رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الثامن عشر)

موقع أيام نيوز

قهوته.
_ لا يا عم سعيد متغيرش مكانها... أنا سمحت ليهم بوجودها ووعدتهم
اتسعت ابتسامة العم سعيد ونظر إليه.
_ ليلى امبارح ساعدتني نعمل ليها بيت صغير.
ثم ضحك العجوز وأردف بعدما تذكر ما وجد ليلى تفعله في الصباح الباكر من أجل القطة.
_ تخيل يا بيه... صحيت بدري النهاردة تدور على بكرة صوف عشان تعمل ليها فستان صغير.
رغما عن عزيز كانت ابتسامة صغيرة تداعب شفتيه وقد استمر العم سعيد في التحدث عن ليلى.
شعر بأنه يجب عليه مغادرة المنزل الآن فلم يعد يتحمل سماع المزيد عنها خاصة أن صباحه اليوم مختلف.
_ تسلم ايدك على القهوة يا عم سعيد.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
غادر عزيز المنزل في عجالة وقد تعجب عزيز السائق من خروج سيده باكرا على غير عادته.
....
شعرت أميمة بالسعادة وهي تستمع لحديث إحدى جارتها عن جمال الثوب الذي ترتديه اليوم وقد تخلت أخيرا عن ملابسها غامقة اللون التي كانت تزيد من سنوات عمرها.
والمديح الذي سمعته اليوم من جارتها ومن معلمة ابنتها عند ذهابها بها لروضة الأطفال سمعته أيضا من السيد جابر رئيسها بالعمل.
تخضبت وجنتاها بحمرة خفيفة وهي تدخل ببعض الأوراق لغرفة عزيز.
_ الفواتير دي محتاجة امضتك يا فندم.
قالتها أميمة بصوت خفيض لا تتصنع نبرته فرفع عزيز عيناه نحو الأوراق التي تمدها له.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
التقط عزيز الفواتير ثم قام بوضع توقيعه.
_ في حاجة تانية عايزه تتمضي يا أميمة.
هزت رأسها ثم أطرقتها وبصوت خاڤت ردت.
_ لا يا فندم.
مد يده لها بالأوراق التي قام بتوقيعها دون النظر إليها وقد منيت نفسها بأن تسمع منه رأيه عن ثوبها الجديد الذي لا يشبه أثوابها التي اعتادت ارتدائها.
تحركت من أمامه تجر ساقيها بخطوات بطيئة منتظرة كلمة منه.
_عزيز بيه.
صوب عزيز عيناه نحوها بعدما هتفت اسمه وقد ضاقت حدقتاه وهو ينتظر مواصلة كلامها.
انحبست أنفاس أميمة وشعرت بالحرج من حماقة فعلتها.
بصعوبة خرج صوتها.
_ أعمل لحضرتك قهوة.
_ لا يا أميمة شكرا.
غادرت أميمة الغرفة وقد تلاشت تلك الفرحة التي كانت تضج من عينيها قبل دخولها.
_ أميمة أنا رايح قسم الحسابات.
انتبهت على صوت السيد جابر وهو يغادر الغرفة ومن حسن حظها لم ينتبه على تغير ملامحها الذي كان جليا بوضوح.
...
_ أخيرا خلصت تنضيف ونضفت أنا كمان.
تمتمت بها زينب وهي تقترب من جدها برائحتها الجميلة بعدما حصلت على حمام دافئ.
تعلقت عيني نائل بها ثم ترك الجريدة التي كان يطالعها جانبا.
_ طلبت لينا الغدا من بره.
نظرت إلى جدها بشفتي مذمومتين فهو أصر على طلب الطعام عندما وجدها منهمكة في تنظيف المنزل.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ ليه بس يا جدو أنا كنت متبله الفرخة وكنت هحطها في الفرن بس.
_ خلي الفرخة لبكره أنت تعبتي النهاردة مش عارف إيه لزوم التنضيف الشاق ده النهاردة وأنت أصلا منضفاه كويس من كام يوم.
هربت زينب بعينيها بعيدا فابتسم نائل بعدما فهم بفطنته السبب.
_ شاكر اتصل بيا الصبح عشان يعرف ردك لأنه عايزكم تنزلوا تجيبوا الشبكة ويعلن عن الخطوبة.
ضاقت حدقتي زينب ثم اتسعت لا تستوعب ما يحدث.
_ جدو بس لسا بفكر وماخدتش قرار.
_ ما أنا قولتله كده.
قالها نائل وهو يربت على يدها فمهما كانت رغبته القوية في رؤيتها عروس فهو لن يجبرها على شئ.
_ قولتله إيه يا جدو.
انفلت سؤالها دون قصد منها وقد أدركت بعد فوات الأوان حماقتها.
تلاعبت بأصابع يدها بحرج وتحاشت النظر إلى عينين جدها فرمقها نائل بنظرة دافئة.
_ قولتله إنك لسا بتفكري وإن حفيدتي مش شبه بنات اليومين دول ... حفيدتي عندها مواصفات خاصة لشريك حياتها.
داعبت شفتي زينب ابتسامة واسعه ثم أسرعت بالإرتماء بحضنه.
_ أنا عايزة اتجوز واحد شبهك يا جدو في حنيتك وفي كل حاجة.
خرجت ضحكات نائل بعدما ضمھا إليه وقبل رأسها.
_ طيب أنا كده هقعدك جنبي أنت و سما بنت عمك ومش هتتجوزوا خالص.
_ مش مشكله أنا أصلا مش عايزه اتجوز واسيبك.
تلاشت تلك الابتسامة التي كانت تحتل شفتي نائل وبرفق أبعدها عن حضنه ينظر إليها بنظرة أخفي خلفها مخاوفه من قسۏة أولاده عليها بعد ۏفاته.
_ وأنا أمنية حياتي أجوزك واطمن عليكي يا زينب.
صمت نائل للحظة ثم أطرق عيناه.
_ أنا شايفه إنك مرتاحة ل صالح يا زينب.
قالها نائل ثم رفع عيناه لينظر داخل مقلتين حفيدته وعندما رأها تهرب من النظر إليه مد يده ومسح على خدها.
_ متخبيش عينك مني يا زينب... مشاعرك دي طبيعيه إنك تقبلي شخص من أول لقاء. ده اسمه ارتياح يا بنتي.
صحيح منقدرش نحكم على الأشخاص من أول مرة لكن ما دام في قبول وارتياح ليه منديش لنفسنا والطرف التاني فرصة نعرف بعض كويس وبعدين نقرر.
نظرت زينب إلى أعين جدها التي تفيض حنانا ثم أسرعت بخفض عيناها.
_ أنا حساه إنه شبهك يا جدو.
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي نائل حملت معها مشاغبته.
_ هو فيه شوية كويس مطلعش زي شاكر كنت رفضته على طول.
ارتفعت ضحكات زينب بعدما سمعت تعليق جدها على صديقه.
_ ليه يا جدو ده جدو شاكر راجل لطيف وجنتل
تم نسخ الرابط