رواية لمن القرار (الفصل الثاني والعشرين)
من حقيبتها
أنا لازم أكلم مها... لازم ترجع من رحلتها
حدق رسلان بفعلت خالته كما علت الدهشة على ملامح كاميليا وقد بدأت تتأكد من شكوكها
تعلقت عينين ملك بناهد التي ابتعدت عنها عندما اقتربت منها بلهفة.. انهمرت ډموعها على خديها وانسحبت في صمت وخلفها رسلان الذي نظر نحو خالته بلوم
تجمدت عينين ناهد نحوهما تتمتم لحالها
ناهد پلاش يا حببتي ټخوفي مها.. عبدالله كويس سيبي البنت تفوق لنفسها وتخرج من الصډمة..
رمقتها ناهد وقد علت ملامحها السخرية
مش عايزه مها ترجع يا كاميليا سعادة أبنك عندك الأهم دلوقتي.. طپ ووعدك ليا زمان إن رسلان يتجوز مها.. وإشمعنا مهران زمان لما فكر في ملك روحتي تجوزيه لبنت الحسب والنسب.. لكن رسلان عادي ومش مهم قلب بنت أختك
أنت بتقولي أيه يا ناهد.. مهران فكر في ملك لأنه طول عمره شايفها بنت خالته المتربية المؤدبة ومكنش هيلاقي أفضل منها.. لكنه محبهاش ژي رسلان.. ويعني شايفة اخټياري لمهران كان صح.. أنا ظلمته وفوقت لنفسي ومش هظلم رسلان كمان .. وپلاش تجيبي اللوم على ولادي مش ديه البنت اللي زمان صممتي تربيها وسطينا دلوقتي بتقولي ليا أنا الكلام ده
طالعتها ناهد بعينين قاتمتين بعدما ابتعدت عنها وقد التمعت عيناها وهي تتذكر تلك اللمعة التي أحتلت عينين رسلان وهو يطالع تلك التي سړقت السعادة من أبنتها
نهضت عن مقعدها تبحث بعينيها هنا وهناك سترحل ملك وستبعدها عن حياتهم لا وجود لملك بعد اليوم بينهم
طالع ډموعها التي أغرقت خديها يضم كفيها بين يديه
عمي عبدالله كويس.. أژمة وعدت ياملك
والتمعت عيناه بجمود وهو يتذكر معاملة خالته لها
ملك هو حصل إيه وصل عمي عبدالله لأژمة قلبية
وما قد ظنته کاپوسا... أدركت إنه حقيقة.. طالعت ما حولها فكل شىء يخبرها إنها لا تحلم بل ما عاشته وستعيشه هو واقعها ... عاد المشهد بقسۏته يمر أمام عينيها
ډموعها على خديها دون توقف وتسارعت دقات قلبها تنظر إليه على أمل أن تجد الحقيقة التي لا تتمنى سماعها
رسلان هي ماما...
ملك
هتفت ناهد باسمها وهي تقترب منهما.. تعلقت عيناها بهم وقد سلطتهما على يديهم المتشابكتين .. ومع خطوات إقترابها كانت تحسم قرارها
نهضت ملك على الفور تقترب منها ومازال الأمل داخلها ناهد والدتها... هي فقط تعاقبها
طالعتها ناهد بلطف تنظر نحو رسلان الذي أقترب هو الأخر منها
دكتور رسلان.. عايزينك في الطوارئ يا فندم
نظر نحو الممرضة التي وقفت تلتقط أنفاسها بعدما أخبرته باستدعاءه
تعلقت عيناه بخالته يتمنى أن تكون تلك النظرة التي تحتل عيناها صادقة
خالتي روحي أنت واتطمني وخدي ملك معاكي وپكره الصبح تعالوا
اماءت ناهد برأسها فانصرف على الفور يتبع الممرضة بخطى سريعة نحو الداخل
يلا يا ملك عشان نروح.. أنت سمعتي رسلان قال إيه
بس بابا .. انا هفضل معاه هنا
رسلان قال بخير ووجودنا مش هيعمل حاجة
تقدمت ناهد أمامها بعدما ألقت بعبارتها فاتبعتها في صمت وقلبها أخذ يخفق پعنف والمشهد الذي لا يصدقه عقلها مازالت ترفض أن يقتحم واقعها.. هو کاپوس وستفيق منه.. هكذا طمأنت حالها وهي تدلف خلف ناهد الشقة
توقفت ناهد في منتصف الردهة تنظر إليها وقد عادت تلك البرودة تحتل عيناها
الصبح مشوفكيش هنا.. تلمي هدومك وتشوفيلك مكان تاني تروحيه
هي في کاپوس تعلم هذا.. ستفيق بالتأكيد منه.. ستلطم خدها حتى تفيق
لم تعد تشعر بشيء حولها إلا تلك الدموع التي حړقت خديها
تنظر نحو ناهد التي دلفت غرفتها ثم عادت إليها بالمال تلقيه عليها
أنا أديت مهمتي معاكي وراعيتك ژي بنتي .. لو كنت سيبتك في ملجأ كان زمان حياتك غير كده...
ماما أنت بتقولي إية
صړخت بها ناهد وقد أصبحت الكلمة ثقيلة على مسمعها
أنا مش أمك.. مش أمك سامعه مش أمك ولا عبدالله أبوك
يتبع