رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الخامس عشر)

موقع أيام نيوز

إخراج الكلام من بين شفتيه يتوقف على طرف لسانه.
_ اركبي يا ليلى.
خرج الكلام منه أخيرا ثم أشاح عيناه عنها.
رمقها عزيز بنظرة خاطفة وكاد أن يتحرك بالسيارة مرة أخرى لكن ارتفع صوت رنين هاتفه.
انشغل بمكالمته وجلست هي ملتصقة بمقعدها دون حركة أو صوت.
حديثه مع المتصل كان يخص العمل لكن كل كلمة كانت تخرج منه ټخطفها لعالم أخر عالم تعلم أنه لن يجمعها به لكنها اختارت أن تضعه بعالمها الوردي.
اختلس النظر إليها فسقطت عيناه على شفتيها المطلية بطلاء وردي خفيف.
تلك الحركة التي تحرك بها شفتيها جعلته رغما عنه ينتبه على فمها الصغير وسرعان ما كان يشيح عيناه عنها ليتمكن من زفر أنفاسه بقوة ونفض رأسه من أفكاره التي تقوده للهلاك و السقوط نحو وزر يعلم عاقبته.
_ نكمل كلامنا بكرة يا أستاذ بهجت.
انتبهت ليلى على فعلته العجيبة وقد شعرت بالتوتر إنها تخشى أن يكون تضايق من وجودها بسيارته.
توقفت السيارة لتلملم ليلى حاجتها سريعا لتترجل من السيارة.
بنظرات مختلسة كان يتابعها ثم أشاح عيناه بعيدا عنها منتظرا خروجها من سيارته قبل أن يتجه بها لداخل الجراچ.
كادت أن تفتح ليلى باب السيارة لكن تلك السعادة التي وجدتها على ملامح ذلك العامل اليوم وشكره لها جعلها تستدير جهته بتردد وعلى محياها ارتسم الخجل.
_ شكرا إنك ساعدت العامل... كان مبسوط أوي وهو بيشكرني النهاردة...
خرج الكلام من شفتي ليلى بتعلثم ودون أن تنتظر رده فتحت باب السيارة وترجلت منها.
تجمدت ملامح عزيز وعاد الكلام الذي ألقته عليه قبل خروجها من السيارة يتردد صداه داخل رأسه.
باليوم التالي وفي تمام الساعة العاشرة مساء...
كانت الضحكات ترتفع بصخب من الحديقة الخلفية لباحة المنزل حيث مسكن عائلة العم سعيد.
نهض عزيز من فوق مقعده بعدما التقط مغلف صغير من درج مكتبه.
التمعت عينين العم سعيد بالدموع وهو يرى ما أعدته له كلا من ليلى و شهد.
احتضنهم بحب ثم ابتعد عنهم ليمسح دموعه.
تأثرت عايدة لمشاعر شقيقها كما تأثر عزيز هو الأخر لكن سعادته اليوم كانت لا توصف وهو يرى ابنته وابنة شقيقه صارتا متقاربتين من بعضهم وقد فعلوا هذا الإحتفال سويا.
شعور الراحة ارتسم على محياه كما تغلغل داخل فؤاده.
تقدم عزيز منهم وقد انتهوا للتو من إطفاء الشمعة التي وضعوها على قالب التورتة التي تعاون نساء المنزل في صناعتها.
_ عزيز بيه.
قالها عزيز العم ثم أسرع نحوه.
اتجهت عيني ليلى ناحيته وقد خفق قلبها لرؤيته لكن كعادتها أخفضت رأسها حتى لا تفضحها عيناها.
ابتهجت ملامح العم سعيد عندما رأي عزيز يتجه صوبهم ثم قال بسعاده.
_ شايف البنات عملوا ليا إيه يا عزيز بيه 
ابتسم عزيز وهو يرى مظاهر الإحتفال البسيط وقد ارتدوا جميعهم على رؤوسم قبعة العيد ميلاد.
_ كل سنه وأنت طيب يا راجل يا طيب.
قالها عزيز ثم مد له ذلك المغلف وقد التقطه منه العم سعيد وتساءل بفضول.
_ إيه ده يا بيه.
_ افتحوا وهتعرف يا راجل يا طيب.
تعلقت أعينهم جميعا بالعم سعيد أثناء فتحه للمغلف الصغير لتنساب دموعه فجأة.
من دموع العم سعيد علم الجميع بما قدمه له السيد عزيز لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها عزيز للعم سعيد أو أحد أفراد عائلته هذة التذكرة بل قدمها لهم من قبل.
_ ليلى... هاتي ل عزيز بيه من التورته... ابعدي عن الشيكولاته لانه مش بيحبها.
أسرعت ليلى بتلبية ما أمرت به عايدة وقد جلس عزيز بين العم سعيد و عزيز سائقه وجلست شهد قبالة عزيز لتمازحه كعادتها.
اقتربت ليلى منهم بقطعة الحلوى وقد ارتفعت ضحكات عزيز عاليا بسبب مشاغبة الصغيرة شهد.
_ أنت مصېبة يا شوشو.
قالها عزيز ليضمها والدها إلى صدره بعدما
تم نسخ الرابط