رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السابع والثلاثون إلى الأربعون_
المحتويات
نص الليل إلا إذا
وقبل أن يتم عبارته كانت تدفع ذراعه عنها
متسألنيش أنا السؤال دهلاني عارفه يا باشا إني مش حلوه ولا حد ممكن يبصلي.. اسألهم هما ليه بيعملوا فيا كده
هتفت عبارتها الأخيرة بنبرة مرتعشة لقد جرحها في نقطة تعلمها تماما ليست جميلة ليست ذات حسب ونسب ولن يرضى أحد بها ليتزوجها.
لعڼ أمامها تلك اللحظة التي وضعتها بطريقه رمقها بحمود ازاد قلبها ألما
وبنبرة متهكمة كان يجيب عليها
حظك أنت وحش ولا حظي أنا اركبي وبلاش ندب في الحظ
وبلطف تحول إليه فجأة كان يلتقط سترته من سيارته يعطيها إليها.. نظرت ليده الممدودة نحوها.. فتنهد بأرهاق
البسي الجاكت الدنيا برد وجسمك باين
لم تترك عقلها في المزيد من السكون فالتقطت منه الستره وقد عادت أفعاله المتناقضة تزيدها دهشة.. فقد فتح لها باب السيارة يدعوها للدلوف بنبرة هادئة
دمعت عيناها فما الذي يفعله بها.. يقسو ويحنو عليها في ذات الوقت وهي كالحمقاء تتمنى ابتسامة ونظرة حانية منه
لم يكن أمامها حلا إلا الصعود معه فلم يعد لديها قدرة لتفكر في خطوتها القادمة دون أن تصيب أحد بمصائبها
وبصوت خاڤت قبل أن تغمض عيناها وتتشبث بسترته
رمقها خلسة متهكما فعن أي شقيق تتحدث استمر في قيادته وشئ واحد يدور في عقله لما لا تكون هي فتاة الحملة الدعائية سيعلو اسم شركته وستنجح الحملة التسويقية.. فأن تتولى حملته الدعائية مثال ك بسمة التي هربت من شقيقها صاحب السوابق حتى تحافظ على شرفها وتعرضها لمحاولة اڠتصاب كل هذا سيمنح حملته قصة سيتعاطف معها الكثير أخذته أفكاره فنسي شيئا كان من حقها
وقفت سيارته أمام المنزل لتفتح عيناها ببطء تنظر للمكان متسائلة
هو إحنا فين
وبنبرة جامدة اجابها
في بيتي يا بسمة
..........
انتفضت شهيرة من فوق مقعدها بعدما ارتشفت من كأس الماء خاصتها تنظر لخادمتها
متسائلة
سليم في الصالون
اماءت الخادمة برأسها فرمقها حامد وهو يمضغ طعامه ببطء
خليكي ديما ملهوفة على ابن النجار وفي الأخر فضل الخدامة عنك
كان هو أحد اسباب طلاقها ولكنه كان يحب أن يراها ممتقعة الوجه حينا يذكر غريمتها تلك الخادمة الصغيرة
سليم
ببطء كان يلتف إليها وبنظرة جامدة رمقها فابتلعت لعابها وقد أدركت إنه علم بفعلتها
حړقتي المطعم ليه يا شهيرة !
طالت نظراتها نحوه كرر سؤاله للمرة الثانية ولكن لا جواب كان يحصل عليه منها إلا الصمت ثم ضحكة أخذت تصدح بالأرجاء خرجت منها والټفت بجسدها تتحاشى النظر إليه
مش مصدقة يا سليم جاي مش عشان تسأل عن بنتك وتشوفها وتطمن عليها لا جاي بكل بساطة تتهمني
اتبع حديثها زفرة طويلة خرجت من بين شفتيها ثم التقطت أنفاسها وعادت تلتف إليه مجددا
جاي تتهم أم بنتك عشان واحدة مجرد نزوة في حياتك
شهيرة
تجمدت عيناها نحو نقطة ما حيث وقف شقيقها ينظر إليها ساخرا أسرعت في غلق الباب عليهم تنفث أنفاسها بضيق رمق فعلتها وقد فهم السبب فتنهد ضجرا
شهيرة لأخر مرة بحذرك أبعدي عن فتون
فتون فتون مكنتش حتت خدامة ديه اللي بقت مخلياك زي المچنون عليها
فتون مراتي يا شهيرة مش خدامة.. إھانتها من إهانتي
وپجنون كانت تصرخ وتضع بكفيها فوق أذنيها نحو حقيقة لا تريد تصديقها
طول ما انا شايفه حبك ليها هأذيها يا سليم هأذيها
واردفت بحسرة تملكت قلبها وهي تتذكر حياتهم معا
ليه محبتنيش زيها
