رواية حان الوصال بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


اليها وتتشبث بها كطفل صغير بمشهد اوقد النيران برأس الأخرى
لتبرق عينيها بحمم تطلقها نحوها تلك التي استولت على قلب هذه المعتوهة لتنال ثقتها دونا عن المئات منن تقدمن لهذا العمل ويبدو انه قد حان الان الدور عليه هو. 
الټفت اليه بأنفاس لاهثة لا تقوى حتى على تخيل الفكرة.
لورا انتي ما قولتيش جاية ليه 

كانت تلك صيحته نحوها لتنتفض باستدراك سريع وتتناول عدد من الملفات التي وضعتها على ذراع الأريكة ثم تعطيه اياها 
حضرتك انا جيبالك دول كارم باشا قام بالواجب وزيادة بس دول مطلوب فيهم امضتك الشخصية.
ألقى بنظرة سريعة بمستوى الاوراق ليتمتم باستغراب 
كان ممكن يستنوا على ما اجي الشركة بنفسي بس يلا مش مهم هاخدهم ع المكتب اراجعهم وامضيهم 
تحرك خطوتين متمتما لها 
استنيني هنا ولا خلي حد من الشغالين يعملك حاجة تشربيها. 
اومأت بطاعة وابتسامة حلوة 
اتفضل براحتك انا مش غريبة .
حينما انصرف نحو وجهته وتوقفت هي بوسط الردهة تجول بأبصارها هنا وهناك حتى وجدت غايتها وذلك خلف الجدار الزجاجي حيث الجهة الاخرى والحديقة الداخلية للمنزل
وجلسة تجمع نجوان مع تلك الفتاة على طاولة لهم وحدهم. 
ابتسامة غامضة لاحت على ملامحها قبل ان تتحرك من محلها قاصدة وجهتهما.
كانت نجوان مازالت تحتفظ بابتسامتها الحالمة وهي تتناول من قطع الحلوى التي أتت بها تتناولها بتمهل وتلذذ بذوبانها داخل فمها ونظرات شاردة جعلت بهجة المتابعة لها تعلق بتخمين
سرحانة ووشك مورد شكلك كدة كنتي خارباها فسح ع النيل حلبسة بقى ودرة مشوية وبطاطا ع الفحم......
توقفت فجأة بتردد مغمغمة 
خاېفة أسألك عن ذكرياتك دي كانت مع مين لا اخرب عليكي حالة الصفاء وانا مش واخدة بالي بس اقولك بقى اهم حاجة تكوني مبسوطة يعني انا هعوز ايه اكتر من كدة
انتي هنا يا طنط وانا بدور عليكي. 
جاء الصوت من خلفها لتلتف بجذعها بهجة فتحققت من هذه المتعجرفة وهي تقترب منها بهيئتها كعارضات الازياء كل شيء بها مرسوم بدقة مع اهتمام مبالغ فيه يجعلها قبلة للنظر.
أخبارك ايه يا بهجة 
كان هذا السؤال اول ما نطقت به فور أن توقفت امامهم بابتسامة لا تخلو من استخفاف فجاء رد بهجة تبادلها بواحدة صفراء
الحمد لله يا لورا هانم رضا. 
اممم وعلى كدة بقى انتي مبسوطة هنا 
لم تعجبها نبرة السؤال 
انبساط! لا يا هانم تقدري تقولي بقيت اتعود لكن انبساط دي حاجة بعيدة اوي ربنا يكرمنا بيها.
زمت شفتيها بهذه الابتسامة المستفزة ثم جلست مخاطبة لها بزوق غريب عنها 
ماشي يا بهجة طب ممكن بقى تقولي لحد من الشغالين يحضرلي حاجة اشربها يعني لو مش هتقل عليكي.
حينما نقلت بهجة بابصارها نحو نجوان التي انكمشت بنظرات الخۏف وكأنها طفلة تخشى الغرباء سارعت تطمئنها
ما تخافيش على طنط انا هراعيها بنفسي هي اول مرة يعني ولا انا غريبة عنها
اضطرت بهجة ان تزعن لالحاحها وتنهض تنفذ طلبها تاركة نجوان التي صارت تتابعها بأعين راجية الا تتركها لتطمئنها قبل ان تستدير عنها وتذهب
جيالك على طول مټخافيش. 
تطلعت لورا في أثرها بنظرات حاړقة لترتخي ملامحها بعد ذلك وتلطف بقولها نحو الأخرى 
ايه يا طنط معقول تكوني خاېفة مني للدرجادي هو انا غريبة عنك يعني ولا هتنسي صلة الډم اللي ما بينا
حينما جذبت انتباهها اخيرا واصلت لورا بطريقتها الناعمة 
انا عارفة انك عاقلة وست العاقلين كمان بدليل انك منتبهة لكلامي دلوقتي طب اقولك على حاجة.......
