رواية ملاك الأسد بقلم إسراء الزغبي
المحتويات
تدع ذاك المچنون يعلم
وياليتك ما تحدثتى يا حمقاء
زفر بحنق فى وهو حائر ..... إذا دخل قد تسوء الأمور أكثر ..... إذا ظل قد تقتله غيرته
وكالعادة انساق وراء عشقه وغيرته
فتح الباب ودخل ويا ليته لم يفعل
معشوقته ..... ملاكه الصغير .... تسكن فى حضڼ رجل غيره ..... كيف تفعل ذلك ..... ألم يحذرها ..... ألم يخبرها أن هذا حقه هو وحده ..... لماذا تمردت عليه ...... سيجعلها ټندم
أسد بصړاخ إنتى اتجننتى .... إزاى تعملى فيا كدة ..... كم مرة حذرتك إنك ملكى ..... ملكى أنا وبس ..... ليه مش عايزة تفهمى ..... ليه مش محترمانى
يهزها پعنف وقد تجمعت العائلة على صراخه
حاول الجميع تهدئته ولكنه كالأسد الجريح
استمر فى ټعنيفها بشدة ..... رفع يده فكادت تسقط على وجنتها الممتلئة بشلالات من الدموع ..... ولكنه توقف وقد عادت له ذكرى تؤلمه وتدمر أحلامه دائما ..... تذكر أول مرة ضربها ..... تذكر ندمه بعدها ... تذكر كيف كانت ستتركه للأبد بسبب غبائه
همس پاختناق خلال تطلعها إليه برجاء أسدى
هرب ... هرب للخارج .... فهو بين نارين .... إما ينقض عليها بالضړب لإحتضانها غيره .... إما أن ينقض محتضنا إياها پعنف مانعا خروج نبرة الضعف بصوتها
وفى كلا الحالتين سيدمرها ... ولن يسمح بذلك ... لذلك اختار حلا آخر ... الهروب
فلتتحمل إذا .... حظها العثر ألقاها أمام شخص مريض
ظلت تنظر لطيفه پألم .... هل سيتركها ..... هل سيعاقبها على خطأ بدون قصد ..... أنتى غبية همس .....كيف اخترتى مشاعر الجد على مشاعر أسدك ..... كيف فكرتى فى جدك ونسيتى أسدك
همس پبكاء اطلعوا برة
حاولت ترنيم أن تقترب منها ولكن منعتها همس
همس برجاء ممزوج بشهقاتها أرجوكم اطلعوا برة
تحرك الجميع .... فلا يريدون أن تزداد الأمور تعقيدا .... نظر سعيد لأبيه بلوم
سعيد ينفع يا بابا .... إحنا سمعناه وهو بيقول إنك حضنتها .... ليه عملت كده ..... إنت عارف غيرته المچنونة
لو أهلها الحقيقيين سابوها .... إحنا جنبها .... بس الغبى ده عمره ما هيتعلم أبدا ...... قولتله اتحكم بغيرتك .... مبيسمعش الكلام
سعيد مواسيا خلاص متزعلش نفسك ..... هو أكيد هيرجع تانى .... بس لازم تراعى مرضه برضو
يمشى بالطرقات والشوارع شاردا غير عابئ بأى شيء ..... ظل يسير وهو يتمنى لو يغتسل من غيرته المچنونة ..... أكان سيضربها حقا ..... أكان سيكرر خطأه ..... كيف لم يعبأ بألمها .... كيف يسمع أصوات تألمها ويقسو عليها دون رحمة ...... أخطأت ولكنها لم تذنب ..... فبالنهاية هى تحتاج حنان العائلة ... يعلم أنها تشتاق لوالديها كثيرا ولكنها لا تخبره ... الغبية !!! أتعتقد أنه لا يفهمها !!
هى تعلم غيرته المچنونة ..... كانت يجب أن تتجنبها ..... ولكن .... ولكن تتجنب ماذا أم ماذا أيها الأسد ..... أنت تغار من كل شيء .... حتى ملابسها التى تتلمس جسدها
ظل فى أفكاره كثيرا حتى أذن الفجر
وجد مسجدا قريبا
دلف وصلى
دعا ربه أن يلهمه القوة والصبر .... دعا ربه أن يحفظ ملاكه منه قبل غيره
بعد انتهائه من الصلاة قرر الذهاب لها ..... ولكنه سيعاقبها قليلا حتى لا تكرر ما فعلته
أصرت على الجميع الذهاب ..... لا تريد غيره هو ..... ظنت عند معرفته أنها وحدها بالمشفى سيعود لأجلها ..... ولكنه لم يفعل ..... ألتلك الدرجة هو غاضب ... إن أراد ستقبل يده ... لكن وإياه الابتعاد
بكت بشدة حتى انتفخت عيناها وتلونت بالأحمر كوجهها تماما
رفضت الطعام والدواء لا تريد غيره .... ظلت مستيقظة حتى يأتى ولكنه لم يفعل .... نهضت وأدت فرضها ولأول مرة لا يكون إمامها
سار باتجاه غرفتها ليجد ممرضة تقف على الباب وبيدها الطعام
أسد باستغراب إنتى واقفة كدة ليه
الممرضة پخوف أصل المړيضة رفضت الأكل والدوا فانتظرت حضرتك
ثم أضافت بسرعة وفزع بس والله أنا حاولت معاها كتير وهى رفضت
أومأ برأسه وقد زاد حزنه لأنه السبب فى ذلك
أخذ منها الطعام والدواء ودخل غرفتها
صدم من وجهها المنتفخ .... لعڼ نفسه بشدة ... أوصلت به النذالة أن يسبب ذلك لها
اقترب منها مصطنعا الجمود
أسد بصرامة كلى يلا
همس بفرحة أسدى أنا ....
