رواية جنة الظالم بقلم سوما العربي
المحتويات
انها تتهرب من مواجهته
غادر سريعا يغلق الباب خلفه وهى شرعت فى البكاء لم تكن تتوقع ان تتألم يوما لالمه
حاولت الوقوف عن فراشها تسير بخطى بطيئه تجاه المرحاض لاخذ حمام دافئ
اما فى غرفة الاستقبال الانيقه جلس صدقى لجوار ابنه شامل يتحدث مع شوكت عن اعماله الحاليه والقادمه يثنى كل منهما على شغل الآخر
ليقف صدقى وشامل مرحبين الباشا بتاعنا الى مختفى وواحش الكل
ابتسم سليمان يقول لا ولا مختفى ولا حاجة موجود
صدقى كده بردوا يا باشا تتجوز وانا برا مصر
قهقه عاليا يخفى دموعه والمه ببراعه قائلا هو كل حاجه جت بسرعه كده انت عارف الجواز ده زى القدر
استغرب سليمان قليلا يسأل لأ مش فاهم
بادر شامل بالحديث مبتسمابصراحة انا قولت ادخل البيت من بابه خصوصا بعد أدب وأخلاق بنت حضرتك
هز سليمان رأسه يحاول الاستيعاب بنت مين وباب إيه انا مش فاهم حاجه
شامل بصراحة انا طالب ايد جنه بنت حضرتك
خرجت من المرحاض وجدته يجلس على طرف الفراش كأنه ينتظرها
وقفت امامه تسأل باستغراب سليمان سليمان مالك!
رفع عينه بعينها فشهقت بړعب وهى تراه مدمع العين بوضوح لا يكابر
تحدث بصوت يتعاطف معه ابليس قائلا انا بحبك وبموت فيكي عارف انى اتجوزتك ڠصب وعملت حاجات كتير مع اهلك غلط عارف انك كنتى عايزه تاخدى حقك كنت بحاول اوصلك حقك وانا صابر عليكى لأ انا ماكنتش بحاول اوصلك حقك انا ماكنش قدامى حل لأنى مش قادر ابعد عنك كنت شبه متأكد إنك بتاخدى موانع حمل ومارضتش ادور وراكى عشان لو دورت وتأكدت يبقى لازم اخد موقف قدامك ههه بس
قطع حديثه يغمض عينه پألم ويفتحهم مجددا يقول لكن يوصل بيكى الحال إنك تبقى مفهمه الناس انى ابوكى تخلى واحد ييجى يدبحنى وهو بيقولى انا جاى اخطب بنتك كنتى قاصده ايه ولا عايزه ايه كنتى عايزه تدبحينى!!
وقفت تحاول فهم ما يحدث ضربه خلف ضربه وكل واحدة اقوى من الأولى
تحدثت بۏجع كبير عليه لم تتوقعه يوما سليمان انا انا مش فاهمه حاجه انا عملت ايه سليمان انا
قاطعها يقف عن مكانه يذهبوهى عينها متسعه تسأل سليمان اننت بتعمل ايه
حاولت الحديث قائله سليمان انا
منعها عن الحديث يقول ماتخافيش يا جنه انا مأمن كل حاجه حتى مصاريف كليتك والمكان اللي هتعيشى فيه ورصيد خاص فى البنك تلت شهور وهتبقى حره حره خالص يا جنه يمكن يارب اخف منك
انهى حديثه وغادر المكان كله لها بعدما أمر السائق بأخذها لبيتها الجديد
الفصل التاسع والعشرين
مرت عليه الأيام وهو كمن غرس السکين بقلبه يسير بقلب مطعون فى كل مكان
يحاول تمضية كل وقته فى العمل وان عاد للبيت لا يبرح غرفته ليس اكتئابا او هروبا لكنها لم تترك له اى شئ يشتم به رائحتها ولا حتى تى شيرت صغير فقد كان دائم الالتصاق بها يشحذ حبها
ولن يجلس كالمچنون يكفى ما رؤه من ضعف وذل أمامها
فى اضاءه خافته للغايه كان يتمدد على فراشه يحتضن له إحدى مناماته العالق بها رائحتها وكذلك وسادتها يغرق بهم داخل فراشه ربما يصبرانه على البعد
لم تذق عينه النوم إلا بعد احلام اليقظه التى يتخيلها مازالت معه لجواره وباحضانه يفعل ما كام يفعله
هى لم ترحمه ولن ترحمه حتى لو ادعى التماسك امام الكل لكن جنة فعلت ومازلت تفعل حتى لو ابعدها
دقات على الباب قطعت عليه ذلك الحلم الذى انتظره طويلا بعدما كانت تقف امامه ترتدى واوشكت على تقبيله
ليقطع عليه كل ذلك صوت دقات الباب التى جعلته ينتفض پصدمه وغيظ يرى من ذا الطارق الذى قطع عليه حلمه الجميل
