رواية زيف المشاعر بقلم الكاتبة سلوى عليبه
المحتويات
والدته
حاول جاهدا أن يساند بسملة حتى يحفزها على مواصلة حياتها فهو يعلم مدى إرتباطها بأبيها
تعمقت المشاعر لدى بسملة تجاه ساجد بعد موقفه معها وكذلك ساجد كان يشعر بمسئولية شديدة تجاه بسملة خاصة بعد ماحدث أما سارين فكانت تنمو بداخلها مشاعر غيرة قاتله من صديقة عمرها لإعتقادها أنها استحوذت على قلب توأمها ولم يبق لها مكان ولا تعلم أن حب الأخت شئ وحب الحبيب شئ آخر وهما الاثنان لا يتعارضان أبدا
تمضى الأيام بحلوها ومرها .فوتيرة الأيام ليست بواحدة .فهى تختلف بإختلاف الظروف والأماكن حتى الشخصيات .
قررت بسملة المضي قدما حتى تحقق حلم أبيها والذى أصبح مستحوذا على تفكيرها دون أى شئ آخر . لم تكن تعمل أى شئ غير صلواتها وقراءتها لوردها قبل المذاكرة وذهابها لدروسها وفقط .أصبحت قليلة الكلام كثيرا.
جاءت أيام الإمتحانات وكان الجميع يشعر بالإضطراب حتى سارين التى لم تكن تعير أى شئ إهتماما.
كانت بسملة تشد على نفسها حتى أنها لم تكن تأخذ قسطا كافيا من الراحة وكذلك ساجد والذى كان يواصل الليل بالنهار حتى يحقق حلمه.
ذهبت إليه دون تردد وقالت بلهفة ما لك يا ساجد فيه إيه إيه إللي حصل مالك زعلان كده ليه
أجابها ساجد بحزن مش عارف يا بسملة وأنا فى الإمتحان حسيت إن مخى اتمسح بأستيكة ومفيهوش أى معلومة.
تحدث پألم وهو يحاول أن يمنع دموعه من الهبوط خفت خفت يا بسملة ملحقش أراجع ودى مادة مهمة ولو ضمنتها هى والفيزياء يبقى الباقى سهل.
حركت رأسها دليلا على رفضها وقالت لا ياساجد غلط كل المواد مهمة ماحنا حتى فى العربي أو الانجليزى ممكن منعرفش نجاوب ومنجبش درجات .بس للأسف انت من كتر خۏفك من المادة دى عملت حسابها قووى لدرجة أن هى اللى خانتك .
وقف معها كمسلوب الإرادة وهو ينظر للمدرسة من خلفة وكأن بها حلمه الذى يستشعر بضياعه من بين يديه.
إنتهت فترة الإمتحانات بما فيها ولكن للأسف كان ساجد يشعر بالإحباط وهذا قد أثر عليه فى ما تبقى من مواد رغم محاولات والدته وبسملة ولكنه لم يفق ولم يحاول أن يتدارك الأمر.
إتصل معلم بسملة للغة الإنجليزية بها وهو يهلل ويخبرها بمجموعها المرتفع والذى أشعره بالفخر. وعندما سألته عن ساجد وسارين فأجابها بحزن للأسف يا بسملة كلنا اټصدمنا من نتيجة ساجد جاب 85٪ أما سارين فجابت ٧١٪ بس احنا كلنا عارفين سارين الدراسة آخر همها لكن ساجد كان شاطر
وكلنا كنا متوسمين له أنه يجيب حتى ٩٨٪ زيك أو أكتر كمان.
زفرت بشدة وفرحتها قد خبت بسبب ساجد وقالت شكرا يامستر وعلى العموم حصل خير .قدر الله وماشاء فعل.
خرجت لوالدتها والتى نظرت لوجهها ورأت الحزن عليه فتوقعت النتيجة فأخذتها بين أحضانها وقالت بمواساة ولا يهمك يا حبيبتى انت تعبتى وأنا كنت شايفه ده .فاللى جبتيه أنا راضية بيه مهما كان.
خرجت من أحضانها وهى تبتسم بهدوء وقالت لا ياست الكل الحمد لله أنا هحقق حلم بابا وهدخل طب.
صاحت صفاء بفرح وهى تقول بجد يابوسى بجد يا حبيبتى هتحققى حلم باباكي .
ضمتها بسملة بفرحة وقالت أيوه ياماما بجد .الحمد لله
نظرت إليها والدتها وقالت بريبة أمال مالك زعلانه كده ليه
زفرت بشدة وقالت بضيق ساجد ياماما مجابش المجموع اللى نفسه فيه .وأكيد دلوقت قاعد محبط وعلى آخره.
