رواية أغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
نظرت إليه عاقدة حاجبيها تنتظر توضيحه و بالفعل أكمل
والدتي صاحبة المكتبة الكبيرة دي على فكرة !
أشار إلى المكتبة لتستقيم معه و تتجه حيث أشار تنظر إلى أسماء الكتب و تستمع إليه يكمل بأعين دامعة و قد بدأ صوته يهتز و يظهر به الألم
كانت بتجيب ليا أنا ويوسف قصص الأطفال دي !
أشار إلى أوراق قصص ممزقة و موضوع داخل صندوق مفتوح من الأعلى و قد اتسعت عينيها من هيئة الأوراق التي من الواضح أن أحدهم حاول إصلاحها و ها هو يكمل و يخبرها
و واصل يقول متجنبا النظر إليها
و احنا راجعين عملنا حاډثة اتوفى فيها جدو و ماما ! و دي كانت ذكرى ليها معايا و خرجنا انا ويوسف بكسور خفيفة و بدأت معاملة روزاليا تبقا أسوأ ومعانا انا وأخويا تحديدا و لأن جدو اللي كان مسيطر جدا و متحكم في أسلوبها اتوفى و كمان والدتي اللي كانت بتبعدها عننا مبقتش موجودة رجعت تتعامل أسوأ من الأول و كنت بخاف منها أنا ويوسف جدا صغيرين بقا ! وقتها و زي أي طفل فقد أمه مهما بابا جاب لعب ليا كنت بحن لحاجتها كلها ونقلت كل لعبي أوضة مكتبتها اللي كنا بنقضي أغلب وقتنا فيها معاها وفي يوم اتخانقنا مع سيلا لأنها كسرت لعبة ليا منهم و دخلت والدتها وقتها و ضربتنا وقتها قولتلها اني بكرهها جدا جابت شاكوش كبير كدا من أوضة المخزن و نزلت على اللعب بمنتهي الشراسة ومن خۏفي روحت لأبعد ركن و بقيت بعيط و أصرخ لحد ما والدة سليم جات تجري عليا عقبال ما هديت في حضنها اتبقى المنظر اللي أنت شايفاه دا و يوسف كان ماسك من قصص الكرتون و بيتفرج على الصور قبل ما كل دا يحصل لمحت القصة و ركن القصص بدأت تقطع فيهم و تزعق و تتخانق معايا وأنا مش فاهم عايزة إيه و خوفنا نقول لعمي عاصم لأنه كان متعلق بسيلا جدا و كل دا اتنقل أوضة المخزن في القصر وهو متكسر ومعاه طفولتي و ذكريات أمي و كتبها اللي كانت بتوقعها في الأرض بهستريا ولما كبرت بقا كونت الأوضة دي وكرهي لروزاليا بقا بيكبر معايا و لما عرفت إنها في احتمال صغير تشارك في ورث معانا حلفت إنها مش هتطول أي حاجه مننا خصوصا إنها رمتنا كلنا
رفع يده يمسح دموعه لكنها كانت قد جلست أمامه مباشرة على طرف المكتب و رفعت يديها تزيل القطرات عن وجنتيها و تقول بصوت متحشرج محاولة العبث معه وتجنب إحراجة
عاجبك كدا أهو عيطتني تاني هو دا اللي مش هتضغط عليا !
ابتسم لها و استقام واقفا يسألها بحزن
عرفتي ليه بقا أنا جبتك هنا ! لو كنت وحشة مكنش هيفرق معاك حرف واحد من اللي قولته !
مش يمكن بمثل عليك دلوقت !
هز رأسه بالسلب وهو يجذبها من يدها ويتجه معها إلى الأعلى مرة أخرى يقول
على فكرة أنت فاشلة في التمثيل جدا وسهل يتضحك عليك مش يمكن أنا ألفت القصة دي دلوقت إيه اللي خلاك واثقة فيا
عقدت حاجبيها و هي تراقبه وهو يغلق المكان كما كان و قالت بعبث
وجدته ينتظر حديثها لذلك تنهدت و أكملت بصدق
أنا معنديش شجاعة زيك أحكي حكايتي كدا ! و معنديش استعداد تعطف عليا بنظراتك على الأقل دلوقت اوعدك لما نخلص كل حاجة بينا وقتها هحكيلك ومش هتشوفني تاني بعدها !
