رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل السابع عشر)

موقع أيام نيوز

الفصل السابع عشر
_رواية ظنها دمية بين أصابعه.
_ بقلم سهام صادق
أغلق عزيز أزرار قميصه بعجالة لكن حركة يديه عند الأزرار العلوية تباطأت.
زفرة طويلة خرجت من شفتيه عبرت عما يجيش بصدره.
عاد المشهد الذي لم يمر عليه سوى ساعة واحدة يخترق ذاكرته.
لقد ركض وراء القطة ...لم يدفعه فعل هذا إلا من أجلها هي عندما وجدها تركض بلهفة وراء القطة وتنادي اسمها.

أسبل جفنيه مع خروج تنهيدة عميقة منه واستكمل إغلاق أزرار قميصه وقد علت وجهه الحيرة من أفعاله الأخيرة.
التقط المشط ليمشط به خصلات شعره الغزير بحركة سريعة ثم التقط قنينة عطره.
هبط درجات السلم بخفة ليتحرك صوبه العم سعيد قائلا.
_ مكنش المفروض تطاوعهم يا بيه وتوافق إن القطة تفضل في الجنينة... مش كفايه خربشتك في ايدك.
لقد نسي أمر خربشة القطة له.
ألقى بنظرة خاطفة نحو يده.. فأسرع العم سعيد بالإقتراب منه لرؤية ما فعلته القطة.
_ يا راجل يا طيب متقلقش.
_ أقول إيه عليهم... بقى يخلوك يا بيه تجري ورا قطه.
ابتسم عزيز وربت على كتف العم سعيد.
_ ما دام البنات عايزينها سيبهالهم يا راجل يا طيب.
امتقعت ملامح العم سعيد فهو بالفعل رضخ لأمره وأخبرهم أنه لولا موافقة السيد عزيز ما كان أبقى تلك القطة بحديقة المنزل.
_ نص ساعه بالكتير وحضر الغدا.
قالها عزيز بعدما نظر إلى ساعة يده واتجه إلى غرفة مكتبه حيث جلس نيهان يتحدث بهاتفه.
أشار إليه عزيز أن يواصل كلامه...
أنهى نيهان مكالمته واقترب منه يجلس قبالته ثم أطلق زفيرا طويلا بعدما أرخى رابطة عنقه قليلا.
_ مشاكل العمل لا تنتهي يا صديقي.
كان نيهان يتحدث اللغة العربية بمزيج من الفصحى والعامية المصرية لكثرة تواجده في مصر ومشاريعه.
_ شربت قهوتك.
تساءل عزيز فابتسم نيهان ثم مسح على بطنه.
_ يا رجل أنا جائع... متى سيأتوا ضيوفك.
اعتدل عزيز في جلوسه ثم نظر إلى ساعة يده وكاد أن يتحدث لكن نيهان قطع كلامه مازحا بلطف.
_ صحيح يا رجل من تلك الفتاة التي ركضت وراء قطتها... لم أصدق عيناي وأنا أراك تركض وراء قطة لكن يبدو أن تلك الفتاة جعلت عزيز الزهار ينسى كرهه للقطط.
ألقى نيهان كلامه ثم قهقه عاليا بعدما عاد المشهد إلى رأسه.
_ دي مجرد ردة فعل... البنت كانت واقفه قدامي مڤزوعة ولما القطة وقعت من ايدها اټفزعت أكتر وكانت هتقع وهي بتجري وراها.
بثبات استطاع عزيز إخفاء مشاعره وإظاهر اللامبالاة بكلامه حتى لا يكشف نيهان أمره.
هز نيهان رأسه لكن المكر تجلى بوضوح في مقلتيه وتساءل.
_ أهي من أقارب العم سعيد.
_ بنت أخو عزيز السواق.
قدوم سمية والسيد هارون زوجها قطعوا استرسالهم بحديث أراد عزيز الهرب منه وكان له ما أراد...فقد أصبحت جلستهم بعد ذلك تخص العمل وكيف سيتم التأكد من أمر حاډث المصنع.
هل كان كما أخبرتهم الشرطة أم أن هناك يد خفية مندسة.
تقدمت عايدة بالصنية التي وضعت عليها فناجين القهوة وقد فاحت رائحتها.
_ تسلم ايدك على طعامة الأكل يا ست عايدة.
قالها نيهان بعدما التقط منها فنجان قهوته فابتسم عزيز وهو ينظر لها بنظرة ممتنة.
_ عايدة طول عمرها نفسها لا يعلى عليه في الأكل.
تخضبت وجنتي عايدة بالخجل من مديحهم وقد أبدى كذلك هارون رأيه مادحا الطعام... أما سمية اكتفت بارتشاف قهوتها ببطئ دون النظر إليها.
انسحبت عايدة وعادت أدراجها إلى المطبخ.
نهض عزيز بعدما وضع فنجان قهوته الذي أنهاه للتو جانبا ونظر إلى شاشة هاتفه الذي ارتفع رنينه.
_ عن إذنكم.
اعتذر منهم وابتعد عنهم تحت نظرات سمية التي التقطت على الفور اسم المتصل بعدما أجاب عزيز.
_ ده سيف
اتجهت أنظار كلا من هارون و نيهان عليها بعدما نهضت من المقعد وسارت وراء عزيز.
_ بقالها كذا يوم بتحاول تتصل بيه ومش عارفه توصله... حتى كانت ناويه تسافرله آخر الاسبوع.
قالها هارون تبريرا لفعلة زوجته فحرك نيهان رأسه له متفهما... رغم علمه بأفعال سمية ومحاولتها التقرب من عزيز على مدار تلك السنوات.
خرج عزيز إلى الحديقه حتى يستطيع الحديث بحرية معه... لكنه تفاجأ بوجود سمية ورائه وفي عينيها التمعت اللهفه.
_ أنا كويس يا سيف متقلقش عليا... الحمدلله الحريق عدى على خير ومفيش حد من العمال جراله حاجة... مجرد إصابات عاديه.
وضع سيف أغراض التخييم الخاصة به أرضا جوار باب الشقة بعدما فتح الباب
تم نسخ الرابط