رواية لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
تدور على الحقيقة بنفسك... لا صح أنت معملتش كدا مجرد بس سمعت كلام هى قالته من وراء قلبها لسبب ما صدقته ومحاولتش تدور بنفسك وتفضل وراها أنت تخليت عنها يا أنيس.
قطب حاجبه بعدم فهم ليقول
أنا مش فاهم حاجة وبعدين أنا متخلتش عن حد هى اللى أتخلت عنى.
أجابته فيروزة برفض قائلة
لا يا أنيس أنت تخليت عنها عشان محاولتش تعرف هى ليه قالتلك كدا..صمتت لوهلة تفكر فى أمر ما ثم أضافت
صدقنى هى بتحبك واضطرت تعمل كدا عشان باباها ميتسجنش بالشيكات اللى عليه وعلى العموم هى فرحها بكرا لو لسه عايزاها بأشارة واحدة مني بس ألغى كل حاجة و تكون ليك .
تحدث أنيس پصدمة
طبعا عايزاها لكن أنتى عرفتى كل المعلومات دى منين.
مش مهم تعرف دلوقتى كل اللى يخصك دارين وبس فاهم..وبعدين يلا على أوضتك لان أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح شوية ومتنساش تجهز نفسك بكرا لأن رايحين مشوار مهم.
تسأل أنيس مستغربا مشوار ايه.
تحدثت وهى تذهب بأتجاه المرحاض قائلة
كل شئ بأوان يادكتور أنيس تصبح على خير.
أختفت عن أنظاره فأبتسم أنيس بهدوء بعد ما فهم على ماتنويه غدا ثم قال بصوت غير مسموع
ثم غادر غرفتها بسعادة غامرة وقلبه يتراقص بتلك النبضات العاشقة..
بعد بضع دقائق خرجت من المرحاض بعد ما ابدلت ملابسها بملابس أخرى مريحة استرخت على الفراش وهى تفرد ظهرها بتعب وذهبت فى نوم عميق...
فى اليوم التالى وتحديدا فى مكان آخر...
كان يمسكها والدها من شعرها ليصفعها كفا عڼيفا اسقطها أرضا جعلها تضع يديها الرقيقة على خديها بۏجع وقهر فنظر إليها بقسۏة ليقول بعجرفة
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن
قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يضربك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.
أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة الټدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعا على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلا
أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مڠصوبة على العجوز ده.
اتمنى لكما قراءة ممتعة
الفصل السابع
على الطريق كان عمران جالسا فى المقعد الخلفى من سيارته التى كانت تقف بجانب الطريق فكان منتظر سائقه أن يأتى له من مكانا ما أخذ يعمل على حاسوبه بدقة ليقطع شروده سائقه الخاص به قائلا
نظر إليه عمران من نافذة السيارة وقال
حد منهم شافك أو لاحظ حاجة.
أبدا حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دى.
قال عمران بهدوء فين الكاميرا
مد يديه إليه وهو يعطيها له فقال اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زى ما طلبت منى وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
أبتسم عمران وقال
عفارم عليك يارامز فعلا أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الأخر تقف فيروزة بجانب سيارتها وهى تزفر بضيق قائلة هو دا وقتك أنك تعطلى.
نظرت إلى هاتفها فوجدته فاصل القته بداخل السيارة بعصبية أعمل إيه أنا دلوقتى كل حاجة جاية تبوظ فى نفس الوقت .
نظرت حولها لعلها تجد أحد يساعدها ثوان واقترب منها ثلاث شباب فقال أحدهم محتاجة مساعدة ياقمر.
حدقت النظر بهم فلم ترتاح لهم منذ قدومهم فقالت بقلق لا شكرا مستغنيه عن خدماتكم.
وضع الشاب يده على صدره وقال بخبث
مينفعش نمشي ونسيبك لوحدك فى حته مقطوعة زى دى ميصحش بردو دا احنا ولاد بلد وجدعان أوى ولا ايه ياشباب.
تحدث الاخر وهو يحاول لمسها طبعا ولازم نقف جنب بنت البلد ونعمل معاها الواجب.
أبتعدت فيروزة عنه فقالت بقوة
أيدك لتوحشك وبعدين يلا اتفضلوا من هنا.
الشاب الثانى لو ما بعدناش هتعملى ايه يعنى.
فيروزة پغضب وصوت عال بعض الشئ
هصوت وألم عليكم الناس.
