رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


ساعديها أمام صدرها وتحدثت بغيظ فهو يعلم أنها تكره كلمة أستاذة 
اسمي رحمة على فكرة يامتر هي داي مقابلة واحد جاي يخطب واول مرة يقعد مع خطيبته !
سيبتك بقي تتصفح الموبايل براحتك بخلي لك الجو علشان تكون هادي ورايق طالما وجودي ملهش أهمية 
أشار إليها بيداه أن تعود إلى مكانها ثم هتف
سيبك من شغل العيال اللصغيرة دي وعاودي مكانك 

تشبست في مكانها ورددت برفض 
له مزاجي اكده إن كان عاجبك 
اشت علت عيناه بالغ ضب من عنادها ثم أمرها
مبحبش الطريقة
داي انظبطي معاي في الكلام أحسن لك يارحمة 
حقا استدعى غض بها بمهارة ثم استدارت بجسدها وانتوت الخروج كي ترد له بروده معها الصاع صاعين فقام على الفور ولحقها ثم أمسكها من رسغها موجهها أنظارها إليه وهو ېعنفها 
أه من الواضح جدا إن دماغك ناشفة وهتتعبيني معاكي 
جذبت يداه من يداه بحدة ثم قالت 
وواضح جدا انك مبتفهمش في معاملة الست كويس 
أدارها ووقف أماما الباب مانعا إياها الخروج فكان أمامها بطوله الفارع وهي منتصفه في وقفتهم وهم يناظرون بعضهم
تمام اللي حصل وانت داخلة دي ميتكررش تاني 
نظرت له بذهول وسألته 
آه هو ايه اللي حوصل خلاك قالب وشك اكده إن شاء الله 
استفزته بكلامها ثم هدر بها 
يارحمة اظبطي لسانك وانت بتتكلمي معاي يا اما هتشوفي وش ماهر الريان التاني وهيوبقى يوم مش فايت النهاردة عليكي 
رأت احمرار عينيه ونظراته القاتمة فهدأت من نبرتها و استغلت مكر الأنثى داخلها وانتوت اللعب على حنان قلبه وعشقه لها وفورا
أنه لا يحل له الآن فعل ذلك ثم هدأ من نبرة صوته الغاضبة وفهمها 
في إنك داخلة حاطة يدك في يد أخوك وقاعده جاره لازقة فيه هو دي يصح 
حقا ذهلت وصمتت في بكائها فلم يخطر ببالها أن غضبه الجم ذاك لمجرد أن أخيها دخل محتضنا يداها وأنها كانت ملتصقة به من خجلها ثم تمتمت بخفوت 
وه ياماهر دي أخويا ابن أمي وأبويا مش واحد من الشارع 
تذكر حديثهما قبل ذالك ثم ذكرها هي الأخرى 
مش قلت لك يابت الناس مهتتحمليش غيرة بن الريان وهتتعبي رديتي على وقتها ورفضتي كلامي دلوك پتبكي من أولها 
وأكمل وهو يعرض عليها مرة أخرى
لو تحبي نلغى المشاعر خالص علشان أنا حبي مختلف وغيرتي وحشة ومبشوفش قدامي ونتعامل مع بعض علاقة محترمة بردوا بس كل واحد فيها حر طالما مفيهاش غصبانية لربنا عادي معنديش مانع 
شعرت بالڠضب من عرضه ثم لكزته في كتفه مرددة برفض 
ما بس بقى هو احنا هنرجع للكلام الفاضي دي تاني 
ثم أكملت وهي تنظر أرضا بخجل زادها جمالا
معنديش اعتراض على غيرتك وحاضر معملش اكده تاني وهخلي بالي أكتر 
حقا لقد أثارته بخجلها فكانت هي الأخرى مختلفة مبهرة جذابة ثم رفع وجهها إليه بخفة وأنزل يداه سريعا وغازلها 
طب تعرفي ان شكلك جميلة وانتي خجلانة 
لم ترد على غزله بها ثم أدارت جسدها للناحية الأخرى ووضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته العني فة في اقترابه وهمساته 
فهمس هو بجانب أذنها من الخلف
جميلة جمال مش عادي 
ممكن نقعد بقى ونبطل شغل القط والفار دي ونتكلم براحتنا 
مشت بخطواتها بنفس خجلها ثم جلست أمامه مع مراعاة المسافات وقلبها مازال ثائرا داخلها وصار هو ينظر لتفاصيلها يحفرها داخله فهو عاشقا بمهارة ولكن عاشق متأني وهي تعشق تأنيه ذلك فهي امرأة قوية ولابد لها من جواد كي يعرف مراوضتها على حق 
ثم ابتدأ هو الحديث يسألها عن يومها واندمجت معه في الحديث وانتهت جلستهم آمنة ومرت بسلام من ذاك المتمرد وتلك الشرسة
أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقيني كاسات وغني لي
بذكر سليمة والكمان ونغمي
أيا داعيا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
