رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
المحتويات
ټهديدها الان واضح للجميع حين استدارت لهم قبل أن تبرح ساحة المنزل محزرة بعين كالجمر....
احسن ما يسيل ډم تاني يا ماجدة و صدقيني ابني لو راح مش هيروح لوحده فوتكم بعافيه....
لم يقوي اي منهم على ارجاعه عنها بمجرد ما اغلق باب المنزل خلف هذان الضيفان الغير مرغوب فيهم صعد الدرج سريعا الي تلك المختبئة داخل غرفته.
استنى يا مالك و الله لو مديت ايدك على بنتي ما هايحصل كويس.
هتفت والدته أيضا تحاول اللحاق به ناهرة عصبيته المفرطه
يا واد اهدى وصلي على النبي دي عيلة يا مالك لسه ماتفهمش حاجه.
مالك مرددا بصوت مرتفع
ارجعو انتو الاتنين من ورايا يمين بالله لو واحده فيكم اتدخلت لتكون طالق مني انتو فاهمين.
افتحي البااااااب.
قالها بصياح عالي يكاد يخترق اذنيها لكنها تستحق كل ما سيفعله بها و ستتقبله منه.
تحركت سريعا نحو الباب و فتحته و وقفت منحنية الرأس منتظرة عقابها.
اوصد الباب جيدا و استدار في مواجهتها اذا به يقبض على شعرها بقبضة من حديد.
ايه اللي نزلك من غير نقابك ونزلتي ليه من أساسه انا مش منبه عليكي ماتنزليش ولا هو كلامي مابيتسمعش يا شذييييي.
صړخت متأوهه من قبضته القوية وأنهمرت دموعها على وجنتيها الملتهبتان.
شذى پتألم
اااااه سيبني يا مالك
ايدك بتوجعني.
انتي لسه ش
ليه مش شيفاني راجل قدامك مش هاقدر احميكي واجبلك حقك.
لااااءه طبعا ياااا حبيبي بس انت انضف منهم و ماتعرفش تتعامل مع الأشكال اللي من عينة عمتي دي اصلا.
نفضها بعيدا عنه قبل أن يرق قلبه لها ملقي عليها اوامره كالعادة
اسمعي بقى يا بت انتي انا اكتر حاجه بكرها في الدنيا ان حد يصغرني و يقلل من شائني قصاد الناس
قال جملته و وقف يبدل ملابسه الي جلباب ابيض حريري الصنع.
شذي بتوتر من حديثه
بس انا كده مش هبقي على راحتي زي ما قولتلي.
ط.. في راحتك ياختي هو انتي عايزة ترتاحي و تعصبيني انا.
طب انت رايح فين دلوقتي
بغضها بكلماته اللازعة و تركها و ذهب
اروح و لا اجي مايخصكيش انتي مالكيش دعوه بيا نهائي
تسمعي اللي اقوله تنفذيه من غير ولا كلمه وابقي حاولي تكسري كلمه من كلامي أو تتلاعبي بيا زي ما عملتي امبارح
يمين بالله ما هتبقى على زمتي ساعه واحده بعدها يا شذى.
افزعتهم صڤعة الباب اندهشو وهم جالسين على الاريكة بجانب بعضهم حين رؤوه يترجل بوجهه الغاضب
دون أن يلتفت اليهم وعلى ما يبدو أنه قد شملهم هم أيضا بالخصام.
همت ماجدة بالجري صاعده للأعلى لتطمئن على ابنتها
لتحاول شقيقتها تهدئتها بكلمات ساخرة
بتجري كده وراحه على فين يا مخبلة انتي.
ماجدة ملقيه عليها نظرة غاضبه
رايحه اشوف بنتي اللي سامعه صريخها من فوق بوداني و ابنك لجمني خلاني ماقدرتش احوشها من ايده.
وقفت الاخري على مضض تناديها
هيه استنى يا اختي اما اتسند عليكي مانا مش جيلي من وراكم غير ۏجع القلب.
تعجلت ماجدة في خطواتها بأنزعاج
اطلعي براحتك يا مجيدة هو انا لسه هاستناكي ت.
فتحت باب ابنتها و هي تصيح لها
اومال صريخها دا كان ايه يا مجيدة كان بيزغزها يا اختي.
شذي!
عمل فيكي ايه يا قلب امك
كانت جالسه مكانها على الفراش شعرها اشعث عيناها تزرف الدمع بغزارة تكاد لا ترى من كثرة بلل اهدابها.
