رواية حلم بقلم سارة مجدي
المحتويات
قريبة منه لكن كونه رجل كوالدها يجعلها تركض مبتعده عنه و للأبدرغم ذلك الإحساس الذى يؤلم قلبها برغبه قوية فى إخراج كل ما يؤلم قلبها له هو فقط أحاسيس مختلفة مختلطة قاتله تنحر روحها يوميا دونأن يشعر بها أحد
سنين وأنا عايشة في مشاكلي وبعمل أني ناسياها
وحكموا عليا من شكلي و م العيشة إللي عايشاها
أنا أوقات أبان هادية ومن جوايا ڼار قايدة
ولو يوم إللي حسدوني يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا إللي أنا شوفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن إللي أنا فيه هتفرق أيه أيه الفايدة!
دلف إلى الغرفة على وجهه إبتسامة واسعة سعيدة رغم الإرهاق الذى يرتسم على وجهه من كثرة الخۏف عليها ليجدها تجلس فى منتصفالسرير تضع كف يديها على معدتها و إبتسامتها الهادئة ترتسم على محياها اقترب عدة خطوات ليصله صوتها الذى يحمل الكثير منالسعادة
جلس أمامها و مد يده يضعها فوق يديها الموضوعة فوق معدتها و قال
اه طبعا مصدق كرم ربنا كبير يا عائش و حفيد عيلة بركات الأول هينور الدنيا
رفعت عيونها إليه و قالت بإبتسامة واسعة
عايز ولد و لا بنت
نظر إليها بحب كبير و عشق يزداد و قال
كل إللى ربنا يجيبه خير و يا سلام لو بنت حلوة كده زى أمها يبقى ربنا بيحبنى أوى
و هى من داخلها تتمنى وجود والدتها بجانبها تضمها تطمئن خۏفها تبتسم لها إبتسامتها الحنونه تخبرها أنها ستكون أفضل أم فى هذةالحياة تنصحها توجهها تربت على قلبها المرتعش خوفا لكن والدتها ليست هنا قټلها والدها قتل رحمتهم على الأرض و لم يبقى لهمشئ
الفصل السادس من سقر عشقي حلم
ظل واقف فى مكانه لعدة دقائق دقائق كثيرة لم يحسبها و لم يشعر بها و كل ذلك بسبب تلك الڼار التى أشعلتها حلم بكلماتها ڼار لاتنطفئ أو تهدء و رغبة قوية فى الذهاب إلى عمه و هزه بقوة و الصړاخ فى وجهه بأعلى صوت لماذا تفعل كل هذا لماذا قټلت بناتك وحطمت قلوبهن و أحلامهن لم يعد يحتمل و غضبه يتصاعد
تحرك سريعا متوجها إلى غرفة جده عليه أن يتحدث معه عله يجد لديه إجابة تريح قلبه و روحه المعذبة و تساعد أيضا روحها التى تتألم رغم أنه يحمله بعض من الذنب و لا يبرئ زمته أبدا من كل ما حدث
وقف أمام باب غرفة جده ينظر إليه و هو ينهى صلاته و لكنه شعر بالصدمة حين سمع جده يدعوا الله قائلا
اللهم أغفر ذنبى فى حق المرحومه دلال و ذنبى فى حق الفتايات و ذلك الذنب الكبير الذى لا أعلمه و بسببه رزقتني إبن عاق اللهمإنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى
أقترب راغب و جلس أمامه ينظر إليه ليخفض بركات عينيه أرضا خاصة مع ذلك السؤال الواضح داخل عيون حفيده
ظل الصمت ثالثهما لعدة دقائق حتى قال راغب
هو أنت ليه مش بتتصرف ليه مش بتلاقى حل لكل إللى أحنا فيه ده أنت الكبير و بايدك تحل كل حاجة