الشاب اوه بجد طب حاولي كدا وورينا إذا كان فى حد أصلا هيسمعك .
الشاب الأخر بس يالا حرام تزعل المزة الطلقة دى.
بينما الشاب الثالث أقترب منها وامسكها پعنف من يديها فقامت بدفعه بعيدا عنها وهى تصرخ بوجهه قائلة أنت مچنون ازاى تسمح لنفسك تلمسني بالشكل ده دا انا
هوديك فى ستين داهية .
ضحكوا عليها فقال الأخر تعجبني القطة الشرسة نفسي أعرف أنتى جايبة الثقة دى منين.
نظر إليها الشاب الثاني وقال بإبتسامة خبيثة
أعملى فيا اللى عيزاه بس مش قبل مدوق الحلاوة دى.
لتجد شاب وسيم قوي البنية فتحولت نظرات عيونها إلى نظرات مندهشة فقد قام بجذبها خلفه فقال أحد الشباب بسخرية وياترى بقا مين العصفور الجميل اللى نفاش ريشة علينا ومعرضها على الأخر.
نزع عمران نظرته بكل هيبة ووقار وهو يضعها فى سترته وقال بثقة
عزرائيل وجاى ياخد روحك النجسة.
الشاب بضيق طب ليه الغلط بقا ولما اعملها معاك تيجي تزعل.
نظر إليه عمران ببعض من الغموض وقال بهدوء
وأنا حابب أعرف هتعملها ازاى معايا ياسبع البرومبة.
تقدم الشاب منه محاولا أن يلكمه ولكن بحركة سريعة قام عمران بكل مهارة بكسر يديه فى لحظة تسمروا الآخرين مكانهم فقام أحدهم بوضع مطوة على رقبة فيروزة التى أرتجفت خوفا وشحب وجهها بشدة
فقال الشاب پخوف ابعد عننا بدل ما أدبحها قدامك.
نظر إليه الأخر بسخرية
والله سيب ياشاطر اللعبة اللى فى أيدك دي بدل ماقتلك أنا.
ممكن تبعد شوية يا أخ وتسبني.
رد عليها عمران پغضب تصدقى أنا غلطان المفروض كنت سيبتك تقعى على الأرض وتتفتح رأسك أو كنت سبته خلص عليكى بالمطوة.
أبتعدت عنه پعنف وهى تقول تصدق أنك مستفز.
تنفس بهدوء وهو يحملها بين يديه ووضعها بعربيته وأغلق الباب عليها ثم استدار بجسده المفتول للشابين الساقطين على الأرض بعد أن فر الثالث هاربا أمر سائقه أن يطلب له أحد من أفراد
الظابط أن يأتي إليه.
بعد مدة من الوقت فى المستشفى وتحديدا أمام غرفة الفحص فهب واقفا عندما خرجت الطبيبة فقالت مرات حضرتك فاقت وهى دلوقتى كويسة تقدر تشوفها ثم تركته وغادرت.
وضع يديه على قلبه الذى نبض مرة أخرى وهو يشعر بغرابة أمره
فسرح بخياله لمدة ثوانى ثم ادرك نفسه سريعا مستحيل اللى بتفكر فيه ده ياعمران فوق لنفسك كدا واعقل.
فتح باب الغرفة ليجدها تحاول أن تقوم من على
السرير أقترب منها بهدوء وهو يشعر بأن المكان يضيق عليه رويدا من فرض ما حل به ليقول
حمدلله على سلامتك يا أنسة مش أنسة بردو.
نظرت إليه بعينيها الفيروزية المشرقتان وقالت بتوتر من نظراته ايوة أنسة و شكرا لحضرتك على وقوفك معايا.
اردف عمران بأبتسامة لا شكر على واجب وبعدين أنتى كنتي بتعملى ايه فى طريق مقطوع زى دا.
تحدثت فيروزة قائلة كنت راجعة من مشوار وضيعت طريقي ومن سوء حظي عربيتي عطلت ومعرفتش أعمل إيه .
الحمدلله أن محصلش ليكى حاجة وحشه لقدر الله وأني جيتلك فى الوقت المناسب قبل ما الزباله يعملوا فيكى حاجة.
أجابته فيروزة قائلة الحمدلله على كل شئ معلش تعبت حضرتك معايا ياأستاذ..قطبت حاجبها وقالت متسائلة هو حضرتك اسمك إيه.
