رواية للقدر حكاية(الفصل الرابع والأربعون إلى السابع والأربعون) للكاتبة سهام صادق
المحتويات
الفصل الرابع والأربعين
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
انحصر الزمن أمامه وهو يراها بتلك الهيئه المزرية بجلباب واسع رث كتفيها مرتخيان بضعف ووجه شاحب كالمۏتي لم تكن هيئتها عندما خرجت من السچن بمثل هذا الضعف كانت صفا التي عرفها واحبها قديما
اشاح عيناه بعدما طالت مدته في مطالعتها وقد شعر بضعف قلبه نحوها للحظات كأن رؤياها اليوم اكد له انها دفعت الثمن بكثرة
وعاد يركز عيناه عليها بجمود واردف
قولتلك في اخر لقاء بينا طرقنا اختلفت
ذبذبت كلماته قلبها الذي اتي اليه متيقنا انها مازالت تحيا بقلبه بجزء جميل لم تضيعه الخيبات
وعندما طال صمتها ورغب قلبه في مساعدتها بعد رؤيتها هكذا أدار جسده بعبارة صريحه بأن ترحل
صوتها خرج بصعوبه بعدما رطبت شفتيها وصوت خادمه فاديه تخبرها ان تفر هاربه وتخلص نفسها من عڈاب سيدتها يتردد بأذنيها
وصدح صوت نحيبها مع تحديقها بظهره فقد كان اخر شخص لديها في هذه الحياه تلجأ اليه
مجتش ليك عشان عايزه حبك انا عارفه انك اتخلصت من حبي خلاص
وارتجفت شفتاها مع صمتها للحظات ومع تحرك خطواته للامام بعد ان ألتقطت عيناه ماخلف ناديه شقيقته ياقوت زوجته التي تخطو صوبهم
تجمدت حركته وهو يسمع اخر كلماتها ألتفافه محدوده منه نحوها ثانيه وقلبه يؤنبه علي غلق بابه تطلب مساعدته بذل وانكسار وجسدها يبدو عليه الهزل الشديد تحركت بأقدام تجر خيبة صاحبتها راحله من هنا ودموعها تتساقط من قسۏة الحياه عليها
متعودتش اقفل بابي في وش حد هحاول استخدم عاطفي معاكي ياصفا
ملت ناديه من وقفتهم هذه وعيناها عليهم متربصه لكل حركاتهم ولكن سؤال ياقوت عن هوية صفا جعلها تلتف نحوها ناظره إليها بقوه ثم لانت ملامحها تتدارك الوضع
قريبه لينا من البلد متعرفهاش
وابتعدت عنها ذاهبه الا انها عادت إليها مشيرة للداخل
وانصرفت نحوهم لتنهي ذلك الأمر السخيف
وقفت مريم تتعلق به متشبثه كطفله صغيره تطلب منه البقاء والمبيت هنا لم تهتم بوجود ياقوت في دمج اسمهما معا وكأنها دخيله على حياتهم الكل بدء يراها فرد من العائله الا مريم مازالت تراها سارقه لحبه وذكري والدتها وسيأتي يوم ولن ينظر إليهم مطلقا
ورمقت ياقوت الواقفه بصمت تتابع المشهد دون ضغينه
ومع إلحاح مريم وتوسلها رضخ للأمر رغم مابه من تشتت منذ رحيل صفا مع ناديه شقيقته
ازال الضيق الذي يمتلكه مبتسما
خلاص يامريم انتي عارفه مقدرش أرفض ليكي طلب
قفزت عاليا صائحه بسعاده تحت نظرات ندي الحزينه وشريف الذي لا يعرف كيف سيرد معروفه يوما نحو كل ما يفعله من أجلهم وكأنهم من دماءه
ضحك هو الآخر وقرص وجنتاها وعين ياقوت تتابعهم مبتسمه تتمنى لو تحظى بتلك المشاعر الابويه فقلبها مملوء بذكريات حسرتها وهي متنقله بين بيت والدها اسبوعا واخر لدي ووالدتها وهي كالمتطفله علي قوت أولادهم
طيب يلا يامشاغبه اطلعي اوضتك نامي
ولرغبتها في النعاس اتجهت لغرفتها وهي سعيده انه بينهم وظنت انه سيصرف ياقوت لشقتهم وسيبقى هو وحده ولكن قدماها تخشبت وهي تسمعه
ندي من فضلك خدي ياقوت اوضتي
نيران الغيره حطت داخل قلبها وهي تتخيل ياقوت نائمه فوق فراش والدتها وهو معها صعدت الدرج بخطوات سريعه
ولم تسمع باقي عبارته بعدما اضاف لكلمه غرفته بغرفته الخاصه التي كان يبيبت فيها عندما كان يعود من عمله في ساعه متأخره يجد شريف ومريم يعانقون والدتهم كالصغار نائمين جوارها
