رواية مزرعة الدموع (الفصل الرابع والثلاثون إلى السابع والثلاثون) للكاتبة منى سلامة
المحتويات
أخذت تطرق الباب بسرعة منادية
عمر .. عمر
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تطرق الباب بقوة .. وتنظر يمينا ويسارا خشية من أن يلحق مصطفى بها .. ويمسكها وينتقم منها .. فهى الشاهدة الوحيدة عليه .. عمر لم يرى وجهه .. ولم يتعرف صوته أحد غيرها .. وهى تعلم أنه لن يتردد لحظة فى قټلها اذا سنحت له الفرصه .. لينقذ نفسه من السچن .. طرقت الباب بهلع وأخيرا فتح عمر .. نظر اليها بلهفة قائلا
قالت ياسمين بصوت مرتجف وبأنفاس متقطعه
مصطفى
سألها بهلع
هو فين .. عملك حاجه
ابتلعت ريقها وقالت بأعين دامعه
شوفته بيحاول يدخل من السلك اللى جمب البوابة
جذبها عمر من ذراعها بقوة وأدخلها البيت وقال بحزم
خليكي هنا واقفلى الباب كويس
من جوه ومتفتحيش لحد غيرى
أتاها صوته
افتحى يا ياسمين أنا عمر
شعرت بالخۏف .. ماذا لو كان مصطفى معه .. ماذا لو كان يهدده .. قالت بشك بصوت مضطرب
انت لوحدك ولا مصطفى معاك
صمت قليلا ثم أتاها صوته فى حنان
متخفيش أنا لوحدى .. مصطفى مش موجود متخفيش
مازالت تشعر بالخۏف .. قالت له فى حيرة وألم
طال صمته .. ثم أتاها صوته الدافئ وهو يقول
لو فعلا ده حصل و مصطفى أو غيره هددنى عشان أديكي الأمان وتفتحى الباب .. فأنا أفضل انه يقتلنى ولا انه يطول شعره منك .. مش ممكن أسمح لحد انه يأذيكي يا ياسمين .. حتى لو فيها موتى أنا
سألته بقلق
لقيت مصطفى
طمأنها قائلا
متخفيش مش هو
قالت بإستغراب
أمال مين
ده عامل شغال هنا فى المزرعة فضل يخبط على البوابة بس الغفير نام ومسمعوش .. فحاول يدخل من بين الأسلاك
تعملى ايه لو حبستك هنا
شعرت بالخجل فخفضت بصرها وقالت
لو سمحت عديني
قال بمرح وعينا تلمعان بخبث
لأ مش هعديكي .. وهحبسك هنا لحد ما تستسلمى تماما
وفجأة دخلت سيارة والده الى المزرعة .. اضطربت ياسمين بشدة ونظرت الى عمر بعتاب فلو كان سمح لها بالذهاب لما كانت ستتعرض لهذا الموقف .. ابتسم لها عمر وهو يراقب علامات الارتباك على وجهها .. نزل والده ووالدته من السيارة ليروا عمر واقف على باب المنزل من الخارج و ياسمين واقفة على الباب من الدخل ..شعرت بالخجل الشديد من هذا المأذق الذى وجدت نفسها فيه .. اقتربت كريمه منها قائله بإبتسامه
ازيك يا ياسمين حمدالله على سلامتك يا حبيبتى
قالت ياسمين بتوتر
الله يسلمك
تقدم والد عمر وسلم عليها هو الآخر .. كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها أصحاب البيت واقفون على الباب من الخارج وهى تقف من الداخل .. لا تدرى كيف تشرح ما حدث .. أنقذها عمر قائلا
ياسمين كانت بتتمشى واتخضت لما شافت راجل بيحاول يدخل من الأسلاك اللى جمب البوابة جتلى عشان أشوف مين اللى بيحاول يدخل ودخلتها البيت لحد ما أرجع
قالت له أمه بإهتمام
وطلع مين
عامل من اللى ساكنين فى سكن العمال .. الغفير كان نام ومسمعش خبطه على البوابه
قال نور موجها حديثه الى ياسمين
متخفيش يا ياسمين محدش يقدر يدخل المزرعة هنا .. أكيد طليقك هيخاف ييجى هنا
شعر عمر بالحنق عندما سمع لفظ طليقك .. كان يحاول قدر الإمكان تناسى بأنها متزوجه من قبل .. لأن هذا الأمر .. يؤلمه أشد ألم .. أفسحت ياسمين الطريق ليمر والداه .. دخلوا الى المنزل .. حاولت الخروج فسد عمر الباب بجسده مرة أخرى وابتسم بخبث .. صاحت بضيق
لو سمحت مينفعش كده .. كفايه اللى حصل .. لو
متابعة القراءة