قاطعها پغضب قولت كلى
تناولته بصمت مثلما هبطت دموعها بنفس الصمت
أخذت الدواء لتفاجأ به يزيحها قليلا عن الفراش وينام عليه معطيا إياه ظهره
لا يعلم ما القوة الجبارة التى مكنته من عدم احتضانها ... غفى بجانبها بالرغم من وجود فراشه الآخر ولكنه متعب ويحتاج رائحتها وحضنها بشدة
تمددت بجانبه بهدوء ودموعها تهبط وقد علت شهقاتها
ظهرت ابتسامة عاشقة على محياه وهو يشعر بأنفاسها قريبة من ظهره
ثانية واحدة وكانت فوقه
نظرت له بذهول وقد اتسعت عينيها
احتضنها بقوة وهو يقبل أعلى رأسها
أسد بهدوء ونعاس إمممم .... نامى يا ملاكى
همس بدموع أنا آسفة .... والله مش هكررها تانى
نظر فى عينيها بعمق وهو يردف وعد
همس بضحكة طفولية سعيدة وعد
ابتسم لها بهدوء فدفنت وجهها بعنقه
وأخيرا ينعمان بنوم عميق
فى قصر ضرغام بغرفة جنى
جنى بعصبية فى الهاتف إنت غبى ..... اتأخرت ليه
المتصل احترمى نفسك .... وبعدين على ما عرفت أتصرف فى تليفون
جنى طب لازم نتصرف دا هيتجوزها
المتصل سيبيهم شهر يتهنوا وبعدين نفرقهم
جنى بعصبية نعععععم إنت بتهزر يا شريف
شريف متقلقيش أنا عارف أنا هعمل إيه
جنى بتهكم أما نشوف
الفصل ٢٤
استيقظ ليجد معشوقته القصيرة فوقه تحتضنه بشدة ډافنة رأسها بعنقه
ابتسم بهدوء ..... ليست أول مرة يستيقظ على هذا الوضع ..... ولكن الآن لها طعم مختلف ..... الكون لا يسعه من شدة فرحته
قرر اللعب بوجهها قليلا وهو يسحب أنفها تارة ووجنتها تارة
جعدت أنفها بلطافة شديدة وهى تتذمر بخفوت
فتحت عينيها ببطئ شديد تتثاءب بلطافة أشد غافلة عن عيون عاشقها
نظرت له بهدوء ومازالت ناعسة تقريبا
همس بلا وعى وهى تتأمله يخربيت حلاوة أمك
اڼفجر ضاحكا يأخذ أنفاسه بصعوبة
أسد بعبث ههههه طب ما تسيبك من أمى وخليكى فيا أنا بس
أخفضت بصرها بخجل شديد وعضت شفتها السفلية پعنف ټلعن نفسها
فوجئت بتقبيله لها حتى ابتعد عنها
نظر لها بعمق يحاول أن يسيطر على نفسه
نهض عنها بهدوء واتجه للمرحاض
نظرت فى أثره باستغراب ..... هل أزعجته !!
ولكن حمدا لله أنه ذهب ..... إن بقى دقيقة أخرى كانت ستنقض عليه بالقبلات
توقفى عن تفكيرك المنحرف ذلك أيتها الغبية !!
مرت ربع ساعة ووجدته خارج من المرحاض وشعره مبلل
نظرت له باستغراب بعدما استطاعت بصعوبة نسيان خجلها إنت استحميت دلوقتى ليه ! مش تستنى لما نروح !
