رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

موقع أيام نيوز


وانا هنزلك.
ماجدة ممتنة له بمحبه
تسلملي يا حبيبي انا تعبتك معايا النهاردة. 
ذهب مالك و تظاهرت هي بالنعاس لتلكزها والدتها.
قومي نامي في اوضتك و بطلي دلع يا شذى. 
شذى بوجه عابث 
دلع ايه يا
ماما واحدة و مش عايزة تسيب مامتها التعبانه يبقى فين الدلع في كده بقى. 
ماجدة محاولة افهامها
يا حبيبتي انا هنام و مش هحتاج حاجة و اللي محتاجك دلوقتي هو جوزك اللي كان جايبلك الشيكولاته يا شذى. 

ضمت حاجبيها بعدم فهم
و فيها ايه يا ماما لما يجبلي شيكولاته بيديني رشوة مثلا عشان عايزني اعملوا حاجه. 
ماجدة بغيظ من ابنتها
اه يا ختي رشوة 
لتزجها بيدها من علي الفراش اقولك على حاجة قومي يا بت انت روحي نامي في اوضتك انا مش عايزكي تنامي جانبي.
وقفت من علي الفراش قبل أن تسقط بضحك و اذا بها تلتف بجانبها من الجهه الاخري ټحتضنها و تقبل رأسها.
شذى بحب
انا بحبك اوي يا ماما. 
ربتت ماجدة على ذراعها و احنتها لتطبع قبلة على وجنتها بحنان.
انا كمان بحبك اوي يا قلب ماما يلا يا حبيبتي اطفي النور و روحي ارتاحي و انا لو حسيت بحاجة هاندهلك.
اومئت لها برأسها و اغلقت إضائة المصباح لها و ذهبت.
فتحت باب غرفتها وجدتها مظلمة فاعلمت بأنه لم يدخلها كان الجو دافئا في هذه الليلة
فاقررت ان تشلح ادنائها من عليها و تنام بمنامتها الداخلية القصيرة.
تمددت على الفراش و جذبت الغطاء عليها لتشعر بأنفاس منتظمة جانبها مدت يدها ببطئ لتتحسس مكانه لتجده غافي بجانبها عاري الصدر
شعرت بالډماء تنفر من عروقها فاشهقت و انتفضت حين رفع ذراعه دون وعي و حاوط خصرها به.
انتفض هو الاخر و اعتدل جالسا ليسقط الغطاء من عليهما منير ضوء المصباح الجانبي الصغير. 
سحبت هي الغطاء عليها تداري صدرها و كتفيها به فاهتف منزعجا بنعاس. 
الله انت مش قولتي هتنامي عند مامتك جيتي ليه
شذي محاولة جذب الغطاء عليها أكثر.
ماما قالتلي عايزه تنام براحتها انت مش قولت انك هاتطلع فوق.
رقد مالك مرة اخري على الفراش غير عابئ بهذا الغطاء الذي سحبته بالكامل معطيها ظهره.
قولت انام انا كمان ساعة و لا حاجة و بعدها هاطلع ماتقلقيش 
ليمد يده و يغلق ضوء المصباح مرة أخرى. شعرت بالاسف من أجله اعتدلت جالسه هامسة له بحزن
انا متشكرة.
الټفت برأسه لها و همس 
بتشكريني على ايه شذي.
ضمت ركبتيها الي صدرها واسندت ذقنها عليهم لتجيبه بشهقاتها و عينها الدمعه.
على كل حاجه يا مالك على انك وافقت اننا نبطل خناق شوية و على انك حاولت تفرحني النهاردة بالشيكولاته و على تعبك مع ماما كمان. 
اعتدل على ظهره مټألما من أجلها 
ودا بقى اللي مخليكي ټعيطي طب يا ستي ماتشكرنيش على حاجة تاني.
عشان مش عايزة ابقى لوحدي انا لما ماما وقعت و روحنا المستشفى النهاردة خۏفت اوي.
مالك محاولا السيطرة على نفسه 
خۏفتي من ايه
بس مانا جانبك و معاكي اهو. 
غمرت وجهها في صدره ولفت يدها حول خصره واجهشت في البكاء....
لاءه انت عايز تسيبني و ماما لو جرالها حاجة انا هبقي لوحدي يا مالك مش هيكون معايا حد 
تقدر بقى تقولي هاعمل ايه و انا لوحدي. 
ضمھا الي صدره اكثر مهدئا لها 
مش هاسيبك حتى بعد ما ننفصل عن بعض برضو هتبقى تحت عيني و هاخلي بالي منك. 
رفعت وجهها له تلومه بدمعها واردفت بكلمه واحدة 
ننفصل! 
مالك رابتا على شعرها هابطا بيده الي عنقها ببطئ.
مش احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده و قولنا هناخد هدنه و مش عايزين نتخانق. 
شذي بحب 
بس انا مش عايزة ننفصل يا مالك.
مالك بضعف أمام جمالها الهادئ 
صدقيني ولا انا كنت عايز كده بس انا مش عايز حد فينا يندم يا شذى.
