد فيهم عملك حاجه
هزت رأسها نفيا . بث فيها كل خوفه وهلعه واشتياقه وخوفه ولهفته طيلة الأيام الماضية .. كانت تشعر بوهن فى جسدها كله .. حاولت أن تبتعد عنه .. فنظر اليها بحنان وعيناه تحتويان عينينها .. وقال بدفء
انك عيزانى أبعد .. بس أنا مش قادر أبعد
ثم أخذها بين ذراعيه .لكنها كانت الريشه التى تحاول ازاحة جبل من مكانه .. قال لها بصوت خاڤت
وحشتينى أوى .. كنت ھموت من خوفى عليكي
لحظات وسمع صوت كرم آتى فى اتجاههما .. قام عمر من فوره .. وأسرع ليلاقيه قائلا
كرم خليك مكانك متجيش هنا
سأله كرم
ليه .. لقيتها
أيوة لقيتها .. بس خليك مكانك ثوانى
كانت ياسمين جالسه خلف الصخرة التى تستند عليها فلم يراها كرم .. عاد عمر اليها .. نظرت اليه بأعين مندهشه وهو يخلع الجاكت الذى يرتديه ثم جثا على ركبتيه ليلبسها اياه فى رقه كأنها طفل صغير .. لم يظهر من جسدها الا بعض من ذراعها بسبب ذراع بلوزتها الممزق .. لكنه أخفى تلك الرقعات الصغيرة بالجاكيت الذى ألبسها اياه وأغلقه .. ثم ولدهشتها وجدته يخلع قميصه ثم يمسح على شعرها بيده يرتبه الى الخلف ويضعه بداخل الجاكيت الذى ترتديه ثم يطوى قميصه نصفين ويضعه على شعرها المنساب ليخفيه تماما .. نظر فى عينيها برقه أذابت قلبها .. وانتقل الدفء من عينيه الى جسدها كله .. ابتسم لها ابتسامه عذبه وهمس قائلا
بمۏت فيكي
ساعدها على النهوض .. حاولت قدر الإمكان أن تبتعد عنه وتسير بمفردها .. لكنها شعرت بدوار شديد فتهاوت .. كانت لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها .. حاول أن يحملها فقالت بوهن وبصوت مبحوح من كثيرة الصړاخ والبكاء
لأ
قال عمر بحزم
انتى مش عارفه حتى تقفى على رجلك
حملها بين ذراعيه دون أى يأبى لاعتراضها .. وسار بها وهو ينظر اليها .. أسندت رأسها على كتفه فى وهن .. كانت تشعر بجوع شديد مزق أحشائها وألم فى كل عظام جسدها الضعيف وبدوار يعصف برأسها .. لكن وسط كل تلك الآلام شعرت بالراحة وهى بين ذراعيه .. شعرت بالأمان وهو بجوارها وهى تعلم أنه لن يسمح لأحد بأن ېؤذيها ..
متابعة القراءة