رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الثامن والأربعون إلى الثاني والخمسون)
المحتويات
الفرح وشقيقها لم يمر عاما على ۏفاته بعد...ومع احتضان والدتها القوى لها ثم ابيها أدركت أن أجمل دفئ هو دفئ الوالدين.. ليلتقط ياسر ذراعها بذراعه ويسير بها لسيارته ومهرة تقف بعيدا بجانب رقية وجاسم تنظر إليها بنظرات تخبرها أن الصفحه الجديده من الكتاب ستفتح على لحن حياه جديده من عمرها
...................
ريم
كانت الكلمات تقف على طرف شفتيه تأبى الخروج وهو يطالعها كيف تقف تفرك يداها بتوتر بعد أن تركت طرفي ثوب عرسها
كنتي جميله اوي النهارده
أراد أن يشعرها بأنها حقا عروس ويعطيها جزء من حقها كأي فتاة
فأغمضت عيناها من أثر تلك المشاعر... مشاعر مع رجل أحبته ولكن هو لم يحبها.. وعادت تستجمع قواها وفتحت عيناها
وهي تعلم أنه سيخبرها ان زواجهم مؤقت ومجرد وقت وكل منهم يعود إلى حياته القديمه
أنتي عارفه حياتنا هتكون ازاي
وقبل أن يبدء بشرح اي شئ لها تسألت بوجوم
فين الاوضه اللي هتكون مكان اقامتي
فهم انها أدركت سبب تخبطه... لينظر إليها طويلا معتذرا ووضع بكلتا يديه على ذراعيها
ريم انتي فاهمه الوضع اللي اتحطينا فيه
خلينا نكون اصدقاء ياريم أو اخوات..
طعڼة قوية طعنت قلبها اخوه.. أصدقاء..وهي تراه كحبيب.. عشقته بقسوته وجموده.. وعاد حديث مهرة لعقلها
فهتفت داخلها أين هذا الحب الذي ظننتيه يامهرة
وتمالكت إنهزامها ورجفت شفتيها
وتابعت وهي تنظر حولها تتحاشا نظراته
فين الاوضه من فضلك
لينتبه ياسر لصوتها بعد أن كان سارح في ملامحها الحزينه مؤنبا نفسه على ظلمها مع رجلا مثله بماضي مظلم متذكرا رفيف يلعنها عما فعلت ولكن أصبح غليله يشفي عندما علم بزواج عمار منها ورغبته في تأديبها بعد أن اخبره أن أذاها لم يصيبه وحده ووعد عمار بوظيفة جديده مساعده منه لأجل تخليصهم من سم رفيف
وتحرك امامها وفتح باب الغرفة ثم أنار الإضاءة
ديه اوضتك لو حابه تغيريها مع اوضتي معنديش مشكله
فدلفت للغرفه بصمت تطالع الأثاث الذي تركت له انتقاءه
لاء الاوضه جميله وعجبتني
فطالعها ياسر للحظات بعد أن جلست علي الفراش وكاد أن يخرج ويغلق الباب خلفه
هغير هدومي واجي اسخن الاكل
فأبتسم متذكرا الطعام الذي بعثته والدتها مع شقيقها وكأنهم اليوم سيكونوا بمجاعة ولكن هذه هي العادات كما أخبره شقيقها الصغير على
وأغلق الباب بصمت.. لتلتف نحو الباب المغلق ثم اڼفجرت باكيه فلم تعد تحتمل قدرتها على تمثيل القوة
.................
أختلس النظرات إليها ضاحكا..ولا يعلم كيف طاوع چنونها هذا
فبعد إنتهاء عرس ريم وياسر..اخذت تلح عليه كالأطفال بأن يصطحبها للسير في الطرقات وانتهى الأمر بهم أمام عربة المثلجات.. ومسح فمه بالمنديل وهو يتذوق ما يأكل بتلذذ
طعمه حلو
فألتفت إليه بمتعه وهي مندمجه في لعق خاصتها ببطئ
عيب عليك.. عم مانجه احلى واحد يعمل آيس كريم في المنطقة
ليضحك جاسم من قلبه على معرفة زوجته بكل شئ خاص بعالمها المتواضع
نفسي اعرف أنتي بتعرفي الناس ديه ازاي..ده انتي ولا كأنك زبونه عندهم
فأسبلت جفنيها ببرآة
تتسكع في الطرقات اكتر تعرف أماكن اكتر وناس اكتر
ألجمه تشبيها وفي ثواني معدودة كان يضحك بقوة حتى بدء يسعل
تتسكع وطرقات يامهرة... ماشاء الله أنتي موسوعه ياحببتي
فأرتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وحركت كتفيها بفخر
عيش واتبسط من غير تكلف
وتابعت بنبرة درامية مضحكه
ده مبدئ في الحياه
فحدق بها مبتسما... الحياه بالفعل جميله دون زيف أو تصنع فعالم المال جعله يدرك الفرق
وعادوا يكملوا سيرهم وهو لا يفعل شئ إلا مشاكستها.. ووقف أمامها يخرج من سترته منديلا وتقدم منها يرفع فكها بأنامله ويمسح جانب شفتيها مبتسما
كملي رغي ياام مبادئ في الحياه
فضحكت بملئ قلبها لتتعلق بذراعه
اتعلم مني بقى
.......................
تأففت بحنق من كم الدبابيس المثبتة بطرحتها.. معاناة كانت مع سحاب الفستان وقد نجحت بأمره ولكن الآن لم تعد تقوى على التحمل فستقضي الليل بأكمله هكذا.. لتسمع طرقات ياسر علي الباب يسألها بقلق
ريم انتي كويسه
ونظر إلى ساعته.. فساعتان بالغرفة ولم يسمع لها صوت.. فقد سخن الطعام للمرة الثانيه من أجلها ولكن إلى الآن مازالت بحجرتها
ووجدها تفتح الباب له حانقه
ممكن تساعدني.. انا خلاص تعبت
فنظر إلى هيئتها مبتسما
مندتيش عليا من بدري ليه
ومسك يدها بحنو بعد أن شعر انها أوشكت على البكاء وأخذ يمازحها بلطف جديد عليه
تعالى اما اساعدك.. بدل ما هتقضي
متابعة القراءة