رواية أحببت طفله ثائره بقلم شيماء فرج
المحتويات
داخل مكتب من أهم مكاتب إدارة الأمن العام بمديرية أمن الاسكندريه أختلطت أصوات مجموعه من الشباب والبنات بثورة عارمه ضد موقف أحد الظباط من تجمعهم ورفضهم لقرارات عميد كلية التجارة وتنظيم المظاهرات المعارضه له ومن بين هذه الأصوات ارتفع صوت فتاة من ضمن المجموعه ومن عباراتها ظهرت وكأنها قائدة المجموعه ترفض تدخل الأمن فى ماأسمته بمظاهرة سلميه
مؤيد وهو يطرق بكفه الغليظ على سطح مكتبه بااااااس أنت وهو وهى ايه شوية طلبه فشله عاوزين يمشوا الجامعه على مزاجهم وفى الاخر على أمن الجامعه
ثانيا انا مش زعيمه ولا حد فينا زعيم كلنا زى بعض مجموعة طلبه مظلومين من نظام مستبد
مؤيد بانفعالانتى مجنونه يابنتى مش عارفه بتتكلمى مع مين انتى كمان بتعترضى على النظام
شادن واضح ان حضرتك فهمتنى غلط انا بعترض على نظام الجامعه والدكاترة إللى بيحددوا درجاتنا بنسبة مبيعات اصداراتهم من كتب ومراجع مش بيحددوها بمجهودنا ولا ثقافتنا نظام عقيم واحنا رافضينه
شادن معترضهحضرتك أنا قولت اسمى شادن الجمال مش باربى
مؤيد بابتسامهبس أنا بقى من اول ماشوفتك وأنا حاسس انى واقف وقدامى عروسة الباربى
كان تشبيه مؤيد لشادن بأنها شخصية الرسوم المتحركه والدمية معشوقة البنات باربى تشبيه دقيق مما جعل جميع زملائها ينظروا إليها وهم يحاولوا كبت ضحكاتهم فهم أيضا يرونها هكذا ويعلمون جيدا أن هذا التشبيه يستفذ اعصابها وانها تغضب بشده منه
شادنممكن أفهم انتوا بتضحكوا على ايه ..على فكرة انا عارفه واعتقد احنا فى موقف يستاهل اننا نركز وندافع عن نفسنا مش تضحكوا عليا
كانت شادن تكلمهم بصوت يكاد يكون مسموع ولكنه وصل إلى مسامع مؤيد واستشعر ڠضبها ولكنه شرد بذهنه فى هذه الفتاه فكيف يكون مظهرها كالأطفال وبداخلها ثائرة شجاعه وقويه لا تهاب شئ ..فاق من شروده على أصوات مشاحنات بين المجموعه امامه
مؤيد ايه انتوا نسيتوا أنتم فين وايه إللى هيتعمل فيكم
حالة من الذعر أصابت الجميع فهم ولأول مرة يتواجدوا بهذا المكان مثل المجرمين والارهابيين معتادوا الاجرام وكل مايعرفوه عن هذا المبنى ان الداخل به مفقود كما تعودنا جميعا ان نستمع فهم ليسوا أصحاب نشاط سياسى حتى يتعرضوا لهذا الموقف
مؤيدايه سكتوا يعنى وانتى ياقائدة المسيرة ماعندكيش حاجه تقوليها
شادن والله ياافندم لو حضرتك هتصدقنا هنتكلم لكن لو مش هتصدق تقدر تحولنا على النيابة وهى تبث فى أمرنا
مؤيد وقد تدفقت الډماء بعروقه مما أدى لبروزهاحلو اوى ماتيجى تقعدى مكانى وتعلمينى اعمل ايه ومااعملش ايه ..بنت انتى انا همشيهم كلهم وانتى إللى هتشرفينا هنا
شادن بقوة وشجاعتهانا ماعملتش حاجه غلط وقولت لحضرتك قبل كده اسمى شادن ايه بنت دى
مؤيد وهو يضغط على زر موضوع بمكتبه أنا هخليكى تقولى انا أسمى بنت ..لا وايه هنسيكى اسمك ده خالص إللى انتى فرحانه بيه وبعدين تعالى هنا ايه الاسم الغريب ده يعنى ايه شادن
