رواية مزرعة الدموع (الفصل التاسع والعشرون إلى الثالث والثلاثون) للكاتبة منى سلامة
تبحثان عنها فى لهفة .. قالت له أيمن الجالس فى الخلف
متقلقش يا عمر ان شاء الله هنلاقيها
لم يجبه عمر .. بل لم يسمعه أصلا .. كل ما كان يسيطر على تفكيره .. أين هى ياسمين .. وماذا حدث لها .. أى بحاله جيده .. هل أصابها سوء .. كان قلبه ېنزف فى لوعه .. ظل يبحث ويبحث دون جدوى .. مرت ثلاث ساعات لم يتوقف فيها لخظه .. بحث كان يخرج من شارع ليدخل فى آخر .. وعيناه تبحث على الجانبين فى لهفه .. قال له كرم
هتف عمر فى ڠضب
أمال عايزنى أعمل ايه .. أعد فى البيت حاطط ايدي على خدى وأنا مش عارف هى فين ولا ايه اللى حصلها
هدئه كرم قائلا
مش قصدى أضايقك يا عمر بس احنا بقالنا أكتر من 3 ساعات عمالين نلف ومفيش فايدة قال عمر بضيق بالغ
طب أعمل ايه .. لو روحنا بلغنا هيقولولنا استنوا 24 ساعة .. اعمل ايه .. اعمل ايه
طيب تعالوا نرجع المزرعة تانى وندور فيها تانى .. يمكن تكون مثلا تعبت وهى أعده فى مكان وأغمى عليها مثلا .. تعالوا ندور تانى
صاح عمر پغضب
بقولك الغفير شافها وهى خارجه من المزرعة .. يعني هى مش هناك
سكت كرم و أيمن حتى لا ينفعل عمر أكثر من ذلك .. كان من الواضح أن الڠضب قد بلغ من همبلغه .. لذلك آثرا الصمت .. رن هاتف أيمن فرد قائلا
تعلقت به عينا عمر بلهفه فى المرآه .. قال أيمن
لأ مفيش جديد .. حاضر هعرفك .. سلام
قال عمر بلهفه
ايه
مفيش بتسأل عرفنا حاجه ولا لاء
ضړب عمر بقبضته بقوة على مقود السيارة قائلا
هتكون راحت فين بس
ظلت ياسمين تبكى وتبكى .. كانت تخشى أن تتحرك من مكانها فيضربها ذلك الرجل الذى لا تراه .. وأخيرا سمعت باب يفتح ثم وقع أقدام تقترب .. ثم تنصرف مرة أخرى .. شعرت بوجود أكثر من شخص معها .. ثم خرجوا وأغلقوا الباب خلفهم .. قال مصطفى ل بسطويسي
مد يده بالموبايل الى بسطويسي الذى أخرج الشريحة وكسرها ثم هشم الموبايل تحت أقدامه .. قال له مصطفى بدهشة
ليه عملت كده
قال بسطويسى بسخرية
متعرفش ان الموبايلات ممكن يتتبعوا اشارتها ويعرفوا المكان اللى الموبايل موجود فيه
هتف مصطفى
آه عشان كده خلتنا نسيب موبايلاتنا فى القاهرة
ابتسم مصطفى قائلا
أحبيبي يا بسطويسى من غيرك كنت هضيع
قال بسطويسي بسخريه
صحيح انت بشمهندس ومعاك شهادة .. لكن الدنيا بتعلم أكتر من المدارس يا هندسه
ابتسم مصطفى قائلا
ده انت اللى هندسه
ثم قال بجديه
قولى بأه هنعمل ايه بعد كده .. مش هنتصل بيهم
قال بسطويسي
بعد ساعتين أخرتين من السير والبحث .. عاد عمر بسيارته الى المزرعة مرة أخرى .. فتح باب البيت ليقوم عبد الحميد مسرعا قائلا بلهفه
فى جديد يا بشمهندس
هز عمر رأسه نفيا .. فوضع عبد الحميد يده على رأسه قائلا
بنتى ضاعت .. بنتى ضاعت
قال له عمر بصرامة
لأ مضعتش .. هنلاقيها .. ياسمين مضعتش هنلاقيها .. سليمة وكويسة
توجه عمر الى أقرب مقعد وتهالك عليه .. أسد رأسه بيديه وأغلق عينيه فى ألم .. اقتربت منه امه قائله بشفقه
انت كويس يا عمر
أومأ برأسه دون أن يتحدث .. مسحت أمه على شعره .. ثم التفتت الى ريهام قائله
تعالى يا بنتى ارتاحى فوق .. انتى هلكتى نفسك من العياط
قالت ريهام بوهن
لأ شكرا يا طنط أنا هروح أوضتى عشان لو ياسمين رجعت
قالت كريمه بحنان
طيب يا بنتى وربنا يطمننا عليها .. لو فى جديد بلغونا ولو فى جديد هنبلغكوا ..
ثم أعطت ريهام رقم هاتفها وأخذت رقم ريهام
غادرت ريهام مع عبد الحميد عائدان الى غرفة ياسمين ينتظرونها
ثم قامت وغادرت مع عبد الحميد الى غرفتهما .. لحظات ووجد عمر هاتفه يرن .. وجد رقما غريب رد ليجد رجلا يقول جملة واحدة
ياسمين عندى لو شميت ريحة البوليس فى الموضوع ھڨتلها وأبعتلك جثتها هدية لحد عندك .. استنى منى تليفون بعد يومين
قال ذلك ثم أغلق وترك عمر فى حالة من الخۏف والړعب والفزع .. والحيرة