رواية وكان لقاؤنا حياة (الفصل الثاني)
أشار الحارس بيده نحو الغرفة الصغيرة التي يسكن بها لحراسة الڤيلا التي دائمًا يقوم صاحبها بتأجيرها.
تحرك الحارس نحو الغرفة ليبحث لها عن شىء ترتديه.
تعلقت عينيّ "خديجة" به ومازالت دموعها تنهمر فوق خديها.
غادرت "خديجة" الڤيلا وهي تضع يديها فوق أُذنيها لتمنع صوت الموسيقى الصاخب من إختراق ړوحها المهشمة.
بخطوات شاردة سارت "خديجة" في ذلك الطريق الخالي من المارة لا تشعر بشىء حولها حتى برودة الهواء التي اخترقت عظامها.
إنها حتى هذه اللحظة لا تُصدق ما عاشته من ړعب على أيديهم، جعلوها كالأضحوكة حتى "ريناد" شقيقتها تعاونت معهم.
استمرت دموعها بشق طريقها إلى خديها وارتفعت أنفاسها عاليًا بسبب شعورها بالإختناق الشديد.
شعر "خالد" بالإختناق بعدما أنهى مكالمته مع "هيلين"، إنه بالفعل كان على وشك إعلان رغبته -لوالديه- بالزواج منها فهو وجد حياته بأمريكا ولا يرغب بالإستقرار بالوطن لكن مۏت والده المفاجئ غَيّر جميع خططه.
أخذته أفكاره لذلك اليوم الذي علم فيه بزواج والده.
كان في مؤتمر طبي بدولة الإمارات وبعد إنتهاء المؤتمر قرر الذهاب لوالده.
« فلاش باك ».
منذ ثمانية أشهر.
- إلى أين أنتَ ذاهب "خالد"؟
تساءَلت "هيلين" التي كانت من ضمن الفريق الطبي المبعوث إلى الإمارات ثم بعدها نظرت لساعه معصمها وأردفت:
- مازال الوقت معنا، ما رأيك أن نتجول بالمدينة إلى أن يأتي موعد طائرتنا.
- اعذريني "هيلين"، يجب عليّ رؤية والدي... أنتِ تعلمين أن والدي لديه أعمال هنا وهذه الأيام هو هُنَا في الإمارات.
مطت شڤتيها پحنق بعدما علمت أن أمر تجولهم سويًا قد ضاع.
- سأذهب لرؤيته ،هو لا يعلم بتواجدي هُنَا.
قالها "خالد" ثم نظر إليها آسفًا.
- أنتَ بالتأكيد لا تريدني أن آتي معك.
تمتمت بها "هيلين" وقد أصاب ملامحها الحزن عندما رأت تردده.
- لا بأس "خالد" ، أنا أعلم أن الوقت لم يحن بعد لتعرفني على عائلتك.