رواية مزرعة الدموع (الفصل الخامس والعشرون إلى الثامن والعشرون) للكاتبة منى سلامة

موقع أيام نيوز


اياه .. طبعا صدم ابتسمت لنفسها بسخريه .. هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن .. ليس لأنه خسرها .. بل لكرامته التى أهدرت .. للصڤعة التى أعطتها اياه .. وبالتأكيد عائلته سعيده الآن .. أنه ابتعد عن الفتاة التى يرونها غير لائقه لتصبح واحده منهم .. شعرت بالڠضب يجتاح كيانها .. ويملأ نفسها .. ظلت تستغفر ربها .. لتحاول تهدئه نفسها .. ثم نهضت وتوضأت وصلت الضحى .. وارتدت ملابسها وخرجت للذهاب الى عملها

وقفت نهلة فى مطبخ بيتها الجديد .. بيت ياسمين سابقا .. وأخذت تعد طعام الفطور وهى تدندن فى سعاده .. استيقظ مصطفى ودخل المطبخ فرآها وعلامات الفرح على وجهها .. شعر بالغيظ وقال لها 
مكنتش أعرف انك بتقومى من النوم مزاجك رايق كده
التفتت اليه قائله بسخريه 
وهتعرف منين .. انت كان كبيرك تشوفنى بالليل وتخلع
تركها وذهب الى الحمام .. أعدت السفرة وجلست فى انتظاره .. خرج وجلس يتناول طعامه فى صمت .. التفتت اليه قائله 
كان رجل طيب
قال لها بدهشة 
هو مين ده
قالت له پحده 
اللى انت عامله حداد يوم صبحيتنا
ألقى الطعام من يده والټفت اليها وصاح بسخريه 
صبحيتنا .. سمعيني تانى كده .. ليه انتى فاكره نفسك بنت بنوت ولا ايه .. ده احنا دفنينه سوا
قالت بنفس السخريه 
ما هو عشان دفنينه سوا .. لازم تبقى العلاقة بينا أحسن من كده 
قال پحده 
عايزانى أعاملك ازاى ان شاء الله
قالت نهله 
تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان ..فرق ايه زمان عن دلوقتى .. هى مجرد الورقة اللى كتبناها امبارح عند المأذون .. تخيل انها متكتبتش واحنا مع بعض زى ما احنا
قال بمراره 
أتخيل ازاى انها متكتبش دى أنا حاسس ان الورقة دى سلسله ربطانى من رقبتى
نظرت اليه بحزن قائله 
للدرجة دى يا مصطفى .. شايف ان جوازك منى سلسلة حوالين رقبتك 
قال بقسۏة 
أيوة سلسلة خنقانى ولو أطول أخلص منها كنت خلصت
نهض وأخذ الجاكيت ارتداه وفتح باب البيت وخرج وأغلقه بقوة .. وترك نهلة خلفه ودموع الحزن تتجمع فى عينيها وقالت لنفسها ليك حق تعمل فيا أكتر من كده .. أنا اللى أهنت نفسى من البداية 
اتصل كرم ب ريهام على الخط الداخلى وطلب منها احضار أحد الملفات الى مكتبه .. طرقت ريهام الباب فأسرع برفع سماعة الخط الخارجى .. دخلت ريهام فأشار اليها بيده أن تنتظر .. أمسكت الملف بكلتا يديها وانتظرت حتى ينهى مكالمته .. تحدث كرم وهو يرجع بظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق 
طبعا هو احنا عندنا أعز منك .. انتى عارفه معزتك عندنا كويس .. وعندى أنا تحديدا
ألقى نظره على ريهام الواقفة أمامه .. والتى لا تظهر أى انفعالات على وجهها .. لكن كانت بداخله تشعر بالضيق والحنق وودت لو أخذت منه سماعة الهاتف وحطمتها فوق رأيه .. أكمل كرم فى صوت هائم 
مش هتيجي تنورينى فى المكتب .. يا سلام تعالى انتى بس وانتى تشوفى أنا هستقبلك ازاى .. بس ياريت القمر يحن وميتأخرش علينا .. عشان احنا مش حمل بعاده 
كانت ريهام قد وصلت الى ذروة ڠضبها .. همت بالإنصراف لكنها لمحت على الأرض نهاية سلك الهاتف الذى يتحدث فيه كرم .. كانت عاملة التنظيف تتعثر فى الأسلاك .. كلما نظفت . فكانت تفصلها من مكانها .. وكانت ريهام تعيدها مرة أخرى قبل وصول كرم .. لكنها اليوم نسيت تركيب سلك الخط الخارجى ..
التفتت لتنظر اليه مرة أخرى وعلامات خبيثه ترتسم على وجهها .. أنهى كرم مكالمته ووضع السماعة مكانها وهو ېختلس النظر الى ريهام التى قالت 
اظاهر ان حضرتك كنت بتتكلم مع شخصية مهمة جدا
ابتسم كرم بخبث وتمطع قائلا 
فعلا شخصية مهمة جدا .. تقدرى تقولى واحده مش عادية 
نظرت اليه ريهام وعيونها تلمع فى مرح وخبث وقالت 
اظاهر فعلا انها واحده مش عاديه أبدا لدرجة انك سبحان الله تقدر تتكلم معاها من غير ما يكون فى حرارة فى التليفون 
نظر اليها كرم وقد بهت ..فأشارت برأسها
 

تم نسخ الرابط