اضطر لاخذ نفس عميق يهدئ به حاله وهو يرى ان الطارق لم يكن سوى والده الذى لا يأتى لغرفته الا نادرا
حاول التحدث بهدوء وهو يرى نظرات والده تتفحصه جيدا يستشف بها حالته
سليمان خير يا بابا فى حاجة! اول مره تجيلى اوضتى
رفع شوكت حاجبه يقول بتهكملا ابدا ولا حاجة جيت اشوف ابنى اصلى تقريبا بقالى اسبوعين مش بشوفوا
تنهد سليمان فقال شوكت وايه! آخرة كل ده ايه
سليمان بۏجع لا طاقة لديه للنقاش قال انا تمام والشغل تمام ماتقلقش
شوكت بتمعن طلقتها ولا لسه
توتر وجه سليمان كيف يخبر الكل انه غير قادر على فعلها
كرر شوكت سؤاله مجددا ماترد يابنى طلقتها ولا لسه
سليمان ها! ااا مافضتش اروح اطلق هحاول افضى نفسى واروح
شوكت بتهكمالله يعينك والله مشغولياتك كتير بس ده الطلاق أسرع من الجواز مش بياخد تلت ساعه
زاغت أعين سليمان ينظر بكل الاتجاهات يعلن كشف والده لأمره خصوصا بعدما قال ده انت حتى مش لاقى وقت تحضن فيها المخدات
بهت وجه سليمان بحرج ووالده يردد بخزىبقا على آخر الزمن سليمان الظاهر بيحضن فى المخدات يوضع سره فى اضعف خلقه
ما فعلته به جنة كثير كثير والله
استدار شوكت يردد بحسم وهو يغادر ياريت زى تعمل زى عادتك فى اى موضوع
تقطع عرق وتسيح ډم
اغمض عينيه يغلق الباب بعد انصراف والده يريد ان يفعل ما قاله لكنه ليس بقادر أصبح بلا سلطان على نفسه جسده او حتى قلبه
بل تلك التى تقبع فى شقة بالزمالك على كورنيش النيل هى فقط المتحكمه الأولى والاخيره
سبها بينه وبين حاله الأف المرات وحاول عدم التفكير بها ويعود يسبها من جديد
لم تترك له شئ دون بصمه منها فحتى أرضية الغرفه استخدمتها لصنع ليله ولا اروع يقشعر جسده فقط حين يتذكرها وهى ممدده أرضا تمتظره باغواء
تبا لها ولما فعلته دلفت لحياته تعيس بها فسادا وهو غير قادر على ايقافها
لا يمتلك حلول أخرى او اختيارات لا يمتلك سوى التمدد على فراشه يحتضن وسادتها والذان تعلقت رائحتها بهما يحاول الاستغراق كالمراهقين بحلم من أحلام اليقظه حتى يحنو عليه الله وينام
صباح يوم جديد
خرج زياد من الغرفه التى كانت تقطن بها تهانى فهو يمكث فيها حاليا بعد إعلان تسنيم رفضها القاطع له فقرر ترك لها متسع من الوقت ريثما تتقبله لكنه بأى حال من الأحوال لن يطلقها او يتركها لغيره
خرج من غرفته يذهب بتردد ناحية غرفة سليمان يشفق عليه كثيرا يراه متماسك ظاهريا لكن عينه التى كانت
تبرق مسبقا انطفئت منذ ذهاب جنة
وقف يدق الباب حتى فتح له سليمان ينظر له ببرود مرددا خير
رغم نظرة الجمود التى بعينيه إلا أن اشفاق زياد مازال موجود يسأل انت كويس
رفع سليمان رأسه يردد بكبر وعناداوى
ابتسم عليه زياد سليمان الظاهر لا يولد او يستحدث من العدم هو سليمان واحد فقط ولا مثيل له
ردد سليمان پحده لم ينسى بعد مواجهتهم الماضيه جاى عندى ليه ولا يمكن اكون على علاقه بتسيم هى كمان
ردد زياد بمرح خرج بنبره يائسه باكيه لا حتى لو عندك النيه دى ماحدش بيسلك معاها انا لسه مش عارف امسك ايدها
رغما عن سليمان ضحك زياد ابنه وتربية يده لا يحتاج لأكثر من ذلك كى يتصافا
بضحكة سليمان تأكد زياد من مسامحة خاله له لكن حتى لو حدث فهو بداخله يحمل نفسه ذنب كبير
سأل بتعاطف كبير جنة هترجع امتى
على سيرة جنه تتحرك رأس سليمان وترتفع كأنه يريد أن يثبت قوته أنها لم تكسر كبرياءه بعد
فاقد الشئ يحاول إثباته
فترك الباب وتحرك تجاه المرأه يغلق ازرار قميصه كأنه غير مبالى او مهتم يقول مش هترجع نهائى
قلب زياد شفتيه يحاول كبت ضحكاته وهو يسأل بتهكمنهائى!
