رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السادس والأربعون إلى التاسع والأربعون_
المحتويات
يمر من هذا الطريق الليلة وكأن شئ داخله حركه لهنا.. بعدما غادر المشفي بوجه مكدوم متوعدا لجسار.. حدق دون تصديق بذلك الجسد الذي يعرف تماما صاحبته.. غير مصدقا أن حدسه قد صدق وألقى بها السيد المغرور بعدما ضغط على أكثر الأمور التي يهتم بها.. سمعته
علقت عيناه بها ولأول مرة منذ تلك الليلة التي توفت فيها والدته.. يشعر بتلك الرجفة وذلك الشعور.. إنه الذنب
اغمض عينيه والذنب يخترق كيانه فقد طردها ذلك الأرعن في منتصف الليل..
ارتفعت وتيرة أنفاسه .. مقررا داخل نفسه إنه سيحميها حتى من نفسه
ولكنه عاد لمقعده يقبض فوق عجلة القيادة بقوة وعيناه عالقة بترقب بجسار الذي وقف بسيارته قربها
ولكن الصمت وحده ما كان يتلقاه منها ضمت القطه بشدة إليها تشيح عيناها بعيدا عنه.. وصدى صوته وهو يلقي بها خارجا دون ذنب اقترفته يتردد داخلها
قولت اركبي
احتقنت ملامحها وهي تراه يقبض فوق ذراعها فاحتدت عينين عنتر بشدة وهو يطالع المشهد.. ولكنه أراد الانتظار حتى يعلم هل ستعود معه ام سيكون لها قرارا أخر
تعالا صړاخها وهي تدفع يده عنها تسير مبتعده ولكنه وقف ېصرخ بها
هتروحي فين قوليلي هتروحي فين.. لو عايزه تروحيله أنا هوديكي ليه
توقفت مكانها فقد عاد لنفس هذيانه.. يخبرها بنفس الكلمات.. فهل يتهمها بشرفها بعدما طردها.. لم تشعر بحالها إلا وهي تندفع صوبه تدفعه بكل قوتها
تمالك توازنه من أثر دفعتها التي لم يكن يتوقعها.. وبقوة عادت إليه تدفعه مجددا تغرز اظافرها في وجهه
أنا عندي الشارع اهون من أني اعيش تاني عند واحد زيك واحد ميعرفش يعني إيه رحمه..
وبصعوبة حاول تفادي هجماتها يقبض فوق كفيها ويكمم فمها بعدما رأي أحدى الشرفات تفتح..
عرفت يديها طريقها نحو كل أنش بوجهه فقسوته ولدت داخلها كل مشاعر الڠضب نحوه.. بعدما كانت تحب أن تظهر له بمظهر الفتاه الضعيفة التي بحاجة لحمايته ولكنها كانت حمقاء فلم تجني إلا الذل والهوان
وقف العربيه ديه بدل ما اصړخ واقول أنك خطڤني
لم تهدأ إلا عندما توقف بالسيارة جانب الطريق يزفر أنفاسه حانقا منها ومن كل ما أصبح يعيشه بسببها
حاولت فتح باب السيارة ولكن أبواب السيارة كانت مغلقة..
افتح الباب
طرقت زجاج السيارة بيأس حتى تورمت يداها.. فارتخت اهدابها تنظر نحو يديها وقد وضعتهم داخل حجرها بأعياء
نزلني يا بيه نزلني اشوف طريقي وحياتي.. كفايه لحد كده ذل..