توقفت فجأة تدور ابصارها في الانحاء كافة قبل ان تعود اليها هامسة 
انا جيالك النهاردة مخصوص عشان احذرك البنت دي اللي اسمها بهجة عارفة تبقى قريبة مين 
دارت مقلتيها مرة اخرى قبل ان تخبرها بهمس يقارب الفحيح
تبقى قريبة ناريمان فاكرة ناريمان 
لاحت على ثغرها البسمة حينما رأت الزعر الذي اعتلى ملامح الاخرى لتكمل بانتشاء . 
ايوة هي بعينها يا طنط ناريمان وجاية ټخطف حكيم منك...... شوفتي بقى .
توقفت تراقب تأثير الكلمات عليها بعدما حطت بيداها على الچرح الخامد تنخر فيه بأظافرها لتقلب كيان المرأة بذكريات بشعة وصورة غريمتها التي حلت امامها تغشي عينيها عن الرؤية فيعلو صدرها ويهبط بانفاس متسارعة وبصورة انبأت الأخرى بقرب الوصول لهدفها فتنسحب من امامها بهدوء وتبتعد مع مراقبتها بحرص حتى انتبهت لعودة الأخرى من الجهة الاخرى لتنهض نجوان من محلها تحركها الذكرى البائسة وقد توقف عقلها عند هذه النقطة ولم يعد يعمل ولا يميز أي شيء 
لتندفع بڠضبها مسرعة بخطواتها نحوها وكأنها ذاهبة الى الحړب فتتلاقها بوسط المسافة عند المسبح ويحدث ما يحدث !
تتأوه بتعب شاعرة بثقل ودوار يلف رأسها وهي تجاهد لالتقاط الوعي حتى فتحت عينيها للضوء القوي مستغربة النعومة الشديدة
بالفراش لتتضح الرؤية رويدا رويدا امامها ولكن.....
هذه ليست غرفتها ولا هذا فراشها ولا.... 
يا نهار اسود 
هتفت بها تعدل جذعها بجزع حينما انتبهت على ما ترتديه 
هدومي راحت فين وهدوم مين دي اللي انا لابساها 
لترفع عنها الغطاء وتنهض عن الفراش رغم دوار رأسها الذي كاد ان يسقطها ارضا لولا أن لحقت بنفسها لتستند بيدها على قائم التخت لكن سرعان ما استقامت لتتحامل على هذا الدوار الشديد وتخرج من الغرفة الفخمة تبحث بأبصارها يمينا ويسارا حتى وقعت عينيها عليه جالسا بأحد الاركان على الاريكة الاثيرة 
امام حاسوبه الذي كان يعمل عليه بانشغال تام حتى اخترقت اسماعه صيحتها ليجفل ويهتز كوب القهوة بيده حتى اسقط كمية كبيرة من المشروب الساخن على قميصه ولوح المفاتيح للحاسوب كما احړق جزء من بشرته ليتأوه بصمت وهو يسمع لها
انا كنت في الاوضة االي جوا بعمل ايه ومين اللي غير لي هدومي انتوا عملتو فيا ايه بالظبط
اشار بيده والأخرى صار يمسح بها بالمحرمة على قميصه ولوح المفاتيح متمتما ببعض الهدوء 
طب اهدي خليني افهمك.
تفهموني ايه دا انا هوديكم في داهية 
صړخت بها تهم بالمتابعة بالسباب ولكنه اوقفها بحزم وصرامة. 
اسمعي مني الاول بقى وافهمي ولا اسيبك على عماكي احسن ......
اڼهارت ساقطة على الارض وقد غلبها التعب الجسدي وجزع داخلها يجعل قلبها ينتفض خوفا ان يكون حدث معها شيء لا تستطيع العيش معه شيء تفضل المۏت على ان يحدث.
انا مش عايزة ابقى على عمايا انا عايزة افهم ارجوك انا مش فاكرة اي حاجة.. 
زفر يمسح بكفه على وجهه لينهض ذاهبا نحوها يمد يده اليها 
قومي يا بهجة الاول واستريحي ع الكنبة بلاش قعدة الارض. 
رفضت قاطعة 
لا انا مش عايزة اقوم انت اتكلم وانا كدة مستريحه.
امام اصرارها لم يجد بدا من مهادنتها ليجلس هو على اقرب المقاعد اليها ثم يستعيد برأسه ما حدث ولحظات من اصعب ما مر عليه
قبل ساعات من الان 
وقد كان بغرفة مكتبه منكفئا على عمله على عدد الملفات التي أتت بهم مساعدته لورا بتركيز تام حتى اجفل على صوت صړاخ غير مفهوم لم يميزه في البداية حتى دوى الاسم المعروف بذهنه
حكييييم حكييييم. 
انتفض على الفور وقد علم ان تلك والدته ليخرج مهرولا يتبع الصوت الذي ذهب به الى الحديقة وكانت المفاجأة حينما وجدها بالقرب من المسبح تنتحب وتنتفض محلها وقبل ان يتخذ طريقه نحوها صعق بالأفظع
وذلك برؤية الجسد البشري وهو يصارع الڠرق بداخل المياه وقد تيقن تماما من ضعف مقاومتها وانها على وشك ان تستسلم للمۏت
ليتخذ القرار على الفور ويلقي بنفسه داخل المياه فيحملها من ظهرها بذراع والأخر يدفع به داخل المياه حتى خرج بها يلقيها على السطح الرخامي فاقدة للوعي. 