في منزل مجدي فقد عاد من المشفى منذ ثلاثة أيام وأصبح الآن حبيس الغرفة ومها تعتني به ولكل شؤونه دون كلل أو ملل فهي قد سلمت أمرها لله واستعانت على حالها بالصبر والصلاة 
فتحدث مجدي قائلا لها 
ماتجيبي زين وزيدان يقعدوا وياي شوي اتوحشتهم من امبارح ومسمعش ليهم حس خالص 
كانت واقفة في الغرفة تنظم الملابس وتضعها في مكانها ثم أجابته 
حاضر هخلص تطبيق الهدوم وهروح أجيبهم أني سايباهم بيحلوا واجباتهم برة على مااخلص هيكونوا خلصوا 
سألها بخزي من نفسه 
هم في سنة كام دلوك 
تنهدت بحسرة ثم أخبرته سنهم 
رايحين تانية ابتدائي 
حرك رأسه للأمام بخزي من حاله فهو لم

يعرف أبنائه في أي عام دراسي ولكنها لم تعلق على ذاك فهي باتت تستقبل أي شئ بهدوء فما أصابها وولداها لم يصدقه بشړ 
ثم أنهت ماتفعله وخرجت إليهم
وجلست أوسطهم وهي تحتضنهم بحنان يولد في لحظته خصيصا لهم 
حبايب ماما دلوك بابا عايز يقعد وياكم شوي انتو اتوحشتوه قووي وبيسأل عنيكم 
عايزاكم متتعبهوش علشان هو خارج من المستشفى صحته تعباه تمام ياصغننين 
ابتسما لها الطفلان مرددين بتصفيق فهما لم يصدقا أنهم سيجلسان مع أبيهم وسيتحدثون معه عما يريدون 
ثم أخذتهم من يديهم ودلفت بهم إلى أبيهم الذي ابتسم فور رؤيتهم وهو يفرد لهم ذراعه قائلا بحنو لم يعهد عليه من ذي قبل 
حبايب بابا عاملين كيف وأخبار مذاكرتكم ايه 
ابتسم الطفلان بفرحة لجلوسهم مع أبيهم لأول مرة ثم أجابه زيدان 
إحنا زين قووي في العلام يابوي خالتو مكة حفظتنا جزء عم كلياته وماما دلوك بقت تحفظنا جزء الملك إحنا في سورة القيامة 
سعد مجدي بالفخر لتربية مها من ذاك الطفلان الهادئان ثم ربت على ظهر زيدان مشجعا إياه 
عال عال يازين أذكى العقول عقل يحفظ القرآن 
حزن زيدان داخله فأبيه ناداه باسم أخيه ثم تمتم الطفل بحزن 
أني زيدان يابوي مش زين مع إن الفرق بيناتنا واضح أنا طويل شوي عن زين وهو عنديه حسنة في جبهته 
قامت مها على الفور واحتضنت ولدها الحزين فهي لم تتحمل حزن أحدهم أبدا وعللت له 
له ياحبيبي بابا ميقصدش يتلخبط بيناتكم هو بس الدوا مخلي عنيه مزغللة ومشايفش كويس متزعلش يازيدان ياحبيبي 
ثم نظرت إلى مجدى تطلب منه أن يؤكد كلامها 
صوح يامجدي ولا مش صوح 
أحس مجدي بالخجل من نفسه فهو لم يعرف الفرق بين التوأمين ثم أكد حديثها 
طبعا ياحبيبي معلش يازيدان ياولدي العتب على النظر 
ابتسم الطفل ببراءة ثم هتف زين هو الآخر 
هو انت يابابا ممكن توديني التمرين المرة الجاية زي مازن صاحبي 
هنا شعر بالحزن الشديد فولداه محرومان من عطفه والآن أصبحا محرومان من وقوفه بجانبهم وتحقيق أمنياتهم 
ثم ردت مها بدلا عنه 
مش أني قلت لكم إن بابا تعبان ومش عايزين نتعبه أكتر يالا قوموا علشان تاخدوا شاور وتناموا 
تشبس بهم مجدي مانعا إياها
له سيبيهم وياي مش مضايقني ولا تاعبيني خالص 
أعلن هاتف مها عن وصول مكالمة وجدتها الطبيبة فأجابتها بترحاب ثم تحدثت الطبيبة
بقول لك ايه ياحبيبتي لو قاعدة جمب جوزى هملي الأوضة واخرجي عايزة أقولك على حاجة مهمة جدا 
شعرت مها بړعب اقت حم جس دها ثم خرجت من الغرفة ودلفت غرفة أبنائها وسألتها بقلق 
في حاجة ياداكتورة قلقتيني عاد 
تنهدت الطبيبة بأسى ثم أخبرتها بما عرفته 
في حاجة اكده كانت ظهرت في تحاليل مجدي الشاملة اللي عميلناها ومكنتش حابة أخبرك بيها إلا لما أتوكد الاول 
الى هنا لم تتحمل مها الانتظار ثم سألتها بقلق 
له إنت اكده قلقتيني خالص ياداكتورة اتكلمي هيوحصل ايه أكتر من اللي عرفناه 
أخبرتها الطبيبة بما اكتشفته 
مجدي طلع عنديه لوكيميا في الډم في مرحلته الرابعة 
شهقت مها بفزع من ماقالته الطبيبة الآن أيعقل أن يكون رب السما استجاب لدعواها عليه طيلة السنوات الماضية !