عقد حاجبيه و ردد بدهشة
هزت رأسها بالإيجاب و قالت حين وجدت التوقيت يناسب حديثها
أيوا مش دا اتفاق بينا ! هو أنا ممكن أسألك سؤال
أجابها يهز رأسه بإنهاك
أكيد !
ازدردت رمقها و سألته مباشرة
هو عمك اتجوز أميرة إزاي
عقد حاجبيه وقال بدهشة
لأ أنا مكنتش موجود وقتها كنت مسافر و محدش فينا كان بيتدخل في حياة عمي عاصم خصوصا بعد موضوع سيلا !
عقدت حاجبيها هى الأخرى و سألته باستنكار
أنت ليه مقولتلوش على موضوع ۏفاة بنته و هو من نفسه كان يلغي كل دا بدل اللفة دي كلها !
تنهد و أجاب برفض
أنت شايفة عامل معاك إيه من ساعة ما جيتي دا تقريبا مش بيفارقك تخيلي كدا واحد هيتجنن على بنته وبيدور عليها كل السنين دي أقوله لا دي ماټت !!
بللت شفتيها و سألته بترقب طيب و نورهان
عقد حاجبيه و أردف بدهشة مالها نورهان !
أجابته متسائلة بتوتر طفيف لم يدركه يعني علاقتكم بيها زي سيلا كدا وخصوصا إن مامتها مش ألطف حاجه يعني !
تنهد و هز كتفيه بلامبالاة واضحة و أجاب أكيد مش بناخد طفلة صغيرة بذنب أمها الفكرة كلها إن سيلا نفسها كانت شيطانة و ربايتها غلط و يمكن جدتي أخدت بالها من دا في نورهان و هي زي ما شوفتي مسالمة و بريئة !
رفعت خصلاتها خلف أذنها و قالت بهدوء
طيب و لو مكنتش مسالمة وكانت زي سيلا ممكن تحاول تبعدها عن عيلتك
رفع حاجبه بدهشة و أجاب باستنكار
ابعدها عن عيلتي ! هو إيه حكاية نورهان معاك !
قررت إنهاء الحديث حين شعرت أنها سوف تثير الشكوك داخله و قالت ببسمة صغيرة مفيش حكاية أنا بس حابه أعرف هتعمل إيه لو أميرة زي روزاليا كدا
ضيق عينيه و أجابها بجفاء و صراحة
هنفيها من على وش الأرض لكن برضه نورهان شايلة اسم عيلة الجندي و مش ممكن نحاول نضرها !
اتسعت عينيها و سألته پخوف يعني هي لو مش من عيلة الجندي هتضرها
عقد حاجبيه ينظر إليها بدهشة و هي تحدق به منتظرة اجابه شافية ليسألها مباشرة فيه إيه ياسديم أنت تعرفي حاجة عن أميرة و نورهان !
هزت رأسها بالسلب ثم زفرت بإنهاك وقالت وهي تضع يدها فوق رأسها المټألم
أنا مصدعة أوي ومحتاجة ارتاح شوية !
استدارت من أمامه و تحركت إلى الخارج لكنه أوقفها بسؤاله الذي خرج منه بتردد ملحوظ
هتخرجي بليل مع سليم ويوسف !!
وقفت محلها و استدارت تهز كتفيها بعدم معرفة ثم أوضحت قائلة
مش عارفة لسه أنا مش حابة الفكرة بس نور امبارح سمعت يوسف بيقولي تاني و أصرت تنزل النهاردة !
ابتسم لها و ابتهج داخله أن الرغبة آتية من الصغيرة و ليس هي ! و زادت بسمته حين قالت وهي تقف عند باب الغرفة
على فكرة مامتك كانت جميلة أوي و اعتبرني مشوفتش حاجه النهاردة !
حل المساء على المنزل و وافقت سديم على الذهاب إلى العشاء بعد طلب الجدة و عاصم منها وقد أصرت نورهان على الذهاب معهم رغم رفض والدتها في البداية لكنها وافقت حين تحدثت الطفلة أمام الجميع عن رغبتها و ذهبت تجلس بجانب اختها و تخبئ وجهها بجسدها پخوف مما دفع سديم إلى احتضانها و عقد آسر حاجبيه يقول بجدية
وفيها إيه يعني لما تيجي معانا !