عمري ما هندم وانا معاك. 
انت قولتي انك مش عايزة واحد ضعيف و انا طول عمري في حالي و مش بحب المشاكل. 
بس بتحبني قولها يا مالك سمعهالي.
ابعدها عن صدره محاولا الالتفات للجهة الاخري هاربا من سحر عيونها.
اقولك ايه بس نامي يا شذى. 
شذي ملتفتة الي الجهه الاخري
انا بجد اسفه ماتزعلش مني و صدقني عمري ما هاطلبها منك تاني و لا هاطلب منك انك ماتسبنيش تاني.
استدار على جانبه الاخر لها ضمھا الي صدره بتملك قبل عنقها من الخلف برفق هامسا لها.
طب ممكن تنامي بقى و سيبيني انام انا كمان. 
شذى محاولة فك يده من عليها. 
شذى مجففه دمعها بيدها
مش كل حاجة انت تعوزها تحصل في حاجات كتير اوي بنعوزها و مابتحصلش.
فقد كل السيطرة على نفسه الأن و همس لها 
عايزة مني ايه بتتعبيني و بتتعبي نفسك ليه. 
شذى بأنكسار وضح عليها 
مش عايزة اكون لوحدي عايزاك معايا حبني و خاف عليا 
ماتسبنيش يا مالك. 
لفها بين يده كاعرائس المريونت و هتف 
بحبك يا شذى. 
اقټحمت قبلته كرزتيها و لم يلقى اي اعتراض منها بل شعر وكأنها تستقبل قبلته بكل ترحيب. 
تتجاوب معه و تهمس بها مرة تلي الاخري و في كل مرة كان يشعر بتجاوبها معه و هو يتحسس جسدها المرمري بكل راحة.
ليلحق صړخة كادت ان تفلت من ثغرها بقبلة طويلة 
معلنا لنفسه و لها بأنها أصبحت زوجته حبيبته شرعا و قانونا.
و
لقد أصبحت زوجته بكامل ارادتها دون أن تزجره او ترتعب منه و تبتعد عنه مثل كل مرة 
مالك هامسا داخل اذنها
لسه تعبانة. 
اومئت له برفق والصقت وجنتها بجانب لحيته.
شذى بشهقات هادئة 
هنعمل ايه دلوقتي مش كنت سمعت كلامي و روحنا شقتنا احسن. 
كان لازم يعني تطلبي الهدنه دي اديني نهيت الحړب كلها وانتصرتي عليا بحبك يا شذى.
كانت تشتد بيدها على عنقه و تلتصق به اكثر واكثر وكأنها تريد أن تسكن بين ضلوعه.
شذى متقبلة شوقه بكل ترحيب 
عشان تبطل تبعد عني و تهددني كل شوية بالانفصال و تحبني بس. 
ضمھا هو الاخر اكثر واكثر لدرجة انها تأوهت من قوة ضمته 
خلاص مافيش حاجة اسمها انفصال احنا بقينا واحد عمري ما هاسمحلك تبعدي عن عيني لحظه واحدة. 
في تمام الثانية صباحا فتح باب المرحاض متلصصا للخارج ملتفتا يمينا و يسارا متمسكا بيدها خلفه وهي مختبئة في جسده. 
شذى هامسه له 
هاه في حد بره. 
مالك بريبة ينظر للأعلي
لاء مافيش يلا اطلعي بسرعه 
وانا هطلع الخلوة بتاعتي أقيم الليل بقى.
شذى بدلال له 
لاءه ماتسبنيش لوحدي تعالى صلى في اوضتنا. 
مالك بسخرية
اطلعي يا شذى الله يهديكي هو انا لو طلعت معاكي هاصلي اصلا. 
جرت من أمامه و هي تضحك وتلهب قلبه بدلالها ليبتسم لها و يعود الي المرحاض ليتوضأ مرة أخرى. 
قبل أن تقبض على باب غرفتها وقفت بفرحة تنظر إلى غرفة والدتها تريد أن تذهب إليها لتخبرها بمدى سعادتها لكن كيف تقول هذا و قد أخبروها منذ اول ايام زواجهم به.
عزمت امرها ان تذهب إليها لكن لن تقول شيئا ستقول انها اتية لتطمئن عليها فقط إن استيقظت. 
فتحت الباب بهدوء ولجت إليها في الظلام وانحنت على رأسها و قبلتها. 
استيقظت ماجدة و عيناها كلها نعاس فاهمست لها بصوت متحشرج 
الله شذى سيبتي جوزك وجيتي ليه.
شذي بتلعثم 
مافيش يا ماما مالك طلع الخلوة بتاعته و انا جيت اطمن عليكي
بس.
ماجدة بسخرية طلع الخلوة بتاعته دانا قولت ربنا هداكم و نمتو بعد الدوشه اللي كنتو عاملينها دي. 
شذى بشهقة
ها يا لهوي عليكي يا ماما انت كنتي سمعانا. 