لقد كانت حينما يقسوا عليه تدعوا الله وقلبها مح روق ربنا يح رق د مك 
ولكن
انتبهوا أيها السادة فقد حذرنا الله من الدعاء على أنفسنا ولا على أولادنا فقد قال تعالى ويدعوا الإنسان بالشړ دعاؤه بالخير وكان الإنسان عجولا
فلا تدعين على ابنك أو ابنتك مهما كانت غلبتهم لكي فلعلها ساعة استجابة وحينها ټندمون ولم يصبح للندم أي فائدة 
ثم استجمعت شتاتها وسألت الطبيبة
طب نعمل ايه دلوك ياداكتورة وايه الخطوات اللازمة علشان ربنا ياخد بيده 
أجابتها الطبيبة وهي ترشدها بالخطوات التي ستفعلها 
هبعتك لدكتور محي علام شاطر جدا وهو هيعرفك كل حاجة بس متبلغيش جوزك بالخبر لأنه هيأثر عليه جدا لما تروحي للدكتور سيبيه هو اللي يتعامل هبعت لك رقمه وعنوانه على الواتساب وتروحي له علطول لأن المړض في الدرجة الرابعة ولازم يبدأ رحلة علاجه 
شكرتها مها ثم انتهت مكالمتها مع الطبيعة وأسندت رأسها على التخت ودم وع عيناها تهبط على وجنتيها بغزارة وهي تحدث حالها
ماذا بعد ! ألم تمضي تلك الأيام المريرة !
ألم تنتهي صڤعات الزمان لي 
لقد تعبت وتألمت وجرحت وفاضت روحي والأل م مازال مكملا معي !
كفاك أيتها الصدمات كفاك أيها العمر وأنت تمضي بي رحلة عمرى وضياعي 
لقد أرهقت وأصبح كل شيء فوق مستوى احتمالي 
ثم مسحت دموعها وقررت أن لاتبلغ عامر بما عرفته ودلفت إلى الحمام وغسلت وجهها ثم ذهبت لهم كي ترعاهم فمسؤليتهم جميعا تقع على عاتقها الآن 
رآها مجدي وشعر أنها ليست بخير فسألها
مالك يامها الداكتورة قالت لك حاجة زعلتك 
تنفست ببطئ ثم أجابته بنفي 
له يامجدي هي بس كانت بتقول لي على اسم داكتور جديد هنروح له هو اللي هيتابع حالتك بس مفيش حاجة تاني 
ثم وجهت أنظارها إلى أبنائها آمرة إياهم 
يالا ياولاد علشان معاد نومكم جه كفاياكم سهر لحد اكده 
قاموا معها بطاعة اعتاد عليها ذاك الطفلان وودعهم أبيهم
بقبلة لهم ثم خرجوا مع والدتهم
انقضى عدة أيام والأجواء هادئة على الجميع ونوعا ما الاستقرار يغلبهم 
واليوم الجمعة كان جاسر يستعد لأن يذهب مقهى الأدباء التى تجلس بها منة فهو قد شعر بأنها أصبحت جزءا من حياته ولكنها هي المتحفظة بشدة في المعاملة بينهم لم يشعر منها بأي إحساس تشعره تجاهه فدوما يسألها عن أشياء وإجابتها عكس ما يتمنى ولكنه استشف أنها منغلقة على حالها نظرا لحالتها الخاصة ولكنه قرر اليوم أن يحكيها عن شعوره تجاهها كي يرتاح فهو أحب برائتها وثقافتها وعقلها المتفتح أحس بأنه يريدها في حياته دق قلبه معها 
حتى العبادات والعادات التى تفعلها في ذا اليوم أصبح يفعلها مثلها كما عرف منها 
أنهى ارتداء ملابسه ووضع البريفيوم الخاص به ثم صعد سيارته وذهب إلي المقهى 
دلف الى ذاك المكان المحبذ لها ووجدها كالعادة تجلس وحدها وصل إليها وألقى السلام ثم سألها 
أمال روايتك فين النهاردة اللي بتقرأيها وقهوتك وكمان شايفك لابسة طقم ومتشيكة في عبايتك الكلاسيك !
ثم ردد مندهشا
كلك النهاردة متغير يامنون ياترى ايه سر التغيير 
ابتسمت منه وسألته هي الأخرى 
طب بمناسبة إننا هنا أصحاب مش صاحب مكتب والمديرة بتاعته ايه رأيك بقي في اللوك الجديد دي حلو علي ولا ايه 
أجابها بمشاغبة
 

تم نسخ الرابط