جلس سليم بجانب سديم و مد يده إلى وجه الصغيرة يداعبها برفق و يقول بحنو غافلا عن نظرات آسر الذي حدق به و بحركة جسده كأنه يحتفظ بصورة تذكارية
طيب و زعلانة ليه يانور لو عايزة تيجي هناخدك طبعا !
بدأت تبتسم و رفعت رأسها و لازالت تتشبث بخصر سديم و قالت متسائلة بجد ياديمي
وكأنها لا تثق سوى بها هى عل يقين مدهش أنها لن تخذلها أبدا ! مما دفع سديم إلى الابتسام و رفعت يدها تضعها فوق وجنتها و تقول بهدوء
بجد ياقلب ديمي !
بينما كانت داخل عالم آخر و هي تراقب معاملة العائلة تجاه الطفلة و دلالها المحبب على قلوب الجميع كيف يمكن أن يتحطم كل هذا في ليلة واحدة !! و بكلمة واحدة منها !!!
لم تتابع باقي الحديث بل ظلت تحتضن الصغيرة التي ابتهجت بموافقة والدتها و استقامت تجذب ذراعها وتقول بحماس
يلاا ياديمي !
أفاقت من شرودها و استقامت واقفة تسير معها وقد عينيها تعلقت ب أميرة التي تراقب تشبث صغيرتها بتلك الفتاة المحتالة پخوف واضح و ملحوظ مما دفع يوسف إلى القول
مټخافيش كدا ياأميرة احنا ولاد عمها مش هنخطفها يعني دا غير إن أختها سديم معانا !
كيف تخبره الآن أنها تخشى فقط من سديم تلك اللعېنة السارقة التي استحوذت على صغيرتها الوحيدة و أصبحت تشكل خطړ بالغ الشدة عليها بينما روزاليا الكندية والدة سيلا شددت عليها ألا تحاول التحدث مع تلك الفتاة إلى أن تتصرف هي !!!
آثرت الصمت هذه المرة أيضا وهزت رأسها ببسمة صغيرة و بدأ الجميع يغادر المكان استعدادا لسهرة شبابية هادئة بعيدا عن أجواء المنزل التي كادت تدفعه إلى الرتابة والملل !
داخل المطعم الراقي ..
جلس الجميع و بدأت الصغيرة تتأمل الأجواء الهادئة حولها ببسمة مشرقة أدهشت يوسف الذي سألها
أنت مبسوطة يانور
هزت رأسها بالإيجاب وقالت ببهجة واضحة
ايوا أنا بحب ابقا معاكم !
ضحك سليم الذي كان يجاور سديم و قال بلطف
و إحنا بڼموت فيك ! قوليلي إيه
ال الفستان الجميل دا
ابتسمت له الصغيرة بوداعة وخجل ثم قالت وهي تتأمل اختها بنظرات مليئة بالمحبة و ديمي جميلة !
رفعت سديم يدها تهندم خصلات الصغيرة ومالت تضع قبلة صغيرة فوق وجنتها مبتسمة لها بلطف بينما ارتكزت عيني آسر فوق ابن عمه الذي رد بعفوية
انتوا الاتنين أجمل من بعض الحقيقة !
كلماته العفوية أغضبته للغاية و خاصة حين أكد شقيقه يوسف على حديثه وقال
أنا مكنتش اتوقع تنسجموا مع بعض أوي كدا بس سديم حقيقي تتحب عن زمان خالص يعني !
رفعت حاجبها الأيسر و اجابته بدهشة ودا مدح ولا ذم دا بقاا !
ضحك يوسف و اعتدل بجلسته قائلا پخوف مصطنع
مدح ياباشاا مدح جدا كمان !!!
لم يتسمع إلى رد سليم الضاحك حيث استقام واقفا و مد يده إليها حين بدأت الفرقة بالعزف و كأنه يخشى الرفض و يخشى أن يكرر ابن العم فعلته السابقة و يراقصها مرة أخرى أمام أنظار الجميع لذلك قال بهدوء وعينيه تجوب ملامحها الساكنة
تسمحي
نظر كلا من سليم و يوسف إلى بعضهما بدهشة بينما ابتسمت له بهدوء و وضعت يدها للمرة الثانية في هذا اليوم داخل و برغبتها !