اماءت ندي برأسها تتمنى ان ينقضي اليوم لتسقط على فراشها باكيه على حلم امومتها الضائع
اتجه شريف لغرفته حتى يلحق بمها التي قادتها الخادمه لأعلى منذ ساعه عندما أصابها التعب ورغبتها بالنوم
يلا ياياقوت
وعندما وجدت ندي تشبث نظراتها نحو حمزه وقد دخل غرفة مكتبه واغلقها عليه
انصرفت ندي ليصبح المكان خالي بها فأتبعته حتى تسأله عما سمعته من حديث ناديه والسيد فؤاد زوجها
طرقت الباب بخفه ثم دلفت دون أن تنتظر اجابته لتنظر نحوه وهو واقف أمام الشرفه المطله على الحديقه الخلفيه للمنزل يطالع الظلام بشرود
حمزه
خرج صوتها اخيرا وجاء رده جامدا
مطلعتيش الاوضه ليه
مين صفا ديه انا سمعت استاذ فؤاد وناديه
وقبل ان تكمل باقي عبارتها صدها بجمود
مش وقت اسئله يا ياقوت اطلعي نامي وانا هحصلك
اقتربت منه بخطوات متردده رغم جفاءه معها منذ لقاءه بتلك السيده وبالاصح كلما وطأت قدميها هنا تشعر وكأنها لا شئ بحياته وكأن حنانه وشوقه لا يكون الا في شقتهم وعلى فراشهم
طيب انت مش هتنام
مش دلوقتي
جاءها رده مقتضبا لتقف تطالع جسده الصلب وانصرفت راغبه بالبكاء
تنهد بثقل بعدما سمع صوت إغلاق الباب وعاد يلتف بجسده نادما على فظاظته معها التي قصدها هاربا من سؤالها الذي ترغب بأجابته
انتبه على رنين هاتفه ليجد رقم شقيقته
ايوه ياناديه
لم تقوي عن الصمت رغم تحذير فؤاد لها أن تنتظر الي ان يأتي هو إليهم
كانت عايشه في مزرعه فرات النويري
استغرب من معرفتها بفرات وعملها لديه لتنبعث عبر الهاتف حقيقه أخرى
فرات النويري اتجوزها عشان ينتقم من عدنان الأنصاري
دلف للغرفه بعد اوقات قضاها بمفرده بغرفة مكتبه منفردا بنفسه
قدومه وهي ضعيفه مهزومه آثار داخله شئ لا يعرفه عكس ما أتت إليه يوما وهي صفا الجميله الراقيه
طالع ياقوت الغافيه في منتصف الفراش بملابس بيتيه مريحه يبدو أن ندي اعارتها اياها
فتحت عيناها بتشويش بعدما أضاء نور الغرفه لتنظر إليه بعدما مسحت عيناها من اثر النعاس
فضلت مستنياك اتأخرت ليه
كان عندي شويه شغل بخلصه في المكتب
وألتقط ملابسه من الخزانه ليبدل ثيابه تحت نظراتها فركت يداها متعجبه من اقتضاب كلماته التي تؤلمها
مالك يا حمزه
ولكي تجعل الحديث يأتي نحو تلك المرأة المسماه بصفا رغم أنها رأتها من قبل الا ان الظلام وهيئتها الهزيله اخفت ملامحها
من ساعه ما قبلت قريبتكم في الجنينه وانت متغير هي قالتلك حاجه ضايقتك
ياقوت انا تعبان وعايز انام ممكن نتكلم بعدين
صمتت بخيبه وعيناها تتابعه الي ان استلقي جانبها وصوره صفا بتلك الهيئه وما أخبرته به ناديه يقتحم عقله شعر بها وهي تلتف بجسدها ولكنه ظل بأفكاره
دموعها انسابت وهي تشعر بقله حيلتها تكره شخصيتها تلك ولكنها تربت وعاشت مهزومه خاضعه
وفي وسط أفكارها شعرت بيديه على جسدها وقرب أنفاسه منها
جلس فرات فوق فراشه ينتظر اتصالا من احد رجاله يخبره عن مكانها بعدما خصص رجالا للبحث عليها
عبارة عنتر مازالت صداها في عقله وهو يخبره عن حملها ويصفها بالعاھره وان فعلتها بالتأكيد مع احد العاملين بالمزرعه
ارتفعت صوت أنفاسه ومع اهتزاز ساقيه فبعد هذه السنوات سيصبح لديه طفلا ناتج عن زيجة جاءت من أجل الاڼتقام
أضاء هاتفه مع نغمته ليتسأل بقلق
لقتوها
وكانت الاجابه كالخيبه بالنسبه له فلم يصلوا لمكانها حتى الآن
وهاهو الصباح يشرق في الارجاء
