رواية هالة والأدهم بقلم هدى زايد
المحتويات
هو بصراحة ربنا بقى مش أنت تدبسيني في اخوكي و أنا اسيبك تعدي كدا عادي من تحت ايدي
تابعت بخفوت قائلة
دي فرصة عشان هيما يرد كل اللي عمله في زمان بس الصراحة أنا خاېفة على هيما من اخويا
ردت هالة بإبتسامة واسعة
اخويا يعمل اللي يعجبه و بعدين احنا ما بنتهزش يا ماما احنا جامدين قوي
ولج إبراهيم وجد ثلاثتهما في الردهة و الإبتسامة لا تفارق شفتاهم ابتسم و قال بجدية مصطنعة
في مساء نفس اليوم
كان أدهم يختم حديثه بهدوء قائلا
أنا كدا عرفتكم دنيتي فيها إيه و مش محتاجة من هالة حاجة غير شنطة هدومها حتى دي مش عاوزاها كمان
ردإبراهيم و هو يضع ساق فوق الأخرى و قال بغطرسة
و الله يا أدهم ياخويا أنا كان بودي أخد وادي معاك في الكلام عادي كدا بس أنا للأسف
رد أدهم و قال پغضب مكتوم
الخاتمة
سحب إبراهيم نفسا من لفافة التبغ ثم نظر له و قال
إن شاء الله من غير مقاطعة زي النهاردا السنة الجاية
إمتى احنا متفقناش على كدا يا هيما !!
قالتها ليالي وهي تضع أطباق الحلوى جلست حذاء أخيها الذي نظر لها وقال
جوزك بيحاول يستفزني ها!
معلش يا حبيبي دلوقتي هايعرف غلطه
على الرغم من قصر المدة إلا إنها لم تعترض أمام إبراهيم بناء على تعليمات أدهم الذي كاد أن يبكي من فرط توسله له .
بعد مرور أسبوع
جلست هالة على المقعد المجاور لمقعد أدهم بينما كان هو يضع كفه في باطن كف اخيها يردد الكلمات خلف القاضي الشرعي و الإبتسامة لا تفارق شفتاه انته أخيرا و ردد الجميع في آن واحد.
سقطت دموعها إثر فرحتها و خۏفها الشديد في ذلت الوقت وقف أدهم و معه هالة ضمھا في لهفة و حب نظر إبراهيم لزوجته و قال باستفسار
ألا إيه حضڼ كتب الكتاب دا يا ختي مكنش على أيامنا !
ردت ليالي و قالت بنبرة مغتاظة منه
لا كان موجود يا حبيبي بس أنت اللي كنت مستعجل في كل حاجة و ضيعت عليا أحلى أيامي
خلاص هنعملوا دلوقت
لا خلاص بعد إيه ! هي الحاجة بتيجي قبل و بعد
ياستي المهم تيجي
لا شكرا مش عاوزاها
وترجعي تقولي أنا مش نكدية و إن أنا اللي نكدي اهو خليكي فاكرة !!!
وقف أدهم يتراقص مع هالة وسط القاعة في أضواء خاڤتة لكز إبراهيم حبيبته الهائمة في هذا المشهد الرومانسي و قال
ما تيجي تتضمني و ننسى الدنيا زيهم
مالت ليالي برأسها على كتفه و الإبتسامة تزين ها لثم جبهتها و هو يمسد على ظهرها بحنان بالغ احتوى حزنها في لحظة هادئة رغم أن هذه المرة مرتها الثانية في الحمل إلا إنها أكثر عصبية و ڠضب يحاول قدر المستطاع تفهم هرموناتها تلك
و لكن على ما يبدو أنه لن يفهمها مهما حدث .