وقفت تنظر له وتتأمله وكأنه خرجت له رأس أخرى وبداخل عقلها ټلعن هذا المچنون كيف له ان يطلب معنى اسمها ويسخر
منها فى نفس الوقت وماذا يقصد بأنه سينسيها أسمها
قطع عليها لحظات الشرود والتأمل دخول احد العساكر الذى تم استدعائه من قبل مؤيد وهو يؤدى التحية العسكرية
مؤيد خد الأنسه ع الحجز الانفرادى لحد مانحولها النيابه
الطلبهياافندم هى ماتقصدش حاجه ولو هنخرج نخرج كلنا او نكون معاها ونتعرض كلنا ع النيابه
مؤيد لا ياشهم منك ليه انتوا هتخرجوا وهى لأ
احد الطلبهلكن ده مش عدل حضرتك هى عملت ايه يعنى
وأثناء هذه المجادلات كانت شادن ترتجف داخليا ولكنها لم تظهر خۏفها مهما كلفها الأمر
مؤيد بانفعال وحده كلمه واحده من غير مناقشه يلا خدها من هنا واخلى سبيل الباقيين
نفذ العسكرى الأمر وبدأ بجذب شادن وإخراجها من الغرفه الخاصه بمؤيد واخبار زملائه بتكملة إجراءات إخلاء سبيل بقية الطلبه
وصلت شادن إلى غرفة الحجز الانفرادى ووجدت مقعد من الخشب جلست عليه وهى تضم جسدها بذراعيها وبدأت دموعها تنساب على بشرتها الحليبيه..سمحت لخۏفها بالظهور ولم تكن تعلم أن الغرفه المحتجزه بها مراقبه بالكاميرات وان من قام باحتجازها يتابع تحركاتها بمنتهى الدقه وقلبه لم يطاوعه على فعل أكثر من ذلك بتلك البريئه التى خطفت قلبه من النظرة الأولى اما عقله فكان يرفض عنادها وتحديها وقرر تأديبها حتى لاتضع نفسها بهذا الموقف مرة أخرى فبالرغم من اعجابه برأيهم ورفضهم للقرارات الظالمة الا انه لم يعجب بتحديها له هو شخصيا
كان على يقين تام ان لاتهمة لها وانها ستخرج من سراى النيابه بمنتهى السهولة ..ولكنه لم يكن يعلم أن قلبه سيتعلق بها وأنه زج بها للمكان الخطأ وأنه سيصبح له غريم ينازعه على قلبها
فى صباح اليوم التالى وبعد مرور أطول الليالى على الجميع سواء سيادة الرائد مؤيد الذى بقى ليله بأكملها يراقب غرفة الاحتجاز خشية من ان يصيبها مكروه ويتسبب عناده فى أذية تلك الجنية الرقيقه التى أثرت قلبه من طلتها الأولى
اما شادن فباتت ليلتها تحارب مخاوفها وتجهز بذهنها دفاعتها عن نفسها وقتما تعرض على وكيل النائب العام ولكن كان كل مايؤرقها حال أسرتها الهادئه بعد ما علموا بما حدث لها
أما عن أسرة شادن فبعد أن وصل إلى مسامعهم خبر احتجاز ابنتهم بمديرية الأمن من زملائها وقصوا عليهم ماحدث مع هذا الضابط المتعجرف من وجهة نظرهم
قام والد شادن بمحاولات كثيرة لإنقاذ ابنته فهو أيضا طبيب مشهور ومعظم مرضاه من الطبقات الراقيه وأصحاب النفوذ والسلطة بالمدينه ..ولكن جميع محاولاته كللت بالفشل فكل من يعلم بمكان احتجازها يتهرب من المساعده ولم يكن امامه غير أن يذهب بنفسه للسؤال عن ابنته وعلم أنها سترحل إلى النيابه فى الصباح الباكر وبالفعل كان فى انتظارها على باب المبنى أسرتها بأكملها والدها الطبيب هشام الجمال ووالدتها السيدة الرقيقه شاهيناز سالم والتى تشبه شادن إلى حد كبير
وجاءت لحظة خروج شادن والتى ظلت تتحرك بيد العسكرى الممسكه بها حتى تلقى بنفسها فى حضڼ
متابعة القراءة