ماجدة بضحك ههههههه اه ياختي إنما قوليلي انت نزلتي الحمام و..... دلوقتي. 
شذى بخجل منها الله يا ماما بقى. 
ماجدة بضحك اكثر هههههههه ربنا يسعدك و يفرحني بعوضك قريب ياحبيبتي. 
شذى بتفكير عوضي! 
ماجدة موضحة لها اه شدي حيلك بقى و هاتي لينا بيبي صغير كده نلعب بيه و يملي البيت كله فرحة.
شذي بتذكر إن شاء الله يا ماما اصلا مالك بيحب الأطفال قوي. 
ماجدة داعية لهم ربنا يرضيكم ويسعدكم يا رب يا حبيبتي. 
انها الثالثة ظهرا مازلت غافية في فراشها و لم يزعجها اي منهم بأمر من زوجها الذي ايقظها عند اذان الفجر لتصلي خلفه و بعدها تركها تغفو كما تشاء.
ليعود من عمله و يدلف اليها جلس بجانبها على الفراش يعبث في شعرها بحنان.
مالك هامسا لها بهدوء حبيبي مش هيصحي من النوم و يفقولي شوية.
فتحت عيناها بلمعة براقة و همست مالك. 
مالك بفرحه قلب مالك و روحه يا ناس
يلا قومي بقى انا عايز حاجة حلوة على الفطار. 
استدارت شذى معطياه ظهرها بدلع لاء انا تعبانة.
مالك زاماما شفتيه سلامتك يا قلبي يعني هاتفضلي نايمة و سايبة مالك لوحده كده.
لفت وجهها اليه ناظرة اليه مستفهمه عايز ايه يا مالك.
مالك ضاحكا هههههههه على فكرة انا صايم يا شذى و دماغك ماتروحش لبعيد.
شذي متأففه طب خلاص سيبني انام بقى لحد المغرب. 
مالك محزرها خلاص على راحتك نامي بس بقى ابقى شوفي هتقولي ايه يا حلوة لما الحجة مجيدة تسألك سايبة امك تعبانة لوحدها ونايمة كل ده ليه.
قفذت الغطاء من عليها وزجته من جانبها معتدله لتنزلق للأسفل. 
يا لهوي على الكسوف اللي انت فيه يا شذي قولتلك نروح بيتنا يا مالك.
اوقفها سريعا قبل أن تفتح الباب رايحة فين بالبيجامة و بشعرك ده. 
التفتت له بضجر اوف بقى هو انا لسه هالبس الاسدال.
أشار لها بيديه منهيا الحديث ماتحوليش عشان مافيهاش نقاش دي على فكرة.
دبت قدمها في الأرض كالاطفال وجذبت اسدالها من علي المشجب لترتديه. 
وقف هو من خلفها مقبلا رأسها هامسا عايز اكل رز بلبن من ايدك الحلوه دي يلا صلي العصر واعمليه ليا. 
التفتت له بحب و اردفت هاعملك حاجه احلى منه و اشوف بقى هاتعجبك و لا لاءه و قبل ان تقبل وجنته
ابتعد عنها سابقها الي الخارج.
يلا يا شذى الله يرضى عليكي يا بنتي يلا. 
ضحكت بصوت مرتفع و هي تراه يهرب سريعا من امامها. 
ذهبت إليهم بالأسفل و كان وجهها مشرقا بطريقة ملفته لهم لتضم خالتها حاجبيها مبتسمة لها
نموسيتك بامبي يا بنت اختي صح النوم يا أميرة شذى.
شذي بوجنتان بلون حبات الفراولة انا نمت كتير النهاردة معلش اصلي كنت تعبانة شوية.
ربتت ماجدة بحنان على ظهرها
نوم العوافي يا حبيبتي ماجراش حاجة ماهو مالك قالنا الصبح. 
جحظت عيناها والټفت سريعا الي زوجها تنظر اليه بريبة. 
مالك مطمئنا لها طلاما السهر في المذاكرة بيتعبك كده ماتبقيش تسهري تاني. 
تنفست الصعداء و هدئت نفسها واردفت هامسه له حاضر. 
وهنا تحدث ابيه بوجه واجم طب ياريت بقى تسيبك من الكلام الفاضي ده وتقول لينا الموضوع المهم اللي سايبت امك عمايل الاكل عشانه.
رمقته شذى بعين كارهه لا تعلم سبب عداء هذا الرجل لها. 
بينما فاجئهم مالك بجملة اجحظت عيونهم وشهقت أنفاسهم. 
مالك ناظرا الي خالته مبتسما 
ماجدة جايلها عريس.
يا نهار اسود. 
كان هذا رد ماجدة عليه حين تفاجئت بكلماته لتوقفها شقيقتها معنفه.
الحجة مجيدة بفرحة غريبة اسود ليه يا هبله ماهو ابيض بلون الجبس اهو 
قولنا يا واد يا مالك مين يا حبيبي العريس ده.
مالك ضاحكا هههههه بتاع الجبس يا أمي.
الحجة مجيدة يا الف نهار
 

تم نسخ الرابط