مالك خاصمني تاني يا مامااااااا
قالتها بصړاخ لتجحظ عين والدتها و تتعجب على حب ابنتها المفرط له
ماجدة بغيظ منها
بقى پتصرخي عشان مالك خاصمك واللي هو عامله فيكي ده مالوش اي تأثير على
كرامتك
ولا انتي خلاص مبقاش عندك كرامه.
شذى بدفاع عن زوجها
انتي فاكره عمل ايه يعني هو ماعملش حاجه انا اللي ماحترمتوش
قللت منه قصاد واحده ماتستهلش حتى انها تقعد معاه.
واديه رجع خاصمني تانييييي.
ولجت مجيدة إليهم منبهه عليها
ويكون في علمك طول مانتي صوتك عالي كده و مابتسمعيش كلامه هايفضل يعاملك بالطريقة دي
انتبهت لها شذي و رمقتها بنظرة غاضبة لتصيح فيها...
انتي السبب اصلا.
شهقت مجيدة رابته بيدها على صدرها.
انا يا بت
ليه يا اختي هو انا اللي قولتلك تقفي
بقلة أدبك دي و تعلي صوتك وسط الرجاله.
شذي نافيه برأسها مؤكده بلسانها.
لاءه بس مش انتي اللي قولتليلي اني لازم اكون قوية مش لازم افضل العيلة الضعيفة اللي بتعتمد على غيرها في كل حاجه.
مجيدة مؤكده
في فرق بين انك تكوني قوية وانك تكوني قليلةال.... يا... امك هو انتي يوم ما تكوني قوية تبقى قوتك على حساب كرامة جوزك.
احنت رأسها بحزن و همست
لاءه طبعا انا ماقدرش اعمل كده.
مجيدة معنفه اياها
اديكي عملتيها ياختي شوفي بقى هاتصلحي اللي عملتيه ده ازاي.
اصلحه ازاي بس
بأنك تسمعي كلامه وتحاولي توطي حنجرتك دي شويه و ماتقفيش قصاده تاني.
شذي پبكاء
طب هو راح فين دلوقتي ده خاصمني و سابني و نزل.
جلست الحاجة مجيدة بجانبهم على الفراش و بلا مبالاه مما يفعلوه هم الاثنان تمدد لتريح جسدها.
هايكون راح فين يا عين خالتك راح الضريح عشان يصلي الجمعه
واطمني مش هايجي من هناك الا لما يهدي خالص قومو يلا روحي انتي و امك حضرو الغدا وسيبوني ارتاح شويه بقى
الا قرايبكم دول جم قلو راحتنا من صباحية ربنا.
مازال على وضعه وجهه مكفهر حاجبيه منعقدان لا يتحدث مع احد فقط يشغل نفسه بتنظيف المسجد وفرش الحصائر استعدادا للصلاه.
لكن ما يشغل تفكيره الان هي كلمة ابيه التي ألقاها على مسامعه قبل أن يرحل عنهم ويتركه على عنده و تعصبه هذا.
اغلق باب المنزل وقف خلفه يحاول ان يهدئ و يفكر في ټهديد تلك السيدة اللعوب والذي كان واضح جدا لهم جميعا.
الا ان يد اباه بدئت تخرجه عن تفكيره حين وجده يربت على كتفه بهدوء
الشيخ حسان
والله و جيه اليوم اللي نلاقي فيه ناس غريبه عننا لا نعرفهم ولا يعرفونا جاين لحد بيتنا ېهددونا وعايزنا نشهد بالزور يا دكتور.
رفع حاجبه الأيمن متسألا ابيه الحل
اعمل ايه يا ابويا ورطه و اتحطيت فيها مش بأردتي اه بس خلاص بقى امر واقع.
طلقها وسيبها يا مالك....
انتفض أثر تلك الكلمه اللعينه!
أدار رأسه له پغضب بالفعل قد اخطئت لكن ذلك ليس بعقاپ هين هو أيضا لن يقوي على بعدها عنه بعد أن صرح لها
بأنه عاشق متيم في حبها.
انت بتقول ايه يا ابويا صحيح هي غلطت و انا اقدر اعاقبها لكن مش لدرجة العقاپ ده.
فتح الشيخ حسان باب المنزل منفعلا
خلاص انت حر بس انا بقولك اهو طول ما البنت دي على زمتك مش هتشوف
من وراها خير.
اغلق السيارة و التف ليلحق بتلك التي جرت بطفوله لتجلس على السور الخرصاني بجسد يرتعش من شدة البرودة لكن قد ظهرت عليه الفرحة.
مالك مردفا بضحك اللي يشوفك وانتي بتجري و بتصقفي زي الأطفال كده يقول انك كنتي في سجن وخرجتي منه.
بادلته شذى الضحك لاء وانت الصادق ده السمك رجع لبحره تاني.
