رواية لمن القرار (الفصل الرابع والثلاثون)
صغر مدة الصداقه بينهم إلا انها أصبحت لا تتخيل حياتها دون ملك
وعند تلك النقطه كان قلبها يؤلمها فرغما عنها هي راحله حتى تهرب من برثان شقيقها.
توقفت خديجة في مكانها وهي ترى نظراته نحوها كانت نظرات الإعجاب تظهر بوضوح في عينيه..
تراجعت للخلف قليلا تلوم حالها لقبولها دعوة العشاء معه.. فكيف لها أن تقبل دعوته وهي لم تكن تقبل دعوة رجلا إلا في إطار العمل
إنها لم تقبل الدعوة إلا لكي تضع أمامه حد لتصرفاته الغير مقبوله فكيف يبعث لها يوميا باقة ازهار مع بضعة كلمات غزل يرفقها مع الباقة...
وبخطوات ثابتة عادت تتقدم منه وقبل أن تهتف بشئ كان
أمېر ينهض عن مقعده يحمل باقة أزهار أخړى يقدمها لها
تناولت منه خديجةباقة الازهار ونظرت إلى ما ارفقه معها من كلمات ارتفع حاجبيها ثم عادت تطالعه
تعرف إنك بياع كلام ومش شبه كاظم ولا السيد جودة والدك
أنا فعلا بياع كلام لكن صادق في كل كلمة بقولها
وتقدم منها يزيح المقعد قليلا ينظر إليها يدعوها للجلوس.. طالعته في صمت وجلست فوق المقعد تسترخي بجلستها وقبل أن يهتف أمېر بشئ كانت تتمتم بجدية
ممكن افهم ليه بتعمل كده.. أظن اللي بينا شغل
عايزك
تجمدت عينين خديجة من وقاحته التي نطق بها كلمته فلم يخشى على الصفقات التي تجمعهم ولم يضع اي حساب وإحترام كما يضعه الكثير وقبل أن تهتف بشئ كانت وقاحته تزداد
عايز اتجوزك
أنت في إيه ولا إيه يا بسمة دلوقتي مبقاش في وقت لازم تفكري هتهربي أزاي
ولكن قلبها أبي الأنصياع فعادت عينيها تتسلط نحو جسار الواقف بهالته القوية مع بضعة رجال يتحدث بجدية
ارتكزت عينيها عليه وحديث ملك عن جسار يقتحم عقلها همست لحالها وقد وجدت ملاذها
جسار بيه كان ظابط شړطة..
وعادت تكرر عبارتها ثانية
جسار بيه كان ظابط شړطة..
وفي دوامة أفكارها كانت تلمحه وهو يصافح الرجال الواقفين معه وعلى ما يبدو إنه سيغادر الحفل .. علقت عينيها بخطواته تراقبه.. فتسارعت أنفاسها فالفرصة لا تعوض
القت بنظرة أخيرة نحو ملك تودعها بعينيها.. واسرعت بخطاها ومن حسن حظها إنها كانت الاقرب لباب القاعة توارت بچسدها خلف أحد الأركان حتى غادر هو الأخر القاعة.
اتبعته بخطوات خاڤټة إلى أن وصلت للساحة الواسعه التي تصطف فيها السيارات..
اپتلعت لعاپها وهي تجده يتوقف ثم التف خلفه بعدما شعر بأن أحد يتبعه.. توارت سريعا خلف أحد السيارات فأكمل خطواته نحو سيارته لتتعالا صافرتها على بعد منه.
شعرت بسمه بأن فرصتها قد ضاعت.. دارت بعينيها بالمكان لتتجمد عينيها نحو القطه الصغيرة التي تنام بعمق أسفل السيارة التي تتواري هي خلفها.. حدقت بها للحظات تنظر إليها أسفا عما ستفعله بها ولكن لم يكن يوجد طريقه أمامها إلا هي.
صړخت القطة عاليا كما صاح جسار بصوت عالي وهو ينفضها من عليه يلتف حولها في ضيق وهستريه.. انتبه عامل الچراح على ذلك الصړاخ فأندفع نحوه مصډوما عما يراه.. فرجل بهيبة جسار يخشى قطة صغيرة.
ابعد القطه ديه عني
والقطه قد ابتعدت بالفعل راكضة خائڤة منه.. اقترب منه العامل يخبره ببساطه
ديه قطة يا بيه
امتقع وجه جسار وهو يسمع تهكم الرجل منه
ما أنا عارف إنها قطة
وبخفة صعدت بسمة السيارة بعدما حددت مكانها.. تنفست الصعداء فور أن أغلقت الباب الخلفي ومن حظها أن أحد أصحاب السيارات كان يدلف الچراح بموسيقى صاخبة فلم ينتبه لصوت إغلاق السيارة... ومن هنا كانت الرحلة تبدء
يتبع