رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الخامس عشر)

موقع أيام نيوز

ارتفع صوت العم سعيد بتهكم.
_ دلع فيها يا أخويا دلع... أنا مش عارف مين متعوس الحظ اللي هيتجوزها.
_ الدكتوره شهد ألف مين يتمناها... بنتي هيقف ليها العرسان طوابير.
ارتفعت الضحكات وقد وقفت ليلى قربهم وهو تحمل الطبق بحرج.
انتبه العم سعيد عليها حيث وقفت ورائهم تحمل طبق الحلوى.
_ اهي ليلى بقى اللى هيتجوزها هيكون محظوظ.
ابتسم عزيز العم وهو يؤكد على كلامه ثم نهض ليأخذ منها ما تحمله.
_ لولو دي جوهره ومش أي حد بيفوز ب جوهرة.
_ دوق يا عزيز بيه من طبق الحلو.... أغلب الأصناف المعموله ليلى هي اللي عملاها...
قالتها عايدة بفخر و عزيز رغم رفضه بالبداية من تناول الحلوى ليلا إلا أنه تناول ما صنعته.... وها هو يسقط يوما بعد يوم في قارورة العسل.
اندهشت زينب من أمر جدها لها بأن تغلق باب حجرتها ورائها بعدما أتت لضيفه بواجب الضيافه.
نظر شاكر نحو نائل الذي اعتدل على فراشه ثم أخذ يسعل.
_ أنت كويس يا نائل.
ابتسم نائل بعدما مسح شفتيه بالمحرمة الورقية.
_ شوية كحة ليه مكبرين الموضوع.
هز شاكر رأسه بيأس فهو أيضا يحاط بتلك الأسئلة لمجرد أن يسعل قليلا.
_ والله ما عارف ليه دايما يحسسونا إننا خلاص بنودع.
اتسعت ابتسامة نائل على حديثه فهو أكثر الناس دراية بحب شاكر للحياة.
_ ما أحنا رجل بره ورجل جوه يا راجل يا عجوز ولا أنت لسا مشبعتش من الدنيا.
امتعضت ملامح شاكر ثم أخذ يدق بعصاه أرضا.
_ لا لسا فاضل ليا أمنية من الدنيا لو اتحققت هقول خلاص اخدت كل حاجه.
وبنبرة تحمل الحب واصل كلامه وقد لمعت عيناه بالدموع.
_ نفسي اشوف صالح زي زمان... نفسي اجوزه واشوفه سعيد... أنا ظلمته يا نائل لكن اعمل إيه عيشت طول عمري هدفي مصلحة العيلة وترابطها.
ثم أخفض رأسه بخزي وآسف.
_ سامحني على كلامي أخر مرة معاك الكلام خاني...
أول ما نجيب قالي إنك عايز تشوفني جيتلك على طول.
قدم شاكر إعتذاره الذي قليلا ما يقدمه.
_ اعتبرني مقولتش حاجه... وشغل حفيدتك عندي يا نائل لو حابب إنها تشتغل في شركتي.
_ أنا موافق يا شاكر على عرضك لو لسا فعلا عايز حفيدتي لحفيدك.
انتفض عزيز من المقعد الذي جلس عليه للتو جوار حارس الأمن الذي قدم له كوب الشاي حتى يثرثروا قليلا بالحديث.
خروج سيده من باب المعرض بتلك الطريقة وصوت صراخه عبر الهاتف بأحدهم جعل عزيز يسرع خلفه في قلق.
_ إيه اللي حصل يا عزيز بيه.
تساءل عزيز السائق وهو يحاول إلتقاط أنفاسه من شدة فزعه.
_ بسرعه يا عزيز في حريق في المصنع.
قالها عزيز ثم أسرع بالتحرك نحو سيارته.
_ مصنع ليلى.
خرجت الكلمات من فم عزيز بتقطع وقد وقف مكانه وارتعش جسده من الذعر.
القلق الذي كان يحتل قلب عزيز على عمال مصنعه تضاعف.. حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يقود سيارته بسرعة قصوى وجواره جلس عزيز سائقه يمسك هاتفه بأيدي مرتعشة ويحاول الإتصال ب ليلى.
_ مش بترد
تساءل عزيز بنبرة تحمل القلق وهو ينظر ل عزيز سائقه الذي أخذ يهز رأسه له وقد ثقل لسانه عن الكلام.
خرجت زفرات عزيز بقوة وهو يضرب بوق السيارة حتى تفسح له السيارة الأخرى الطريق.
_ أنا مصدقت رجعتلي يا عزيز بيه...
سقطت دموع عزيز العم بعدما خرجت الكلمات من فمه.
وكلما كان عزيز العم يتحدث...كان عزيز يزيد من سرعة سيارته.
أخيرا وصل عزيز المصنع وقد اصطف العمال بالخارج وأتت الشرطة وسيارات الإسعاف وارتفع الدخان بغزارة من المصنع.
يتبع...
بقلم سهام صادق

تم نسخ الرابط