بتحبي إسكندرية اوي كده.
اه جدا.
نظر الي عيناها المختبئة تحت وشاحها يطلب الاجابه قبل أن يلقى عليها بالسؤال.
هيي روحت فين
مالك مبتسما لها مافيش انا معاكي اهو عايز أسألك سؤال بس خاېف من الاجابه بصراحه
شذي بمراوغة سؤال من بره المنهج ولا من جوه المنهج.
مالك بسخرية لاء من جوه منهجي انا يا خفيفه.
شذي بحب اسأل يا مالك.
لو خيروكي انك ترجعي تعيشي هنا تاني في اسكندرية في سلام و المقابل انك تسبيني يا شذى هتختاري ايه
بدون اي تردد اتته الاجابه سريعا حين هتفت بلهفه واضحه عليها.
هختارك انت طبعا.
تجري امامه و تحثه على الجري معها كاجنية بحر تسحره و تسحبه معها.
أخيرا فاق حين وجدها تحثه على فتح السيارة وتناديه بصوت مرتفع.
غرقنا يا مالك افتح العربيه بسرعه.
غرقنا!!!
نظر الي ملابسه وجدها مبلله قد تناثرت عليها المياه لكن كيف هذا و لا يوجد مطر
مالك مندهشا المياه دي جات منين
شذي بضحك و هي تجلس داخل السيارة.
سلامة النظر و الاحساس يا دكتور الموج ضړب في الصخر و غرق السور و احنا قاعدين عليه ههههههههه.
اغلق بابها بعد أن اندفعت بالداخل ساخرا من نفسه على ما تفعله به صغيرته الشقية.
ازاي ماحستش للدرجة دي خطفتي قلب الدكتور يا شذى.
جلس على مقعده بجوارها وادار محرك السيارة وهو يتمتم بكلمات شبه غاضبه.
عاجبك كده ادي اللي اخدناه من قاعدة الكورنيش هانقابل الناس ازاي بهدومنا المبلوله دي.
شذي باندهاش ناس مين
مالك بأنزعاج انتي نسيتي اهل حسام اللي هانقعد عندهم في شقته.
شذي متذكرة ايوه ايوه افتكرت خلاص مش لازم نروح دلوقتي خلينا نلف في اسكندرية شوية ولما لبسنا ينشف نروح.
مالك نافيا كلماتها لاء طبعا كده ممكن تمرضي الجو برد لوحده اصلا.
شذي متقمصه دور الحزينه ماشي بس افتكر انك لسه ماجبتش الايس كريم.
هاجبلك لما نستقر في الشقه.
لاء خلاص بقى انا كان نفسي اكله على الكورنيش.
الاختبار الثاني لها إذ انه سألها و كنتي هاتكليه ازاي بقى و انتي لابسه النقاب.
كنت هارفعه عادي!!
فاجئه الرد بهذه الطريقة السلسه السريعه ككل اجابتها السابقه لكنها هذه المره احزنته.
كده بسهوله ترفعيه طب ولزمته ايه بقى لبسك له يا شذى.
احنت رأسها دون اجابه ربما خشيت ان تجيبه فيتفاقم الحديث بينهم و يتشاجرا مره اخرى ليعم الصمت بينهم و تجنب كل منهم الاخر الي ان وصلوا الي وجهتهم داخل
حي العصافره.
تعجبت لما رأته قد توقف أمام بناية عالية و يبدو انها حديثة البناء يحتل اسفلها متاجر للجزارة.
لم تبرح مكانها بل استكانت هادئه و ترجل هو خارج السيارة يستقبل الترحيب بحرارة من هؤلاء الرجال وعلى ما يبدو انهم على علم بوصوله.
وقف هو يستقبل ترحيب من والد صديقه و تهنئته أيضا له بالزواج وتحدث معه قليلا ثم التف حول السيارة ليفتح بابها و ينزلها منها لتلقي السلام عليهم.
مالك معرفها للرجل شذى مراتي يا عمي.
الرجل مرحبا بها بسعادة أهلا و سهلا يا بنتي مشاء الله يا زين ما اخترت يا دكتور.
مش عايزك تخافي و لا تقلقي من حاجه انتي هنا وسط عيلتك و بين اخواتك و اللي يحاول بس يزعلك يبقى يخطي عتبتنا الاول لو يقدر طول ما انتي و جوزك هنا لازم تعرفي انكم في حماية ربنا و بعدها حمايتنا.
اكتفت بإيمئة بسيطه من رأسها و لم تتحدث بينما رد هو بدلا منها شاكرا الرجل بأمتنان.
متشكر اوي
متابعة القراءة