رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل السابع عشر)

موقع أيام نيوز

صوت نعمات التي تعتني بالمنزل وصغيره وقد تعجب من استيقاظها بهذا الوقت.
_ إيه اللي حصل
أطرقت نعمات رأسها وعندما طال صمتها عرف الجواب.
_ يزيد هو اللي عمل كده
رفعت نعمات رأسها إليه ثم هزتها بأسف.
_ المربية كمان مشيت بعد ما عورها في رأسها وبتقول لحضرتك إنها مستقيله.
حتى المرأة المتخصصه بعناية أطفال كحال ابنه لم تتحمل إلا أسبوعا وفرت هاربة.
ألقى بنظرة خاطفة حوله ثم سار نحو غرفة صغيرة ليجده نائم كالملاك في فراشه.
تنهيدة طويلة خرجت من شفتي صالح حملت معها كل ما يجيش داخل صدره والقرار كان عليه إتخاذه في أسرع وقت.
....
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي صالح بعدما وجد والديه فرحين بموافقته على أمر الزواج وتلك العروس التي أختارها جده.
_ لو عايزني اروح أشوفها أنا الأول يا صالح ...
كادت أن تواصل والدته كلامها الذي يعرف مقصدها منه.
_ لا متقلقيش شاكر بيه المرادي جايبها تصلح عشان تخلف طفل سليم.
_ ولد حاسب على كلامك.
قالها السيد صفوان پحده ثم نهض من مقعده وعلى وجهه ارتسم المقت.
_ اكتر من خمس سنين وإحنا واقفين معاك وضد جدك لكن المرادي كلنا بنفكر في ابنك وأنت بنفسك شايف حالته اللي بتتأخر يوم بعد يوم.
أغلق صالح جفنيه ثم أطلق زفيرا قويا فلم يغير قراره بأمر الزواج إلا صغيره.
شعر بذراعين والدته على كتفيه ثم قبلتها على رأسه.
_ ابنك حتى أنا مش متقبلني وأنا مش قادره اساعد معاك في حمله يا بني.
_ ومرات أبوه هتتقبله في حياتها وتشيل حمله.
تدخل صفوان بالكلام وهو ينظر إلى كلا من زوجته وابنه الوحيد.
_ جدك بيقول إن البنت يتيمه وبتراعي جدها ده غير أعمامها معاملتهم قاسيه ليها لأنها من زوجة تانيه لوالدهم... ظروف البنت صعبه ووجودها في عيله هتحتويها زينا فرصه ليها.
قالها السيد صفوان حتى يوضح الصورة له وسرعان ما كانت تعود تلك الابتسامة الساخرة لتعلو شفتي صالح.
.....
ربت نائل على كف حفيدته وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة حانية.
_ أنتي و زينب أغلى أحفادي يا سما.
أسرعت سما بتقبيل خده وقد أشرق وجهها بابتسامة واسعه.
_ حبيبي يا جدو يا فارس أحلامي أنت... تعرف أنا مش هتجوز غير واحد شبهك وبنفس شخصيتك.
ضحك نائل ضحكة قصيرة واجتذبها إلى حضنه ثم ربت على ظهرها بحنان.
_ طيب شكلي دا نجيبوا إزاي
ابتعدت عنه سما ثم أسرعت بتحريك إصبعها السبابة أسفل ذقنها.
_ مش عارفه بس أهو أنا مستنيه لحد ما الاقيه مع إن مفيش غير نائل الرفاعي واحد بس.
ارتفعت ضحكات الجد وعاد لاحتضان حفيدته الغالية.
_ يعني أسيبكم نص ساعه أرجع الاقي قدامي خېانة عظمى.
أسرعت زينب نحوهم وأزاحت بيدها سما لتجلس بالمنتصف محتضنه جدها.
_ خليني أخد حضڼ من حبيبي.
التمعت عينين الجد بالدفئ وهو يضمهم إليه وقد انسابت دمعه على خده لم يلاحظاها.
_ يلا يا عروسه عشان نلحق نشتري فستان شيك تقابلي بيه الضيوف بكره.
تمتمت بها سما بعدما نهضت من جوار جدها والتقطت سترتها لترتديها.
تخضبت وجنتي زينب بالخجل عند ذكر هذا الأمر ونهضت هي الأخرى من جوار جدها.
_ يلا يا بنتي روحي مع بنت عمك واشتري أشيك وأغلى حاجة ومش مهم الفلوس.
ترقرقت الدموع في عيني زينب وأسرعت بمسحها وعادت لتعانق جدها الحبيب.
_ ربنا يخليك ليا يا جدو.
نظر إليهم نائل وهما يتجهوا نحو باب الشقة وقد استدارت سما ناحيته ونظرت له بنظرة جعلت نائل يبتسم لحفيدته التي تعرف كيف تحفظ أسرار جدها.
والوعد الذي قطعه معها أن لا والدها ولا عمها هشام ولا أي فرد من العائلة يعلم بأمر هذا العريس إلا عندما يتم كل شئ.
وها هو اليوم المتفق عليه ل حضورهم منزل نائل الرفاعي والتقدم لخطبة حفيدته قد أتى.
عندما ارتفع رنين جرس الباب ارتفعت دقات قلب زينب ونظرت نحو سما التي أسرعت نحو الباب لتفتح لهم وقد وقف نائل جوارها مرحبا بضيوفه.
عادت إليها سما لتكمل لها زينة وجهها.
_ شوفي اهو أنا شغاله بنفس المطار اللي هو المدير التنفيذي له وأول مرة أشوفه عن قرب...
_ حلو يا سما
خرج السؤال من شفتي زينب ثم هربت بعينيها بعيدا بعد حرجها من سؤالها للتأوه بخفوت بعدما قرصتها سما في ذراعها.
_ حلو بس... ده عينه زرقا يا بنتي ولا كأنه نجم سينما...
قالتها سما ثم غمزت
تم نسخ الرابط