رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الخامس عشر)

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس عشر
_بقلم سهام صادق
قطب عزيز حاجبيه في دهشة وهو يرى العم سعيد يضع أمامه كأس الحليب ثم أخذ يرتب ما وضع على طاولة مكتبه.
ضاقت نظرات عزيز في شك فالعجوز لا يفعل ما يفعله الآن إلى إذا أراد أن يحادثه في شئ ولا يعرف كيف يبدأ حديثه.
تراجع عزيز إلى الوراء واستند على ظهر مقعده وأخذ يرمق أفعال العجوز الذي جلى الإرتباك بوضوح على ملامحه.

_ عايز تقول إيه يا راجل يا طيب.
استمع عزيز إليه وقد اخترق اسمها أذنيه وخفق قلبه لوهلة استطاع إخمادها.
فرغ العم سعيد من كلامه أخيرا وعاد التوتر ليحتل ملامحه بعدما أفصح عن وجودها بالمطبخ منتظرة مقابلته لتخبره بأمر العامل الذي نسى اسمه.
_ أنا طلبت منها تيجي تحكيلك بنفسها لان زي ما أنت شايف يا عزيز بيه بجيب كلمة من الشرق وكلمة من المغرب.
لم يبدي عزيز أي ردة فعل حتى هذه اللحظة بل جلس صامتا وقد ازداد توتر العم سعيد عندما وجده ينظر بنظرة ثاقبة نحو طاولة مكتبه وينقر عليها بإصبعه.
_ أنا قولتلها أنك اتسرعتي...مكنش المفروض تتدخل في الأمر وتوعد إنها تساعده...
تراجع العم سعيد بخطواته للوراء واستطرد قائلا.
_ اعتبرني مقولتش ليك حاجه يا بيه.
_ نادي على ليلى يا راجل يا طيب وخليها تيجي تفهمني حكاية العامل... أنت عارفني مبحبش قطع أرزاق حد مادام الحاجة مش مستاهله ونقدر نعديها.
تهللت أسارير العم سعيد وابتهجت ملامحه.
_ أنا قولتلها عزيز بيه مبيحبش قطع الأرزاق... اشرب كوباية اللبن على ما أنده عليها من المطبخ.
ابتسم عزيز وهو يرى العم سعيد يغادر الغرفة لكن تلاشت ابتسامته عندما عاد حديث العم سعيد يتردد داخل أذنيه.
شعور كان جديد عليه وعليه أن يثبت لنفسه سريعا أن تلك الفتاة التي تعيش داخل أسوار منزله ما هي إلا ابنة شقيق سائقه اليتيمة التي عليه ألا ينظر إليها إلا بنظرة تحمل العطف.
زفر أنفاسه بقوة وأسرع بنفض رأسه من أفكاره عندما استمع إلى صوت نحنحة العم سعيد.
_ تعالي يا ليلى...عزيز بيه عايز يسمع منك موضوع العامل عشان يعرف يساعده ويرجعه المصنع.
أطرقت ليلى رأسها عندما صارت بمنتصف الغرفة ووقف جوارها العم سعيد يحثها على الحديث.
رفعت رأسها قليلا وسرعان ما أخفضتها وأخذت تفرك يديها بتوتر.
عيناه خانته نحوها وقد ترك لهما الحرية في تأملها... وقد عادت صورتها بشعرها الأحمر وعنقها الطويل تطرق حصون ذاكرته مرة أخرى.
انتفض من مقعده كمن لدغته لدغة عقرب فاندهش العم سعيد وسرعان ما أدرك أن ليلى تقف صامته وعلى ما يبدو أن سيده قد ضجر من صمتها.
_ اتكلمي يا ليلى.
قالها العم سعيد بعدما زجرها بنظرة من عينه.
أعطاهم عزيز ظهره ووقف قرب الشرفة ينظر أمامه.
صوتها الخفيض تسلل داخله... أغمض عيناه ثم فتحهما واستدار جهتها وقد توقفت عن الكلام بعدما سردت له كل شئ.
_ اسمه إيه المشرف المسئول عن العامل.
تساءل عزيز بنبرة جامده جعلتها تعود لخفض رأسها على الفور.
_ اسمه.. أستاذ أحمد.
أماء عزيز برأسه ثم تساءل مجددا عن اسم العامل.
_ العامل اسمه... مصطفى.
_ تمام.
تمتم بها عزيز ثم عاد لجلوسه والتقط بضعة أوراق وقام بترتيبها ووضعها بمغلف.
ابتسم العم سعيد فهو أكثر الناس دراية بسيده...
_ يلا يا ليلى...عزيز بيه خلاص هيهتم بالموضوع.
تعلقت عينين ليلى بالعم سعيد فالسيد عزيز لم ينطق إلا بضعة كلمات مقتضبه وقد أصاب التجهم وجهه منذ لحظة وجودها بغرفة مكتبه.
حرك العم سعيد لها رأسه بأن تتحرك أمامه فقد انتهى الحديث الذي أتوا من أجله.
غادرت ليلى واتبعها العم سعيد بعدما أغلق الباب ورائه.
زفرة طويلة خرجت من شفتي عزيز لا يستوعب ما صار عليه في حضور تلك الفتاة.
ألقى الأوراق التي التقطها منذ لحظات على طاولة مكتبه بإهمال ثم أعاد زفر أنفاسه بقوة.
مسح نائل شفتيه بالمحارم الورقية بعدما تناول وجبة فطوره فأسرعت زينب بحمل الصنية من أمامه واتجهت نحو المطبخ لتضعها به ثم عادت إليه بحبة الدواء وكأس الماء.
قالتها وهي تلتقط منه كأس الماء وكادت أن تغادر غرفته لتهرب من ذلك السؤال الذي يسأله لها منذ أيام.
_ مش هتروحي المدرسة.
توترت زينب من سؤاله فكل يوم تخبره بنفس الجواب وجدها
تم نسخ الرابط