شعرت صفاء بها وقالت نصيبه يابنتى .وكمان ولا تعلمي يمكن اللى حصله ده خير من عند ربنا.
نظرت إليها بسملة بتوجس وقالت خير إزاى بس ياماما ده كده حلمه ضاع ومش هيعرف يحققه خلاص.
تماما صفاء بيقين وقالت ياحبيبتى كل قدر ربنا خير. يعنى مثلا مش ممكن كان يجيب المجموعة اللى نفسه فيه ويحصله أى حاجة. أو يمكن لو بقى دكتور ميقدرش برضه يحقق حلمه إن يكون له إسم وقيمة وساعتها يحس بالسخط .
زفرت بسملة بقوة وهى تقول بحيرة طب أعمل إيه دلوقت أروحلهم ولا أقعد ولا إيه
ربتت صفاء على كتفها وقالت بحنان روحى ياحبيبتى وخليكى جنبه زى ماكان هو جنبك أيام شدتك .وكمان هو فى مقام خطيبك ولا إيه
ذهبت بسملة للشقة المقابلة لهم ودقت الباب على إستحياء .فتحت رباب والدول ساجد وسارين ويبدو على وجهها الحزن والإحباط. دخلت بسملة وهى تطأطأ رأسها وسألتها بتلعثم عن ساجد وسارين . خرجت سارين بتلك اللحظة ونظرت إلى بسملة نظرة لم تفهما أبدا . هل هى ڠضب أم حزن أم شئ آخر لا تعلمه ولكنها بالأخير ليست نظرة مريحة.
إقتربت بسملة منها وهى تقول بهدوء مبروك ياسارين .
ضحكت سارين بتهكم وهى تقول لا يا حبيبتى دانت اللى يتقلك مبرووووك مش إحنا. دانت طلعت البريمو واحنا منعرفش.
إبتلعت بسملة رمقها بصعوبة وهى تقول بتفهم لمشاعرها خاصة بعد مجموع ساجد الصغير على غير المتوقع كل واحد بياخد نصيبه ياسارين وأظن إنك عارفه إن لولا وصية بابا يمكن كنت فضلت من غير مذاكرة .زفرت بقوة وقالت بس سبحان الله ربنا بيسبب الأسباب ومحدش بياخد أكتر من نصيبه.
إقتربت سارين منها بغلظة وقالت طبعا مانت لازم تقولى كده بعد ماجبتى مجموع مكنتيش تحلمى بيه وساجد ياحبيبى هو اللى حلمه ضاع.
إقتربت رباب من بسملة برضا وقالت متاخديش على كلام سارين هى زعلانه على ساجد .بس هنعمل ايه الحمد لله
على كل حال. أكملت ببسمة خفيفة مبرووك يابسملة .أهو على الأقل فيه حد فرحنا فيكم .
زفرت بسملة بهدوء وقالت على إستحياء ممكن أشوف ساجد ياطنط لو سمحتى.
أومأت رباب پألم وقالت إتفضلى ياحبيبتى يمكن يسمع كلامك.
دقت بسملة باب الغرفة الخاصة بساجد فصاح من الداخل پغضب قلت سيبونى فى حالى مش عايز أتكلم مع حد .
تحدثنا برقة غير متعمدة وقالت حتى أنا ياساجد .
زفر بقوة وهو لايعلم ماذا يفعل .ولكنه رغم ذلك غلبه قلبه وفتح الباب وأعطاها ظهره واتجه لتخته وجلس عليه پضياع.
تركت الباب مفتوحا وذهبت تجاه ساجد وهى تنظر لوجهه الشاحب بشدة المتشح بملامح الحزن على ضياع أحلامه.
أجلت صوتها وقالت بهدوء علها تؤثر به
ساجد ممكن تهدى شوية.
نظر إليها بحزن وقال بتهكم حاضر ههدى يا بسملة . ثم أكمل بۏجع بس ياترى بعد ما أهدى مجموعي هيتغير ولا أحلامي اللى ضاعت هترجع.
وقف أمام النافذة ينظر منها بلا هدف وكأنه يهرب مما هو فيه وأكمل أنا أحلامى كانت بسيطة وكنت عارف إنى أقدر أحققها بس إيه اللى حصل كله ضاع.