بعد مرور ستة أشهر
كاملة
لم يحدث شيئا جديدا يذكر سوى قلق هالة الذي يتزايد داخلها و تحاول إخفائه بسبب تأخر حملها
بينما كان أدهم ير أن الأمور تمر بشكل طبيعي و أن لايوجد تأخر كما تتدعي لا ينتهي الشاجر بينهما على أبسط الأسباب و لكنها قررت أن تتوقف عن عصبيتها تلك في هذه الفترة تحديدا كان أدهم جالسا جوارها يرتشف القهوة في صمت تام بينما نظرت هي له و قالت
هو عمك بيعمل معاك كدا ليه مش عاوزك تكبر و لا تبقى ناجح زيه ليه !
عشان عاوزني أفضل تحت طوعه من الآخر كدا كان رسمني إني جوز بنته
ضحكت بصوت مسموع حتى انهمرت الدموع من عيناها و كأن القدر لا يريد أن يختبر غيرها نظر لها أدهم ولا يعرف مالداعي لكل هذه السخافات التي تفعل وقت النقاش الذي يدور بينهما وقفت عن مقعدها و قالت بجمود
طلقني يا أدهم
نظر لها نظرات مغتاظة ثم قال بضيق
بس يا هالة بس ربنا يهديكي و بطلي جنان
أدهم أنا مش مچنونة و بقلك طلقني
رد أدهم و قال بعصبية لا تقل عن عصبيتها شيئا
ما هو لما تقولي طلقني و احنا لسه متجوزين مكملناش ست شهور يبقى جنان لما تفضلي تتضحكي زي الهبلة و أنا طالع عيني و مش عارف أحل مشكلتي ازاي يبقى جنان لما تدوسي على كل حاجة بيني و بينك عشان حضرتك عاوزة بس تطلقي يبقى دا عين الجنان يا هالة
غادر أدهم الشقة و هي تركض خلفه كي تلحق به و تجبره على المواجهة لكنه لم يمتثل لأوامرها تلك
و صفع الباب خلفه بقوة فتحته و قالت بوعيد
ماشي يا أدهم و الله العظيم ما هاسيبك
صفعت الباب وجلست خلفه ضامة ساقيها أمام صدرها ظلت تبكي حتى كادت أن تفقد وعيها
مر اليوم و لم يأتي أدهم و لا تعرف أين هو كانت حائرة لا تعرف ماذا تفعل تخبر أخيها أم لا فإن أخيرته سيقف بجانبه كما يفعل دائما
حاولت أن تصل إليه و لكن دون جدوى ظلت
تجوب الردهة ذهابا إيابا و عيناها لا تبرح ساعة الحائطة لتجد أن الساعة تجاوزت الخامسة فجرا و لم يأتي و بعد مرور عشر دقائق تقريبا أتى و هو لا ير أمامه مازال لم يتحدث معها تجاهلها متجاوزا إياها ولج المرحاض ثم خرج بعد أن اغتسل افترش بجسده على السرير ارخى جفنيه وقبل أن يغط في نوما عميق سألته بنبرة حادة قائلة
كنت فين يا بيه و راجع لي وش الفجر!و لا فاكرها وكالة من غير بواب !
هالة لمي الدور أنا تعبان و محتاج أنام
سألته بنبرة ساخرة و قالت
هو في دكتور محترم يقول لمي الدور !
رد على سؤالها بسؤالا بنبرة لا تقل عن نبرتها و قال
و هو في دكتورة عاقلة تتخانق مع جوزها وش الفجر !
ولها ظهره و قال بهدوء وهو مازال مغمض العينين
نامي وقول اللهم اغزيك يا شيطا ن بدل ما هو راكب راسك كدا
لم تمتثل لأمره و ظلت جالسة حتى صباح اليوم التالي كانت الساعة التاسعة صباحا حين كان واقفا ينظر لصورته المنعكسة في المرآة يصفف خصلات شعره بأنامله بينما هي كانت تأكل أناملها من فرط الغيظ نظر لها و قال بنبرة ساخرة
طب و بعدين هتفضلي كدا تأكلي في نفسك كتير !
لم تعقب على سؤاله شاحت بوجهها بعيدا عنه
بينما هو سار تجاهها جلس على جافة الفراش
و قال بنبرته الحانية
متزعليش مني امبارح كنت
متابعة القراءة