رد عليها بأبتسامة جميلة بينت غمزاته قائلا
اسمي عمران المنشاوى وبعدين ياستى أنا فى خدمت الشعب دايما.
لم يتلقى منها ردا بسبب شرودها فى غمزاته الساحرة التى أسرت قلبها عندما أبتسم لها ولكن فاقت من شرودها على
صوته المتسأل بقلق وهو ينظر إلى تلك اللاصقة التى وضعتها الطبيبة على عنقها فقال
هى ايه اللاصقة دى أنتى مچروحة فى رقبتك.
أخفضت رأسها بحياء وهى تستغرب قلقه عليها هكذا فقالت بهدوء أهدى أنا كويسة دا مجرد خدش بسيط بسبب المطوة اللى كانت علي رقبتي.
ازاى مخدش بالي ان الحيوان چرحك لولا أن هو دلوقتى متصاب كنت روحت خلصت عليه وخدت حقك منه.
أردفت فيروزة ببراءة كأنها طفلة صغيرة هو حضرتك جبت المسډس دا منين هو أنت حرامى.
أطلق ضحكة رجولية جعلتها تتوه مرة أخرى فى ملامحه الرائعة فقال هو حرامي ايه بس ياأنسة وبعدين هو فى حرامي هيجيب واحدة حلوة زيك كدا المستشفي دا كان زمانه خاطڤها.
قامت بأرجاع خصلة متمردة على وجهها للخلف فقد أحمرت وجنتيها بخجل ثم قالت احم انا مش قصدي بس غريبه أنك شايله كدا عادي وكمان انت طخيت الراجل.
ولا غريبة ولا حاجة وبعدين أنا مش أى حد أنا ظابط فى المخابرات ورتبتي مقدم عشان كدا طبيعي يكون معايا مسډس وبعدين الشباب اللى كانت بترخم عليكي اتقبض عليهم كلهم حتى التالت جبناه وهيتعاقبوا على اللى عملوه معاكى ودا غير أن احنا اكتشفنا أن هما عليهم قواضى تانيه هربانين منها.
كويس انك قبض عليهم خلى الناس ترتاح من شرهم.
نظر عمران إليها نظرة طويلة أربكتها ثم قال بتسأل
خلى فى علمك انتى لحد دلوقتى مقولتيش أسمك ايه.
أبتسمت بخجل وهى تقول اسمي فيروزة.
أردف عمران بانبهار قائلا ماشاءالله أسمك جميل زيك يافيروزة.
شعرت بارتباك عندما نطق اسمها فأدرك هو
هذا ثم اخذ يتسأل عيونك دى ولا لينسز.
إجابته فيروزة بهدوء عيوني.
تبارك الرحمن عيونك لونها فيروزية ماشاءالله علشان كدا لايق عليكي اسمك فيروزة فعلا أهلك عرفوا يختاروا الاسم المناسب.
دى
حقيقة..صمتت لوهلة ثم أضافت بملل
هو أنا همشى امتي.
عمران دلوقتى لو تحبي.
ياريت علشان انا مش بحب قاعدة المستشفيات.
تمام هنادي على الدكتورة ونطمن عليكي وبعدها نمشى.
بعد دقائق خرجوا من المستشفي وقام بتوصيلها إلى منزلها
تحدث عمران بهدوء عربيتك انا خليت حد يروح يشوفهالك ولما تتصلح هتتبعتلك على هنا.
أردفت بامتنان قائلة بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاى على وقفتك معايا وأنك مسبتنيش لحد موصلتنا قدام البيت معروفك دا عمرى ما هنساه ليك ياسيادة المقدم.
أبتسم إليها بهدوء أهم حاجة أنك بخير.
شكرا عن أذنك..فتحت باب العربية ونزلت منه واغلقته خلفها نظر إليه من النافذة قائلا
أتمنى أني اشوفك تانى.
ردت عليه بأبتسامة ناعمة بإذن الله.
دخلت إلى القصر وهى تشعر بسعادة تغمرها بشدة قابلها أنيس الذى تحدث بتوتر ابوكى عايزنا احنا الاتنين جوا وهيئته لا تبشر على خير وقالى لما الهانم الكبيرة تيجي تعالولى فورا .
خير ربنا يستر تعالى ندخله بدل ما يومنا يبقى أسود.
دخلوا المكتب بهدوء تام فأغلق أنيس الباب خلفهم استدار عامر لينظر إليهم ثم قال
متابعة القراءة