إقتربت منه وقالت بصوت متحشرج جراء دموعها الحبيسة ياساجد كل شئ مقدر ومكتوب وكمان مش يمكن كنت تدخل الكلية اللى نفسك فيها ومتنجحش .كانت شايف ان حتى الدكاترة فيهم ناسفلشلة وبتضيع حياة ناس كتيير . ويمكن تبقى فى مجال تنجح فيه وتثبت نفسك وتبقى أحسن من 100 دكتور .
إستدار ناحيتها وقال دون إدراك أكيد هتقولي كده مانت خلاص ضمنتى إنك هتدخلى طب وتحققي حلم باباكى الله يرحمه فمش مهم أنا بقه. ضحك بۏجع وقال پغضب طظ فى ساجد واللى بيحسه ساجد مادام إنت جبتى المجموعة اللى إنت عايزاه.
نظرت إليه پألم وقالت أنا ياساجد هفكر كده برضه. دانا منعت نفسى أفرح غير لما أشوف مجموعة إيه
إتجهت صوب بابا الغرفة المفتوح وقالت بعشق لائم لو كان ينفع أتنازلك عن مجموعي كنت عملتها عشان مشوفش نظرة الإنكسار اللى فى عينك دلوقت . لأن صدقنى إنت أهم عندى من نفسى.
خرجت من شقتهم سريعا وحتى أنها لم ترد على نداءات والدة ساجد .
فلأول مرة يخاطبها ساجد بتلك اللهجة التهكمية .
مرت الأيام وهى تحاول أن تلطف الأجواء بينهم حتى بدأ ساجد فى تقبل مايحدث قلبي بوسعه أن يغير ما حدث. أما بسملة فكانت تحاول أن تخرجه مما هو فيه بالهدوء تارة وتارة أخرى بالعمل والصدمة. حتى بدأ فى التكيف. أما سارين فكانت غيرتها تزيد من بسملة خاصة بعد ماحدث ولكنها تظهر غير ذلك حتى لايغضب ساجد منها.
قدمت بسملة فى طب القاهرة وساجد فى تجارة إنجليزى أيضا القاهرة وكذلك سارين ولكنها دخلت معهد خدمة إجتماعية على حسب مجموعها ولكن كيف ستكون الأيام المقبل معهم .
الفصل الثالث زيف المشاعر
مر عامين وقد بدأ ساجد فى التأقلم على كليته خاصة وهو ينجح بتفوق مما جعله يشعر بالتحسن وفى نفس الوقت زادت علاقته من بسملة قربا .
كانت سارين تحاول أن تفتعل المشاكل مابينهم دون أن يلاحظوا ذلك رغم أنها مازالت الصديقة القريبة لبسملة رغم إختلاف كلياتهم وإهتماماتهم .
رن جرس الباب بقوة حتى خرجت سارين وهى تصبح پغضب إيييه ياللى على الباب مابالراحة فيه إيه
وجدت أمامها بسملة وهى تضحك بفرحة شديدة.
نظرت إليها سارين بإرتياب وقالت مالك فيه إيه !
دخلت بسملة دون حتى ان ترد عليها ونادت بصوتها الجهورى ساااجد ياساااجد تعالالى هنا. خرج ساجد من غرفته بإضطراب وكذلك والدته خرجت من المطبخ بتخوف وهى تقول إستر يارب فيه إيه يا بوسى بس .
ضحكت بسملة وقالت خبر بمليون جنيه. ثم اتجهت لساجد وقالت بفرحة عارف شركات المغاوري اللى مالية البلد دى وليها فى كل حاجة.
نظر إليها ساجد بريبة وقال اعرفها هو فيه حد ميعرفهاش .دى إعلاناتهم ماليه التليفزيون فى كل حاجة .قرى سياحية ومصانع مواد غذائية وحاجات كتيير.
صاحت بسملة وقالت بالضبط هو ده . إيه رأيك بقه فى اللى يشغلك عندهم .
نظر إليها ساجد بتهكم ليه إن شاء الله تكونيش وزيرة الصناعة وانا معرفش.
ردت سارين بغيرة بقولك إيه يابسملة ماتعشمهوش بحاجة إنت مش هتقدرى تعمليها .ولا عشان هتبقى دكتوره مفكرة أنك خلاص الكل هيبقى تحت أمرك.
إبتلعت بسملة رمقها بصعوبة وقالت لا طبعا لا أنا وزيرة الصناعة ولا أنا هعشمه بحاجة متحصلش. أكملت بحزن رغم فرحتها بالبداية كل الحكاية إن بنت أخوه معايا فى الجامعة .ماهينور مانتوا
متابعة القراءة