اتجهت معه إلى ساحة الرقص و
متوقعتش حركة زي دي منك الحقيقة !
ابتسم لها و رفع حاجبه الأيسر واستنكر يهمس لها
ليه هو أنا مشلۏل ولا إيه ما أنا بعرف اتعامل بدراعي التاني عادي جدا وقريب أوي هرجع تمام زي الأول .
اجابته بهدوء و هي ترفع كتفيها بلامبالاة و تتجه بعينيها تجاه الطاولة التي يجلس فوقها رفاقهم
خلاص وزعلت كدا ليه اقصد إني متوقعتش التصرف دا منك يعني من يوسف أو .. اممم أو من .. سليم مثلا !!
ليه بقاا أنا معملش كدا إيه الفكرة الغريبة اللي وخداها عني دي !
ابتسمت له ثم رفعت حاجبها تقول بدهشة فكرة ايه إنك معقد مبتحبش البنات ولا إن المعاملة دي ليا أنا بالذات عشان مش بتحب تشوفني لكن سليم ويوسف بيعاملوني عادي
اغضبه حديثها للغاية خاصة حين قارنت بين معاملته ومعاملة سليم لها و بالرغم من التنازلات التي يقدمها لأجلها لازالت
ترى سليم أفضل منه !!!! تحدث بنبرة حادة قليلا و قال ساخرا
خدي بالك إن سليم ويوسف بيتعاملوا مع بنت عمهم !
كلماته واضحة للغاية و كأنه يتعمد تذكيرها في كل لحظة أنها المحتالة و أن تلك المعاملة لأجل سيلا و ليست سديم حدق بعينيها بتوتر خاصة حين اختفى هذا البريق اللطيف و العابث من مقلتيها و عادت إلى نبرتها الراكدة معه تقول پألم داخلي
عندك حق ! بس ياريت تاخد بالك إن أنت اللي بتتعامل معايا أنا مفرضتش نفسي عليك !
خرجت من أحضانه و قالت بهدوء أنا صدعت هروح اقعد بقا !
تنهد بحزن حين شعر أنه تسرع للغاية بحديثه لكنه ساخط على كل ما يدور حوله و لا يعلم هل ما يحدث هو الصواب أم أنه يضل الطريق و يتجه خلفها داخل دربها الملبد بالضباب الناعم !!!!
سار بجانبها لكنه توقف عاقدا حاجبيه حين أقبل عليهما هذا الشاب الوسيم و قال ببهجة واضحة
عامله إيه ياسديم !!!!
كان الجميع أمام الطاولة ووقف كلا من سليم و يوسف ينتظران مبادلة سديم إياه و ازداد غضبه حين نادته بلطف تقول كريم !!!
أين سمع هذا الاسم !!! خرجت من أحضانه
أخيرا و بدأت تقدمه إلى الشباب ثم قالت وهي تشير إليه ودا آسر اللي أنت انقذته !!!
تذكره الآن هذا هو كريم الطبيب الذي تحدثت إليه ليلة مرضه و من الواضح أن علاقتهما ليست علاقة صداقة كما أخبرته
حيث كانت تتابع الحديث مع سليم و يوسف و أيضا الصغيرة نورهان التي اهتمت بتواجدها بشكل خاص و كأنها تخشى أن تمل الجلسة أو تبقى وحيدة و لن ينكر أنه لاحظ تصرفها التلقائي مع الطفلة و أعجبه للغاية اهتمامها الخاص بالصغيرة والذي دفع نورهان إلى التعلق بها هو يعلم جيدا أن الطفل يميل إلى الأمان والرفق و هذا ما جعله يؤمن أنها ليست سيئة كما تظهر له !!!!!!
كانت الجلسة هادئة و لطيفة ابتعدت سديم عن الجميع و اتجهت إلى المرحاض تتحدث إلى شقيقتها نيرة تطمئن على أخبارها و تتأكد أنها بخير و أنها بجانبها إن
متابعة القراءة