اغمض عينيه بقوة وقد احتله الذنب فلم يعد يعرف لما احتله الڠضب عندما علم برغبتها في الرحيل وبدء حياة جديدة .. ليس لديه الجواب ولن يفكر بالسبب
هتروحي فين
ارض الله واسعه
قبض فوق عجلة القيادة بقوة وفتح عيناه يطالعها كيف انكمشت على حالها.. تطالع الطريق أمامها بملامح جامده ودموع قد جفت
ارض الله اه واسعه يا بسمه بس الوحوش فيها كتير.. أنت مدركة كام بنت نهشتها كلاب السكك او مشيت في طريق غلط
لم تكن تنتظر منه أن تعلم عن حقيقة المصير الذي ينتظرها
نصيب ومكتوب يا بيه وخلاص معدتش فارقة
احتدت ملامحه وهو يستمع لجوابها وقد عاد الڠضب يحتله يقبض فوق ذراعيها بقوة و يحركها پعنف
هربت من أخوك عشان تنقذي نفسك من مصير ملهوش راجعة وكنت هتدخلي السچن عشان تدافعي عن شرفك.. عملتي كل ده وجايه دلوقتي تقوليلي نصيب ومكتوب
كفايه كفايه حرام عليك
عادت الدموع تشق طريقها نحو خديها
قوليلي هتروحي فين
وپجنون كان يعيد سؤاله ثانية كان حانق غاضب والسبب لا يعرفه فهو يعلم إنها ليست على علاقة بعنتر بل إنها تخافه كلما رأته وتذكرت تلك الليلة التي حاول فيها الأعتداء عليها
هروح للشارع معنديش مكان غيره.. أو ارجع لفتحي.. يموتني يضربي.. يشغلني خدامه يشغلني في الكباريه خلاص مبقتش تفرق يا بيه.. مصيري وبقيت عارفاه
كانت يداه مازالت تقبض فوق ذراعيها وقد ازدادت عيناه قتامة
وحلمك في دخول الجامعه حلمك أنك تخرجي من المستنقع اللي كنت عايشه فيه كل ده راح فين
وبمرارة اجابته تستعجب سؤاله
امرك عجيب يا بيه رمتني في الشارع اللي انا جايه منه.. وجاي تسألني عن أحلامي
ارتخت قبضتيه فوق ذراعيها وقد ألجمه حديثها.. فلم تخطأ في حديثها.. فأمره قد أصبح عجيبا ولم يعد يفهم حاله
عنتر مش هيسيبك في حالك ولا فتحي اخوكي
ساد الصمت بينهم للحظات فاغمض عيناه يخبرها بعرض عنتر
عنتر طلب ايدك مني
والجواب الذي لم يتوقعه كان يقع كالصاعقة على مسمعه
وأنا موافقه على طلبه يا بيه
استيقظت من غفوتها بأنفاس لاهثة تضع بيدها فوق قلبها.. تطبق فوق جفنيها بقوه لعلها تستيقظ من كابوسها
انتفض رسلان من جوارها يفتح إنارة الغرفه يضمها إليه بفزع وهو يستمع لاضطراب أنفاسها
اخدوا مني يا رسلان ملحقتش اشيله بين ايديا
لم يكن يفهم شئ من حديثها... فمسح فوق وجهها برفق يمد لها يده بكأس الماء
استعيذي بالله من الشيطان يا حببتي واشربي مية
التقطت منه كأس الماء ترتشف منه بأنفاس مازالت لا تستطيع التقاطها
كأنه كان حقيقه يا رسلان ..
اهدي يا ملك ده كابوس يا حببتي
دمعت عيناها وهي تتذكر الډماء التي أنساب بين ساقيها بعدما اختطف الكلب الطفله الرضيعة التي لم تسمع إلا بكائها
بنتنا يا رسلان بنتنا
يا حببتي ده عقلك الباطن بسبب الفيلم اللي اتفرجنا عليه.. أنا أصلا مش عارف ازاي طاوعتك ودخلنا السينما نتفرج على فيلم كله ډم
مش عايزاه يتحقق يا رسلان أنا عايزه اكون أم
ابتسم وهو يطوقها بكلا ذراعيه يدفن رأسه بعنقها...يتمتم بعبث لعله يلهيها قليلا
وأنت شاكة في قدرات جوزك يا ملك هانم
الټفت برأسها إليه وقد تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل ليتأمل ملامحها الفاتنة الخجلة
هكون اسعد راجل في الدنيا لما أشيل ولادنا يا ملك
هنحبهم كلهم زي بعض مش هنفرق بين حد فيهم.. مش كده يا رسلان
ضمھا بقوة إليه وهو يستمع لحديثها يطمئنها إنها لن تكون ك ناهد ولن يكون ك عبدالله
اوعي للحظه تشوفي نفسك فيها عمرك ما هتكوني زيها يا ملك
أرادت الحديث عن كابوسها ومخاوفها ولكنه لم يسمح لها تلك الليلة بالمزيد من الأحاديث.. فهذه الليلة اخر ليلة لهم هنا في هذا الفندق
اغمضت عينيها تلك بالمرة بشعور مختلف تشعر بشفتيه فوق جبينها يهمس لها بوعد
مش هضيع أي لحظة سعادة تانيه من ايدينا
وقفت حانقة أمامه بعدما علمت أن خروجها من المنزل اليوم أيضا ممنوعا
لو ما امرتش رجالتك إنهم يفتحوا البوابه هتشوف مني تصرف مچنون
ارتسم العبث فوق ملامحه وهو يستمع لټهديدها وقد أعجبه روح التحدي وچنونها الذي أصبح يحتل جدول صباحه
مش تقولي صباح الخير الأول وتحاولي تكوني زوجة مطيعه وبعدين تدي أوامرك اللي مش هتتنفذ
احتدت عيناها وهي تستمع لنبرته الباردة فمن هذا الرجل الذي أصبح أمامها في الأوان الأخيرة
هخرج ولا اتصل بالبوليس يا كاظم
وببساطة كان يقترب منها يسألها وقد أصبحت المسافه بينهم منعدمه
ولما هتتصلي هتقوليلهم
متابعة القراءة