تجاهل سؤالها عمدا
أسد مغيرا الموضوع فرحنا يوم الخميس الجاى
همس پصدمة إيه دا فاضل أربع أيام بس .... إزاى هجيب كل حاجة
أسد بهيام كل حاجة جاهزة من وإنتى عشر سنين يا ملاكى
همس بذهول إزاى
أسد بعشق فستانك جاهز من تمن سنين مستنيكى تلبسيه ليا ... والقاعة اللى هيتعمل فرحنا فيها مبنية من سبع سنين ونص ومتعملش فيها
ولا فرح ... لإنها هتبقى ليكى إنتى وبس يا ملاكى ... حتى أنا جهزت لينا بيت فى مكان بعيد عشان لو مش عايزة تقعدى فى القصر ... كل حاجة كانت منتظرة موافقتك بس
نظرت له وعينيها متلألئة بالدموع
ألتلك الدرجة يحبها .... بل يعشقها .... يا ليتها اعترفت بعشقها .... لا يهم ... المهم أنهما معا الآن ... لن يفترقا أبدا
مدت يداها الصغيرتان له ... تحثه على التقدم منها
نظر لها ثم ذهب بخياله لزمن بعيد ..... تذكرها فى صغرها ..... كانت تمد يديها له ليحملها
ابتسم بعشق سرعان ما تحول لخبث وهو يتجه لها
نظرت له بتوجس وهى ترى نظراته
أنزلت يديها ببطئ ..... ولكنه كان أسرع فى الوصول لها
ثانية واحدة وكانت على قدميه وبين أحضانه
نظرت له بفزع سرعان ما تحول لخجل ممزوج ببعض الڠضب
همس پغضب طفولى إيه اللى عملته دا !!
أسد ببراءة مصطنعة إيه !! مش إنتى مديتى إيدك عشان كده
همس بشهقة لا لا لا لا ..... إيه اللى بتقولوا ده
أسد بمكر الله ... مش من كام سنة كنتى بترفعى إيدك عشان أشيلك
همس بخجل وحنق دا كان زمان لما كنت صغيرة .... وبعدين محسسنى إن من كام سنة دى يعنى من كام ساعة مثلا
أسد بسخرية لما كنتى صغيرة ! على أساس إنك كبرتى مثلا
همس پغضب أيوة طبعا كبرت
نظر لها بوقاحة
أسد بانحراف وخبث هو من ناحية كبرتى ..... فإنتى كبرتى أوى أوى يعنى
شهقت واضعة يديها على وجهها تخبئه من خجلها
اڼفجر ضاحكا على براءتها الشديدة
أبعد يديهل ليفتتن بوجهها الساحر
قرب وجهه منها ينوى تقبيلها ..... ولكنها ابتعدت عنه بسرعة
همس بخجل وتوتر مينفعش يا أسدى ... أنا ... أنا
نظر لها بفخر يعلم ما تفكر به ..... لم يقاطعها فقد أراد أن تتشجع ..... أرادها أن تكون قوية تجاه عرضها حتى لو أمام من يملكها وتحل له
أسد مشجعا إياها ها يا ملاكى متنكسفيش .... قولى اللى عايزاه .... أنا أسدك حبيبك
نظرت داخل عيينه بعمق فتاهت برماديتيه
همس بلا وعى أنا بعشقك أوى .... بس مينفعش اللى بنعمله ده
قالت كلماتها الأخيرة مخفضة وجهها بخجل
لا تعرف كيف أتت لها الشجاعة .... لكنه أسد .... أسدها الذى يجعلها تفعل الغير متوقع أبدا
نظر لها بسعادة .... حسنا إنها خطوة جيدة لتتخلى عن خجلها معه ..... نعم لا يوجد ما يخجل فى حديثها أبدا ..... لكن بالنسبة لملاكه البرئ كل شيء يخجل
أسد بفرحة متقلقيش يا ملاكى ..... أوعدك إنى مش هقرب منك تانى إلا وإنتى مراتى قدام الناس
نظرت لوضعهما بتردد وتوتر .... أتخبره أم لا !!!
همس بتوتر طب مش هتبعد
تطلع إليها بغباء سرعان ما فهم
أسد پصدمة إيه هو أنا هبعد من دلوقتى !
نظرت له بذهول أمال من إمتى !
أسد ببلاهة أنا فكرت كمان يومين تلاتة كدة
همس بسخرية دا على أساس إن معاد فرحنا فيه كام يومين تلاتة مثلا
ضحك عليها بخفوت ثم حملها ووضعها على الفراش
غطاها جيدا وظل يتأملها بهوس وسط خجلها الشديد المتوج بفرحة وسعادة
همس بتوتر أسدى ... هو لما نتجوز يعنى ... جنى إيه اللى هيحصلها
أسد بهدوء اللى ملاكى تقوله هيتنفذ
همس مش ... مش عارفة بس يعنى ...
تنهدت ثم صمتت .... كيف تخبره ما تريد وهى لا تعلم حتى !
أسد بعشق بصى يا ملاكى ..... أنا جوازى منها كان عشان
متابعة القراءة