اقترب منها بخطوات كانت تزيدها شوقا إليه كلما علقت عيناها بتفاصيله ونظراته التي تملكها هدأت أنفاسها وهي تظن أن قربه سيمنحها حضنا دافئا
إحنا مزرعناش حب في علاقتنا عشان يكبر يا شهيرة علاقتنا من الأول مكنش بيجمعها غير الإحتياج إحتياج غريزي لكن ببنود متحضرة
تعالت أنفاسها وهي تتذكر لحظاتهم سويا في الفراش كلما كانت تنتهي أعمالهم وسفراتهم
أنت اختارتي طريقك يا شهيرة أختارتي إمبراطورية الأسيوطي
هتفت أسفة تمسح دمعتها
خلينا نرجع لبعض يا سليم
واقتربت منه تمد يديها نحو وجهه ولكنه اشاحه عنها
سليم كل حاجة هتكون ملكنا وملك بنتنا
واردفت پحقد تملك داخلها نحو من كان سبب
أنا دلوقتي ماسكة ورق على حامد يوديه في داهية
وبعبارة واحدة كان ينهي حديثهم شهيرة كما هي شهيرة لا تسعي إلا وراء النجاح والكمال ليس هذا عيب بها ولكن نشأتها وذلك الصراع الذي أنبته والدها داخلها هي وحامد جعلهم كالأعداء وليس أخوة من ډم واحدا
فين خديجة يا شهيرة
ارتفعت زاويتي شفتيها في ابتسامة باهتة تنظر إليه قبل أن تترك الغرفة
هخلي الخدامة تجهز حاجتها يا سليم
غادرت الغرفة في ثبات تنظر تلك المرة أمامها وتزفر أنفاسها ببطء لن تخسره بل ستحارب حتى تخرب تلك العلاقة التي لا تراها لائقة...
صعدت نحو الطابق العلوي لتجد الخادمة كما امرتها ترتب أشياء صغيرتها
اقتربت من صغيرتها تدنو إليها تمسح فوق خصلات شعرها الناعمة
خديجة يا حببتي زي ما فهمتك.. فتون مش حلوة ولا بتحبك.. مافيش غير مامي وبابي بس اللي بيحبوكي فتون أخدت بابي من مامي
طالعتها الصغيرة بعينيها الواسعتين تومئ لها برأسها.. ابتسمت شهيرة نحو ما حققته تلك الأيام
مامي تعالي معانا
بكت الصغيرة وارتمت في حضنها فضمتها إليها
مامي متنفعش تعيش مع بابي يا ديدا بس لو فتون مشيت مامي هترجع
ابتعدت عنها الصغيرة وقد علقت الدموع بأهدابها
خلاص نخلي بابي يمشيها يا مامي وترجعي أنت معانا
وعادت الصغيرة ترتمي داخل حضنها مجددا التمعت عينين شهيرة بسعادة فصغيرتها تحبها ولم تؤثر تلك الخادمة عليها ولم تنل حب صغيرتها كما نالت حب سليم
لا يا ديدا اوعي تقولي ل بابي كده لأحسن يزعل من مامي اعملي بس يا حببتي زي ما فهمتك
اماءت الصغيرة برأسها المدفون في عنقها فالتمع الزهو في عينين شهيرة فصغيرتها ستكون مفتاح عودتها.
وبعبارات أصبحت تعلم مفتاحها نحو قلب صغيرتها تمتمت
خديجة شاطرة وبتحب مامي ومامي بتحبها أكتر من اي حاجة في الدنيا
...........
تحاملت فوق قدميها حتى تستطيع النهوض من فوق الفراش والدلوف للمرحاض لقد ادمي جسدها بتوحشه
وضعت يدها جانب عنقها تتلمس أثار ليلة أمس لقد ملكها في لحظة ضعف وتوق لمشاعر أرادتها ولكن في النهاية ماذا حدث
حصدت جولتها الأولى واصبحت عاهرة بجدارة
لطمت رأسها في الجدار صاړخة
غبية غبية..
أستمع لصړاخها ونحيبها فوقف ينظر لباب المرحاض متعجبا فمثيلاتها لا يبكون ولا يرثون حالهن.. إنها أمرأة تسعي وراء المال حتى لو أهدرت كرامتها وجسدها.
ارتخي جسدها نحو الجدار ټدفن رأسها بين ساقيها هل فعلت ذلك في سبيل حب
ام كان السبب هو البحث عن رجل يوفر لها الأمان
ام كان إنتقاما بالفعل من جودة النعماني
انسابت دموعها پقهر لقد فاقت اخيرا واكتشفت ضياعها في مجهول اختارته بارادتها
عملتي في نفسك كده ليه يا جنات ليه
والحيرة كانت تملأ قلبها والسؤال كان يسأله عقلها
كنت عايزة تتحبي ولا كنت عايزة الفلوس يا جنات
والجواب كان ضائع كصاحبته انسابت المياة فوق جسدها بعدما رفعت يدها فوقها وفتحت
متابعة القراءة