طالع شقيقته وهي جالسه أمامه صامته بعدما قصت عليه كل ما عرفته منها ناهيه حوارها انها لأول مره تشعر بالعطف عليها
وخاصه وهي تعرف حقيقه لم يعرفها هو أنها ليست ابنه عدنان وانه قتل والدها كما دمر حياتها وجعلها لعبه في يديه يشكلها كما يشاء
وعندما لمحت صفا تدلف صوبهم مطأطأة الرأس بفستان واسع وحجاب تعجب من ارتدائها اليه وقد عادت بعض الډماء لوجهها
نهضت ناديه تنظر نحوها ثم اليه
هسيبكم تتكلموا مع بعض
وخرجت وهي تتمنى ان تنتهي تلك الحكايه بعدما يسمع منها حمزه سبب لجؤها اليه بعد أن تزوجت
دقق النظر إليها للحظات وهي واقفه امامه منكسره ضائعه
زفر أنفاسه مرات متتاليه ثم اعتدل في جلسته مشيرا لاحد المقاعد
تعالي ياصفا مظنش هنتكلم وانتي واقفه
احكيلي كل حاجه عشان اعرف اساعدك ازاي واتمنى المرادي مكنش بوقع نفسي في فخ جديد معاكي
ألمتها عبارته فتحجرت عيناها نحو نظراته تبتلع غصتها
متخافش ياحمزة
واتبعت عبارتها بحقيقة تصف بها حالها
محدش بېخاف من حد مېت
لم ينطق بكلمه أخرى بعد أن سمع ردها تركها تسترد أنفاسها قبل أن تبدء بقص كل شئ بدايه من صراخه بها بشركته وطردها من حياته لزوجة عزيز التي ظنتها تدور حول زوجها كما ظن هو عندما رأها تخرج من السچن وعزيز ينتظرها الي عملها بالمزرعه تجمع المحاصيل وتنظف الحظائر الي سفرها الكويت مع فرات وجبروته ثم إلى أصعب ما وصلت اليه
شعر بالذنب لان غضبه وكرهه منها جعله ينبذه ناسيا انه يتركها في حياه شخص كعزيز وشعورها بالذنب ازداد عندما اخبره مروان صديقه بعد زواجه من ياقوت إنها تزوجت من عماد شريك والدها من أجله هو حتى تخرجه من تلك الورطه كما وعدها عماد لم يرد قديما ان يخبره ذلك اللقاء الذي دار بينهم حينا قبض عليها شامتا بها انها وصلت لتلك النقطه بعد خيانتها لصديق عمره
حقيقه لو عرفها قديما كان سيسامحها لانه وللأسف لم يحزن لما أصابه إنما خيبته كانت وهو يراها زوجه لآخر بعد أن ډمرت حياته
صفا كانت حلم حياته مع كل نجاح كان يصعده كان ينظر لصوره يرتدوا فيها دبلتان بالخفاء الي ان تسمح الفرصه وتصير له علنا كل شئ عنها ازاله عندما تزوج ياقوت لم يكن مخلصا كفايه لسوسن مهما كڈب على عقله فلم ينساها لسنين طويله وكأن الحب لعڼة حقيقيه تجعلك كالاعمي
خرج صوتها مهزوزا يفيقه من أفكاره
احميني منه مش عايزه ارجع تاني ليه ومحدش هيشوفني تاني هبعد عنكم مش هضايقكم تاني كل واحد حد انتقامه مني خلاص
ارجوك ياحمزه ساعدني فرات مش هيسبني
تفاجأ من فعلتها ليبعدها عنه ناهضا من فوق مقعده يدير ظهره لها بعد أن اهتز جسده من أثر فعلتها
وليه هربتي منه دلوقتي ياصفا
كنت عايزه اسيبك في حالك مكنتش عايزه اشوفك غير سعيد وجودي في حياتك كان بيعيد الماضي من جديد انا عارفه ان حكايتنا انتهت
فعلا ياصفا حكايتنا انتهت من زمان
وألتف نحوها يطالعها بأعين جامده
انا بساعدك كعطف مني مش اكتر
اطرقت عيناها تخبر قلبها ان لا ينتظر ان يسمع شئ اخر منه
نطرت اليه ناديه بعدما صعدت صفا لاعلي حيث غرفتها الحاليه كضيفه ب بيتها
انت علاقتك كويسه مع فرات
النويري بلاش تخش في متاهات بسببها اديها فلوس وتسيبها تروح لحالها
ضاقت عيناه وهو يستمع إليها
وعدتها اساعدها ياناديه وانا عند وعدي
واردف وهو ينحني يلتقط هاتفه من فوق المنضده المستديرة
لو مش حابه وجودها ممكن اوديها الفيلا
وياقوت ياحمزه
تصلب جسده ففي الصباح كانت عيناها تطلب منه تفسيرا لهويه تلك المرأه ومجيئها اليه
ياريت تفضل
متابعة القراءة