فحاول بخبرته القليلة إجراء الاسعافات الاولية لها بالضغط بكفيه وقلبها ايضا لإخراج الماء الذي دخل مجري التنفس لها.
فوقي يا بهجة الله يخليكي فوقي.
ايه اللي حصل انا كنت جوا بعمل مكالمة تليفون. 
كان هذا صوت لورا التي أتت للتو من الداخل لم يلتفت لها وقد كان مشغولا في اسعاف الأخرى والتي اضطر في الأخير ان يجري لها تنفس صناعي ليصدر صوت شهقة مفاجأة من لورا التي كادت ان تصاب بأزمة قلبيه مع استجابه الأخرى وسعالها في إشارة لعودتها للحياة مرة اخرى ولكن بنصف وعي ليحملها هو ذاهبا بها الى الداخل.
انتبهي على ماما على ما ارجعلك يا لورا 
صړخت به ضاربة الارض بقدميها 
ودي هتروح بيها على فين
لم يكلف نفسه عناء الإجابة فواصل طريقة حتى ذهب بها الى احدى الغرف مناديا على احدى الخادمات حتى تخلع عنها ملابسها وتراعيها حتى يأتي بالطبيب اليها ويذهب هو للاطمئنان على والدته.
ادي كل اللي حصل يا بهجة لساكي برضو مش فاكرة 
لينتبه على اجابتها بعدما نفت بهز رأسها وقد تغضنت ملامحها بالحزن لترد بصوت بالكاد خرج
دلوقتي بس افتكرت انا كنت راجعة من المطبخ بعد ما سيبتها مع لورا كانت هادية وراسية بشكل فرحني لدرجة اني لما شوفتها جاية عليا بوشها مقلوب افتكرتها بتهزر قبل ما تفاجأني والاقيها بترميني على حوض السباحة ووقفت قدامي تبص عليا كأنها تمثال وانا پصرخ عليها واقولها
بتزقيني ليه انا مبعرفش اعوم نادي حد يخرجني نادي حد يخرجني. 
ختمت تمسح دمعات خائڼة سقطت منها متابعة
طب هي عملت كدة ليه معايا دا انا اديتها الامان وافتكرتها بتحبني. 
ردد خلفها بتأكيد 
بس هي فعلا بتحبك يا بهجة بدليل صريخها عليكي وعشان حد ينقذك.
امتى دا انا مش فاكرة غير فرجتها عليا . 
وانا بقولك اللي حصل يا بهجة ماما من ساعة اللي حصل قافلة على نفسها في حالة مشوفتهاش عليها بقالي سنين اكيد يعني انا مش هكدب عليكي.
اومأت بتفهم لا تستبعد هذا الفعل منها. فهي كالبحر مرة ټخدعها بهدوها وصفاءها ومرة اخرى ټصفعها بأمواجها العاتية.
استدركت فجأة تسأله 
صحيح انا كنت سيباها مع لورا راحت فين وسابتها 
مط شفتيه بعدم معرفة 
بتقول انها كانت بتعمل مكالمة ساعة اللي حصل المهم دلوقتي انا كنت عايز اعرف قرارك عن الاستمرار هنا او عدم الاستمرار وانا في كل الحالات هعوضك عن اللي حصل معاكي دا حقك عليا قرارك دلوقتي بقى يا بهجة.
صمتت قليلا بتفكير قبل ان يصدر ردها النهائي
انا عايزة اشوفها الاول قبل ما احدد اي قرار.
...يتبع 
تم نشر الفصل السابع على مدونة رواية وحكاية 
ارجو التصويت والتعليق من المهتم برفع الرواية 
حان_الوصال 
سلسلة_قيود_الهوى 
بنت_الجنوب
الفصل السابع
زمجرة بغليل خرجت منها تدفع محتويات مكتبها على الارض پعنف اصدر ضجيجا دوي في أنحاء المنزل حتى اجفل والدتها من خارج الغرفة لتدلف اليها سائلة بجزع تستكشف الأمر
يا نهار اسود ايه اللي حصل يا لورا 
الټفت إليها قابضة على شعر رأسها تكاد ان تقتلعه مرددة 
مفيش حاجة حصلت يا ماما المصېبة ان مفيش حاجة حصلت ودا اللي هيجنني وبيخليني اسأل نفسي كل دقيقة انا ايه اللي ناقصني عشان ما يشوفنيش ليه دايما حاططني في خانة القرايب او الموظفة اللي عنده امتى بقى يحس بيا حتى يرحمني من الڼار اللي بتاكل فيا وانا كل لحظة يدور عقلي بالهواجس انه يبص لواحدة غيري ولا يفكر في الجواز هتجنن يا
 

تم نسخ الرابط