لم يجبه بركات بشئ و ظل كما هو ينظر أرضا ليكمل راغب من جديد و الڠضب يتملك منه و جعل صوته يرتع قليلا
لأمتى هتفضل البنات تدفع تمن إللى عمى أحمد بيعملوا لأمتى هتفضل حلم تتعذب و أنا بټعذب و كلنا بندفع الثمن
رفع بركات عينيه ينظر إلى حفيده ذلك الشاب الذى يفتخر به الجميع و يتمنى الجميع أن يكون لهم ولد مثله لكنه أيضا عاطفى أكثر مناللازم الجميع يعلم بحبه لحلم و الجميع أيضا يعلمون جيدا ما يقوم به بالخفاء من أجلها و الوحيدة التى لا تعلم هى حلم نفسها وهو راضي بكل هذا يكفى أن يراها بخير و فقط أخذ بركات نفس عميق و قال بهدوء رغم ما يعتليه من إحساس بالذنب
رغم الۏجع إللى الكل حاسس بيه لكن يا أبنى أسم العيله أهم أسم العيله هو إللى خلى أخوك يوسف أشهر دكتور قلب فى البلد ومراته أشهر دكتورة نسا و كل الناس بتثق فيها و بتجيلها من كل مكان هو إللى خلى المزرعة بتاعتنا من أكبر المزارع إللى الناس عايزةتتعامل معاها و الكل بيحلف بأنتاجها و إدارتك ليها أسم العيله هو إللى فاتح شركة الأستيراد و التصدير و هو إللى مخلى للفواكه والخضار بتاعتنا أسم و مركز كبير فى السوق و أبوك قادر يصدرها لكل الدنيا و غسان أخوك كل الدنيا بتيجى لحد عنده علشان تاخد منهالخبرة و بتجرى وراه علشان تحجز المحصول
كان يستمع لكلمات جده و بداخله إحساس غريب يتفهم منطق جده و يستطيع أستيعابه لكنه يرفضه و بشده كيف من أجل الماليتقبل خسارة حلم حرك رأسه يمينا و يسارا و قال برفض
أنت غلطان يا جدى أنت بتفكر فى أسم العيله و عمى أحمد مش بيفكر غير فى نفسه و إللى بيدفع التمن حلم و مش حلم لوحدها لوحضرتك شايف أن عائشة و نوار سعدا و كويسين تبقى غلطان شوف كل واحده فيهم لما بتيجى سيرة عمى أيه إللى بيحصلهم و الڼار إللىتحرق قلوبهم و تبقى باينه للأعمى فى عنيهم
ثم وقف على قدميه و أشار لجده و أكمل
ذنب مۏت طنط دلال و ذنب كسرة البنات و ذنب حلم و ذنبي فى رقبتك يا جدى
وغادر الغرفة سريعا تتابعه عيون جده التى أمتلئت بالدموع فكلمات راغب أصابت الجزء المټألم و الذى لا يتوقف أبدا عن لومه و عتابه فتحت ذلك الباب الذى كان دائما يغلقه بقوة حتى يظل متمسك بما أخذه من قرار و أن يظل أسم عائلة بركات دون شائبه متغافلا عن كلما يسوء الأسم بسبب تصرفات أحمد التى يعلمها الجميع و البعيد قبل القريب
عاد يوسف و عائشة إلى البيت يمسك بيدها و هى تحاوط معدتها بيديها شعرت رقيه بالأندهاش خاصة أنه لم يمر وقت طويل على مكالمةيوسف الذى أخبرها فيها أنهم لن يعودا باكرا وقفت و أقتربت منهم و هى تقول ببعض القلق
أنتوا كويسين يا ولاد
لينتبه الجميع إلى سؤالها بين أندهاش و عدم فهم ليبتسم يوسف و هو يقول بفخر ذكوري
عائش حامل ولى العهد و الحفيد الأول لعيلة بركات فى الطريق
أبتسمت نوار بسعادة كبيرة رغم تلك الدموع التى تجمعت فى عيونها إلا أنها أقتربت من أختها تضمها بقوة و حب و حنان و هى تقولبصدق