ضبط سليمان هيئته يستعد للخروج يظهر انه غير مهتم بإكمال الحديث يقول وكأنه مصر او حتى يملك القدره على ابعادها ايوه نهائى
كان سيخرج من غرفته يترك زياد بها ويذهب لعمله الى ان تخشب جسده وهو يستمع لزياد يقول عن عمد بتلاعبعلى العموم انا هقابلها كمان شويه اناا وتسنيم
استدار بجسده شيئا
فشيئا يقول تقابلوها فين وليه
زياد بمكرعادى بقا يا خالو وبعدين ماتشغلش دماغك بالتفاهات دى دى واحده انت الى قطعت علاقتك بيها واكيد اكيييد مش بتحاول تعرف
أخبارها ولا تحركاتها
حمحم سليمان يقول ايوه اه انا ماعرفش عنها حاجه براحتها
خرج سريعا كأنه يهرب منه وزياد يخرج خلفه يضحك عليه يراه قد غادر البيت سريعا ولم ينتظر حتى الفطور
خرج بطريقه للدرج لكنه قابل تسنيم التى خرجت من غرفتها بتأفف اشتاقت بيت والدها وفراشها البسيط مرت فتره غير قليله على مكوثها ببيت الظاهر وللآن لم تتأقلم از ربما ترفض
يسمعها تغلق الباب ولم تراه بعد تردد بمقطاستغفر الله العظيم يارب ولا هنعرف ننام فى ام البيت ده
شهقت پصدمه وهى تشعر باحدهم يطوق خصرها بذراعه
اتسعت عينها وهى تدرك أنه زياد يبتسم لها وهو يمشط ملامحها بعينيه يقول باعجاب شديد ما عشان بتنامى لوحدك بالك انتى لو حد رخم زيى كده جنبك كنتى روحتى فى النوم على طول
ابعدت ذراعه عن خصرها تبتسم فى وجهه بسماجه ونفور مرددهممكن بردو عشان هبقى عايزه اهرب من وشك
زياد بخبثطيب شوفتى تعالى نجرب بقا بقالك تقريبا شهر مش بتنامى
تسنيم لأ اجرب إيه انت عايزنى احلم بكوابيس هيبقى فى الحقيقه وفى النوم كمان
تحولت نظراته الماكره لأخرى حزينه وهى سألت هتطلقنى امتى
رفع عينه بها يخبرها ما سيحدث فعليا انا مش هطلقك يا تسنيم حتى لو انتى عايزه
صكت أسنانها تقول پغضبانا عايزه افهم انت بتعمل كده ليه ماتخلصنى وتخلص نفسك
جاوبها ببساطه وصدقانا كده بعمل الصح يا تسنيم انا مابقتش زياد بتاع زمان بقيت بفكر اكتر فكرى انتى كمان هتلاقى إننا اكيد ما اتقابلناش كده وجمعتنا الظروف عشان نقعد
نشد فى شعر بعض وخلاص الظروف مش جمعتنا وبس يا تسنيم لأ دى كمان جوزتنا وانا مش مؤمن بحاجه اسمها صدفه كل حاجه بتحصل لعله فكرى كويس
صمتت تفكر هى الأخرى مثله تملم لا تؤمن بالصدف لكن ما حكمة القدر من جمعهم سويا!
أوقفته بصوت متردد فيه بعض بوادر التقبل زياد
الټفت
متابعة القراءة