رواية وكان لقاؤنا حياة (الفصل الخامس)
رفعت "خديجة" لها ڈراعيها تُعلن إستسلامها.
- خلاص يا "سارة" رفعت راية الإستسلام.
رمقتها "سارة" بنظرة ممتقعة سُرعان ما تحولت لنظرة متحمسة وهي تتذكر شيءً.
- صح نسيت أوريكي الإعلان اللي كنت لسا شيفاه قبل ما حضرتك تمسكيني تريقة.
أسرعت "سارة" بإلتقاط هاتفها والبحث عن صفحة الوظائف التي رأت بها الإعلان الوظيفي.
اقتربت "خديجة" بمقعدها من "سارة" التي أخذت تخبرها بحماس متطلبات الوظيفة.
- عايزين مترجمة بتعرف روسي كويس لمدة 6 شهور، المرتب حلو أوي يا "خديجة".
أخبرتها "سارة" بالراتب الذي ستحصل عليه مما جعل "خديجة" تهتف بإحباط.
- المرتب المعروض بيدل إن معايير اختيارهم للشخص هتكون صعبة يا "سارة"... بيتهيألي كده عايزين مواطن روسي ومقيم حاليًا في مصر وبيعرف عربي كويس أو واحد عايش حياته كلها فـ روسيا.
امتقعت ملامح "سارة" بعدما استمعت لكلام "خديجة".
- إيه الإحباط اللي أنتِ فيه ده، أولاً الراتب لو ممتاز فهو عشان يغري المتقدمين للوظيفة متنسيش إنها مش وظيفة دايمة، فمش أي حد هيقبل بيها..
ثانيًا يا أستاذه يا مُحبطة قدمي وخلاص.
وبعيداً عن أولاً وثانيًا خليكي واثقة في نفسك يا "خديجة".. أنتِ شاطرة ومجتهدة يا "خديجة".
أرادت "سارة" أن تُشجعها.
- أنا لو مكانك مش هسيب الفرصة ديه حتى لو مش واثقة في قدراتي لكن أعمل إيه أنا قسم إيطالي.
بدأت "خديجة" تقتنع برأي "سارة" فلما لا تُجرب وبالنهاية هي تجربة لن تخسر فيها شىء.. صحيح ستشعر بالإحباط بعدما يتم رفضها لكن لا بأس.
- وريني كده الإعلان عشان أشوف اسم الشړكة بدل ما احنا بنتكلم عن الفرصه التي لا تعوض ويطلع الإعلان في الأخر وهمي.
أعطتها "سارة" الهاتف وعلى وجهها إبتسامة واسعة، فالشړكة التي ټعرض الوظيفة شركة أدوية معروفة ولها اسمها.
فور أن وقعت عينيّ "خديجة" على اسم الشړكة تحولت ملامحها للوجوم.
- دي الشړكة اللي بتشتغل فيها "ريناد"
التقطت "سارة" الهاتف منها تنظر لإسم الشړكة فهي تعرف أن "ريناد" تعمل بشركة أدوية يحلم الكثير بالتوظيف بها لكنها لم تركز يومًا بإسم الشړكة لأن الأمر لا يعنيها.
- وفيها إيه يا "خديجة" وقبل ما تقوليلي عشان متضايقش من وجودك معلش المرادي هقولك هتفضلي لحد امتى ظل خفي ليها...ليه شايفه نفسك إنك أقل من إنك تكوني أختها... كفايه يا "خديجة" لأن أنتِ اللي المفروض ترفعي راسك مش هي.
كل ما تخبرها به "سارة" تعرفه تمامًا لكن ما نسمعه من الغير ليس كالذي يُرسخ داخلنا لأننا نحياه.
شعرت "سارة" بالحزن لأجل صديقتها التي حياتها عبارة عن نبذ وفي داخلها كانت تزداد كراهيتها لتلك الأم والشقيقة.
- هتقدمي للوظيفة وهتتقبلي فيها عشان الست "ريناد" تبطل تباهىٰ بكل حاجه بتملكها من غير ما ټتعب فيها...
حاولت "خديجة" الإعتراض وإخبار "سارة" أنها مكتفيه بعملها على مواقع العمل الحر.
- أوعي تعترضي فاهمه، ولا تبلغي "ريناد" إنك هتقدمي للوظيفة.. خليها تتفاجىء لما تكوني موظفه فيها.
ابتسمت "خديجة" بسبب تلك الثقة التي تتحدث بها "سارة" عن قَبولها بالوظيفة التي لم تتقدم إليها بعد.
- مش عارفه إيه الثقة اللي عندك في إني هتقبل يا "سارة".
وبثقة لا تعرف "سارة" كيف تأتيها وقد استرخت فوق مقعدها.
- قلبي حاسس إنك هتتقبلي وپكره تقولي "سارة" قالت.
يتبع….