اللهم بارك اللهم بارك مبارك يا عائشة مبارك يا حبيبتى ربنا يكمل حملك على خير هتبقى أحلى ماما فى الدنيا
أقتربت أيضا حلم بسعادة كبيرة و هى تقول بمرح
و أخيرا هبقى خالتو مبروك يا عائشة ألف
مبروك يا قلبى
ثم نظرت إلى يوسف و قالت
مبروك يا
دكتور
الله يبارك فيكى يا حلم عقبال ما نفرح بيكى
قال كلماته الأخيرة و هو ينظر إلى راغب الذى كانت عينيه ثابته على حلم رغم حديثه مع عائشة بسعادة خاصة و هو يقول بمرح
و أخيرا هبقى عمو و أصيع أنا و أبن أخويا الصياعه إللى مصعتهاش طول حياتى
لتضحك عائشة بصوت عالى و قالت بمرح
لو هيصيع معاك أنت يا راغب أنا كده مطمنه عليه جدا
ليضحك الجميع و أكمل الجميع مباركات لها و ليوسف إلا غسان الذى ظل صامت عيونه ثابته على نوار التى تحاول إخفاء دموعهابابتسامة سعادة كبيرة وقلبه يؤلمه من أجلها و ضميره يعذبه مما فعل ولا يجد حل الأن ليصلح ما أفسده و لا يوجد فرصة أمامه أنهالأن خاسر بكل ما للكلمه من معنى
أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام و السعادة تملئ وجه مصطفى الذى قال بسعادة طفل صغير
و أخيرا هبقى بابا جدو
ثم نظر إلى والده و أكمل قائلا بنفس السعادة
بعد إذنك يا حج أنا هدبح عجل لله
أومئ بركات بنعم و قال بأبتسامة وقوره
أكيد طبعا يا أبنى ده أول حفيد للعيلة
كانت نوار صامته تماما تتلاعب بطعامها لا يشعر بها أحد غير ذلك المذنب فى حقها نظر إلى الأمام و هو يتذكر ذلك اليوم بعد ذهابهمإلى الطبيب و قيامهم بجميع التحاليل أدعى أنه لديه عمل كثير و لن يستطيعوا الذهاب إلى الطبيب و لكنه عاد متأخرا و بين يديه التحاليلو بابتسامة واسعة وقف أمامها و قال
متقلقيش يا ستى أحنا الأتنين سلام و زى الفل و تأخير الخلفه ده مسألة وقت مش أكثر
أقتربت منه تمسك يديه بتوسل و عيونها تبتسم بسعادة و قالت بعدم تصديق
بجد يا غسان بجد
اه يا قلب غسان بجد
أجابها كاذبا و قد سار فى طريق لا رجوع فيه أوله و أوسطه و آخره خسارة
عاد من أفكاره على صوت ضحكات عائلته ليعود بنظره لها و من جديد صامته عيونها حزينة رغم تلك الإبتسامة التى ترتسم على ثغرها دونأن تصل إلى عينيها
و حين رفعت عيونها إليه أخفض هو عينيه يكفى ضميره يعذبه فهو لا يستطيع النظر إلى عينيها يكفى عڈابه لنفسه و كل يوم الخۏف داخلقلبه يزداد
بعد الغداء توجهت حلم إلى الحديقة الخلفية و توجه راغب إلى غرفته ومباشرة إلى النافذة ليجدها تجلس هناك على الأريكة الخشبية الكبيرةممدده القدمين و بين يديها ذلك الكتاب التى لا تمل و لا تتوقف عن قرائته
أبتسم إبتسامة مشاغبة اليوم ليظهر بعض من مشاعره علها تفهم و تشعر به علها تجد فيه ما تبحث عنه عل قلبها يميل
توجه إلى مشغل الموسيقى و أوصله بالسماعات لتصدح تلك الكلمات الرقيقة و هو يقف أمام النافذة فى مرمى بصرها مباشرة ينظر إليهابتحدى
متابعة القراءة